حب الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119286 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024299 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301530 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40256 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367132 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-04-2019, 12:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي حب الله

حب الله
أمير بن محمد المدري



الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(فاطر:15).
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المتقين وأشرف المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله - عز وجل -: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)، اتقوا يومًا الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل.
مع من سيكون اللقاء؟ وعن من سيكون اللقاء والحديث؟
مع حب الإله الكريم العظيم الغفور التواب، وإلى من لا يحبون الله مع عدم استغناءهم عن بره، وإلى من يدعون محبة الله دون أن يوافقوه طرفة عين.
مع المحبة المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب، أثمرت أنواع الثمار، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب، وفرعها متصل بسدرة المنتهى.
أخي المسلم: - تعال معي لنملأ قلوبنا أنا وأنت حباُ لله.
تعال لنعيش دقائق نغرس حب الله في قلوبنا.
أخي: - كم هي نعم الله عليك بالليل والنهار؟
أخي: - من عافاك؟ من سترك؟ من أمَنك؟ من أعطاك؟ من حماك؟ من رزقك؟ من وهبك؟ إلا الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أحبوا الله لما يغذوكم به)) صحيح.
ومن أجل هذه النعم:
نعمة الإسلام: فلو لم يكن بحبك ما كان سماك باسم الإسلام، ولا وسمك بسمة الإيمان.
عبد الله: - هل كان لك أدنى فضل في كونك مسلماً؟ هل يزعم أحد منا أنه دعا ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلماً ففعل؟.
أخي: أيها المسلم كان من الممكن أن تكون حطباً لجهنم تولد على الكفر وتموت عليه، ولكنه يحبك جعلك مسلماً.
عصمك من عبادة العبيد وأسجدك لمن خلق الملوك والعبيد.
حماك من السجود للصنم وأخضعك لمن خلقك من العدم.
- سبحانه وتعالى-!!
ما للعباد عليه حق واجب *** كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله أو نعموا *** فبفضله وهو الكريم الواسع
أخي: - لماذا لا تحبه وأنت تسمع قوله - جل وعلا -: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(آل عمران:26).
عبد الله: لأنه يحبك أرشدك إليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته.
- سبحانه - خلق فأبدع وسمى نفسه البديع، وجَمل فأتقن فهو الجميل.
عجباً!! كيف لا يعبده من رأى آثاره؟ وكيف لا يعرفه من لمح أنواره؟
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)(الإسراء:44).
وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير، وتنتفض روحاً حية تسبح الله. فإذا الكون كله حركة وحياة، وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية، ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال.
وإنه لمشهد كوني فريد، حين يتصور القلب.. كل حصاة، وكل حجر، كل حبة، وكل ورقة، كل زهرة، وكل ثمرة، كل نبتة، وكل شجرة، كل حشرة، وكل زاحف، كل حيوان، وكل إنسان، كل دابة على الأرض، وكل سابحة في الماء والهواء ومعها سكان السماء كلها تسبح الله وتتوجه إلى علاه، فلا اله إلا الله.
عبد الله: أبعد كل هذا تهجره وتنساه وتتركه إلى غيره!!
عبد الله: لماذا تتودد إلى من يجافيك وتجافي من يتودد إليك؟!
- سبحانه - من إله يتعرف إلى خلق عنه معرضون!!
فيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة وفي *** كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء كل له آية *** تدل على أنه الواحد
أخي الكريم: من تحب أكثر مالك أم الله؟!
اسأل نفسك: من أغلى شيء في حياتك؟ أهلك دنياك أم الله؟؟.
إياك يا عبد الله أن تحب شيء مثل حبك لله أو أشد!!
قال - تعالى -: (ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)(البقرة: 165).
إنهم يحبون الله نعم، لكنهم يساوون هذا الحب بحب آخر، ويوم القيامة يقول أمثال هؤلاء: (تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:98).
قال - تعالى -: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة:24).
نعم، إن هذه العقيدة لا تحتمل لها في القلب شريكاً؛ فإما تجرد لها، وإما انسلاخ منها. وليس المطلوب أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد والمال والعمل والمتاع واللذة؛ ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة.. كلا، إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب، ويخلص لها الحب، وأن تكون هي المسيطرة والحاكمة، وهي المحركة والدافعة. فإذا تم لها هذا فلا حرج عندئذ أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة؛ على أن يكون مستعداً لنبذها كلها في اللحظة التي تتعارض مع مطالب العقيدة.
الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة (وشيجة الدم والنسب والقرابة والزواج)، والأموال والتجارة (مطمع الفطرة ورغبتها)، والمساكن المريحة (متاع الحياة ولذتها). كل هذا في كفة، وفي الكفة الأخرى: حب الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- وحب الجهاد في سبيله.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفَى، وسلام على عبادِه الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، العليّ الأعلى، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صاحب النّهج السوي والخلق الأسنى، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه.
وبعد:
قال أحد السلف: "مساكين أهل الدنيا! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها. قيل: وما ذاك؟ قال: محبة الله، ومعرفة الله".
عبد الله: جِرب علَق القلب بالله وحده، أخرج منه كل شوائب الدنيا وشهواتها، وقف مع الله.. واسأله أن يوّفقك ويزيدك محبة له.
اسمع موسى -عليه السلام- وهو يقول كما قال - تعالى -: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (طه:84).
يا رب أنا قادم إليك، أنا منطلق إليك، لماذا؟؟ لأرضيك، فأرضى عني يا أرحم الراحمين.
وهذا إبراهيم -عليه السلام- يقول كما قال - تعالى -: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الصافات:99).
وهذا نبيا محمد - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله ويقول: ((اللهم إني أسألك حبك -هل هذا يكف؟ لا- وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربني إلى حبك))، ((اللهم ما رزقتني مَما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب)).
عبد الله: كل إنسان يعاملك ليربح منك ويكسب عليك، أما الله يعاملك لتربح أنت وتكسب منه؛ فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة؛ لأنه يحبك، والسيئة عليك واحدة وهي أسرع شيء إلى المحو.
دمعة واحدة تمحو آلاف الخطايا، وخطوة قصيرة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب، كيف لا وقد سمى نفسه الغفور.
- سبحانه جل وعلا – يشكر اليسير من العمل، ويمحو لكثير من الزلل، لأنه يحبك. أسمع إليه وهو يقول: ((إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن هو عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة)).
وقال - جل وعلا - كما في الحديث القدسي: ((إذا تقرب إليّ عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلَيّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)).
- سبحانه -.. ماذا يكسب منك؟ ماذا سيربح عنك؟ حاشاه هو الغني، لا تنفعه طاعاتنا، ولا تضره معاصينا، هذا كله لأنه يحبك.
إذاً.. لماذا لا تحبه وتجعل حياتك كلها في رضاه؟
لأنه يحبك ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة نزولاً يليق بجلاله، فينادي الجموع الغافلة والأجفان النائمة بلطيف قوله وحلو ندائه فيقول: ((هل من سائل فأعطيه سؤاله، هل من مستغفر فأغفر له)).
يا أخي.. يا عبد الله: أليس لك إلى الله حاجة في أمر دنيا أو في أمر آخرة؟
هل استغنيت عن ربك،؟
هل استكفيت حاجتك منه؟
هل حللت كل مشاكلك؟
هل تخلصت من متاعبك؟
رد علي وأجبني، ألا تشكو قسوة القلب؟ ألا تعاني هجر القرآن؟ ألا يسوؤك حالك مع الله؟ ألا يواجهك ضيق عيش؟ أو عقوق ولد؟ أو مرض؟ أو وقوع في بلاء؟
إذاً هلم إليه إن كان يواجهك شيء ارفع شكواك، قدم نجواك هنا في الثلث الأخير، هنا فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان وجنات النعيم الدنيوي والكرم الإلهي. قف مع الله وقل:
أنا العبد الذي كسب الذنوبا *** وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا *** على زلاته قلقاً كئيبا
أنا العبد المسيء عصيت سراً *** فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري *** فلم أرعَ الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بُلجِّ بحر *** أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا *** وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا الغدّار كم عاهدت عهداً *** وكنت على الوفاء به كذوبا
فيا أسفي على عمر تقضّى *** ولم أكسب به إلا الذنوبا
ويا حزناه من حشري ونشري *** بيوم يجعل الولدان شيبا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي *** إذا ما أبدت الصحف العيوبا
ويا حذراه من نار تلظى *** إذا زفرت أقلقت القلوبا
فيا من مدّ في كسب الخطايا *** خطاه أما آن الأوان لأن تتوبا
عجبا لك يا عبد الله!! ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وجعل دونها الحرس والحجاب، وتنسى من بابه مفتوح إلى يوم الدين.
لأنه يحبك لا يزداد على كثرة السؤال جوداً وكرماً، - سبحانه - هذا حبه لك، فأين حبك له؟ لو ناداك أبوك يطلب منك منفعة له لأجبته، وهذا هو الله -العلي العظيم- يناديك فتنام عنه.
لو أسدى إليك أحد أصحابك معروفاً ثم طلب منك أن ترده في السحر لما تأخرت عنه.
إذاً لم التأخير مع من أنت مغمور في بحر نعمه، أين رد الجميل يا ناكر الجميل؟ اسمع يا عبد الله وتأمل مع كثرة معاصيك تواتر إحسان الله إليك.
قواك على طاعته، وأعانك على بره، وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك.
غرس في قلبك غرس الفطرة فعَرفك نفسك قبل أن تطلب.
أسجد الملائكة لأبيك، بل وطرد إبليس من سمائه وأخرجه من جنته وأبعده عن قربه؛ لأنه لم يسجد لك وأنت لم تزل بعد نطفة في صلب أبيك.
أخي: هل لا زال قلبك بعيداً عن الله إلى الآن؟
أخي: هل امتلأ قلبك حباً لله؟
اسمع إلى من أحب الله وأحبهم الله.
عبد الله بن جحش –رضي الله عنه- قبل أحد يرفع يديه إلى السماء: يا رب أسألك أن ترزقني غداً رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فسأقتله، ثم أسألك أن ترزقني رجل آخر من الكفار أقاتله ويقاتلني فأقتله، ثم أسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله، ثم أسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فيقتلني، ويبقر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني، فأتيك يوم القيامة هكذا، فتقول: فيما حدث هذا؟ فأقول: فيك ومن أجلك يا رب. فيقول: صدقت.
(إنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ
وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111).
يقول سعد بن معاذ –رضي الله عنه-: "والله يا رسول الله لقد رايته بعد المعركة قد جدع أنفه وبقر بطنه وقطعت أذنه وحوله اثنين من الكفار"، الله أكبر صدق مع الله فصدقه الله.
عبد الله: إذا فرح الناس بالدنيا فأفرح أنت بالله.
عبد الله: إذا أنس الناس بالناس فأنس أنت بالله.
عبد الله: إذا استغنى الناس بالناس فاستغني أنت بالله.
عبد الله: إذا تودد الناس إلى الناس فتودد أنت إلى الودود الرحيم.
واتصل به واطرق بابه، وقل له: مسكين يا رب فتصدق عليه.
واتصل به واطرق بابه، وقل له: أنا عبد ك الفقير المسكين.
سئل الجنيد: ما هي صفات من يحب الله؟ فقال: "هو عبد ذاهب عن نفسه متصل بربه، إن تكلم فعن الله، وإن سكت فمع الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن نطق فبالله ومع الله".
كان ابن عمر –رضي الله عنهما- يدعو على الصفا والمروة وفي مناسكه: "اللهم اجعلني ممن يحبك، ويحب ملائكتك، ويحب رسلك، ويحب عبادك الصالحين".
وكان حكيم بن حزام الصحابي الجليل –رضي الله عنه- يطوف بالبيت ويقول: "لا اله إلا الله نعم الرب ونعم الإله، أحبه وأخشاه".
وقال الحسن البصري في قوله - تعالى -: (يا أيتها النفس المطمئنة): "النفس المؤمنة اطمأنت إلى الله واطمأن إليها، وأحبت لقاء الله وأحب لقاءها، ورضيت عن الله ورضي عنها، فأمر بقبض روحها فغفر لها وادخلها الجنة، وجعلها من عباده الصالحين".
لله در القائل:
فليتك تحلوا والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
هذا وصلوا عباد الله على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)، اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.41 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]