|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
مهارة التعامل مع مصروف الجيب د. زيد بن محمد الرماني لما كانت الخبرة بالمال والإنفاق في الطفولة تؤثر في خبرات الفرد في مراحل العمر المتعاقبة، أصبح مصروف الجيب من الأساليب الجيدة التي يمكن للوالدين أن يستخدماه في تطويع الطفل اقتصاديًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا، خصوصًا أن الطفل لا يدركه بوصفه بُعْدًا اقتصاديًّا فقط؛ بل يُضفي عليه كثيرًا من المعاني النفسية والاجتماعية والشخصية، فمن خلاله يشعُر الطفل بالاستقلالية، والاعتماد على النفس، والمسؤولية، والمساواة مع الآخرين، فضلًا عن الشعور بالخصوصية التي يتمتَّع بها الكبار، فهو إذًا خُطوة مهمة من خطوات تكوين الذات والشخصية، يتعلم الطفل من خلالها أساليب ونماذج سلوكية تتضح في الادِّخار والاقتراض والاستهلاك والبيع والشراء. يقول د. أكرم زيدان الخبير النفسي: على الرغم من أهمية مصروف الجيب بالنسبة إلى الطفل، فإن كثيرًا من الآباء يجهلون قيمته وأهميته النفسية والاجتماعية والشخصية، وينصبُّ اهتمامُهم على البُعْد الاقتصادي فقط، فكثيرًا ما يَمنح الآباء أطفالَهم مصروفَ الجيب للأسباب التالية: 1- بدافع ألَّا يشعُر الطفل بالنقص والدونيَّة بين أقرانه. 2- بدافع من المسايرة الاجتماعية لما هو سائد في المجتمع. 3- بدافع من الزَّهْو والافتخار والاستعراضية. وتتضح النظرة الاقتصادية من جانب الوالدين إلى مصروف الجيب في الدعاوى الكثيرة التي تقول: إن مصروف الجيب ليست له قيمة، ولا داعي له ما دام الطفل تتحقق كلُّ حاجاته من مأكل ومشرب وملبس، ووسائل لعب وترفيه. صحيح أن الطفل قد تتحقق حاجاته المادية الفسيولوجية، لكن قد تغيب عنه مطالبه ورغباته النفسية والاجتماعية؛ لذا يجب على الوالدين أن يُدركا الأهمية النفسية والاجتماعية لمصروف الجيب، وأن أهميته لا تنبع من كفايته أو عدم كفايته بالنسبة إلى الطفل؛ بل في أنه مهارة تساعد على تنمية الذات والشخصية من خلال تعليم الطفل كيف يتعامل معه. وعندما نتحدث عن سيكولوجية مصروف الجيب، نجد أن هناك كثيرًا من الأسئلة التي تطرح نفسها مثل: هل هناك فروق ثقافية واجتماعية في نصيب الطفل من مصروف الجيب؟ وما طبيعة العلاقة بين العمر ومصروف الجيب؟ وفي أي مرحلة عمرية يجب على الآباء أن يمنحوا الطفل مصروف الجيب؟ وما الشكل المناسب لإعطائه: يومي أو أسبوعي أو شهري؟ وما المهارات النفسية والاجتماعية التي يمنحها للطفل؟ وهل من علاقة ارتباطية بين الطبقة الاجتماعية وإدراك مصروف الجيب؟ وهل من الأفضل أن نمنح الطفل مصروف الجيب مقابل بعض الأعمال المنزلية اليسيرة؟ وهل يجب أن نحاسب الطفل على مصروف الجيب وفي أيٍّ أنفقه؟ في العام 1989 أُجري مسح شامل على معدلات مصروف الجيب في بريطانيا، واتَّضح أن متوسط مصروف الجيب أسبوعيًّا يُعادل دولارًا ونصفًا، ويزيد كلما تقدَّم الطفل في العمر، كما اتضح أيضًا أن الأطفال الذكور يحصلون على مصروف جيب أكثر قليلًا من الإناث، وأن أعلى معدل لمصروف الجيب هو في أسكتلندا. وفي دراسة بعنوان: (مصروف الجيب: دراسة في التربية الاقتصادية)، حاول فرنهام وتوماس أن يُوضِّحا دور العمر والمستوى الطبقي في مصروف الجيب وسلوكيات كل طبقة نحوه، وأوضحت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين يبلغون 12 عامًا، عادة ما يحصلون على مصروف جيب أكبر من الأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارُهم 7 أعوام أو يزيد قليلًا، وهذا يعني أن العمر يرتبط بمعدلات الزيادة أو النقصان في مصروف الجيب، وأوضحت الدراسة أيضًا أن الأطفال الكبار يُشاركون في كثيرٍ من الأنشطة الاقتصادية من خلال مصروف الجيب؛ مثل: الادِّخار والاقتراض أو الإقراض والتسليف. وفي دراسة بعنوان: (دور مصروف الجيب في التطبيع الاجتماعي للمُراهقين)، أوضح كلٌّ من ميللر ووينغ أن كثيرًا من المراهقين يعتقدون أن مصروف الجيب فرصة تربوية لتنمية الاعتماد على النفس، وأنه يُساعد على اتخاذ كثير من القرارات الاقتصادية، فضلًا على أنه وسيلة من وسائل تدعيم الفرد وتطبيعه اجتماعيًّا فيما يتصل بمفهوم الذات. وفي دراسة لـ مارشال بعنوان: (العلاقة بين إعطاء مصروف الجيب ومعلومات الأطفال ومسؤولياتهم نحو المال وبعض الممارسات الوالدية الأخرى)، أوضح فيها أن هناك بعض المميزات التي يكتسبها الأطفال من مصروف الجيب تتمثل فيما يلي: 1- الخبرة في التعامل مع المال وكيفية استخدامه. 2- تشجيع الطفل على الكسب المالي والعمل خارج المنزل. 3- اتساع خبرات الطفل ومدركاته، خصوصًا في الإنفاق والادِّخار. ويوضح أبراموفيتش وزملاؤه أن مصروف الجيب يُنمِّي قدرات الطفل المالية، ويُكسبه القدرة على تثمين الأشياء وتقديرها، لكن هذه القدرة لا ترتبط بمقدار مصروف الجيب - من حيث كفايته أو عدم كفايته - بقدر ما ترتبط بالتوجيه الفعَّال من قِبَل الوالدين على استخدامه بطريقة صحيحة. وإذا كانت بعض الدراسات أشارت إلى ضرورة حصول الذكور على مصروف جيب أكبر من الإناث، وبعضها الآخر أشار إلى العكس، وبعض ثالث اتَّخذ موقِفًا وسَطًا بضرورة تساوي الأطفال بغض النظر عن الجنس (ذكورًا أو إناثًا)، فيجب أن نُشير إلى أن ذلك يرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع؛ من حيث العادات والتقاليد والمعايير، خصوصًا أن كثيرًا من الآباء يمنحون مصروف الجيب لأطفالهم على اعتباره نوعًا من العادات الاجتماعية، وليس وسيلة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |