قبل أن ينفرط العقد ... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058587 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1327056 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-10-2011, 02:32 AM
الصورة الرمزية قرآنى جنتى
قرآنى جنتى قرآنى جنتى غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,149
الدولة : Egypt
63 63 قبل أن ينفرط العقد ...

قبل أن ينفرط العقد..










دخلتُ الى غرفتها .. كانت تضع كمامة طبية على وجهها، ولم أرَ سوى عينيها الذابلتين..
دار حديث بيني وبينها، لا اذكر منه سوى انني كنتُ اعطيها الامل في الشفاء… وأننا بانتظار روحها الطيبة وابتسامتها المرحة لتشرقان بيننا من جديد.
سألتها عن حاجتها من العمرة.. اجابتني انها تريد السواك.. لأن العلاج الكيميائي ينخر في اسنانها والمعجون العادي يؤلمها.
ودّعتها بمرارة .. فقد كان مرضها يحول بيني وبينها.. وخرجت من غرفتها اسمع دبيب خطواتي المتثاقلة في اروقة المستشفى الخاوية.



يااااه.. عالم اخر في هذه الاروقة والغرف التي تؤدي اليها.. وكأن الحياة تنتهي هنا.. أو تبدأ من جديد!!



تساءلت: كم من مريض مرّ من هنا، وكم من عليل حُمل هناك، ما الذي دار بخلده عندما ظن انها نهاية المطاف؟



عدتُ ووقفت خلف بابها.. اختلس النظر اليها وهي تتناول مصحفها مرة اخرى لتتابع تلاوتها، وانحدرت دمعة من عيني وانا اتساءل بيني وبين نفسي: لماذا فجأة؟ ولماذا في رمضان؟ اترى يصطفيها الله في العشر الاواخر؟ اتراها ليلة السابع والعشـ….؟



ونفضت الخاطر عن ذهني حتى قبل ان يكتمل، وتركت دموعي تسيل وانا ابتعد مودعة، وكان ذلك اخر عهدي بها في الحياة الدنيا.
ليلة السابع والعشرين من رمضان.. زحام شديد يملأ الشوارع.. التفت الساق بالساق.. وانا محشورة بين النساء على سجادة ذهبية مخضبة بالبخور، وتتلألأ تحت اضواء ومنارات المسجد الحرام، ونسائم الليل الباردة تداعب وجهي الذي اغرقته الدموع، اردد خلف السديس: اللهم امين، اللهم امين… ادعو لها بالشفاء العاجل، وان يردها لزوجها وولديها سليمة معافاة، وعلى بعد آلاف الاميال من مكاني.. كانت هي في النزع الاخير!



قُضيت صلاة التهجد، ولملمت سجادتي اسير مع اختي في الله نوال التي استضافتني قبل الصلاة، متجهتين الى شقتها، فحانت مني التفاتة وسط الزحام لأرى دكانا يبيع المساويك، تذكرتُ وصيتها لي، وسارعتُ في لهفة لأشتري لها علبة كاملة… وعلى بعد آلاف الاميال من مكاني.. كانت هي تلفظ روحها الى بارئها!



ثاني أيام العيد في المسجد النبوي الشريف، قُضيت صلاة الظهر وجلستُ احادث اختي عبر الهاتف انقل لها اخباري وانا سعيدة اضحك، وبعد ان اغلقت المكالمة، جال طيف وجهها أمامي.. ترددت.. ياااه كيف نسيتها كل تلك الفترة؟ في خوف وتردد، حاولت الاتصال بها، لم ترد، حاولت الاتصال بزوجها.. لم يرد. اتصلتُ بصديقة أسألها عن صحتها.. تنهدت عبر الاثير، وكانت تنهيدتها كخنجر اخترق مسامعي لتتسارع انفاسي وتتلاحق ضربات قلبي في ذهول وانا اسمع خبر وفاتها ليلة السابع والعشرين!



حملقتُ في أعمدة المسجد امامي غير مصدقة غدرات الدنيا.. وتناهت الى مسامعي اصوات النساء الرائحات والغاديات حولي كضباب كئيب .. وانتزعت نفسي انتزاعا من مكاني واندفعت للخارج متوجهة نحو الفندق.



بدأت خطواتي تترنح تحت وهج الشمس الحارقة.. نظرتُ الى السماء، لأرى حبات الثلج وهي تتساقط على وجهي وقد عادت روحي الى رمضان قبل عشرة اعوام، اشد على يد ابني الصغير في احدى يداي، واحمل رضيعتي باليد الاخرى، وانا انزل من المواصلات العامة واتخطى الثلوج المتراكمة لاصل الى منزل احدى الصديقات..



كنا جميعا هناك جلوسا.. نختتم دروس الدار الاخرة للشيخ الدكتور عمر عبد الكافي.. ام فلان درسها عن الصراط.. وأم فلان الاخرى درسها عن أهل الجنة.. وأم فلان الاخرى درسها عن اهل النار.. ثم شمرنا عن سواعدنا بعد نهاية الدروس، لنعجن سوية كعك العيد!



تساءلتُ بين دموعي: هل كانت تدري حينها بأنها ستنزل اولى منازل الدار الاخرة بعد عشرة اعوام من ذلك اليوم؟



نعم.. هل كانت تدري؟
هل كنا نحن ندري؟
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا.. وما تدري نفس بأي أرض تموت!



رنا.. هي أول حبة انفرطت من عقدنا … هكذا وصفتها احدى الاخوات الحبيبات..



ويالها من حبة.. ويا له من عقد..!



كانت مرحة بشوشة ما فارقت ابتسامتها محياها، تسعى في حاجات الاخرين ولم ترد لأحدانا طلبا، استضاف بيت زوجها الكثيييير من الطلبة المغتربين يتناولون اطايب الطعام من عمل يديها. ما سمعتُ منها تذمرا او سلبية قط، بل كانت تتفنن في قلب الامور لتريكِ الجانب المشرق من الحياة، فتخرجين من عندها وقد ضخت فيك دماء التفاؤل والنشاط من جديد!



بكينا عليها يومها.. وحري ان نبكِ من بكى عليها الرجال!



هل فكرتِ يوما.. من سيبكي عليكِ بعد موتك ورحيلك؟
هل جال بخاطرك يوما.. أي ارث ستتركينه في ارواح الاخرين من بعدك؟
أي الناس تجالسين وتصادقين في حياتك؟ ومن يجالسك ويصادقك في هذه الحياة؟



لربما كان حولك من الاخوات الصالحات.. من يمررن امامك مر السحاب..
اقتنصيهن والزمي ظلالهن..
فلا تدرين لعلك لا تجدين من بعدهن من يمطرن حبا وأخوة صافية على روحك ابدا!



لربما كانت لديك أم عزيزة.. اخت غالية.. او صديقة مقربة..
تأنسين بها.. وتبثينها همومك.. وتشاركينها ضحكاتك.. وتستعينين بها على صلاح دينك ودنياك!



ارجوكِ.. سارعي اليها الان وقولي لها:
اني احبك في الله!
وكرريها على مسامعها كلما رأيتها!







اعرفي قيمة من لديكِ من اخوات صالحات.. وارتديهن حول عنقك كما العقد النفيس..
ولا تفرطي فيهن ابدا.. ولا تتأخري في حق صحبتهن والاحسان اليهن وابداء محبتك لهن ابدا..


فلا تدرين.. لعلها تكون آخر ايامك بهن..
قبل ان تلهيكن او تفرقكن الدنيا..


وينفرط العقد..!


سبحانك ربي حين تنادي: أين المتحابون في جلالي.. اليوم اظلهم بظلي يوم لا ظل الا ظلي..


اشهدك اني احببت رنا لوجهك الكريم.. واني احتسبها عندك.
فأظلني واياها تحت ظل عرشك.. يوم لا ظل الا ظلك.


اللهم امين




٢٧ رمضان ١٤٣١ هـ
بقلم الأستاذة :

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-11-2011, 01:13 PM
الصورة الرمزية سامية الحرف
سامية الحرف سامية الحرف غير متصل
عبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
مكان الإقامة: اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة بدون حساب ولا عذاب آمين يا رب العالمين ....
الجنس :
المشاركات: 12,063
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: قبل أن ينفرط العقد ...

بارك الله فيك أختنا الفاضلة
__________________
،،
اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول
وعوضني خيرًا ممافقدتــ
اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني
قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-11-2011, 11:37 PM
الصورة الرمزية قرآنى جنتى
قرآنى جنتى قرآنى جنتى غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,149
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قبل أن ينفرط العقد ...

وفيك بارك الله أختي

جزاك الله خيرا لمرورك الكريم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-11-2011, 04:32 PM
أتعبها الزمن الغدار أتعبها الزمن الغدار غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
مكان الإقامة: بين القهر والحزن
الجنس :
المشاركات: 3,837
الدولة : Palestine
افتراضي رد: قبل أن ينفرط العقد ...

بارك الله فيك
وجعله من ميزان حسناتك
__________________
أصبح لكل منكم بيت في عالمي الصغير..فأتمنى أن تدخلوا إليه ولا تقرروا الرحيل..لأني أتعذب من الحنين..
سعادة تمتد,صلي على خير البشر,فراشة مصرية,لمسة حنان,زهرة المحبة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-11-2011, 08:24 PM
الصورة الرمزية قرآنى جنتى
قرآنى جنتى قرآنى جنتى غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,149
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قبل أن ينفرط العقد ...

وفيك بارك الله أختي الغالية

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.44 كيلو بايت... تم توفير 3.51 كيلو بايت...بمعدل (4.75%)]