|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في ذلك الإثنين البعيد. عندما أشارت أوراق التقويم إلى الإثنين 14 ربيع الأول 1425هـ ، وارتفع نداء الحق معلنا دخول وقت صلاة العشاء ، بدأ قلبي يخفق بشدة من خوف لا أعرف سببه . ما إن دقت الساعة معلنة عن العاشرة مساءً ، علمتُ بأنه قد حان وقتُ الوداع ، على أملٍ بالعودة في عصر الأربعاء. ارتميتُ على صدرها أقبلها على جبينها ووجنتيها وكفيها وفجأة .. جرت دموعي من غير إرادتي ، شعرتُ وكأن صوتا يهمس في أذني: هو يومك الأخير معها فبكيت على صدرها بكاءا مرّا . تعجبتُ من نفسي ، ما الذي أفعله ، وأنا التي كنتُ أرفض كل باكية تريد الدخول عليها. ماكنت أريدها أن ترى في العيون إلا التفاؤل والأمل والإبتسامة المشرقة ، فما الذي أصنعه الآن !! عدتُ لواقعي فوجدتُ صوتها الحنون يلامس أذني: لجين لا تبكي يا حبيبة خالة انتِ ، أنا بكرة إن شاء الله حأكون طيبة ، وأخرج من المستشفى ، وأخليكِ من أكبر الداعيات في الكرة الأرضية ، ايش رأيك تبغي تكوني أكبر داعية في الكرة الأرضية ول في الفضاء كله؟ يلا اختاري من بدري؟ يلا يا بطلة امسحي دموعك وأبغاكِ تكوني قوية ومؤمنة دائما ، لا تخلي الحزن يدخل قلبك ، أبغا الإبتسامة تنور وجهك على طول حبيبتي . انعقد لساني عن أي إجابة ، وأبت عيناي تجفيف الدموع ، فالألم بداخلي يشتعل ، ورنين الصوت مستمر. ضممتها بكل قوتي ، وبِتُّ أقبّل كل خلية لامستها شفتاي ، و رنين الصوت في أذني يتكرر ويأبى إلا أن يرن: يومك الأخير معها .. يومك الأخير معها . كان الصوت أقوى من إرادتي وصمودي ، لكني تشجعت . في يوم الأربعاء ، اليوم الذي كنت أنتظره كي أراها من جديد ، وعند الساعة العاشرة صباحا كانت حصة القرآن في المدرسة ، وكنا في الصفحة الأخيرة من سورة آل عمران ، و ظل يتكرر في أذني قول ربي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ ءَامَنُوا اِصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاْتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْنَ ) فانفجرت الدموع من عيني ، ولم أستطع كبحها . حاولت معلمتي تهدأتي ، وطلبت مني الخروج لغسل وجهي ، خرجت ولم أجد إلا ركن الساحة يحضنني ، جلست هناك أبكي من شيء جاثم على صدري لا أعرف ما هو ، وكلام ربي يتكرر في أذني ( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ ءَامَنُوْا اِصْبِرُوْا وَصَابِرُوْا ) وجدتُ معلماتي يلتفون حولي ويحاولون تهدئتي بسؤالي عن ماذا يزعجني ، لكني لا أعرف الجواب لأواجه به نفسي قبل أن أرد عليهم . علمتُ بعدها أن وقت بكائي تزامن مع وقت الإحتضار و صعود روح خالتي لربها ، وأُعْلِنَ نبأ رحيلها. عندها فقط جفت دموعي بالكلية في الوقت الذي ضج المكان فيه ببكاء الصغير و الكبير. نعم رحلت ، لكن صوتها لم يفارق أذني ، وقبلتها الدافئة لم تفارق جبيني ، أُحِسُّ بها وكأنها للتو كانت. نوَتْ تدريبي وتسليحي لكن قضاء الرب كان أقوى ، فالحمدلله على كل حال . ومرت الأيام تتلوها الأيام ، والسنون تلو السنون ، وفي لمح البصر ، تحقق الحلم. في يوم الأحد 27 ربيع الأول 1433هـ اقترنت كلمة داعية باسمي ، ويا له من خبر! ها هي أسمائنا تتعانق خالتي على صيد الفوائد أنا وأنتِ يا ليت شعري ماذا تكون مشاعِرِكْ لو رأيتِ يا حبيبة قلبي حلُمِكْ تحقق بإذن الرحمن رغم التعَبْ والجهد والنصب والعتَبْ من هذا وذاك ولم أبالِي سلوتي كلماتك في إحدى الليالِي سيري بنية ففي الجنة الضحِكْ نأكل ونلعب ولا مكان للضنَكْ لا جوع ولا ألم ولا عتَبْ إصبري بنية هناك لا تعَبْ وعدٌ خالتي لن أنحنِي سأبقى أنا التي تعرفينِي بقلمي ![]()
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |