أين شكر الله في حياتنا ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4509 - عددالزوار : 1299825 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117953 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3642 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-02-2019, 11:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي أين شكر الله في حياتنا ؟

أين شكر الله في حياتنا ؟
حسان أحمد العماري


الخطبة الأولى
الحمدُ لله العليِّ العظيم، خلقَ كلَّ شَيْءٍ فقَدَّره تقديراً، وأحْكَمَ شرائعَه ببالغِ حكمتِهِ بياناً للْخَلق وتَبْصيراً، أحمدُه على صفاتِه الكامِلة، وأشكرُه على آلائِه السابغة، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وحده لا شريكَ له لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهوَ على كلِّ شَيْء قدير.
أوليتني نعماً أبوح بشكرها... وكفيتني كُلَّ الأمور بأسرها
فلأشكرنك ما حييتُ وإن أمُتْ... فلتشكرنك أعظُمي في قبرها
وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، صلَّى الله عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ المآبِ والمصِير، وسلَّم تسليماً.
أما بعد:
عباد الله: ثلاثة من بني إسرائيل في العصور الماضية والدهور الغابرة لطالما تمنى أحدهم أن يتبدل حاله وتتغير ظروفه وتتحسن أوضاعه كان كل واحد منهم يريد أن تتغير الحياة من حوله إلى حياة سعيدة وهانئة... كان أحدهم أبرص والثاني أقرع والثالث أعمى. وكان كل واحد منهم يدعو الله أن يزيل ما به من مرض وأن يرزقه المال، فاستجاب الله لهم، وبعث إلى الأبرص مَلَكًا وضع يده على جلده، فأصبح حسن اللون، وأعطاه ناقة عُشَرَاءَ ولدت وأصبح لها نسل كثير حتى صار غنيا. وذهب الملَك إلى الأقرع فمسح رأسه فشفاه الله، وأعطاه بقرة حاملا فولدت، وصار له قطيع من البقر.. ثم ذهب الملك إلى الأعمى فوضع يده على عينه، فشفاه الله، وأعطاه الملك شاة وولدها فولدت له حتى صار له قطيع من الغنم، وبعد فترة من الزمن، جاء إليهم الملك ليختبرهم، وينظر في شكرهم لله وتعظيمهم له؟ فذهب إلى الأبرص ثم ذهب إلى الأقرع، فلم يعطياه شيئًا، وقالا له: إنا ورثنا المال عن آبائنا كابراً عن كابر فقال إن كنتم كاذبين صيركم الله كما كنتما فعادا كما كانا، وأصبحا فقيرين... ثم ذهب الملك إلى الأعمى وطلب منه صدقة فرحب به، وقال له: قد كنتُ أعمى فرد الله على بصري، فخذ ما شئتَ ودع ما شئتَ. فقال له الملك: فإن الله قد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك (القصة من حديث [متفق عليه].
إن الشكر عبادة عظيمة ومنحة جليلة وعطاء لا ينفد وبحر جود لا ساحل له.. والشكر عبادة الأنبياء وصفة من صفات الأتقياء وطريق سار عليه الأتقياء وهو عبادة الفرج بعد الكرب واليسر بعد العسر والصحة بعد المرض والرخاء بعد الشدة والعناء والأمن بعد الخوف ولأهمية هذه العبادة وفضلها وثمرتها فقد أمر بها أنبياءه ودل عليها أصفياءه وأولياءه وحذر من تركها جميع خلقه فقال - تعالى -عن إبراهيم - عليه السلام -: (إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) [النحل: 120-121].. ووصف الله - عز وجل - بهذه العبادة نوحًا - عليه السلام - فقال: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا) [الإسراء: 3]. وقال الله - تعالى -عن سليمان - عليه السلام - وقد رأى نعم الله تترا عليه: (قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم) [النمل: 40]... وقال - تعالى - لنبيه موسي - عليه السلام -: (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف: من الآية144)]. بل أمر الله جميع العباد فقال - تعالى -: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152)]، وخاطب - سبحانه وتعالى - قوم سبأ فقال: (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ: من الآية15)] ويقول - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) [البقرة: 172].
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير الشكر لربه، تقول له عائشة - رضي الله عنها - لرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي تراه يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا) [متفق عليه].
عباد الله: إن نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تُحْصَى، يقول - سبحانه وتعالى-: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [إبراهيم: 34]. وقال ممتناً على عباده بنعمه: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) [الملك: 23] وقال - تعالى -: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) [القصص: 73].
بل إن الله - سبحانه وتعالى - خلق الليل والنهار ليرى شكر الشاكرين وذكر الذاكرين، فقال - تعالى -: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) [الفرقان: 62)].
وقال - تعالى -: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ شْكُرُونَ)[النحل: 78].
ولما عرف عدو الله إبليس مقام الشكر، وأنه من أجل المقامات وأعلاها جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عنه، فقال: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف: 17].
ووصف - سبحانه - الشاكرين بأنهم قليل من عباده فقال - تعالى -: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ: 13].
وثبت عنه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ - رضي الله عنه -: "والله إني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"[رواه أبو داود].
وفي صحيح مسلم عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها". و قال عمر بن عبد العزيز: "قيدوا نعم الله بشكر الله".. إن الشكر الحقيقي هو أن يظهر العبد نعمة الله عليه باللسان اعترافا وبالقلب محبة وبالجوارح انقياداً وطاعة قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر إلا أدى شكر ذلك اليوم))[صحيح الجامع/5563)].
ويكون الشكر بالمحافظة على الطاعات واستغلال الأوقات فيما يقرب من الله من العبادات ويكون الشكر بأن لا تعصي الله بنعمة من نعمه عليك فإذا أنعم الله عليك بنعمة الصحة والقوة والجاه والمال فلا تظلم أحدا ولا تعتدي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم ولا تسرف بالمعاصي والذنوب... وجد أحد السلف رجل في الكوفة يصيح بأعلى صوته في سوق المدينة ألا من رآني فلا يظلمن أحد وكانت يداه في حالة شلل تام: فقلت له ما بك يا رجل: قال دعوة مظلوم سرت في جوف الليل قلت: كيف ذلك قال ظلمت رجل وأخذت ماله عنوة وما هي إلا ثلاثة أيام وإذا بالمرض يصيب أعضائي فشعرت بأن ذلك بسبب الذنب الذي اقترفته في حق ذلك المسكين فخرجت أبحث عنه وأرد ماله ويسامحني ومكثت سنة كاملة حتى أصبت بالشلل فلما وجدته ارتميت تحت قدميه وقلت له: أسألك بالله ماذا دعوت علي، قال: قلت: اللهم يا من لا يحول ولا يزول يا جبار السماوات والأرض ظلمني هذا الرجل وأخذ حقي وأراني قوته فأرني قوتك فيه يا قديم الإحسان.. فقال الظالم: والله لقد استجاب الله لدعائك، وها هي آثار قوته في جسدي فسامحني وخذ مالك فسامحه....
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه... يدعو عليك وعين الله لم تنم
عباد الله: النعم تدوم بالشكر والإنسان مهما بلغ سلطانه وكثر ماله وأتباعه فهو ضعيف وعاجز أمام قوة الله وملكه وسلطانه فلا تغتر بقوتك ولا تباهي بسلطانك ولا تتكبر بمالك فكل شيء يزول وكل شيء ينتهي وكل شيء تشعر أنه يمنحك القوة والعز من دون الله لن يبقى... لقد قرن الله - عز وجل - الشكر بالإيمان، وأخبر أنه لا غرض له في عذاب خلقه إن شكروا وآمنوا، فقال: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)[النساء: 147]، أي إن وفيتم ما خلقتم له وهو الشكر والإيمان فما أصنع بعذابكم؟. وأخبر - سبحانه - أن أهل الشكر هم المخصوصون بمنته عليهم من بين عباده، فقال - تعالى -: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) [الأنعام: 53].
وقسم الناس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله، وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله، فقال - تعالى -: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)[الإنسان: 3].
