|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() خطبة عيد الفطر الثبات على الطاعات الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبركلما سطع برق وأنور، وكلما أرعد سحاب وأمطر، والحمد لله الذي سهل لعباده عبادته ويسر، ووفاهم أجورهم من خزائن جوده فأوفر، ومنَّ عليهم بأعياد تعود عليهم بالخيرات والبركات وتتكرر، والحمد لله الذي تابع بين مواسم العبادة لتشييد الأوقات بالطاعة وتعمر، فما انقضى شهر الصيام حتى أعقبه بشهور حج بيت الله المطهر، نحمده على نعمه التي لا تحصى ولا تحصر، ونشكره على فضله وإحسانه، وحق له أن يشكر. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدر، أشهد أن محمداً عبده ورسوله ذو الوجه النور والجبين الأزهر، أفضل من تعبد لله وصلى وزكى وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر، وعلى أصحابه السبّاقين إلى الخيرات فنعم الصحب والمعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان في كل زمان ما بدا فجر وأنور، وسلم تسليم كثيراً. أيها الإخوة في الله: لقد جاءت النصوص الشرعية بالأمر بعبادة الله والاستقامة على شرعه عامة في كل زمان ومكان، ومطلقة في كل وقت وآن، وليست مخصصة بمرحلة من العمر، أو مقيدة بفترة من الدهر، بل ليس لها غاية إلا الموت.رغم ذالك نجد من الناس من لا يستجيب لله الا في رمضان ولا ينتهى عن نواهه الا فيه وكان العباده فيه محصورة وفي غيره مامورة وهذا من الخط بمكان ، وما أقبح الحور بعد الكور، وما أقبح أن يتدنس بذنوب المعاصي من قد تطهر منها، وما أشنع أن يرجع التائبون إلى حمأة الرذيلة، وأن يتلطخوا بأوحال المعصية بعد أن توضؤوا بنور الطاعة، فالإله الذي يُصام له ويُعبد في رمضان، هو الإله في جميع الأزمان، ومن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها. أما إنه يقبح بالمسلم أن يبني في رمضان صرح إيمانه، ويجمله ويزينه ثم إذا انقضى الشهر عاد فهدم ما بنى، وأفسد ما شيد!! (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا )[النحل:92]. فالله ينهانا أن نكون كهذه المرأة الحمقاء التي تنسج غزلها حتى إذا أبدعته وأحكمته نقضته، ثم عادت تغزل من جديد!! فلقد امر حبيبه ومصطفه (صلى الله عليه وسلم) بان يجعل حياته كلها لله فقال له ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ العالمين * لاَ شَرِيكَ لَهُ وبذلك أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المسلمين) بل وجعل انتهاء عمله لا يكون الا بموته (صلى الله عليه وسلم) فقال له وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[الحجر:99] ولقد مدح الله المؤمنين بصفة ذكرها في كتابه فقال:{إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) المعارج:22-23] وقال سبحانه:{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المعارج:34] فكان من صفاتهم الاستمرار والديمومية على العمل ولقد جاءت الاحاديث الصحيح الصريحة بالتاكيد على ديمومة العمل ولوكان قليلا فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم (وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتِ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ. )صحيح مسلم، 218 وَعَن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ حتى كان أَكثرُ صَلاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبُّ العَمَلِ إِلَيهِ مَا دَاوَمَ عَلَيهِ العَبدُ وَإِن كَانَ شَيئًا يَسِيرًا وكان السلف رحمهم الله في غاية الحرص على دوام العمل وإثباته وعدم تركه فكانت عائشة رضي الله عنها تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول: (لو نشر لي أبواي ما تركتهن) (مالك:361، صححه الألباني في المشكاة) وحين علم رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ما يقوله عند نومه، قال علي والله ما تركتها بعد، فقال له رجل: ولا ليلة صفين؟ قال علي: ولا ليلة صفين) الحاكم) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « يا عبدَ الله ، لا تكن مثلَ فلان، كان يقومُ من الليل، فترك قيام الليل» أخرجه البخاري ، ومسلم ، والنسائي. وقال عفان: قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله تعالى منه ) النزهة ( 1/603 ومرض علي المصري مرضاً شديداً نحو أربعة أشهر فلم ينقص من أوراده شيئاً يقول كعب : [[ من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود أفي رمضان نعتزل المعاصي ... وبعد الصوم نرجع للحرام؟! فهذي حرفة الأشرار منا ... وتلك طبيعة القوم اللئام إذا ما المرء صام عن الخطايا ... فكل شهوره شهر الصيام ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان خطبة القيتها في عيد الفطر لعام1433 في جامع الرحمن / بغداد / ابي غريب التعديل الأخير تم بواسطة وســـــــــام* ; 22-08-2012 الساعة 02:57 AM. سبب آخر: رابط خارجى |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |