السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هي المجلات والجرائد العربية التي تخصص ركنا او قسما للزواج، تجد شبابا وفتيات في مختلف الاعمار والشرائح الاجتماعية، يدلي الواحد منهم بمعلومات شخصية، عن اسمه وسنه ومهنته وحتى شكله، ابيض ام اسود، جميلة ام عادية، طويل ام قصير، وغيرها من المواصفات، فقد اختزل الانسان في قالب مادي صرف متعلق بالمظهر والشكل الخارجي دون الجوهر كالاخلاق والدين، وان كان يذكره البعض على استحياء، كعبارة "انا ملتزم، انا متدينة"، وحتى هذه اصبحت موضة يرددها اغلب القاصدين للزواج بالمراسلة، في حين قد يكونان ابعد عنها بكثير. وللاسف كثير من الزيجات فاشلة، طبعا لا اعمم لانه توجد حالات اثبتت نجاحها، لكنها تظل نادرة، لان الاثنين غالبا ما لا يكونان صادقين، فمعظمهم يحاول تجميل صورته، سواء ظاهريا او حتى اخلاقيا، هذا ان لم يكن هناك نصب او احتيال، مثل ما قرات عن شابة حكت تجربتها، هي موظفة لها منصب عالي لكنها بقيت عانسا، لهذا لجات الى الزواج بالمراسلة، فما كان منها الا ان تتعرف على شاب، اظهر نفسه بصورة مثالية مما جعلها تتعلق به، التقى بها في الواقع، صارحها بظروفه المادية، لكنها ظلت مقتنعة به وتمسكت به اكثر، اخبرها بانه في حاجة لقدر مالي كبير ليكون به نفسه حتى يتمكن من الزواج بها، واخبرها بانه سيقضي به دينا كبيرا وسيرده لها، فرحت بصراحته وقدمت له المال لانها ميسورة الحال، اذا بها تنتظر اسابيع ثم شهورا، لكن لاحياة لمن تنادي، اتصلت به لكنه غير الرقم، وبعد انتظار طويل ومسعى حثيث للاتصال به، تاكدت بانه نصب واحتال عليها، وانه مثل عليها دور الشاب المحب الطيب لينال ما يريده من المال. مثال آخر قرات قصته في احدى المجلات، رجل وسيم جميل المظهر، شارك في ركن الزواج بحثا عن ابنة اصل، اشترط عليها ان تكون جميلة وان تكون بيضاء البشرة، مما جعله يتلقى رسالة من فتاة تخبره بانها تملك تلك المواصفات، وبعد سلسلة من المراسلات شعر بانها توأم روحه، فقرر الالتقاء بها بغرض تحديد موعد للزواج، اذا به يصدم، فهي سمراء وليست كما ادعت، دميمة وليست جميلة، والاكثر انها فظة في كلامها. وحالة اخرى لشاب عرض نيته في الزواج، فتلقى رسالة موافقة من اخت، لما رآها وجدها قبيحة المنظر قاسية الملامح، في سن الاربعين، تفرض شروطها وتقول بانها تريد منه ان يوافق على كذا وكذا، وانها لا ترضى بان يتحكم فيها، يعني هي عكس تماما الصورة التي ظهرت بها في الرسالة، وهناك قصص وحالات كثيرة كوني من محبي القراءة، لكن ساكتفي بهذا القدر لكنني الخص الفكرة بوجود حالات لفتيات تعرضن اما لفقد شرفهن وعرضهن، وقصص اخوات اعترفن بان زواجهن عن طريق ركن الزواج كان فاشلا، لكنني اعود واكرر بانني لا اعمم، اكيد هناك حالات ناجحة لا خداع فيها، والطرفين صادقين، مع ذلك حري بالجميع الانتباه في زمن كثر فيه الكذب والخداع، وحري باي فتاة الا تثق فيمن يعرض الزواج بها، خاصة ان كان عن طريق المراسلة او ما يسمى بركن الزواج.