السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في زممنا كثر عدد الدعاة الذين اصبح عددهم بحبات الرمل، مع ذلك تكاد تنعدم القدوة الصالحة الا ما رحم ربي، وعندما اقول القدوة لا اقصد بها التي تكتفي بالالتزام بالعبادات، وانما ايضا المؤمن الصادق اللين الجانب، البشوش، الذي يعطي صورة جيدة عن الاسلام، لا من ينفر الناس منه، المؤمن الذي يدعو بحكمة كما قال تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي احسن). وكما قال محمد قطب في احدى محاضراته، بانه لم يعد بيدنا للتاثير على الغرب الا ان نكون لهم قدوة في اخلاقنا، لانهم كما قال يتاثرون بشيئين، العلم والاخلاق، بالنسبة للاول قد تخلف فيه المسلمين بعد ان كانوا رواده في الازمنة الغابرة، واصبحوا في ذيل الامم المتقدمة، ومستحيل ان نلحق بركاب التقدم الهائل للغرب، اما الاخلاق فحدث ولا حرج، الخلافات والصراعات بين المجتمعات العربية، والغيبة والنميمة، وانعدام التحضر في السلوكيات والمعاملات، الا النزر اليسير ممن فهم المعنى الحقيقي لكلمة مسلم ملتزم بالتعاليم الاسلامية التي تحث على مكارم الاخلاق، هذه الاخيرة لها دور كبير في التاثير على من معلوماته في الاسلام صفر، ولا يتلقاها الا من القنوات الغربية المغرضة والاعلام العربي المرتزق الذي ينعت الاسلام بالارهاب والتخلف، مع انه دين العلم والمعرفة، ودين التسامح والمحبة والوئام، فحري بنا تحسين صورة الاسلام. لا انسى ما قراته في مجلة عربية عن شاب فرنسي وسيم، قال بان الفضل في اعتناقه للاسلام يعود لرجل مغربي يقطن في فرنسا، كان لا يفوت صلاة الا واداها في المسجد، الابتسامة لا تفارق وجهه، انسان بشوش، حلو المعشر، يحترم مشاعر الاخرين حتى من غير المسلمين، انسان نظيف وانيق في مظهره، ومعتن حتى بلحيته التي زادته هيبة وجمالا، ومن شدة تاثر ذلك الفرنسي بالرجل المغربي، قام بالزواج بفتاة عربية مسلمة وهي مغربية الاصل، فلماذا لا يكون الجميع مثله ان ارادوا فعلا ان يجعلوا الاخرين يحبون هذا الدين ويدخلون فيه عن رضا وقناعة.