اللهم اجعلنا لك شاكرين.. لك ذاكرين.. إليك منيبين قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية:
عباد الله: - ومن أعظم النعم التي يجب أن يشكرها العبد نعمة الإيمان والهداية وذلك بالدوام عليها والقيام بمقتضياتها وطلب المزيد من الله وفضله فيجب من أجل شكر هذه النعمة أن يكون حبها في القلب عظيم وأثرها على الجوارح والسلوك أكبر دليل ولا بد للحفاظ على هذه النعمة من صدق ونية خالصة وعمل صالح ودعاء بين يدي الله ولا تجتمع هذه النعمة في قلب امرئ مع حب الدنيا والركون غليها والرضا بها.. فبعض الناس.. تشتاق نفسه إلى الهدايةة.. لكن يمنعه حب الدنيا وزينتها والجاه والسلطان وقول فلان وعلان من الناس يرى الحق أمامه واضحا جليا ومع ذلك لا يتبعه من اجل فلان أو فلان أو من اجل دنيا فانية ونمة زائلة... هذا الأعشى بن قيس.. كان شيخاً كبيراً شاعراً.. خرج من اليمامة.. من نجد.. يريد النبي - عليه الصلاة والسلام -.. راغباً في دخول الإسلام.. مضى على راحلته.. مشتاقاً للقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.. بل كان يسير وهو يردد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلاً:
ألم تغتم عيناك ليلة أرمدا * ** وبت كما بات السليمُ مسهدا
ألا أيهذى السائلي أين يممت * ** فإن لها في أهل يثرب موعدا
واليت لا آوي لها من كلالة * ** ولا من حفي حتى تلاقي محمدا
نبي يرى ما لا ترون وذكرُه *** أغار لعمري في البلاد وانجدا
أجدِّك لم تسمع وصاه محمد *** نبيِّ الإله حيث أوصى وأشهدا
إذ أنت لم ترحل بزاد من التقى *** ولا قين بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله *** فترصد للأمر الذي كان أرصدا
وما زال يقطع الفيافي والقفار.. يحمله الشوق والغرام.. إلى النبي - عليه السلام -.. راغباً في الإسلام.. ونبذ عبادة الأصنام.. فلما كان قريباً من المدينة.. اعترضه بعض المشركين فسألوه عن أمره؟.. فأخبرهم أنه جاء يريد لقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليسلم.. فخافوا أن يسلم هذا الشاعر.. فيقوى شأن النبي - صلى الله عليه وسلم -.. فشاعر واحد وهو حسان بن ثابت قد فعل بهم الأفاعيل.. فكيف لو أسلم شاعر العرب الأعشى بن قيس.. فقالوا له: يا أعشى دينك ودين آبائك خير لك.. قال: بل دينه خير وأقوم.. قالوا: يا أعشى.. إنه يحرم الزنا.. قال: أنا شيخ كبير.. وما لي في النساء حاجة.. فقالوا: إنه يحرم الخمر.. فقال: إنها مذهبة للعقل.. مذلة للرجل.. ولا حاجة لي بها..
فلما رأوا أنه عازم على الإسلام.. قالوا: نعطيك مائةَ بعير وترجع إلى أهلك.. وتترك الإسلام.. قال: أما المال.. فنعم.. فجمعوها له.. فارتد على عقبيه.. وكرَّ راجعاً إلى قومه بكفره.. واستاق الإبل أمامه.. فرحاً بها مستبشراً.. فلما كاد أن يبلغ دياره.. سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات.. (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ) [النحل/107-109)].
فشكر الله من أعظم العبادات ونعم الله لا تدوم إلا بالشكر وإن من أعظم ثمرات الإيمان نعمة الأمن والأمان في الأوطان ولا بد لها من شكر قال - سبحانه وتعالى –: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].. وشكر الله على نعمة الأمن يكون بالقيام بالواجبات وأداء الحقوق ومراقبة الله والخوف منه وتعاون الجميع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يدي الظالم والباغي ونصرة المظلوم وإقامة الشرع وتطبيق الحدود والتراحم والتآلف بين أفراد المجتمع وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.. فنسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة إنه ولي ذلك والقادر عليه... ثم اعلموا أن الله- تبارك وتعالى - قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.27 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]