توبة قاتل المائه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027863 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304553 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121767 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2012, 09:51 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي توبة قاتل المائه

توبة قاتل المائة

عنْ أبي سعِيدٍ سَعْد بْنِ مالك بْنِ سِنانٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَن نَبِيَّ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً ، فسأَل عن أَعلَم أَهْلِ الأَرْضِ فدُلَّ على راهِبٍ ، فَأَتَاهُ فقال : إِنَّهُ قَتَل تِسعةً وتسعِينَ نَفْساً ، فَهلْ لَهُ مِنْ توْبَةٍ ؟ فقال : لا فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مِائةً ثمَّ سألَ عن أعلم أهلِ الأرضِ ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ فقال: إنهَ قَتل مائةَ نفسٍ فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبةٍ ؟ فقالَ: نَعَمْ ومنْ يحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التوْبة ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كذا وكذا ، فإِنَّ بها أُنَاساً يعْبُدُونَ الله تعالى فاعْبُدِ الله مَعْهُمْ ، ولا تَرْجعْ إِلى أَرْضِكَ فإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ أَتَاهُ الْموْتُ فاختَصمتْ فيهِ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ وملائكةُ الْعَذابِ . فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمَةَ : جاءَ تائِباً مُقْبلا بِقلْبِهِ إِلى اللَّهِ تعالى ، وقالَتْ ملائكَةُ الْعذابِ : إِنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خيْراً قطُّ ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صُورَةِ آدمي فجعلوهُ بيْنهُمْ أَي حكماً فقال قيسوا ما بَيْن الأَرْضَين فإِلَى أَيَّتهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأَرْضِ التي أَرَادَ فَقبَضْتهُ مَلائكَةُ الرَّحمةِ » متفقٌ عليه.


وفي روايةٍ في الصحيح : « فكَان إِلَى الْقرْيَةِ الصَّالحَةِ أَقْربَ بِشِبْرٍ ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها » وفي رِواية في الصحيح : « فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إِلَى هَذِهِ أَن تَبَاعَدِى، وإِلى هَذِهِ أَن تَقرَّبِي وقَال : قِيسُوا مَا بيْنهمَا ، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أَقَرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفَرَ لَهُ » . وفي روايةٍ : « فنأَى بِصَدْرِهِ نَحْوهَا
... نعم و من يحول بينه و بين التوبه ! ! ! فلا تعيرن أحدا بذنبه فلست ربه والله سبحانه وتعالى جل جلاله هو من يختار له فكن رفيقا بالعصاه فكلنا مذنبون ..
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-04-2012, 10:04 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توبة قاتل المائه

الدروس المستفادة من القصة :

تتجلى فى هذه القصة جملة من الدروس و العبر التى تعد ذات أثر فعال فى جانب الدعوة إلى الله علماً و عملاً و أهم هذه الدروس ما يلى :
(1) قبول التوبة من جميع الكبائر بما فيها القتل :
هذه القصة أصل عظيم فى الدلالة على قبول التوبة من المذنب و إن تفاحش ذنبه و تعاظم إثمه طالما حسنت سريرته و صلحت علانيته .
و قد نطقت بذلك اّيات القراّن الكريم و أحاديث النبى صلى الله عليه و سلم فالله تعالى يقول :
{ قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }
و فى الحديث الصحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(( و الذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ))
و فى قتل هذا الرجل لمائة و مع ذلك حين صدق الله فى توبته قبلها الله منه و عفا عنه فى هذا دليل على أن قبول الله للتائب لا يستثنى منه قاتل أو غيره وإلى هذا ذهب جمهور الأمة .
و قول القاضى عياض فى تعليقه على قصة قاتل المائة : (( و فيه أن التوبة تنفع من القتل كما تنفع من سائر الذنوب و هو إن كان شرعاً لمن قبلنا و فى الاحتجاج به خلاف لكن ليس هذا موضع الخلاف أن موضع الخلاف إذا لم يرد فى شرعنا تقريره و موافقته أما إذا ورد فهو شرع لنا بلا خلاف و من الوارد فى ذلك قوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
و حديث عبادة بن الصامت ففيه بعد قوله { ولا تقتلوا النفس } و غير ذلك من المنهيات : فمن أصاب من ذلك شيئاً فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه)
و خالف فى ذلك عبد الله بن عباس رضى الله عنهما و قال بعدم قبول توبة القاتل المتعمد فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية بمكة { الذين لا يدعون مع الله إلها اّخر } إلى قوله {مهاناً} فقال المشركون : وما يغنى عنا الإسلام و قدعدلنا بالله و قد قتلنا النفس التى حرم الله و اتينا الفواحش فأنزل الله عز وجل : { إلا من تاب و اّمن و عمل عملاً صالحاً } إلى اّخر الاية .
قال (( فاما من دخل فى الإسلام و عقله ثم قتل فلا توبة له )) و قد تمسك ابن عباس بقوله تعالى { و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما}ففى الحديث الصحيح عن سعيد بن جبير قال : أمرنى عبد الرحمن بن أبزى أن أسال ابن عباس عن هاتين الآيتين :
{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا } فسأله فقال : لم ينسخها شىء و عن { و الذين لا يدعون مع الله إلها اّخر } قال : نزلت فى أهل الشرك كما تمسك ببعض الأحاديث المصرحة بشدة عذاب قاتل النفس بغير حق فعن سالم بن أبى الجعد قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس أرأيت رجلاً قتل مؤمناً ؟ قال جزاؤه جهنم خالداً فيها .. إلخ الآية قال : فقال يا ابن عباس أرأيت إن تاب واّمن و عمل صالحاً؟ قال : ثكلته أمه ،. و أنى له التوبة و قد قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( إن المقتول يجىء يوم القيامة متعلقاً رأسه بيمينه أو قال بشماله اخذاً صاحبه بيده الأخرى تشخب أوداجه دماً فى قبل عرش الرحمن فيقول : رب سل هذا فيم قتلنى ؟) و قد حمل جمهور أهل السلف و جميع أهل السنة ما ورد من ذلك على التغليط و قالوا فى اية سورة النساء إنها تنص على أن جزاءه جهنم و قد يجازى به و قد يجازى بغيره و قد لا يجازى بل يعفى عنه فالمسألة تتعلق بمشيئة الله التى يمكن بمقتضاها أن يغفر الله أى ذنب عدا الشرك هذا إن لم يكن عامداً مستحلاً للقتل بغير حق ولا تأويل فإنه وقتئذ يكون كافراً مرتداً بالإجماع و إن كان غير مستحل بل معتقد تحريمه فهو فاسق عاص مرتكب كبيرة جزاؤه جهنم خالداً فيها بفضل الله تعالى ثم أخبر أنه لا يخلد من مات موحداً فيها فلا يخلد هذا و لكن قد يعفى عنه فلا يدخل النار أصلاً و قد لا يعفى عنه بل يعذب كسائر العصاة الموحدين ثم يذهب إلى الجنة و هذا إن لم يتب فإن تاب قبلت توبته و تشهد له القصة التى بين أيدينا فإنها إذا ثبتت لمن قبلنا فمثله لنا أولى لما خففه الله عن هذه الأمة من الآصار بالنسبة إلى من قبلهم من الأمم .
فإن قيل : و كيف تقبل توبة العبد القاتل و فى عنقه حقوق لبنى اّدم و شرط التوبة رد المظالم إلى أهلها ؟
و يجاب عن هذا بأن الله تعالى إذا رضى عن العبد و قبل توبته أرضى عنه خصومه .
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-04-2012, 10:05 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توبة قاتل المائه

(2) سعة رحمة الله عز وجل و خطورة تقنيط الناس منها :
تدل القصة برواياتها المتعددة على سعة رحمة الله تعالى و أنها تغلب غضبه و أن صدق العبد فى التوجه إلى اللع تعالى يمنحه فوق قبول الله له توفيقاً و هداية إلى الطريق المستقيم فإذا كانت الرواية التى وضعناها بين أيدينا فى مطلع القصة قد اقتصرت على مجرد بيان أن العبد – عند قياس الملائكة للأرضين كان أقرب إلى الأرض التى أراد فقبضته ملائكة الرحمة فإن روايات أخرى صحيحة قد صرحت بتدخل العناية الإلهية بما يفيد سعة رحمة الله و مزيد فضله على هذا العبد التائب .
ففى رواية البخارى و روايات أخرى فى مسلم ( فأوحى الله إلى هذه أن تقربى و اوحى إلى هذه أن تباعدى و قال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له )
و فى إبعاد أرض المعصية و تقريب أرض التوبة ما يشعر بان الله لا يقبل التوبة عن عباده و فقط بل يزيدهم فوق القبول من فضله .
و يؤيدهذا ما جاء فى الحديث القدسى الصحيح عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله علية و سلم ( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدى بى و أنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى و إن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم و إن تقرب إلى بشبر تقربت إليه ذراعاً و إن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً و إن أتانى يمشى اتيته هرولة) و إن كانت الرحمة من الله واسعة كما أرادها رب العزة فمن الخطورة أن يضيق أحد من الناس ما وسعه الله لفساد فى عقله و سوء فى فكره و هذا ما تدل عليه القصة حيث تضمنت بالإشارة ما يدل على سوء سلوك الراهب حين سد الأبواب كلها أمام التائب فقام الرجل بقتله.
يقول عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فى قول الله تعالى : { قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم } الآية قال : ( قد دعا الله تعالى إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله و من زعم أن المسيح هو ابن الله و من زعم أن عزيزاً ابن الله و من زعم أن الله فقير و من زعم أن يد الله مغلولة و من زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول الله تعالى لهؤلاء : { أفلا يتوبون إلى الله و يستغفرونه و الله غفور رحيم } ثم دعا إلى التوبة من هو أعظم قولاً من هؤلاء من قال { أنا ربكم الأعلى } و قال { ما علمت لكم من إله غيرى }
(( قال ابن عباس رضى الله عنهما : من اّيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل ))
فليحرص الداعية على هذا المعنى و ليحذر أن يستدرجه الشيطان إلى هذا المنزلق الخطير فيضر نفسه و دعوته و ليكن له أسلوب القراّن و هدى النبى صلى الله علية و سلم عبرة و عظة إذ فيهما الترغيب إلى جانب الترهيب و البشارة إلى جانب الإنذار و الداعية الناجح هو من يصف الدواء حسب نوع الداء و يتعامل مع كل موقف بما يناسبة من الأدلة دون إهدار أو تقليل من شأن غيرها و الله أعلم .
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-04-2012, 10:07 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توبة قاتل المائه


(3)فضل العلم على العبادة :
يستفاد من هذه القصة فضل العلم على العبادة و ذلك لأن إنقاذ هذا الرجل التائب من الهلكة ودلالته على طريق الحق كانت بواسطة العالم فى حين أن الراهب العاكف على العبادة قد ضل عن وجه الصواب فعرض نفسه للهلاك بجهله و كاد العبد التائب بسسبه يقنط من رحمة الله و مما يؤيد فضل العلم على العبادة إلى جانب القصة حديث رسول الله صلى الله علية و سلم الذى يقول فيه : (( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ))
ووجه الاستدلال بهذا الحديث على أفضلية العلم على العبادة أن العلم عام الفائدة فهو ينفع صاحبه ابتداء و يعم بالخير على من سواه فيتضاعف أجره بذلك أما العابد فنفع عبادته عائد عليه ولا يتجاوز دائرته إلا فى حدود ضيقة و من ثم رأى أئمة العلم و أساطينه أن الاشتغال بالعلم أفضل من صور كثيرة من العبادة .
يقول ابن عباس رضى الله عنهما : ( تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلى من إحيائها و قال الحسنة :
(( العالم خير من الزاهد فى الدنيا المجتهد فى العبادة )) و يقول الامام الشافعى : ( طلب العلم أفضل من صلاة النافلة ) و قال ( ما تقرب إلى الله تعالى بشىء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم )
و هذه الفضلية ليست على إطلاقها بل هى مشروطة بشرطين :
(1) موضوع العلم
(2) الغاية منه
فلا بد أن يكون علماً نافعاً ليرد صاحبه عن الردى و يدله على الهدى و ان تكون غاية طلبه منه الاستعانة به على طاعة الله تعالى .
يقول العلامة المناوى : ( العلم بمنزلة الشجرة و العبادة بمنزلة الثمر فالشرف للشجرة لكونها الأصل لكن الانتفاع بثمرتها فلا بد للعبد من أن يكون له من كلا الأمرين حظ و نصيب و لهذا قال الحسن ( اطلبوا العلم طلباً لا يضر العبادة و اطلبوا العبادة طلباً لا يضر العلم )
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-04-2012, 10:08 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توبة قاتل المائه

