|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الجود في رمضان علي صالح طمبل ما أجمل أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في جوده وكرمه في رمضان وفي سائر الشهور، فهو عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة، والنموذج الأسمى للبشرية جمعاء. وقد جاء في الحديث الذي اعتبره بعض العلماء قاعدة في الجود النبوي: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَد ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)[1]. قال ابن حجر رحمه الله: (يعني إنه في الاسراع بالجود أسرع من الريح، وعبَّر بالمرسلة إشارة الى دوام هبوبها بالرحمة، وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميع ما تهب عليه. وفي الحديث: (ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقال لا)[2][3]. فالجود ليس قاصراً على المال كما يظن البعض، بل يشمل أوجه المعروف كافة، فهناك الجود بالعبادة، والجود بالعلم، والجود بحسن الخلق، والجود بالطعام، والجود بفضل الظهر، وغيرها من أنواع الجود التي تستعصي على الحصر. فرمضان شهر الجود بالعبادة، من صلاة وقيام وذكر وتلاوة قرآن، ومن أعظم ما يُتقرب به إلى الله جلَّ وعلا في هذا الشهر تلاوة القرآن، ومدارسته، وتدبره، وتفسيره، وشرح معانيه؛ كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل عليه السلام. وهناك الجود بالعلم، فمن رزقه الله علماً أنفق منه، والعلم يزيد بكثرة الإنفاق والسخاء، ومن خير ما يتقرب به إلى الله جلَّ وعلا تعليم القرآن الكريم، ولو مقدار آية؛ كما كان يحث على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)[4]، وقال عليه الصلاة والسلام: (بلغوا عني ولو آية)[5]. وهناك الجود بفضل الظهر الذي يحتاج إليه الكثيرون، خاصة في هذا الشهر الكريم حين يشتد حرُّ الشمس، ويصيب الناس من العناء والتعب الشيء الكثير؛ امتثالاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (منكان معه فضلُ ظَهرٍ؛فليعد به على من لا ظَهر له، ومنكانله فضلٌ من زاد؛فليعد به على من لا زاد له)[6]. ويُستحب في هذا الشهر الفضيل الجود بإفطار الصائمين لنيل الأجر المترتب على هذا العمل الصالح؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا)[7]. وليس من الجود زيادة أسعار السلع استغلالاً لحاجة الناس لشراء مستلزمات الشهر الفضيل، كما ليس من الجود زيادة أسعار المواصلات العامة وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها المسلمون، بل الجود تخفيض أسعار السلع والخدمات، وأن تشرك الجيران وعابري السبيل في فطورك؛ وكل ذلك بمناسبة شهرٍ كريمٍ كان فيه قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس، وأجودهم بالخير. [1] رواه البخاري. [2] رواه البخاري (3274). [3] فتح الباري (1/ 31). [4] رواه البخاري (4739). [5] رواه البخاري (3274). [6] رواه مسلم (172). [7] رواه الترمذي (807).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |