|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم . يقول الله تعالى وهو أصدق القائلين" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)[1] هذه هي صفات عباد الرحمن الذين جعلهم الله نموذجاً يُقتدى بهم ويتأسى بأفعالهم وأقوالهم . أول صفة من صفاتهم هي كما قال تعالى : "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً" إنّ صفة المشي لها عند الله قيمة لأنها تعبر عما في الإنسان من مشاعر وأخلاق . فالمتكبرون والمتجبرون لهم مشية , والمتواضعون لهم مشية, كل يمشي معبراً عما في ذاته. عباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً : متواضعين , هيّنين , ليّنين , يمشون بسكينةٍ ووقار, بلا تجبر واستكبار , ولا يستعلون على أحد من عباد الله . عباد الرحمن يمشون مشية من يعلم أنه خرج من الأرض وإليها يعود : "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نخرجكم تارة أخرى " والقرآن نهى عن مشية المرح والبطر والفخر والاختيال قال تعالى : "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الارض ولن تبلغ الجبال طولا " سورة الإسراء وهذا لقمان يوصي ابنه فيقول له: " وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " [2] لا تحوّل وجهك عن الناس إذا كلَّمتهم أو كلموك؛ احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم , ولا تكلم الناس وأنت معرض عنهم بل أقبل عليهم بوجهك وتواضع وابتسم فالابتسامة صدقة . والله لا يحب كل مختالٍ... المختال هو الذي يظهر أثر الكبر في أفعاله . والفخور هو الذي يظهر أثر الكبر في أقواله . ولا تمش في الأرض بين الناس مختالا متبخترًا, إن الله لا يحب كل متكبر متباهًًًًً في نفسه وهيئته وقوله. والله يحب المتواضع الذي يعرف قدر نفسه ولا يحتقر أحداً من الناس كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول : " اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مِسْكِينًا وَأَمِتْنِى مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِى فِى زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[3] وروى مسلم أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة"صحيح البخاري رقم 5343 ولذلك كان سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم عندما يكون مع أصحابه يكون كواحدٍ منهم , وكان يجلس معهم لا يتميز عليهم ، حتى أن الرجل الغريب ليأتي فيقول أيكم محمد بن عبد المطلب وكان في بيته في مهنة أهله ، يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاتـه . فعباد الرحمن هم الذين يمشون على الأرض هوناً . الصفة الثانية :أنهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . فهم لا يلتفتون إلى حماقة الحمقى وسفاهة السفهاء ويترفعون عن الرد على كل سب وشتم . إنما هم أكرم وأرفع : " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" وقال تعالى:" وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا" سورة الإسراء أية 53 فعلى المؤمنين أن يختاروا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. لأن الشيطان كان للإنسان عدوًا مُبِينًا. قال الله تعالى : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" سورةفصلت آية 36 اسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه . [1] ـ سورة الفرقان آية رقم 63 [2] ـ سورة لقمان [3] ـ تنظر صحته وتخريجه.
__________________
![]() التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 08-03-2013 الساعة 10:29 PM. سبب آخر: إتمام الآية |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |