الصلاة ولبها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119288 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024303 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301546 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367132 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2019, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي الصلاة ولبها

الصلاة ولبها (1)
مشاري بن عيسى المبلع

الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، جعل الخشوع في الصلاة سمةً من سمات المؤمنين، وطريقاً للوصول إلى مراتب المفلحين، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله إمام المتقين، وأشرف الخاضعين والخاشعين، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن آله وأصحابه وأزواجه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: اتقوا الله رب العالمين، وكونوا بدينكم مستمسكين، وعلى عموده محافظين، وفيه خاشعين خاضعين، تسلكوا سبيل المفلحين.
عباد الله: إنه نتيجة لارتماء كثير من الناس في أحضان الدنيا، والتنافس في جمع حطامها، وانشغال القلوب والهم بها، ونسيان الدار الحقيقية، والغفلة عن العمل لها؛ تناسى بعض الناس خالقهم ورازقهم؛ فلم يبالوا بحقيقة صلاتهم، ولم يكترثوا بعظيم حقها فضيعوها، وصدق فيهم قول الحق- تبارك وتعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا). وصنف آخر من الناس يؤدي الصلاة، ولكن مع الوقوع في الخلل، والاستمرار في الزلل؛ يصلون ولكن لا تُرى آثار الصلاة عليهم، لا يتأدبون بآدابها، ولا يلتزمون بأركانها وواجباتها، صلاتهم صورية عادية؛ لإخلالهم بلبها وروحها وخشوعها، يصلون أشباحاً بلا أرواح، وقوالب بلا قلوب، وحركات بلا مشاعر وأحاسيس، فينفتل عن صلاته، ولم يعقل منها إلا قليلاً، بل لعل بعضهم لا يعقل منها شيئاً. ثم لا تسأل عن الأحوال، وسيء الأعمال بعد الصلاة: فحش في القول، وإساءة في الفعل، وإصرار على المعاصي. وربما تساءل بعضهم: ألم يقل الله -عز وجل-: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)؛ فلم تنههم عن الفحشاء والمنكر، فنحن نؤدي الصلاة، ولكن لا أثر لها في حياتنا، ولا ثمرة لها في واقعنا، وتغيير أحوالنا، وتحسن مناهجنا وتصوراتنا، وصلاح سائر جوانب حياتنا؟!!. وهنا أقول: إن السبب في ذلك كله: هو إخلالنا بروح الصلاة ولبها، الخشوع فيها، فما مكانة الخشوع في الصلاة؟ وما معناه؟ وما الأسباب الجالبة له، والآثار المترتبة عليه؟ هذا ما سنتطرق إلى بعضه -بحول الله- بعد أن تفاقم الأمر، وعم التقصير في ذلك، حتى أصبح ظاهرة خطيرة تستحق الاهتمام والمعالجة على ضوء الكتاب والسنة.
إخوة التوحيد: لقد مدح الله المؤمنين وأثنى عليهم، ووصفهم بالخشوع له في أجل عباداتهم، ورتب على ذلك الفوز والفلاح؛ فقال جل وعلا: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)؛ قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "أي قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح". "وأصل الخشوع: هو لين القلب ورقته، وسكونه وخضوعه، وانكساره وحرقتُه؛ فإذا خشع القلبُ، تبعه خشوع جميع الجوارح؛ لأنها تابعة له"، وقد رأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة، فقال: "لو خشع قلب هذا، لخشعت جوارحه"، روي ذلك عن حذيفة –رضي الله عنه- وسعيد بن المسيب -رحمه الله-. وعن ابن عباس-رضي الله عنه- في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، قال: "خائفون ساكنون". هذا هو قول سلف الأمة -رحمهم الله- الذين كانت قلوبهم تستشعر رهبة الوقوف في الصلاة بين يدي الله، فتسكن وتخشع؛ فيسري الخشوع منها إلى الجوارح والملامح والحركات، ويغشى أرواحهم جلال الله وعظمته، وهم يقفون بين يديه، فتختفي من أذهانهم جميع الشواغل عندما يشتغلون بمناجاة الجبار جل جلاله، ويتوارى عن حسهم في تلك الحالة كل ما حولهم، فيتطهرُ وجدانهم من كل دنس، وينفضون عنهم كل شائبة؛ وحينئذ تكون الصلاة راحة قلبية، وطمأنينة نفسية، وقرة عين حقيقية؛ كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن أنس-رضي الله عنه-: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)). وفي المسند أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((قم يا بلال فأرحنا بالصلاة)).
هذا عبد الله بن مسلم بن يسار يحدث عن أبيه: أن أباه كان إذا صلى كأنه وتد، لا يميل لا هكذا ولا هكذا. وكان البخاري ـ يرحمه الله ـ يصلي ذات ليلة فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة قال انظروا أيش آذاني ؟! وقيل لعامر بن عبد قيس: أتحدث نفسك بالصلاة؟ قال أحدثها بالوقوف بين يدي الله ومنصرفي. الله أكبر! إنها الراحة الدائمة للنفوس المطمئنة؛ لكي تشعر من خلال أدائها أنها تناجي من بيده ملكوت كل شيء، وأن المصلي حينما يكبر ويرفع يديه إنما يعظم الله، وإذا وضع اليمنى على اليسرى فهو ذل بين يدي مولاه، وقد سئل الإمام أحمد-رحمه الله- عن المراد بذلك؟ فقال: "هو ذل بين يدي عزيز"، وإذا ركع فهو: إقرار بعظمة الله، وإذا سجد فهو: تواضع أمام علو الله تبارك وتعالى. وهكذا يكون المسلم في صلاته يوثق الصلاة بالله، ليفوز بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد؛ أخرج الإمام مسلم وغيره عن عثمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفار لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة؛ وذلك الدهر كله)).
أيها المصلون: إن المصلي حقاً هو الذي يقيم الصلاة كاملة الفرائض والأركان، مستوفية الشروط والواجبات والآداب؛ يستغرق فيها القلب، ويتفاعل من خلاله الوجدان، ويحافظ عليها محافظة تامة قدر الطاقة، يبعثه على ذلك قلب يقظ، وشعور صادق، وضمير حيٌّ، فيتصرف بكليته إلى الصلاة؛ لأن الخشوع فيها إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها.
ومنزلة الخشوع من الصلاة كمنزلة الرأس من الجسد؛ فالذي يجعل الصلاة مرتعاً للتفكير في أمور دنياه، وحلاً للهواجس في مشاغله، يخشى أن ترد عليه صلاته، فقد ورد: أن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، فلا يتم ركوعها، ولا سجودها ولا خشوعه، كما ورد أن صلاة من هذه حاله: "تلف كما يلف الثوب الخَلَقُ؛ فيضرب بها وجه صاحبها" عياذا بالله.
روى الترمذي وغيره أن عبادة بن الصامت-رضي الله عنه- قال: "أول علم يرفع من الناس: الخشوع؛ يوشك أن تدخل مسجد الجماعة، فلا ترى فيه رجلاً خاشعاً"؛ فالله المستعان!.
إخوة العقيدة: ما هي حالنا اليوم مع هذه الفريضة العظيمة؟! أجساد تهوي إلى الأرض، وقلوب غافلة، إلا من رحم الله! فهل من عودة صادقة -أيها المسلمون- على خُطا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في هذه الفريضة العظيمة وغيرها من فرائض الإسلام؟! نرجو ذلك وما هو على الله بعزيز!. (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
فاتقوا الله عباد الله وعظموا شعائر دينكم، واستحضروا فيها عظمة بارئكم جل وعلا، وفرغوا قلوبكم من الشواغل الدنيوية، وأقيموا صلاتكم بقلوب حاضرة خاشعة.
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الناصح الأمين، سيد الأولين والآخرين؛
بلغ العلى بكماله *** كشف الدجى بجماله
عظمت جميع خصاله *** صلوا عليه وآله
كما أمر الله رب العالمين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-02-2019, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصلاة ولبها

الصلاة ولبها (2)
مشاري بن عيسى المبلع

الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون، أحمده حمد عبد نزه ربه عما يقول الظالمون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الصادق المأمون، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين هم بهديه متمسكون.
وبعد:
فقد تحدثت في الخطبة السابقة عن معنى الخشوغ في الصلاة معناه وفضلِه، وذكرت طرفاً من أخبار من سلف في خشوعهم.
وسنقف -بإذن الله- في قادم الخطب مع سبب واحد في خطبة مستقلة؛ ليسهل البيان، ويستقر في الأذهان -مستعينا بالله- لنحاول اللحاق بأولئك الركب (أولئك الذين هدى الله فبهدهم اقتده).
أخي السعيد:
لا بد للعاقل أن يجعل همه في أمرين:
أولاهما: جلب أسباب الخشوع.
وثانيهما: دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع.
