لمن يريد الاستمتاع بالحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5033 - عددالزوار : 2183258 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4614 - عددالزوار : 1463984 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70650 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16878 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9155 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32396 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2934 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-06-2019, 09:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,183
الدولة : Egypt
افتراضي لمن يريد الاستمتاع بالحياة

لمن يريد الاستمتاع بالحياة (1)
عبدالمجيد قناوي





إن كل إنسان - ذكَرًا كان أم أنثى - لا يريد أن يحيا حياة سعيدة مطمئنة فحسب، بل يريد أن يتذوق لذَّات الحياة والاستمتاع بها، وهذا يتطلب صحة الجسم، وتوفر العقل المنشئ للأفكار والإرادة القوية.

والصحة ليست في معافاة الجسم من الأمراض، وإنما هي نشاط لا يلين ولا يَضعُف، واعتماد دائم على النفس، وعمل جادٌّ مستمر، متواصل ومُلحٌّ، لنشدان السعادة، وبلوغ الأهداف العالية، الرَّاقية والمتميِّزة.

ضغوط الحياة العصرية وتأثيرها على الاستِمتاع بالحياة:
إنَّ ظروف الحياة العصرية الصعبة بفظاظتها وقساوتها، قد تؤدي إلى جفاء العلاقات الاجتماعية بالنفور والكراهية بين الناس، وتنامي بشاعة السلوك البشريِّ وقساوة الإنسان تجاه أخيه الإنسان، التي يُمارسها بطرق وأساليب متنوعة ومتعدِّدة، في أغلبية بقاع العالم.

والسيولات من الفيض الإعلامي الذي يلاحقه (أي الإنسان) أينما كان، في جلساته ببيته، أو في لقاءاته مع أحبائه وأصدقائه، أو في سيره العادي اليومي، أو في الطرقات والأسواق، تهزُّهُ في اليوم عشرات المرات بهَول ما يقع يوميًّا من مآسٍ.

وكل ذلك باسم أو تحت شعار ما يُسمى بالحضارة، التي كلما تقدَّمت أمعن الناس في التكلُّف والمصانعة، وقيَّدوا أنفسهم بتقاليد قاسية.

هل تركَتْ - أو تَترك - للإنسان المعاصر ما يبعث في نفسه الأمل والسكينة، حتى ينظر للحياة بمنظاريِ الخير والفضيلة اللذَين هما مكوِّنان أساسيان من الجمال، ومحرِّكان داخليان للتمتُّع به؟!

لا نعجب أبدًا مما نُشاهده يوميًّا حولنا من بلادة الطبع، ومِن عدم مبالاة مِن أغلب الناس فيما يَجري حولهم، ومِن لهف الربح، وكسب العقارات والمال بالطرق الشرعية وغير الشرعية.

الكثير يشعر بالقلق والتوتُّر، وبعدم الثقة فيما هو موجود، الكل يُعادي الطبيعة البشرية الجميلة ويراها "ضعفًا" فيَبتعد عن الاستمتاع بما فيه من نقاء ومتعة وجمالية.

فحربه مُتواصلة ضد البيئة التي يَحيا فيها، رغم أنه منها يستمدُّ أسباب بقائه في هذا الوجود.


مداخل الذوق الجماليِّ للإنسان:
إنَّ مِن واجب الإنسان التحرُّر من هذه الظروف (ظروف الحياة العصريَّة)؛ وذلك بالعودة إلى جوهر الحياة المتمثِّل في الطبيعة النقية، وتذوق ما فيها من جماليات مختلفة ومُتنوِّعة؛ وذلك بالنظر إلى الحياة من زواياها المختلفة؛ ليضمن الإحاطة بأوفر حظ مِن الصَّواب، وبلوغ الأهداف لتحقيق اللذات التي تنفعه وتسعده.

وحسب ما توصَّلت إليه بعض الدراسات والأبحاث البيولوجيَّة، والجغرافيَّة، والسيكولوجية، التي قام بها العلماء أفضت إلى أنَّ المناظر الطبيعية التي تشتمل على العناصر التالية:
1 - وجود الماء؛ خاصة النظيف المتجدِّد.

2 - النباتات الخضراء ذات الأوراق اليانعة، المُبهجة للناظرين إليها، والمرتبطة بوجود الفاكهة والطعام والزهور بشكل عام.

3 - وجود أماكن مفتوحة كبيرة تقدِّم الفرصة المناسبة لحرية الحركة.

4 - وجود الأشجار الكثيرة الملتفَّة والمتفرِّقة، ووجود شجيرات خفيفة كثيفة الأغصان؛ ممَّا يقدِّم نوعًا من المأوى.

وغيرها ممَّا لم نذكره (من العناصر)، تكون هي أكثر البيئات إثارةً لسرور الإنسان وارتياحه وشعوره بلذة الجمال الطبيعي، فبعض الأماكن تكون:


بينما بعضها الآخر يكون مثيرًا للكآبة والنُّفور والبُعد.

والإنسان بطبيعته وعاداته يميل إلى تفضيل الأماكن التي توفر له الطعام الكافي والماء، والمأوى، والمعلومات.

والإحساس بالجمال، والميل نحوه نزعة فطرية متجذِّرة في أعماق النفس البشرية، وهو شعور موجود لدى الإنسان البدائي، مثلما هو عند الإنسان الأكثر تحضرًا، والنفس الإنسانية السَّويَّة تميل إلى الجمال وتشتاق إليه، وتنفر من القبح في شتى صوره، وتُقيم عنه بعيدًا، إنها:


والنفوس السَّويَّة تُثير لديها الإعجاب وتتفاعل معها روحيًّا؛ إذ تتحوَّل لديها شعرًا، وأنشودة، وعبادة، وإجلالًا، وتسبيحًا وتعظيمًا لمبدِع هذه الطبيعة وخالقها.

فأي شيء في الطبيعة مادي أو معنوي، بعدما تراه يقع لدى الإنسان السَّوي ما يُسمَّى "الإيثار" فيُثير لديه الإعجاب ويتفاعَل مع الشيء روحيًّا.

يقول الكاتب الأديب حسن الزيات[1]:



[1] حسن الزيات: كاتب وأديب، ولد في 1885، وتوفي في 1965، يلقَّب بصاحب "الرسالة الثقافية".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.26 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]