السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم جميعا وعيدكم مبارك سعيد
اولا اريد ان اقول لكم بانني اقصد بالذكر التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، لا القرآن الكريم الذي يعتبر اكبر واهم ذكر، اخواني الافاضل ينتابني سؤال لم اجد له اجابة وافية لتضارب الاراء، وهو هل ذكر الله بالقلب او في نفوسنا دون تحريك اللسان والشفاه يعد مقبولا وفيه اجر، فانا استمعت لكثير من المحاضرات سواء لشيوخ كبار او لدعاة مغمورين، وفيها اختلاف عجيب في الاراء، هناك من قال بوجوب ذكر الله مرفوقا بحركة اللسان والشفاه، وهناك من قال بجواز الذكر في القلب دون تحريك الشفاه، وهناك من قال بانه لا مشكلة في استعمال كلا الطريقتين، لكن الاجر يكون عند تحريك الشفاه اكبر، وهناك من قال ولا اتذكر ما ان سمعته من شيخ مشهور او داعية مغمور، بان الاكتفاء بالذكر في القلب والنفس لا يكسب منه صاحبه اي اجر. فرجاء الاجابة عن تساؤلاتي، عندما اكون في المسجد او اختلي مع نفسي اكيد انني اذكر الله بتحريك الشفتين واللسان، لكن انتم تعلمون بان درجة التقوى والايمان تختلف من يوم لاخر، يوما يكون فيه الواحد مقبلا على الطاعات، وبالتالي يكثر من ذكر الله، وايام يحدث له فتور وتقاعس فيهمل الذكر، وبطبيعتي قد تاتي علي ايام تكون لدي فيها رغبة شديدة في ذكر الله في كل وقت وحين، وانتم تعلمون باعباء الحياة وتبعاتها، فالواحد منا قد تكون لديه رغبة في ذكر الله سواء في الطريق او في العمل ...الخ. لكن انتم تعلمون الحرج الشديد الذي يسببه هذا الامر، قد تقولون لي بان الامر عادي، لكن لم يسبق لي ان رايت شخصا في الطريق او العمل يحرك شفتيه، حتى اكثر الناس التزاما ومن اعرف تقواهم وقوة ايمانهم لم ارهم يوما يحركون شفاههم، مع انهم ربما يفعلون ذلك في قلوبهم وبينهم وبين انفسهم، فالامر يشكل احراجا لان اغلب الناس لا يفعلونه وحتى ان تواجد من يقوم بذلك فهم قلة قليلة يعدون على رؤوس الاصابع، وانتم تعرفون بان لكل شيء ذكر، اثناء دخول البيت والخروج منه واثناء واثناء ... لانه في كل وقت وحين حري بالمسلم ان يذكر ربه، وقبل سنة كنت كلما خرجت من البيت الا واحرك شفاهي بالذكر المناسب، فكان بعض الناس ينظر الي باستغراب ظنا منهم انني اكلم نفسي ربما بسبب تراكم المشاكل، او قد اصابني خبل، لهذا كنت اشعر باحراج. لكني صراحة لم اجرب يوما ان احرك شفاهي وانا اذكر الله في الطريق، وانما كنت اقوم بذلك مع نفسي، قد تقولون لي لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك امام كل الناس، والدليل ان الصحابة كانوا يعدون له في المجلس الواحد (رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم) اكثر من مئة مرة، فهذا دليل على انه كان يحرك شفتيه بالذكر سواء سرا او جهرا. لكن انتم تعلمون انه في زماننا تغيرت امور كثيرة ولم يتعود الناس على ان يروا شخصا في الشارع يحرك شفتيه الا ان كان مجنونا او معتوها، لهذا اريد ان اعرف رايا حاسما لكثرة تضارب الاراء واختلافها، هل اجر ذكر الله في القلب مثل اجر فعل ذلك بتحريك اللسان والشفتين. وهل فعلا كما سمعت لشيخ معروف اولداعية (لم اعد اتذكر) انه لا اجر لمن يكتفي فقط بذكر الله في قلبه.