نور من بدر! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60094 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57495 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 261 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2019, 02:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي نور من بدر!

نور من بدر!


أحمد بن عبد المحسن العساف



كتب الله لأمّتنا ألّا تنكسر مهما غاصت في وحل الضّعف أو غرقت في ردغة الآثام، ولم يعاقبها بالتّيه فجعل القرآن العزيز كتابًا خالدًا تتدبره وتعمل به، وسخّر عدول عباده لتدوين السّنّة المشرّفة كي تقبس الأجيال منها الصّواب والرّشاد، وأكرم آخرين برواية السّير والمغازي لتغدو منهلًا مأمونًا تستوهب الأمّة منه ماء الحياة والعزّة.

ومن أحداث السّيرة التي لا تنُسى، معركة بدر الكبرى، يوم الفرقان المبين، الواقع في اليوم السّابع عشر من شهر رمضان المبارك من السّنة الثّانية للهجرة، في موضع بدر القريب من المدينة النّبويّة، ومع غزارة ما في هذه الواقعة من عبر، إلّا أنّي سأقف مع بعضها تفاديًا للإطالة، على أمل أن يكمل القرّاء الباقي، والباقي كثير.

فأصل خروج المسلمين كان للاستيلاء على قافلة تجاريّة قرشيّة، يعوضّون بها أموالهم التي نهبتها قريش أو احتجزتها، ولذلك لم يصدر أمر بالنّفير، ولم يُؤاخذ من تخلّف؛ لأنّ الاستدعاء فقط لمن كان على أهبة الاستعداد فلا وقت للانتظار، وشاء الله سبحانه وأراد غير ما اجتهد المسلمون لنيله، فكانت العاقبة نصرًا معنويًا وماديًا في جوانب عسكريّة وسياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وتعليميّة ودعويّة، وما أعظم إرادة الله لنا، وما أحرانا بالتّسليم إذا اجتهدنا ثمّ صرفتنا أقدار الله عمّا سعينا له، فالخيرة تخفى، والله يعلم السّر وأخفى.

كما كانت جميع المقاييس الماديّة ضدّ المسلمين في يوم بدر؛ فهم الأقلّ عددًا وعتادًا، والمعركة أقرب لأرضهم، وغالب محيطهم يخالفهم أو لا يحالفهم، وهي أوّل تجربة للقتال، لكنّهم بذلوا كلّ سبب، وعمروا قلوبهم بالصّدق والإيمان مع التّوكل، فشاركتهم الملائكة، وصار يومهم يوم الفرقان، ونالوا فضلًا ونصرًا وسابقة، وأيّ غنيمة أكبر من نظر الله إليهم، وغفرانه لهم؟

ومع ثقة النّبي وأصحابه بموعود الله، فقد أجادوا التّحضير العسكري للمنازلة، بداية من اختيار الموضع الأفضل بالنّسبة لأماكن الماء والشّمس ورؤية العدو، إضافة إلى إرسال العيون وتقصّي الأخبار، ثمّ تقدير عدد الأعداء من خلال طعامهم اليومي، وانتهاء بترتيب الجيش على هيئة صفوف تشبه صفوف الصّلاة وتخالف عادة العرب في معاركهم، وفيها دروس حرب واستخبارات واستشراف لمن وعى، ولم تصرفهم هذه الجوانب الواقعيّة عن نشدان المثال الأسنى بالصّلاة والدّعاء والالتجاء إلى الله؛ فكان المدد جمعًا من الملائكة على رأسهم جبريل عليهم الصّلاة والسّلام.

وحين أقبلت قريش، ورأى عتبة بن ربيعة جيش المدينة وما في سيماهم من عزيمة على النّصر أو الشّهادة، خشي أن يتعاظم القتل فتكثر الثّارات داخل قريش انتقامًا للآباء والإخوان والقرابة، فنادى في قومه أن يرجعوا وينسبوا العودة إليه، وهو ذات مطلب أبي سفيان بعد نجاة قافلته، لكنّ غطرسة القوّة، وطغيان الباطل، وجنون العظمة، حالت دون قبول أبي جهل الذي أراد قرع الطّبول وسماع الغناء والاستمتاع برقص القيان، فآل مراده إلى أعظم حسرة له ولصناديد قومه لحظة سحبت جثثهم إلى قليب يسمعون نداء النّبي الذي كذبوه ولا يقدرون على جوابه، ولو أطاعوا عتبة صاحب الجمل الأحمر لما خابوا كما أخبر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وما أنفس الرّجل الرّشيد ساعة الأزمات.

وبخلاف عنجهيّة زعماء قريش، فتح النّبي الكريم باب المشاورة لأصحابه، وسألهم مستطلعًا آراءهم خصوصًا من الأنصار، فسمع منهم ورأى ما يسعده نبيًا ويرضيه قائدًا، وبادله القوم التّقدير والتّوقير، فبنوا له عريشًا محكم الحماية، مرتفعًا للاستطلاع، وأطاعوا أمره ولم يختلفوا عليه، وما أحوج الأمّة إلى تلاحم قواعدها مع قادتها، وآكد ما يحقّق ذلك وحدة الهدف ووضوحه، وصدق جميع الأطراف في ابتغاء المصلحة الشّرعيّة العليا.

وبعد عودة جيش المدينة ظافرًا عقب بدر، استمر المسلمون في مراكمة القوّة كمًا وكيفًا، وكسبوا موضع النّدية بسرعة فائقة، ولم يبطرهم هذا النّصر أو يركنوا إلى لذيذ ذكراه تاركين الاستزادة والإعداد، وبالمقابل نجم النّفاق الذي تخنسه القوّة، وغدت المواجهات القادمة، ومحاولات الاختراق، وعقد الأحلاف أكثر حتميّة، وهو ما نجم عنه أحداث جسام في أحد والخندق، بيد أنّ العاقبة للمؤمنين، وتلك الأرض يورثها الله من يشاء من عباده، كما فتح مكة لعبده الطّريد منها، وأغنمه خيبر خير مال لأخبث الأعادي، وأخاف به الرّوم ساعة العسرة، وأخرج إليه الوفود مسلمة أو مستسلمة، فالفتح والفرج من أمر الله وفي سابق علمه لمن أخلص وآمن وأحسن.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-05-2019, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نور من بدر!

نظرات في كتاب "الرسالة المحمدية" :المقال الثانى


نظرات في كتاب "الرسالة المحمدية" لسليمان الندوي رحمه الله.

بنداود رضواني

المحاضرة الثالثة: الجانب التاريخي للسيرة النبوية.


تنقلنا هذه المحاضرة إلى ساحة السيرة المحمدية، أو قل هي بداية الحديث المباشر عن "الرسالة المحمدية"، والتي ينقل فيها المحاضر إجماع العالم على أن الإسلام هو أحفظ الأديان لأقوال وأفعال وتقارير نبيه على الإطلاق، بل ويشهد على ذلك حتى أغرض أهل الإستشراق وأعتاهم، من أمثال الألماني "شبر نغر". فعلم الرجال، وفن الجرح والتعديل، علمان خالصان للإسلام دون سواه، وعلى الرغم من الشبهات التي أثارها التبشير والإستشراق، حول صحة الأحاديث، والشكوك المزعومة التي نسجت حول تدوين السنة العطرة، بزعامة "جولد تسيهر"، إلا أن جميعها تحطمت -أولا- على صخرة علوم الحديث النبوي، ثم تلاشت على إثرها-ثانيا-، نتيجة التجاهل المقصود بالخصائص المتفردة لطريقة جمع السنة وتدوينها. ولإبطال هذه المزاعم والشبهات نجد الشيخ الندوي بين الفينة والأخرى، يستدعي لهذا الغرض الشواهد القرانية والتاريخية، والحديثية، مصحوبة بالأدلة المنطقية والعقلية، وليختم في الأخير -المحاضرة- بسؤال إنكاري قائلا: " دلوني على أي مؤسس دين أو زعيم مذهب لقي هذا الإهتمام، ونال هذا التحري والحيطة، وفاز بهذه العناية البالغة في تدوين سيرته وأحواله، وترتيب أقواله وسننه وهديه من قبل أتباعه" ؟؟.

المحاضرة الرابعة: الكمال والإحاطة والشمول في السيرة النبوية.

لا تجدي التاريخية شيئا لصاحبها، إذا سلب شرط الكمال، والحكم على كمال الشخص، وجب أن تكون حياته مبرأة من النقائص والمعايب، في جميع نواحيها ظاهرة جلية.
وحياة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، كتاب مفتوح منذ الولادة، إلى لحظة التحاقه بالرفيق الأعلى، بل إن الصحابة رضي الله عنهم لم يألوا جهدا في نقل دقيق الأحوال النبوية، حتى ذكروا باب ماجاء في نعل، وخف، واتكاء رسول الله، فما البال بعظيم أمور الرسالة المحمدية وجليلها؟.
لقد كان كاملا عليه الصلاة والسلام خارج بيته وداخله، بين أصحابه ومع أعدائه، كاملا في صبحه ومساءه، في حضره وسفره، وفي سلمه غزواته، في بشاشته وغضبه، ومع زوجاته وأهل بيته،.....
لقد اتضح لنا- يقول صاحب "الرسالة المحمدية": " أن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تحمل في طياتها الكمال في أنظار من عرفها".

المحاضرة الخامسة: الجامعية والشمول في السيرة النبوية.

هناك مظهران للجامعية والشمول في السيرة النبوية حسب سليمان الندوي:
-أولها، يظهر في ما تعج به الدنيا من الأعمال المتنوعة، والمهن المتباينة، والأصناف المختلفة من الناس، فمن الناس السلطان والرئيس والحاكم، ومنهم المحكوم والمرعي، ومنهم القاضي، ومنهم الغني والفقير. وكل صنف من هؤلاء بحاجة إلى أسوة عملية، وقدوة مثالية، يجعلونها منهجا لحياتهم. والرسالة المحمدية تدعو كل الأصناف، من الناس إلى اتباع السنة النبوية، " ومن ثم ثبت لنا من وجهة نظر الإسلام هذه أن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنما تتصف بالشمول والإحاطة."، يقول المحاضر.
-المظهر الثاني: ويبرز في تقلب هذا الإنسان نفسه، بين أعمال وأفعال، وأحوال وأوقات مختلفة، فهو يمشي ويقعد، يأكل ويشرب، ينام ويستيقظ، يعلم ويتعلم،....فهذا حاله في عالم الجوارح، أما في عالم العواطف والأحاسيس، فكل حال له عمل قلبي جديد. ومشاعره الخاصة، فمرة يغضب وأخرى يرضى، مرة يفرح وأخرى يحزن، أحيانا يعاني من المصائب والمشكلات، وأحيانا يحظى بالنعم والخيرات.
وبالجملة فالإنسان في حاجة إلى قدوة وأسوة، لكل ما له علاقة بأعمال الجوارح، وكذلك إلى سيرة عملية تسيطر على القوى الطاغية، والمشاعر الجامحة، والنفوس المتمردة.
وإثراء للبيان، ينقل المحاضر المتلقي إلى عالم التدريس والتعليم، فيقارن بين الجامعات والمدارس التي تدرس علما خاصا أو فنا واحدا، وبين الكليات ذات التخصصات العديدة، ثم يخلص قائلا: "أصحاب كلية خاصة واحدة، أو متخصص فى فن واحد...، لايستطيعون وحدهم إن يغطوا حوائج المجتمع"، بخلاف الكليات التي تضم تنوعا وتعددا في الفنون والعلوم.
والحال أن الجامعة المحمدية تضم كل الأقسام العملية والكليات الفنية، والتي التقى فيها أصناف البشر، فنبغ فيها أصحاب الفراسة الإيمانية والذكاء المتوقد، كالصديق والفاروق وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وغيرهم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. يقول رحمه الله عن المدرسة المحمدية: " إن بركاتها وفيوض أنوارها عامة شاملة للجميع، والدعوة عامة لكل الأقوام والملل،وسائر البلاد والعباد على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وطبقاتهم.".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.72 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]