(4) دروس أخرى :
هناك فى القصة فوائد أخرى – غير ما تقدم و نشير إليها بإجمال طلباً للاختصار و خوفاً من التطويل .
(أ‌) فى إشارة العالم على العبد التائب بمفارقة أرضه و التحول إلى أرض أخرى فيها رجال صالحون ليعبد الله معهم فيها ما يفيد أن من كمال التوبة مفارقة مواطن المعصية و أصدقاء السوء ليكون فى مأمن من الانزلاق مرة ثانية و ليجد من حوله من يقيل عثرته و يعلى همته إذ البيئة تؤثر فى تكوين شخصية الفرد .
بالدعوة ليتعاون هو و من معه فى إصلاح المعوج فى سلوكهم و التدرج معهم بحيث يكونون أعضاء عاملين تنتفع بهم الدعوة فى مواقع عملهم و داخل منازلهم مع أسرهم و غير ذلك .
(ب‌) استدل بمجىء الملك فى صورة اّدمى للفصل فى قضية هذا الرجل بين ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب أن فى بنى ادم من يصلح للحكم بين الملائكة إذا تنازعوا و أن التحكيم بين الخصوم جائز و أن من رضى الفريقان بتحكيمه فحكمه جائز عليهم و ان للحاكم إذا تعارضت عنده الأحوال أن يستخدم القياس و يسدل بالقرائن للوصول إلى الحكم .
(ج) (( و فى قبول الله لتوبة العبد مع كونه لم يعمل خيراً قط دليل على أن الندم توبة و أن المدار فى قبول التوبة على العزم الصادق ولا يضير العبد أن لا يجد بعد التوبة وقتا للعمل الصالح .
(د) و فى القصة إشارة إلى علامة من علامات رضا الله عن العبد و هى توفيقه لتوبة نصوح قبل الموت تجب ما قبلها و تذهب به نقياً طاهراً إلى الله و فى الحديث عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله علية و سلم ( إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله فقيل : كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل الموت ))
(هـ) و فى القصة ما يفيد ضرورة التحرى عمن يستفتيهم الإنسان فى أمر دينه حتى لا يضل و عن محمد بن سيرين قال (( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ))
(و) فى قبض روح العبد التائب عند منتصف الطريق دليل على أن الاجال محدودة و الأعمار موقوتة كما قال تعالى { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } و موعد هذا و مكانه لا يطلع عليه أحد سوى الله و صدق الله إذ يقول { و ماتدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأى أرض تموت }
(ز) فى قول ملائكة الرحمة : ( جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله ) ما يؤكد على أن القبول للأعمال لا بد من توافر صدق النية فيه و حسن الإخلاص فى مباشرته و يضاف إلى هذا الإخلاص توجه بالظاهر إلى الله تعالى و فى الإشارة إلى هذا يقول الله تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } و لذا قال الفضيل بن عياض فى قوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملاً } قال :
(( أخلصه و أصوبه يعنى خالصاً من شوائب الشرك موافقاً للسنة ))
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.32 كيلو بايت... تم توفير 3.54 كيلو بايت...بمعدل (4.85%)]