|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ظاهرة انتشرت في الناس انتشار النار في الهشيم لايكاد يسلم منها أحد ، ولا ينجو من شرها إنسان ، جثمت على القلوب ، وخيمت على النفوس ، وحيرت الألباب ، وفرقت الأصحاب ، كم أذهان بهمِها مشغولة ! وكم من عقول لهولها مذهولة ! ، وكم من قدم لرقها معقولة !، كم لها من الضحايا ! وكم أحدثت من الرزايا ، فماهي تلك الظاهرة المخيفة ، والبلوى العنيفة ؟ عباد الله إنها مشكلة( الديون ) نعم أيها الكرام إنها الديون التي أضحى كثير من الناس ضحيتها ، وأمسى عدد من الرجال فريستها أقضت مضاجعهم ، وأقلقت حياتهم ونغصت عيشهم ، وأرغمت أنوفهم وخفضت رؤوسهم قال ابن مسعود رضي الله عنه الدين هم بالليل وذل بالنهار ويروى أن رجلا كان يمشي في طرقات المدينة متقنعا وقد تحمل ديونا كثيرة فرآه أحد أمراء المسلمين فقال له يافلان إن لقمان كان يقول القناع بالليل ريبة وبالنهار مذلة فقال له إن لقمان لم يكن عليه 1وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم تذكو فى الصلاة أن فى بيته بعض الأموال لم تسلم إلى أصحابها ، فتوجه بعد الانتهاء منها بسرعة لافتة للنظر وأمر بدفعها إلى أصحابها وعاد إلى المسجد ولما سألوه قال " تذكرت مالاً فخشيت أن يحبسنى " أى يحبسه اللّه يوم القيامة ويسأله : لمَ لم تؤده.رواه البخارى . 2وروى البخارى مثله بلفظ " من كانت عنده مظلمة لأخيه ، من عِرضه أو من شىء ، فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " . 3وروى مسلم عن أبى هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه الدين فيسأل " هل ترك لدينه قضاء"؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه ، وإلا قال " صلوا على صاحبكم " فلما فتح الله عليه الفتوح قال " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن توفى وعليه دين فعلىَّ قضاؤه ، ومن ترك مالا فهو لورثته " وفى حديث الطبرانى " من دان بدين فى نفسه وفاؤه ومات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء " وروى أحمد وأبو نعيم والبزار والطبرانى عن النبى صلى الله عليه وسلم " يدعى صاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يدى الله عز وجل فيقول : يا ابن آدم ، فيمَ أخذت هذا الدين ، وفيم ضيعت حقوق الناس ؟ فيقول : يا رب إنك تعلم أنى أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم أضيع ، ولكن أتى علىَّ إما حرق وإما سرق وإما وضيعة ، فيقول الله : صدق عبدى، وأنا أحق من قض عنك ، فيدعو الله بشىء فيضه فى كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته ، فيدخل الجنة بفضل رحمته " كانوا ينصحونه بالتخلص منه ? قبل أن يُقدم على أى مخاطرة ? قد تودى بحياته. 4فعن أبى الدرداء : "أنه كان يقف حين ينتهى إلى الدرب فى ممر الناس إلى الجهاد ? فينادى نداء يُسمع الناس: يا أيها الناس ? من كان عليه ديْن يظن أنه إن أصيب فى وجهه هذا لم يدع له وفاء فليرجع ? ولا يتبعنى فإنه لا يعود كفافا". وقد استهان المسلمون بالديون فافترضوها لشهوات الغى فى البطون والفروج ? 5عن سعد بن الأطول رضي الله عنه ( أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهماً، وترك عيالاً - يعني: أبناء- قال: فأردت أن أنفقها على عياله، فقال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: إن أخاك محبوس بدينه فاذهب فاقضِ عنه ) ( فاقض عنه، قال: فذهبت فقضيت عنه ثم جئت، وقلت: يا رسول الله! قد قضيت عنه إلا دينارين، ادعتهما امرأة ) يقول: كل شيء قضيته إلا دينارين ادعت امرأة أن الدينارين عنده ديناً لها.قال: ( وليست لها بينة ) فقال صلى الله عليه وسلم: ( أعطها فإنها صادقة ) ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث رواه أبو داود و النسائي و الحاكم و البيهقي وهو صحيح على شرط الشيخين، هذا 6الحديث يرويه سمرة بن جندب ، قال: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى على جنازة، فلما انصرف قال: أهاهنا من آل فلان أحد؟ فسكت القوم )، وكان إذا ابتدأهم بشيء سكتوا، لم يكونوا مستعجلين، أن هذا رسول نبي، لا يتكلم الواحد منهم بكلمة إلا وقد وثق منها. ( فسكت القوم، فقال ذلك ثلاث مرات، هل هنا من آل فلان أحد؟ -لم يتكلم أحد- فقام رجل فقال: هأنذا، فقام يجر إزاره من مؤخرة الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني؟ -سألت مرتين ولم تجب، لماذا لم تجب إلا في الثالثة؟