الله كريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 494 - عددالزوار : 22074 )           »          9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2019, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,536
الدولة : Egypt
افتراضي الله كريم

الله كريم




مياسة النخلاني


قاصة يمنية


بعد يوم شاق قضاه هاني في عمله، ودع زملاءه وأوشك أن يأخذ طريق العودة إلى البيت، ليحصل أخيراً على وجبة غداء ساخنة، قضت زوجته جزءاً من يومها تعدها له "أبي لا تنس القطار!" رن صدى صوت طفله أحمد المتوسل تدللا في جوانب قلبه وهو يكرر طلبه للحصول على لعبته التي وعده بشرائها منذ أيام، لا يكف عن تذكيره كل صباح بوعده الذي يؤجله رغماً عنه؛ تارة بسبب الانشغال، وتارة أخرى بسبب ضيق ذات اليد، حتى أشفق على نفسه أخيراً من نظرات الخيبة التي يلهبه بها صغيرة كلما رآه عائداً خالي الوفاض، رغم أن معدته تصرخ من الجوع، والإنهاك يستبد بكل خلية من خلايا جسده، لكنه غير الطريق مقرراً ألا يحرم ابنه من لحظات من السعادة تلامس جدران قلبه الصغير، لن يخذل ابنه أكثر مما خذله، خاصة أن أبناء أخيه، ميسور الحال، تلبي أمنياتهم من قبل حتى أن يطلبوها، ويعجز عن تحمل شعور ابنه بالقهر أمام رفاهيتهم التي يلمسها كلما تبادلوا الزيارات، تفقد محفظته وحمد الله أن ما بها كفيل بشراء القطار.
توسل معدته أن تصبر عليه لبعض الوقت، ووقف تحت أشعة الشمس الحارقة ينتظر الحافلة لتأخذه إلى السوق مبللا ريقه الجاف بلسانه الأكثر جفافاً، وبينما هو كذلك تسلل صوت طفولي إلى أذنيه: "أرجوك ساعدني" لم يكن صدى صوت ابنه المنبعث من جنبات قلبه، بل صوتاً آخر لا يقل رقة، التفت إلى مصدر الصوت فوقعت عيناه على طفل لا يتجاوز السابعة من عمره، حافي القدمين تنطق عيناه بنظرات الاستعطاف والتذليل، وهو يشير بيديه نحو فمه طلباً للطعام "الله كريم!" قالها وعاد ليتابع الحافلات المكتظة التي تمر من أمامه محاولاً العثور على واحدة خالية، كرر الطفل النداء دون جدوى، فبين معدة مشغولة بالطعام الذي لم تذقه منذ ساعات الصباح الأولى، وقلب مشغول بتخيل فرحة ابنه بقطاره لم ينتبه هاني أن الطفل أطال الوقوف بجانبه لوقت ليس بالقصير، أفاق أخيراً من شروده وبدأت صورة الصغير بحالته الرثة تتضح أكثر في مخيلته، لابد وأنه قد طاف على قدميه طويلاً وتعرض للخذلان من الكثيرين، وها هو يتجاهله بكل قسوة غير عابئ بجوعه ويده الممدودة له بانكسار!! باخلاً عليه ببعض القروش التي ستشكل له فارقاً كبيراً، ومعطياً جل اهتمامه لحصول ابنه على لعبة سيمل منها سريعاً ويرميها في أحد أركان البيت بعد بضعة أيام.
تجاهل الحافلة التي توقفت له أخيراً، وتلفت حوله وكله أمل ألا يكون الطفل قد ابتعد كثيراً، وجده أخيراً مستنداً على الواجهة الزجاجية للمطعم القريب، يراقب الجالسين على الموائد العامرة بقلب ينفطر كمدا، لوهلة شعر أنه ينظر لابنه أحمد وهو يقف محله، يستجدي لقمة لم تعرف طريقها إلى معدته .. ربما منذ أيام، دون أن يرأف لقلبه أحد، دارت به الأرض وكاد أن يقع من شدة الهلع من مجرد التخيل، تقدم بخطوات مترنحة نحو الصغير، نفحه بعض المال على استحياء ثم مضى ونظرة الامتنان التي ارتسمت على عينيه لا تفارق مخيلته...
اشترى لابنه لعبته التي يريدها وعاد للبيت، استقبل حضنه الصغير وسعادته البالغة بابتسامة باهتة، دخل غرفته دون أن يتناول طعامه وقلبه يرزح تحت وطأة الشعور بالذنب والخجل من نفسه أن تجاهل صغيراً أطال الوقوف بجانبه دون أن يرق له قلبه، انشغل بسعادة طفله عن إدخال البهجة لقلب طفل آخر بإعطائه بعض الاهتمام الذي يستحقه، والذي لن يكلفه الكثير، متمنياً من أعماق قلبه أن يلتقيه مرة أخرى ليعوضه بوجبة طعام سيتناولانها معاً في المطعم ذاته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]