|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم . السلام عليكم .قال الله تعالى في القرآن الكريم: " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)... " سورة المؤمنون افتتح الله صفاتِ المؤمنين بذكر الصلاة . فالصلاة هي مفتاحُ السعادة، وطريقُ دارِ السلام، وبها يكون العبد في جوار الملك العلام... عن ثوبان قال: قلت: يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الله به الجنة، فقال: " فقال عليك بكثرة السجود لله فإنك لن تسجد لله سجدة ً إلا رفعك الله بها درجة ً وحط عنك بها خطيئة ً"[1] وبالصلاة تكون راحة البال وعن طريقها تقبل الأعمال، وترفع الدرجات وتغفر الزلات , وتزيد الحسنات . وبالصلاة تستجلب الأرزا ق وتدفع البلايا , وتبعد المصائب وتحل البركات وتكثر الخيرات... وهي علامة يعرف بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم القيامة، وليس هناك علامة غيرها. فقد روى مسلمٌ في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال يوماً: "وددتُّ أنَّا قد رأينا إخواننا" قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ" فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: "أرأيت لو أن رجلاً له خيلٌ غُرٌّ محجّلةٌ بين ظهري خيل دُهْم بُهْم ألا يعرف خيله؟" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "فإنّهم يأتون غُرَّاً مُحَجَّلِينَ من الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم"[2]. ومن عظمة الصلاة وأهميتها وثمارها أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر, وتبعد عن مساوئ الأخلاق ورذائل الأمور، قال تعالى "وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر"[3] وفي الأثر "مَن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له " [4] فمن لم تعلمه صلاته التجمل بأحسن الأخلاق فهو لم يستفد منها شيئا ؛ لأن الصلاة تربي المسلم على أن يكون بعيدا عن الفساد والأخلاق السيئة والأنانية كما أن الصلاة تغرس في نفس المسلم برالوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران، وتوجه المسلم إلى البعد عن التقاطع والتحاسد والتدابر وسوء الظن بالمسلمين ؛ بل، تعلمنا الحب والتعاون والتآلف، وتعلمنا وحدة الصف والتراص وجمع الكلمة، تعلمنا ألا نجعل مجالاً للشيطان أن يدخل بيننا. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أقيموا الصفوف و حاذوا بالمناكب و سدوا الخلل و لينوا بأيدي إخوانكم ، و لا تذروا فرجات للشيطان "[5] فكما لا ينبغي أن ندع فرجة للشيطان في صلاتنا فإنه ينبغي كذلك أن لا نجعل فرجة للشيطان في حياتنا لا ندع له فرجة يوغر من خلالها القلوب، ويفسد العلاقات؛ ويؤجج الخصومات بين الأخ وأخيه، والجار وجاره، والمجتمعات والأحزاب والقبائل مع بعضها البعض. إنه ينبغي أن لا ندع فرجة للشيطان في حياتنا ومجتمعنا وبلدنا حتى لا تنتهك الأعراض وتسفك الدماء وتزهق الأرواح كما هو واقع اليوم في كثير من الأماكن إنه ينبغي أن لا ندع فرجة للشيطان حتى لا يغلب أحدنا مصلحتة الشخصية وحب الذات على مصلحة الجميع. الصلاة تعلمنا التراحم والعفو والتسامح، وما أحوجنا إلى هذه القيم والمعاني اليوم في حياتنا؛ ليكون التوافق والترابط والتآلف سمة بارزة لمجتمعنا وأمتنا! إنه يجب على كل مسلم أن يسعى جاهداً للوصول إلى الثمار الطيبة والمعاني السامية للصلاة. حتى لا تكون صلاتنا بلا معنى ولا قيمة . علينا أن نسعى لتحقيق أهداف الصلاة حتى لا نكون متناقضين فمن التناقض أن نجد من يصلى وهو يغش أو يكذب ويخادع. من التناقض أن تجد من يقول الله أكبر ثم تجده يتهافت على حطام الدنيا الفانية فيعادي لأجلها ويصادق لأجلها . من التناقض أن تجد من يصلى وهو معتد على حقوق الناس آكل لأموالهم أو واقع في أعراضهم .. إن من الناس من يواظبون على الصلوات، ولكنهم في تعاملاتهم الاجتماعية يضربون أمثلة سيئة للمسلم المتناقض الذي يأتي لصلاة الصبح وصلاة العشاء في الليل , ولكنه بالنهار ينتهك المحرمات ويرتكب المنكرات. إن من فضائل الصلاة في حياة المسلم أن الله ضمن لمن أداها أن يحفظه في الدنيا ، وأن يدخله الجنة يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ كلهم ضامن على الله عز وجل وذكر منهم: "رجلٌ راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه ؛ فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة " فما أوثق هذا الضمان! وما أعظمه! وأي ضمان يمكن أن يكون أوثق وأصح وأصدق من ضمان الخالق سبحانه وتعالى؟ ولما كان أمر الصلاة بهذه الأهمية فقد كانت آخر وصية النبي صلى الله عليه وسلملأمته الصلاة، فقد قال وهو على فراش الموت مودعا هذه الدنيا: "الصلاةَ الصلاةَ! وما ملكت أيمانكم "[6] فلنحافظ على هذه الصلاة ولنتواصى بها، ولنعلّمها أولادنا ونأمر بها أهلينا وجيراننا ومن له حقٌ علينا.. وكما نعلمهم الصلاة نعلمهم أيضا معانيها وأهدافها, وأنها ليست فقط مجرد حركات وسكنات وإنما هي منهج حياة , وعهد بين الله وبين ربه . [1] صحيح مسلم 757 [2] صحيح مسلم 249 [3] سورة العنكبوت [4] جامع الأحاديث للسيوطي [5] الصحيحة 743 [6] الصحيحة 868
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاكم الله خيراً وبارك بكم على الطرح المفيد جعله الله في ميزان حسناتكم ووفقكم لما يحب ويرضى ـــــــــــ حفظكم الله
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |