فقة الواقع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119760 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-05-2017, 05:56 AM
سراج منير سراج منير غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 597
افتراضي فقة الواقع

فقة الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى

الآية : 7 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}

في هذه الأيام الإسلام محارب في جميع الأرض، وبعدم اهتمام من الكل، فماذا علينا نحن في هذا الأمر، وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء؟

السؤال كأنّه مِن حيث ظاهره وألفاظه، أقل مما يقصده لافظه؛ حين يقول: نقعد، ولا نعمل أي شيء؛ فهو يعني بأي شيء، ليس أي شيء مطلقًا؛ وإنما يعني شيئًا معينًا؛ لأنه لا أحد -إطلاقًا- يقول بأنَّ المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء؛ لأنَّه خُلِقَ لشيء عظيم جدًا؛ وهو عبادة الله وحده لا شريك له؛ ولذلك فلا يتبادر لذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد أنه لا يعمل أي شيء؛ وإنما يقصد أن لا يعمل شيئًا يُناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كلِّ جانب. هذا هو الظاهر من مقصود السَّائل وليس من ملفوظ السَّائل.

وعلى ذلك نقول:

إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيرًا ولا قليلاً عمَّا كان عليه وضع الدَّعوة الإسلاميَّة في عهدها الأول؛ وأعني به: العهد المكِّي.

1-أقول: لا يختلف وضع الدَّعوة الإسلاميِّة -اليوم- لا في قليل ولا في كثير- عما كانت عليه الدَّعوة الإسلامية في عهدها الأول؛ ألا وهو: العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذٍ هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أعني بهذه الكلمة أنَّ الدعوة كانت محاربة مِن القوم الذين بُعِثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم كما في القرآن الكريم؛ ثمَّ لما بدأت الدعوة تنتشر وتتسع دائرتها بين القبائل العربية؛ حتى أُمِرَ النَّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة.

2-طبعًا نحن نأتي -الآن- برؤس أقلام؛ لأن التاريخ الإسلامي الأول، والسيرة النبوية الأولى معروفةٌ معلومةٌ عند كثير من الحاضرين؛ لأنني أقصد بهذا الإيجاز والاختصار، الوصول إلى المقصود من الإجابة على هذا السؤال؛ ولذلك فإني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصَّلاة والسَّلام يضع النَّواة لإقامة الدولة المسلمة هناك في المدينة المنورة. بدأت أيضًا عداوة جديدة بين هذه الدعوة الجديدة -أيضًا- في المدينة؛ حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النَّصارى؛ وهي سوريا يومئذٍ، التي كان فيها هرقل ملك الروم؛ فصار هناك عداءٌ جديد للدَّعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النَّصارى -أيضًا- في شمال الجزيرة العربية؛ أي: من سوريا؛ ثمَّ -أيضًا- ظهر عدو آخر؛ ألا وهو: فارس.

فصارت الدَّعوة الإسلاميِّة محاربةٌ من كلِّ الجهات: من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النَّصارى واليهود في بعض أطرافها، ثمَّ من قِبَلِ فارس التي كان العِداءُ بينها وبين النَّصارى شديدًا؛ كما هو معلوم من قوله تبارك وتعالى: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ .. ﴾

3-الشاهد هنا: لا نستغربن وضع الدعوة الإسلامية الآن من حيث أنها تُحارب من كل جانب؛ فمن هذه الحيثيِّة كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضًا كذلك محاربة من كل الجهات.

وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب: ما هو العمل؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كانوا أو كان عددهم يومئذ قليلاً بالنسبة لعدد المسلمين اليوم حيث صار عددًا كثيرًا، وكثيرًا جدًا؟

هنا يبدأ الجواب:

هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم؛ أي: قومهم في أول الدعوة؟ هل حارب المسلمون النَّصارى في أول الأمر؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر؟ الجواب: لا، لا، كلُّ ذلك الجواب: لا.

4-إذن ماذا فعل المسلمون؟

نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تمامًا؛ لأن ما يُصيبنا هو الذي أصابهم تمامًا، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج مصيبتنا.

وأظنُّ أنَّ هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعًا الجواب إشارة، وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة؛ فأقول:

يبدو من هذا التسلسل التاريخي والمنطقي في آن واحد: أن الله -عزَّ وجلَّ- إنما نصر المؤمنين الأوليين الذين كان عددهم قليلاً جدًا بالنسبة للكافرين والمشركين جميعًا من كل مذاهبهم ومللهم؛ إنما نصرهم الله -تبارك وتعالى- بإيمانهم.

إذن ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة؛ هو نفس الدواء هو نفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتتحقق ثمرة هذه المعالجة؛ كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى.

والأمر كما يُقال: "التاريخ يعيد نفسه"؛ بل خيرٌ من هذا القول أن نقول: إنَّ لله -عزَّ وجلَّ- في عباده وفي كونه الذي خلقه وأحسن خلقه ونظَّمه وأحسن تنظيمه، له في ذلك كله سننًا أو سننٌ لا تتغير ولا تتبدل، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلاً.

هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها وأن يرعاها حقَّ رعايتها، وبخاصة ما كان منها من السنن الشرعية.

5-هناك سننٌ شرعية، وهناك سننٌ كونية، وقد يُقال اليوم في العصر الحاضر سننٌ طبيعية، هذه السنن الطبيعية الكونية يشترك في معرفتها المسلم والكافر، والصالح والطالح؛

بمعنى: ما الذي يُقوِّم حياة الإنسان البدنية؟ الطعام والشرب والهواء النقي ونحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل، لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنَّه عرض نفسه للموت موتًا ماديًا.

هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية؟ الجواب: لا، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

هذا كما قلتُ آنفًا: يعرفه معرفة تجربية كلُّ إنسان لا فرق بين المسلم والكافر، والصالح والطالح.

6-لكن الذي يهمنا الآن: أن نعرف أنَّ هناك سننًا شرعية، ، من اتخذها وصل إلى أهدافها، وجنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التي وُضِعت تلك السنن الشرعية لها، تمامًا كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية، إذا تبناها الإنسان وطبَّقها وصل إلى أهدافها، كذلك السنن الشرعية؛ إذا أخذها المسلم تحقَّقت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها، من أجل تحقيقها؛ وإلا فلا.أظن أن هذا كلام مفهوم؛ ولكن يحتاج إلى شيءٍ من التَّوضيح؛ وهنا بيت القصيد؛ وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام.

كلنا يقرأ آية من آيات الله -عزَّ وجلَّ-؛ بل إن هذه الآية قد تُزيَّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت؛ وهي قوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ . لافتات توضع وتكتب بخط ذهبي جميل رقعي أو فارسي إلى آخره، وتوضع على الجُدُر، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مُزيَّنة بها، أما قلوب المسلمين فهي منها خاويةٌ على عروشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾[1]؛ ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجًا؛ مع أنَّ المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات.

7-إذا ما ذكَّرنا المسلمين بهذه الآية؛ فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان؛ إنما هو فقط التذكير، والذكرى تنفع المؤمنين.

كلنا يعلم إن شاء الله، أنَّ قوله -تبارك وتعالى-: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ﴾ شرطٌ؛ جوابه: ﴿يَنْصُرْكُمْ﴾. "إن تأكل، إن تشرب، إن، إن،" الجواب: "تحيا".إن لم تأكل، إن لم تشرب؛ ماذا؟ تموت.

كذلك تمامًا المعنى في هذه الآية: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾. المفهوم -وكما يقول الأصولويون-: مفهوم المخالفة إن لم تنصروا الله لم ينصركم. هذا هو واقع المسلمين اليوم.توضيح هذه الآية جاءت في السنة؛ في عديد مِن النُّصوص الشرعية، وبخاصة منها: الأحاديث النبوية.﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ﴾ معلومٌ -بداهةً- أنَّ الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا، وأساطيلنا، وقواتنا المادية، لا، إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- غالبٌ على أمره؛ فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحدٌ نصرًا ماديًّا؛ هذا أمرٌ معروفٌ بدهيًا؛ لذلك كان معنى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ﴾؛ أي: أن تتبعوا أحكام الله؛ فذلك نصركم لله -تبارك وتعالى-.

8-والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط؟ قد قاموا بهذا الواجب أولاً، ثمَّ هو شرطٌ لتحقيق نصر الله للمسلمين ثانيًا؟

الجواب عند كل واحد منكم؛ ما قام المسلمون بنصر الله -عزَّ وجلَّ-.

وأريد أن أذكر هنا كلمة أيضًا من باب التذكير، وليس من باب التعليم - إنَّ عامة المسلمين -اليوم- قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعرُّفهم على دينهم، عن تعلمهم لأحكام دينهم؛ فأكثرهم لا يعلمون الإسلام. وكثير، أو الأكثرون منهم إذا ما عرفوا من الإسلام شيئًا عرفوه ليس إسلامًا حقيقيًّا، عرفوه إسلامًا منحرفًا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه؛ لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفة صحيحة كما جاء في القرآن والسنة، ثمَّ على العمل به ثانيًا؛ وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها؛ كما قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾

إذن، نحن بحاجة إلى تعلِّم الإسلام، وإلى العمل بالإسلام.

فالذي أريد أن أُذكِّر به -كما قلتُ آنفًا-: هو أن عادة جماهير المسلمين -اليوم- أن يصبوا اللوم -كلَّ اللوم- بسبب ما ران على المسلمين قاطبة من ذلٍّ وهوان على الحكام، أن يصبُّوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم؛ وهم -مع الأسف- كذلك لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين المذللين من كبار الكفار مِن اليهود والنصارى وغيرهم.

هكذا العرف القائم اليوم بين المسلمين: صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين، والحقيقة: أنَّ هذا اللوم ينصب على جميع الأمَّة حكامًا ومحكومين، وليس هذا فقط؛ بل هناك طائفةٌ من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم وهم محقون في هذا اللوم؛ ولكن قد خالفوا قوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ﴾
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.50 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.60%)]