بسم الله بين الشك واليقين إنشاء : عبد الحميد رميته , من الجزائر كنت في أغلب الوقت ولمدة حوالي ستة أشهر: من "نوفمبر 1999" إلى"مارس 2000" أطرح (أو تطرح النفس الأمارة بالسوء أو يطرح الشيطان لعنة الله عليه,أنا لا أدري )على نفسي السؤال المشكل في العقيدة ,وقد أجيب في الحين وقد لا يحضرني الجواب إلا بعد حين,وفي الكثير من الأحيان أستعمل أحسن وسيلة للدفاع وهي الهجوم فأبادر للجواب على السؤال الذي يمكن أن يطرح , ولكن قبل أن يطرح.وفيما يلي البعض من هذه الأجوبة على أسئلة يمكن أن تطرح ويمكن أن لا تطرح.لكنني على يقين بإذن الله بأنها تزيل –عند من يقرأها رجلا كان أو امرأة , كبيرا أو صغيرا-الشك إن وجد , أو تطرد الخواطر السيئة إن وجدت,وتحصن المؤمن ضد الشك وضد الخواطر السيئة,وتزيد إن شاء الله من اليقين الموجود عنده , وتجعل إيمان المؤمن مبنيا على العلم والعقل واليقين,لا على التقليد,ويكون بذلك قويا,يثبت ويصمد أمام كل التحديات والعراقيل والمشاكل والصعوبات والإبتلاءات والأشواك على طريق الحياة الدنيا :1- دعا رسول الله في العقيدة إلى نفس ما دعا إليه من سبقه من الأنبياء والرسل (من آدم إلى عيسى عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام ) أن : (اتقوا الله وأطيعون).وهذا دليل على أنهم كلهم يبلغون عن الله بلا زيادة ولا نقصان. 2- في زواج محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من دليل على صدقه فيما يبلغ عن الله : إن أعظم سلطان مادي على الرجل أو أعظم شهوة أو هوى ,عند الرجل هو حب النساء .ومع ذلك:ا – تزوج رسول الله-ص-بمن هي أكبر سنا منه ب 15 سنة , وهي الأعقل,وقد كانت شابات مكة كل واحدة منهن تتمناه لنفسها.ب – عاش معها حوالي 25 سنة بدون أن يتزوج غيرها ولم يمنعه من ذلك مانع ولا أحد.جـ–بقي يذكرها بقية حياته كأحسن زوجة مع أنها ماتت بعد ذلك وعنده من هي أجمل منها وأقل سنا منها مثل عائشة. د – كل من تزوجهن بعد ذلك كانت له أغراض دينية – لا دنيوية ولا شهوانية – بالدرجة الأولى من ورائها.هـ- كان مهتما في حياته بالدين ونصرته أكثر من اهتمامه بالنساء.و – تزوج بحوالي 10 نسوة ,ولم يتزوج بأكثر من ذلك كما فعل سيدنا سليمان الذي تزوج بمائة امرأة.ومن جهة أخرى فإن القرآن منعه من أن يطلق إحداهن ويبدل بها من هي أجمل منها. 3-حتى لو فرضنا بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبقري العباقرة,فيستحيل أن يخبرنا من عندياته بما كان ومازال وسيبقى هو الأحسن والأفضل والأنفع من النظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية و... ومن الآداب والأخلاق و... والتي كانت ومازالت سائدة في العالم ,وهو النبي الأمي الذي لم يقرأ ولم يكتب. 4-حتى لو فرضنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبقري العباقرة,فيستحيل أن يخبرنا من عندياته بالحقائق العلمية الكثيرة والكثيرة جدا التي يأتي العلم في كل يوم ليكتشفها أو ليؤكد صحتها,ولم يحدث ولو مرة واحدة على امتداد أكثر من 14 قرنا من الزمان أن قال العلم بشيء واحد مناقض لنص ثابت (قطعي الثبوت قطعي الدلالة) من الكتاب أو السنة,لم يحدث هذا أبدا.أليس هذا دليلا قطعيا على أن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق في التبليغ عن الله ,وأن القرآن من عند الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا ؟!.5-الإسلام فيه الاعتدال والتوسط في كل تشريعاته ونظمه وقوانينه,وذلك من أعظم شؤون الحكم إلى أبسط شأن من شؤون الحياة.أليس هذا دليلا على أن الإسلام هو دين الله لا دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟!. 6-في الإسلام ثوابت لا تتغير بتغير المكان والزمان,ومتغيرات تقبل التبديل بضوابط والتغيير بضوابط,كدليل على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان.وهذا لم يتوفر ( منذ سيدنا آدم –ص- وحتى الآن ) إلا فيما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.ألا يكفي هذا كدليل قاطع على أن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ليس من عنده ولكن هو من عند العليم الخبير ,الذي له الأسماء الحسنى ؟!. 7-حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم معروضة بتفاصيلها على الناس-كل الناس-,كما لم تعرض حياة أي شخص آخر في الدنيا.ومع ذلك لم يطعن أحد ولم يجرؤ أحد على أن يطعن في جانب منها مهما كان صغيرا أو كبيرا ,هذا على خلاف عباقرة الدنيا ( من غير الأنبياء ) الذين يتفوقون في جانب ولا يتفوقون في جوانب أخرى (بل يكونون عاديين أو دون بقية الناس).والأمثلة على ذلك كثير جدا. 8-إن هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم قال كلمته في كل شيء : من أعظم شيء في السياسة وشؤون الحكم مثلا إلى أبسط شيء مما يتعلق بالجنس وبعلاقة الرجل بالمرأة في الفراش.إن دينا هذه خاصيته,لا يمكن أن يكون من صنع بشر عادي.هذا مستحيل ثم مستحيل. 9-سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يلقب من أبناء مكة لعشرات السنين بالصادق الأمين.فكيف يعقل أن يكذب في نهاية حياته بأن يدعي ما ليس له ,بعد أن قضى أغلب حياته مثالا للصدق ؟!.هذا غير معقول ولا منطقي ولا مستساغ.10-إن ربا (هو الله ) ورسولا (هو محمد صلى الله عليه وسلم ) وكتابا (هو القرآن ) يؤمن به الملايين من العلماء العقال الأنقياء الأطهار منذ بداية الدنيا وحتى اليوم,لا يمكن أن يكون غير موجود أو باطل أو غير صحيح.11- من المضحك بمكان أن يتخيل شخص بأن النبي صلى الله عليه وسلم اخترع من عندياته أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين (بلا زيادة أو نقصان) الدقيقة جدا والواضحة جدا والمعبرة جدا والتي بها يمكن للناس أن يعرفوا ربهم الذي يقال لهم عنه:"مهما خطر على بالك,فالله مخالف لذلك".محمد صلى الله عليه وسلم لا يقدر من جهة على كذبة مثل هذه,مهما كان عبقريا.ومن جهة أخرى ما الذي يجنيه من وراء هذه الكلمة ؟!.لا شيء.اللهم إنني أشهد شهادة حق بأنك حق وبأن محمدا نبيك ورسولك بحق وبأن القرآن كلامك ومنهجك وهديك بحق. 12-ما الذي يجنيه رسول الله (إذا فرضنا أنه يقول من عندياته) من كوننا (حتى الذي عشنا من بعده بمئات أو بآلاف السنين) نصلي ونصوم ونزكي ونحج ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجاهد في سبيل الله ونفعل الخير مع الناس و..أم لا ؟ وما الذي يجنيه رسول الله من كون الناس يسرقون ويكذبون ويخونـون وينافقون ويزنون ويشركون بالله و… أم لا ؟. مهما بحثنا عن الجواب فإننا لن نجد إلا جوابا واحدا مقنعا وهو أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ عن الله , وأنه مأمور بذلك. "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك , وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته",هكذا قال الله تعالى له.13-القرآن أخبر الناس بأن أبا لهب من أهل النار,وكذلك زوجته

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ .سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ .وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ .فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ).ولو لم يكن القرآن من عند عليم خبير , على كل شيء قدير,لا استغل أبو لهب وزوجته الفرصة-ولو مدفوعين من سائر الكفار-وأعلنا إسلامهما فيثبت عندئذ كذب الرسول-ص- (حاشاه-ص-) فيما يقول بأنه يبلغه عن الله الصادق.فإذا ثبت كذب الرسول صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة فإن كل ما بناه يتهدم : ا - دعواه بأنه رسول من عند الله. ب-إدعاؤه بأن القرآن كلام الله لا كلامه هو.جـ-ادعاؤه بأن الله موجود.لكن هل حدث هذا ؟.لا وألف لا,أليس هذا دليلا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يبلغ عن الله سبحانه وتعالى ؟!. 14-نفس الشيء يقال عن إخبار القرآن بأن الروم انهزموا , لكنهم سينتصرون بعد حين (ألم ,غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون,في بضع سنين . لله الأمر من قبل ومن بعد.ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ).لو كان ما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من عنده ,كيف يجرؤ على أن يغامر بهذه الطريقة ؟!. إن لم ينتصر الروم على الفرس في أقل من 10 سنوات (بضع),فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يصبح كاذبا (حاشاه ) عندئذ ,ولن يصدقه أحد بعد ذلك,إلا أن يكون كاذبا مثله.هل حدث هذا بالفعل ؟.لا وألف لا.لم يحدث ذلك,بل الذي حدث هو عين ما أخبر به القرآن الكريم.لقد انتصر الروم على الفرس قبل تمام الـ 10 سنوات من نزول البشرى على الرسول صلى الله عليه وسلم.ألا يدل هذا على أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي ورسول,وعلى أنه ليس هناك من هو أصدق من الله عالم الغيب والشهادة سبحانه وتعالى.15- مما يدل على صدق الرسول –ص- فيما يبلغ عن الله وعلى أن الله بالفعل أحد صمد " لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ.وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ",أن كل قوانين البشر لا تنضج مرة واحدة وإنما يضعها أصحابها في البداية,وعند تطبيقها يأتي المجتمع بأحداثه ويضغط بهذه الأحداث فيجد المشرعون بأن هناك تغيرات في قوانينهم,فيحاولون تعديلها ويحاولون تغييرها.إن المشرع من البشر حين يشرع يغيب عنه في البداية ما يؤول إليه التطوير,فعندما يظهر له ما كان خفيا عليه يبدل ويغير حتى ما كان يعتبر ثابتا,ويناقش حتى ما كان عنده لا يقبل المناقشة.أما ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم مما هو ثابت من ثوابت الدين أو مما ورد فيه نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت,فإنه بلغه مرة واحدة وكان ولا زال حتى الآن صالحا,بل هو أصلح موجود,ولم يجرؤ أحد حتى الآن أن يطعن في صلاحه أو يأتي عليه باستدراك من واقع المجتمع أو من المنطق العقلي سواء كان الأمر من شؤون الدين أو الدنيا,مع أنه بقي كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بدون أي تبديل أو تغيير.بل المعروف عندنا في الدين أن من بدل شيئا من ذلك يعتبر كافرا بعد إقامة الحجة عليه.16-إن من يقرأ عن العالم الداخلي للإنسان – على سبيل المثال لا على سبيل الحصر – يجد نفسه مجبرا على الإيمان بأن الله حق وأنه على كل شيء قدير وأنه هو الذي خلقنا وإليه مرجعنا في النهاية.كما أنه سيصل في النهاية إلى أنه لا يمكن أن يكون كل هذا الخـلق العظيم تم بالصدفة (لا يقول بهذا إلا جاحد أو مجـنون),وصدق الله حين يقول”:سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ),وأنه لا يمكن أن يكون كل هذا الخلق لإلهيـن إثنين لأنه ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ). 17-قد يسأل سائل فيقول :كيف يحاسب الله الناس من عهد آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في وقت واحد ؟. يمكن أن يجاب عن السؤال بطرق مختلفة,منها أن الكمبيوتر على سبيل المثال – الذي هو من صنع الإنسان الذي خلقه الله – يقوم بمئات وآلاف وعشرات الألوف من العمليات في وقت واحد,وفي لحظة واحدة وبسهولة وبساطة متناهيتين.هذا العمل يمكن أن يقوم به الكمبيوتر اليوم,والله وحده أعلم ما الذي يمكن أن يقدمه في المستقبل.هذا جزء بسيط من قدرة الكمبيوتر (وهو المصنوع) على العمل الذي يبهر العقول أو يكاد.فما الذي يمكن أن تـقوله لا عن صانع الكمبيوتر (وهو الإنسان)بل عن خالق صانع الكمبيوتر الذي هو الله سبحانه وتعالى ؟!.18-لو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ولا رسولا,ولو لم يكن القرآن من عند الله,فمن أين تأتي سلطة القرآن على الجن التي نلاحظها أثناء الرقية أو أثناء علاج الناس بالقرآن . إنها سلطة لا يجوز عقلا ولا منطقا أن تفهم بأنها سلطة كلام لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي مات منذ زمن طويل,ولكنها قوة ورهبة آتية من خوف الجن من رب محمد صلى الله عليه وسلم.19-الآيات الكونية في الآفاق وفي الأنفس تدل دلالة قطعية على أن الله موجود وأنه خالقها وخالقها الوحيد,ولا يمكن ولا يجوز أن تكون موجودة بمحض الصدفة إلا في نظر حمار-أكرمكم الله-أو في نظر مجنون.وقول من قال بأن المادة وجدت بنفسها في مرحلة أولى,ثم تفاعلت مع ذاتها فأنتجت كل هذا الكون المحيط بنا,هذا القول تافه من جهات عدة منها: ا-المادة لا يعقل أن تخلق نفسها بنفسها. ب-الجسم الوحيد لا يمكن ولا يعقل أن يتفاعل مع نفسه,وحتى (التاء)في التفاعل لغويا فتفيد وجود جسم ثان على الأقل.20-إخبار سيدنا محمد-ص-في الحديث وفي القرآن عن أمور غيبية وقعت بالفعل في المستقبل وكما اخبر هو-ص-(ولو خالف الحقيقة مرة لاعترض عليه الكفار والمؤمنون على حد سواء) يدل دلالة قطعية على أن رسول الله-ص-يتلقى ذلك وحيا من الله.ولو كان رسول الله-ص- كاذبا (وهذا مستحيل )فإنه يحق له أن يفتخر على سائر المخلوقات بأنه وحده الذي يعلم الغيب,لكنه-ص-كان المثال الرائع في التواضع,وهو يخبر الناس باستمرار بأنه عبد الله (أمه امرأة كانت تأكل القديد بمكة).والرسول-ص-حين يفعل ذلك يخبرنا بالحقيقة كل الحقيقة ليس إلا.21-يلوم الله ويعاتب الرسول-ص-في أكثر من موضع في القرآن على أخطاء (ولا أقول خطايا لأن الأنبياء معصومون من الخطايا ) ارتكبها سيدنا محمد-ص-.و لو كان القرآن من عند محمد-ص-فكيف يعقل أن يلوم المرء الكاذب ويعاتب نفسه و يفضحها أمام الناس ؟!.22-الفرق الواضح جدا عند علماء اللغة وغيرهم بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث، يدل قطعا على أن القرآن من عند الله وليس من عند محمد –ص-.و من جهة أخرى نحن عقال ولدينا والحمد لله ولو قدر بسيط من الثقافة والعقل والمنطق، ومن هذا المنطلق أقول بأن من يسمع شيئا و لو بسيطا من القرآن ولو للحظة بسيطة من الزمان يعرف بما لا يدع مجالا للشك بأنه من عند الله و أنه لا يمكن أن يكون من عند بشر،وهذا ما حدث لكثير من الناس والصحابة،و منهم عمر-رضي الله عنه- في قصة إسلامه.