- أما إني لم أنوه باسمك إلا لخير، ثم قال: إن فلاناً -وهو رجل من أقارب هذا الرجل، من الأسرة، من آل فلان- مأسور بدينه عن الجنة -محبوس عن النعيم في القبر وعن الجنة بسبب دينه- فإن شئتم فافدوه، وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله ) قال الرواي سمرة : ( فلو رأيت أهله وهم يتحرون أمره؛ قاموا فقضوا عنه حتى لا يطلبه أحد بشيء ). وبلغ من تشديد النبي صلى الله عليه وسلم في حقوق الناس أنه كان في أول الإسلام يترك الصلاة على من عليه دين ليس له وفاء؛ كما روى 7سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة ليصلي عليها فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أُتي بجنازة أخرى فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: نعم، قال: صلوا على صاحبكم، قال أبو قتادة: علي دينه يا رسول الله، فصلى عليه) رواه البخاري. وروى جابر رضي الله عنه فقال: (توفى رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خطى، ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حقَّ الغريمِ وبَرئَ منهما الميت؟ قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن بردت عليه جلده) رواه أحمد. وقد يَحبس الدينُ صاحبه عن دخول الجنة مع استحقاقه لها برحمة الله تعالى؛ كما جاء في حديث سمرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فقال: هاهنا من بني فلان أحد؟ ثلاثا، فقال رجل: أنا، فقال: إن صاحبكم محبوس عن الجنة بدينه) رواه أحمد، وفي رواية لأبي داود قال عليه الصلاة والسلام: (إن صاحبكم مأسور بدينه). 8وروى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه). 9وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين والغلول) رواه أحمد. وبلغ من خطورة الدين أن الشهيد الذي بذل نفسه وربما ماله في سبيل الله تعالى لا تسقط عنه أموال الناس، بل تبقى في ذمته بعد استشهاده، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الجهاد، ورغبهم فيه، وحثهم عليه، 10فقال رجل: (أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك) رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه. وجاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين) وفي رواية: (القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين) رواه مسلم. وعن محمد بن جحش رضي الله عنه قال: (كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته ثم قال: سبحان الله! ماذا نُزِّل من التشديد؟ فسكتنا وفزعنا، فلما كان من الغد سألته:يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نُزِّل؟ فقال: والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أُحييَ ثم قتل، ثم أُحييَ ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه) رواه النسائي. ومن كان للناس عليه حقوق كان وفاؤه يوم القيامة من حسناته وسيئاته، وفي حديث المفلس: أن من أسباب إفلاسه يوم القيامة: وأخذ مال هذا، 11وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ولكنها الحسنات والسيئات) رواه أحمد. 12والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الدين) رواه أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه. كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله تعالى منه، 13 ففي حديث عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! فقال عليه الصلاة والسلام: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف) رواه البخاري. وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء) رواه النسائي. وى عبدالله بن أنيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يحشر الله العباد - أو قال الناس، شك همام، وأومأ بيده إلى الشام - عراة غرلا بهما. قلنا: ما بهم؟ قال: ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من قرب ومن بعد أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة. قال قلنا: كيف وإنما نأتي الله حفاة عراة غرلا. قال: بالحسنات والسيئات" . انظر (( الأدب المفرد ) (ص337)، ورواه الحاكم في (( المستدرك )) (3/438) و (4/574-575)، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الذهبي، ورواه أحمد في (( المسند )) (3/495) يقول النبي - -: ((إنما جزاء السلف الحمد والأداء)) رواه النسائي[18] وكان رسول الله - - يقضي الدائن بأكثر مما استدان منه، ويضاعف له الوفاء، ويدعو له، كما قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: كان لي على النبي - - دين، فقضاني وزادني[20]. وقال عبد الله بن أبي ربيعة: استقرض مني النبي - - أربعين ألفا، فجاءه مال، فدفعه إلي، وقال: ((بارك الله تعالى في أهلك ومالك)) رواه النسائي[21] وأين نحن من ذلكم الرجل الذي قص لنا رسول الله - - خبره، عن أبي هريرة - - عن رسول الله - -: ((أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: أئتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم ألتمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، لم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي أسلفه، ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا الخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، فقال: والله مازلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي آتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدا)) رواه البخاري |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |