|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المعدن الأصيل! رعد الزويهري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، ثم الصلاة على من لا نبيَّ بعده، محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وبعد: فنقطة الخلاف تبيِّن مدى التباعد والتقارب، وتجعلُك تكتشف الطرفَ المقابل، وتستخرجُ كميَّات من الحقائق. ستجدُ مَن يُفسِّر الأمور الباطنة التي لا يَعلمُها إلا علَّام الغيوب تفسيرًا غريبًا فـإذا لم تَسِرْ على منهجهم - خيرًا كان أو شرًّا - فأنت عدوُّهم، وسيعملون على إقصائك، هكذا تجد بعض الأفراد! (الاختلاف في الرأي لا يُفسِدُ للودِّ قضية) فعندما تطرح اقتراحًا أو رأيًا ما، لا يعني أنك تنقص من قدر ذلك الشخص، فمن يتبع هذه الطريقة، فهذا دليل واضح على أنه يعاني من مشكلة ما. مَن يسلك هذا الاتجاه، فعليه أن يتعلَّم فنَّ الحوار والأدب، وأن كل إنسان له نمط معيَّن يختلف عن الآخر في طريقة التفكير والكلام والهوايات... وهو أمر مُشاهَد ومسموع؛ فانظر حولك وتأكَّد من ذلك. إذا علمت أن البشرَ يتفاوتون، ولا يتشابهون كليًّا، ألا يجعلك هذا الأمر تعذِر الآخر؟ وحتى الطلاب يتفاوتون في فَهْم الدرس من المعلم، فربما المعلم يستخدم أسلوبًا يهمل الجانب البصري، وقِسْ على ذلك بنفسك. قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ [فاطر: 27]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]. إذا لم يكن هناك اختلاف لَرأيتَ الجميع إما صالحين أو طالحين، علماء أو عوامَّ...؛ لذلك مَن فهم هذا الجانب استراح باله، و ثلج صدره. فرضُ الرَّغَبات التي تريدُها على المحيطين بك يجعل بينك وبينهم فجوةً تتَّسع مع الزمن؛ وذلك بسبب التنافر، وعدم الالتقاء، أو التوازي أو التنازل... أيضًا يتردَّد على مسامعنا: "فلان غبي" وفي الواقع ليس هناك إنسان غبيٌّ على الإطلاق، بل هناك مَن يفهم من أول مرة، وآخر من ثلاثٍ. فالجوهر في النسبيَّة، وهي قابلة للتطوُّر للأفضل، كلما عزَّزْتَ من الإيجابيَّات، وعملت على التخلص من السلبيَّات. عليك يا مَن تقرأ هذا المقال البسيط أن تغفر أخطاء الأقربين، ولا بد أن تدافع عن حقوقك حتى لا تُهضَم، وأيضًا لا تجعل الخلاف يقطع الصِّلةَ؛ فقضيَّتُك مع تصرفاتهم المتعدِّية عليك، وليست معهم أنفسهم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |