الشرك الأصغر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119790 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-04-2019, 12:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي الشرك الأصغر

الشرك الأصغر
محمد إقبال حابو



الخطبة الأولى
عباد الله: فإن الله - عز وجل - أحاط دينه وشرعه بسياج منيع، ونهى عن قربان هذا السّياج؛ فضلاً عن الوقوع فيه، قال - تعالى -: (تلك حدود الله فلا تقربوها) وقال في شأن الزنا: (ولا تقربوا الزّنا إنه كان فاحشة) وما هذا إلا احتياط للشرع أن تنتهك حرمته.
وفي حديث النعمان بن بشير-رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه)) متفق عليه.
بل أعظم من ذلك، إذا علمنا القاعدة الشرعية القائلة: " الطاعة المؤدية لمعصية راجحة، واجبٌ تركها"، فكل ما أدى إلى شر، فهو شر.
أيها المسلمون: وإن أعظم شيء حمى الإسلام جنابه، وحثّ على تقويته وتنميته وتغذيته هو "التوحيد"،
بل نهى عن كل ما يخل به أو يضعفه أو يزيله، وبالمقابل: إن أعظم شيء نهى الإسلام عنه وحرًّض عن الابتعاد عن أي وسيلة قد تؤدي إليه أو تقرب منه، هو الشرك، الذي قال تعالى فيه: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
فمن أجل ذلك كله، وتطبيقاً للقواعد التي ذكرها، سنتكلم إن شاء الله في هذه الخطبة عن أمرٍ خطيرٍ جداً يقدح في باب التوحيد، ألا وهو الشرك الأصغر.
وقد تطلَّب الكلام عنه، شدَّة خفائه، وعِظم بلائه، وافتنان الخلق -إلا من رحم الله- به.
ولقد بالغ - صلى الله عليه وسلم - وحذّر وأنذر، وأبدأ وأعاد، وخصَّ وعَمّ، في حماية الحنيفية السمحة التي بعثه الله بها، كما قال بعض العلماء عن الشريعة الإسلامية: هي أشد الشرائع في التوحيد والإبعاد عن الشرك، وأسمح الشرائع في العمل.
أيها الأحبة في الله: إن كثيراً من المسلمين اليوم -وللأسف الشديد- قد لا يعلم أي شيء عن ماهية الشرك الأصغر، ومدى خطورته، وما هي أنواعه! وإن الكلام عن كل ذلك يحتاج إلى عشرات الخطّب، ولكننا سنختصر-إن شاء الله- معظم هذه الأبحاث في هذه العِجالة، فأرعني سمعك- رعاك الباري- إلى تعريف الشرك الأصغر أولاً.
فالشرك الأصغر: هو كل ما نهى عنه الشرع - من اعتقاد أو قول أو عمل - مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر أو وسيلة للوقوع فيه، بل إنَّ بعض العلماء جعلوه كالشرك الأكبر في أن الله - تعالى - لا يغفره يوم القيامة، ولا يدخل تحت المشيئة كبقية المعاصي.
أما الأمر الذي لا خلاف فيه هو أن الشرك الصغر أعظم من الكبائر، وأن بعضه قد يكون بذاته شركاً أكبر، والبعض الآخر قد يتحول ويصبح شركاً أكبر، والبعض المتبقي يؤدي إلى الشرك الأكبر- والعياذ بالله-.
أخوة الإيمان والعقيدة: لقد قسَّم العلماءُ الشرك الأصغر إلى ثلاثة أنواع اعتماداً على كيفية الإتيان
به، أي مواقعته:
الأول: الشرك الأصغر في أعمال القلوب.
والثاني: الشرك الأصغر في الألفاظ.
والثالث: الشرك الأصغر في الأعمال.
أما النوع الأول: وهو الشرك الأصغر في أعمال القلوب - فأول شرك يدخل فيه،
الشرك الأصغر في المحبة؛ وهو الغلو في المحبة التي أصلها شرعي أو جَبَلِي. وأولى الأمثلة على هذا: الشرك الأصغر في محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ وهو الغلو في محبة النبي وغيره من باب أولى كعلي أو الأولياء ونحوهم، ورفعهم إلى مرتبةٍ فوق مراتبهم، أو الزيادة في الإطراء والمدح، والرسول-صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله)).
ولذلك كرِه بعض العلماء تكرار كلمة " سيدنا " على النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره من باب أولى، ولكن يا ليت الأمر توقف عند هذا، بل اسمع إلى ما يقولونه الصوفية والغلاة فيه- صلى الله عليه وسلم -، فهذا أحد كبار الصوفية يغلو في الرسول قائلاً:
ومن جودك الدنيا و ضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
فيا ليت شعري ماذا بقيّ لله تبارك وتقدّس.
ومن أنواع الشرك الأصغر في المحبة: هو محبة إنسان تجعلك تطيعه في معصية الله؛ بجعل الحرام حلالاً أو جعل الحلال حراماً، و منها أيضاً العشق الذي يُخرِج الإنسان عن الحد الطبيعي، حتى يشغلهم بحالهم مع ربهم في صلاتهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "فإن المتحابين يحب أحدهما ما يحب الآخر بحسب الحب، فإذا اتبع أحدهما صاحبه على محبته ما يبغضه الله ورسوله، نقص من دينهما بحسب ذلك، إلى أن ينتهي إلى الشرك، ".
عباد الله: وإن ثاني أنواع شرك أعمال القلوب الشرك الأصغر في الخوف، وهو خوف غير الله بما يصد عن طاعة الله، مع اعتقاد أن الأمر لله، وهذا كمن ترك واجباً، أو فعل محرماً خوفاً من غير الله، فهذا شرك أصغر منافي لكمال التوحيد.
أما أن يخاف الخوف الطبيعي من سبب تحقق إيذاؤه في مجاري العادة، فهذا ليس بمذموم مع أن الكمال هو ألا يبقى في قلب العبد خوف أحد غير الله، وطريقه تكميل الإيمان بالقدر.
أما الخوف مما لم تجرِ العادة بأنه سبب للخوف، فهذا جبن وضعف في النفس، والله - تعالى - يقول: (فلا تخشوا الناس واخشون).
أيها المسلمون: ومن أنواع الشرك الأصغر في أعمال القلوب: التطير، وهو التشاؤم من شيء معين ليس سبباً لذلك؛ كمن يتطير بالبوم أو الغربان، أو التطير بسماع بعض الكلمات أو التطير والتشاؤم بملاقاة الأعور أو الأعرج أو العجوز، أو التطير إذا تعثر أو وقع، أو التطير و التشاؤم ببعض الأيام أو الساعات أو الجهات، فكل هذه الأمور محرمة و شرك أصغر قد تؤدي إلى الشرك الأكبر المخرج من الملّة -والعياذ بالله-.
بل إنَّ خطورتها تكمن في أنَّ الإنسان إذا اعتقد أنَّ هذه الأشياء أو أحدها تملك بذاتها الضرر أو النفع أو ما شابه، فهذا بذاته هو الشرك الأكبر.
فيجب على الإنسان أن يجاهد نفسه، ولا يلتفت إلى مثل هذه الأمور إطلاقاً، بل يعلّق قلبه بالله فقط، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الطيرة شرك)).
عباد الله: ومن أنواع الشرك الأصغر، الاعتماد على الأسباب؛ أو بمعنىً أوضح: اعتقاد و اتخاذ ما ليس بسبب كسبب، فمنها أولاً: ما هو شرك أكبر؛ كاتخاذ الأصنام أو القبور واسطة وسبب بين الإنسان وبين الله -عز وجل -.
أو الاعتماد على السبب، يعتقد فيه النفع والضر بمشيئته المستقلة، فهذا انتقل من الشرك الأصغر إلى الشرك الأكبر، فكل من أثبت سببا لم يجعله الله سببا شرعيا أو قدريا، فقد أشرك بالله شركا أصغر، لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببا، فقد شارك الله - تعالى - في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله - تعالى - لم يجعله سببا.