فمن أسباب الخشوع وهو أهمها: أن يستحضر المسلم عظمة الله في قلبه، وأن يعرف من يناجي، قال الحسن البصري -يرحمه الله-: "للمصلي ثلاث خصال: يتناثر البر من عنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحف به الملائكة من لدن قدميه إلى عنان السماء، ويناديه مناد: لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل" والخشوع ليس بطأطأة الرأس، لكنه نور يقذف في القلب، وإيمان يستقر في الوجدان، فعن أبى الدرداء -رضي الله عنه- قال: استعيذوا بالله من خشوع النفاق، قيل: وما خشوع النفاق؟ قال: أن يرى الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع، روي أن أحدهم مر برجل يبيع التفاح فلما ذهب يصلي انشغل به، فلما سلم من صلاته جلس يبكي فسألوه عن سبب بكائه، فقال: تذكرت التفاح، ونسيت الفتاح سبحانه وتعالى. قال الإمام ابن باز -يرحمه الله-: والخشوع له أسباب، وعدمه له أسباب فللخشوع أسباب، وهي: الخضوع بين يدي الله، وأن تذكر أنك واقف بين يديه -سبحانه وتعالى-، وقد ورد في الحديث الصحيح: ((إذا كبر أحدكم فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه)) وفي لفظ آخر: ((إذا قام أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه)) فالإنسان إذا دخل في الصلاة فإنه يناجي ربه فيتذكر هذا المقام العظيم، وأنه بين يدي الله، فليخشع لله، وليقبل على صلاته، وليتذكر عظمة الله -عز وجل-، وأنه بين يدي أعظم عظيم -سبحانه وتعالى-. ا. هـ.
ثم ليعلم المصلي أن يعلم أن الله يُجيبه في صلاته: قال: ((قال الله -عز وجل- قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: أهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)) أخي المصلي:
اسمع –وفقت- إلى حاتم الأصم -يرحمه الله- يجيب السائل حين سأله عن حاله حين قيامه للصلاة، ثم طبقه على نفسك، قال -يرحمه الله- واصفاً ذلك الموقف: إذا دخلت الصلاة جعلت الكعبة أمامي، والموت ورائي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، والله مطلع علي، ثم أتم ركوعها وسجودها، فإذا سلمت لا أدري أقبلها الله أم ردها علي، لسان حال حاتم -يرحمه الله-:
غَلَبَ الشوقُ رَهْبَتي، وصِرَاعٌ *** في فُؤادِي يَغيبُ ثُمَّ يَعُودُ
كُلَّما لَجَّ في فُؤادِيَ شَوْقٌ *** دَفَعَ الشَّوْقُ رَهْبَتي فَتَزيدُ
وإذا بالخُشُوعِ يَرْفَعُ أَشْوَا *** قي فَتَصْفُو وتَرْتَقي فَتَجُودُ
هذا حفيد فاطمة الزهراء -بنت حبيب الله- صلى الله على أبيها ورضي عنها- هو علي بن الحسين - رضي الله عنه وعن أبيه- كان إذا فرغ من وضوئه للصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة، فقيل له في ذلك، فقال: ويحكم أتدرون من إلى من أقوم، ومن أريد أن أناجي؟! وروي عن ابن الزبير -رضي الله عنهما- أنه كان إذا قام في الصلاة فكأنه عود من الخشوع، وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره لا تحسبه إلا جذعاً أو حائطاً أو وجه حجر أو رحل، وكان إذا دخل بيته سكت أهل البيت، فإذا قام إلى الصلاة تحدثوا وضحكوا.
أيها المؤمن!
اعلم أن من أحب المخدوم أحب الخدمة له، لو عرف العبد من يناجى، لم يقبل على غيره، والصلاة صلة بين العبد وبين ربه.
الستر الأول: الأذان، كالإذن في الدخول، وستر التقريب الإقامة: فإذا كشف ذلك الغطاء لاح للمتقي قُرة العين، فدخل في دائرة دار المناجاة ((أَرحنا بها يا بلال)) فقد ((جعلت قرة عيني في الصلاة)) لو سافرت بلداً لم تربح فيه حزنت على فوات ربحك وضياع وقتك، أفلا يبكي من دخل في الصلاة على قرة العين ثم خرج بغير فائدة.
يا مَن له تعنو الوجوهُ وتخشعُ *** ولأمرهِ كل الخلائق تخضعُ
أعنو إليك بجبهة لم أحنِها يوما *** لغير سؤالك ساجدا أتضرع
أنا من علمتَ المذنب العاصي الذي *** عظُمت خطاياه فجاءك يهرع
كمن ساعة فرطت فيها مسرفا *** وأضعتها في زائل لا ينفع
إن لم أقف بالباب راجي رحمة *** فلأي باب غير بابك أقرع
هذا أوان العفو فاعف تفضلا *** يا من له تعنو الوجوه وتخشع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.04 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]