أيها المسلمون: ومن أعظم أنواع الشرك الأصغر: الرياء والسمعة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: ((الرياء، إن الله - تعالى - يقول يوم يجازي العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء أو خيرا)) صححه الألباني.
والكلام عن الرياء وأقسامه يطول، ولكن ليعلم أن منه ما هو شرك أكبر وهو النفاق الأكبر، وهو أن يكون الرياء في أصل العبادة.
ومن الرياء ما يطرأ أثناء العبادة، ومنه ما يصاحب العبادة، ومنه الرياء بعد الفراغ من العبادة، ومنه الفرح بحمد الناس وثنائهم، وهذه جميعها صاحبها على خطر عظيم، وجميعها شرك أصغر، وبعدها يحبط العمل ولا يقبل من صاحبه، والبعض الأخر ينقص الأجر والثواب.
أما التسميع، وهو أن يعمل عمل ولا يراه فيه أحد - أي غير مراء - ثم يذهب ويسمّع به، فهذا يعتمد على نية المسمّع، وعلى كل، فليكن المسلم على حذر من هذا!.
ومن وقع منه من رياء فليتب إلى الله، ويستغفره، ومن ذلك ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بقوله لأبي موسى الأشعري: ((الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته، أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)) صححه الألباني.
وهذا الدعاء وقاية وعلاج وكفارة - إن شاء الله - والله أعلم.
الخطبة الثانية:
أما بعد:
أيها الأخوة المسلمون: وأما القسم الثاني من الشرك الأصغر -كما ذكرنا- هو الشرك الأصغر في الألفاظ، وهو التشريك بين الله – تعالى- وشيء من خلقه بحرف " الواو"، كقول الرجل لصاحبه " ما شاء الله وشئت"، "وما لي إلا الله وأنت"، " وأرجو الله وأرجوك"، " وأعتمد على الله وعليك"، فضلا على أن يقول: " ما لي إلا أنت، معتمد عليك، " فهذه وغيرها ألفاظ شركية شركا أصغر، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده)) صححه الألباني. وفي حديث آخر قال: ((ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شئت)) فلينتبه إلى ذلك.
أخوة الإيمان والعقيدة: ومن أنواع الشرك الأصغر، الشرك الأصغر في الأسماء، وهي على أنواع: فمن الأسماء تلك التي فيها تعظيم لا يليق إلا بالله - عز وجل - مثل: ملك الملوك، وسلطان السلاطين، وقاضي القضاة، ونحو ذلك، بغض النظر عن نية صاحب الاسم أو المنادي، فكل هذه التسميات، لا يجوز لا المناداة بها ولا إطلاقها ولا التسمي بها مع التذكر أن باب الألفاظ لا ينظر فيه إلى نية المتلفظ ومقصده، والأدلة على ذلك كثيرة معروفة.
ومنها الأسماء المعبّدة لغير الله، كأن يقول السيد لمملوكه: "عبدي" أو " أمتي" أو هذا "عبد فلان" أو " أمته"، ولكن الصحيح قول: "فتاي وفتاتي وغلامي"، وكذلك قول المملوك لسيده: " ربي" أو " ربتي"، ولكن الصحيح قول "مولاي ومولاتي".
ومنها: التسمي " بعبد عمر وعبد تميم وعبدالكعبة وعبدالحسين وعبدالرسول وعبدالمطلب". ونحوه مما يعبّد فيها الاسم لغير الله - سبحانه وتعالى -.
ومن الشرك الأصغر في الألفاظ سبّ الدهر أو شتمه وما في معناه من الزمان أو الدنيا أو الليالي أو الأيام أو الساعات، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تسبّوا الدهر فإن الله هو الدهر يقلب الليل والنهار)) رواه مسلم.
عباد الله: أما القسم الثالث والأخير، من أقسام الشرك الأصغر، فهو الشرك الأصغر في الأفعال: وهو على أنواع، فأولها: الرّقى، والتمائم "الحجب" والتولة " الودائع"، فنقول باختصار: أما التمائم "الحجب" وهو كل ما يعلقه الشخص أو يضعه على صدره أو يده أو رقبته أو في أي مكان كان - وهي على الأغلب تشتمل على كتابة ما - فهذه جميعها لا تجوز ومحرمة بل هي شرك أصغر، حتى وإن كانت الكتابة من القرآن الكريم أو السنة النبوية؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)) ويقول أيضا- عليه أفضل الصلاة والسلام -: ((من علق تميمة فقد أشرك)) رواهما أحمد.
أما التولة "الودائع" وهو كالخرز أو العين أو الكف أو القلادة أو الوتر وغيره، فحكمه تماما كحكم التمائم، بل أشد.
ولكن لينتبه "أن تعليق التمائم أو التولة قد ينتقل من الشرك الأصغر إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد الإنسان أنها بذاتها تنفع أو تضر، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة -والعياذ بالله-.
أما الرّقى: " وهو ما يقرأ على المريض" فلها شروط مهمة لجوازها:
أولا: خلوها من الشرك. ثانيا: أن لا يعتقد أنها تؤثر بذاتها. ثالثا: أن تكون باللغة العربية. رابعا: أن تكون مفهومة المعنى.
خامسا: أن تكون الرقية بعد الوجع ونزول الداء، فأما قبله فلا تجوز. سادسا: ألا تكون من عرّاف أو كاهن أو ما شابه. سابعا: أن تكون من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
فإذا توفرت هذه الشروط كانت جائزة، وإذا انتفى شرط واحد فقط أصبحت محرمة لا تجوز، وهي شرك أصغر، وقد تؤدي إلى الشرك الأكبر.
عباد الله: ومن أنواع الشرك الأصغر تصوير ذات الأرواح، سواء كانت رسما أو نحتا أو نقشا أو نسجا أو تصويرا فوتوغرافيا -حسب رأيه-، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صوّرها نفسا فتعذبه في جهنم)) رواه مسلم. وفي رواية للبخاري: "لعن رسول الله المصّور". وقال أيضا: "من صوّر صورة في الدنيا كلّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ" متفق عليه.
أيها الأخوة: وآخر ما نتعرض له من أنواع الشرك الأصغر هو "التبرك"، وأعني - التبرك بشيء لم ترد فيه البركة - كالتبرك والتمسح بقبور الأنبياء والصالحين والأولياء أو التمسح بالقرآن أو أعمدة المساجد وأبوابها أو بالكعبة وجدرانها، أو بتربة مكان معين، أو التمسح بإنسان أو لمس يده وثوبه وجسمه، إلى غيرها من الأشياء والأمور التي لم يأت معها دليل يدل على بركتها، فهذه جميعها لا يجوز التبرك بها ولا التمسح فيها، ويحرم ذلك بل هي شرك أصغر قد يؤدي إلى الشرك الأكبر.
مع الانتباه أن التبرك بشيء مشروع، أو استخدام سبب مشروع " شرعي أو كوني – قدري- " يجوز بشرط ألا يعتقد أن الشيء أو السبب بذاته هو النافع أو الضار، وإنما هو مجرد سبب بيد الله ـ - عز وجل -.
أيها المسلمون: هذه أهم أنواع الشرك الأصغر التي كما ذكرنا، قد تؤدي بصاحبها إلى أن يقع بالشرك الأكبر، فليحرص المسلم على اجتنابها والابتعاد عنها والتحذير منها مع العلم أن هناك تقسيم آخر للعلماء للشرك الأصغر- باعتبار آخر - إلى قسمين: ظاهر وخفي.
هذا والله أعلم وأحكم، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.
اللهم قد بلغت فاشهد، اللهم قد بلغت فاشهد..اللهم قد بلغت فاشهد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.34 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.12%)]