|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر لله شكرا شكرا والصلاة والسلام على معلم الناس الخير ومرشدهم إليه محمد النبي وعلى صحبه و من سار على هديه واقتدى بسنته إلى يوم الدين. إعلم أخي الحبيب أن اللسان هوأعظم الجوارح اختراقاً للحرمات وانتهاكا للأعراض وفي حديث أنس المرفوع: (( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه )) وسئل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟)) قال : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال : (( كف عليك هذا )) فقال : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : (( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس على وجوههم – أو على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم )) قال الترمذي : حديث حسن صحيح . قال ابن القيم – رحمه الله تعالى(وأما اللفظات : فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ، بأن لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادةفي دينه ، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر : هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ، وإن كان فيها ربح نظر : هل تفوت بها كلمة هي أربح منها ؟ فلا يضيعها بهذه ، وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب ، فاستدل عليه بحركة اللسان ؛ فإنه يطلعك على ما في القلب ، شاء صاحبه أم أبي . ألم تر مفتاح الـفـؤاد لـسـانـه.......... ذا هو أبدى ما يقول منالـفـم وكائن ترى من صاحبٍلك معجبٍ......... زيادته أو نقصه في الـتّـكـلـ م لسان الفتى نصفٌ و نصفٌ فؤاده ......................فلم يبق إلا صورة اللّحـموالـدَّم قال يحيى بن معاذ : (( القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها )) . فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه في كان قلبه طيب نقي كان كلامه عذب مرن وإن كان قلبه خبيث مريض كان كلامه مر جاف . ومن العجب : أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقى لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب ؛ ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبيصلى الله عليه وسلم : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، يهوي بها في نار جهنم )) وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك ، قال : (( قل آمنت بالله ثم استقم )) قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ، ثم قال : (( هذا )) والحديث صحيح . فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم خطورة اللسان ومهالكه إذ لم يصن ولم يحفظ بل قل لم يسجن فقدقال صالح بنجناح::واحفظ لسانك واحتفظ منغيّه حتّى يكون كأنَّه مسـجـون.فاللسان هو أحق الأعضاء بالتطهير ، وطُول السجن ، ، وأن الصبر عن الكلام ستر وصون للنفس وزينة ، وقلة الكلام مكرمة في الإسلام ؛ إذ اللسان سبُعٌ ؛ من أرسله أكله فلا ينطقن منك اللسان بسوأة......فكلك سوءات وللناس أعين وعيناك ان أبدت اليك معائبا....فدعها, وقل: يا عين للناس أعين وقال بعض السلف : كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا ما كان من الله وما والاه ، وكان الصدِّيق – رضي الله عنه – يمسك على لسانه ويقول : هذا أوردني الموارد ، والكلام أسيرك ؛ فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره . والله عند لسان كل قائل : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ قّ:18] فإذا رايت الناس يخوضون فأعرض فالنفس أمارة بالسوء والشيطان لها مستدرج فأعرض تفز فكم من كلمت نطقت بها ثم ندمت عليها واصبحت محاسب عليها وعلى ما ستجره عليك من ويلات سواء في الدنيا أو الآخرة .فلا يغرنك كثرة المتكلمين وزينة حديثهم فليست العبرة بكثرة السالكين ، وإنما العبرة بمن كان على الصراط المستقيم . وحفظ هذا اللسان عن الخوض بم لا يعنيه . وقال معروف: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من اللهِ عز وجل. وأنشد ابنالمبارك أخاً له كان يصحبه: واغتنم ركعتين زلفى إلى الله إذا كنت فارغاًمستـريحا.......وإذا ما هممت بالمنطق البا طل فاجعل مكانه تسـبـيحـا فالعبد لايزال بخير ما كان له واعظ من نفسه يردعه عن خوض المهالك قال أبو يزيد: ما زلت أقود نفسي إلىالله وهي تبكي ، حتى سقتها وهي تضحك .واعلم أخي الحبيب من شغله عيبه عن عيوب الناس أوترفع عنها زاده الله شرفا وستره واعلم أن الغيبة معتحريمها شرعا وعقلا هي عين العجز ونفس اللؤم ودليل النقص تأباها العقول الكاملةوالنفوس الفاضلة لما فيها من انحطاط الرتبة وانخفاض المنزلة. وأوصىلقمان ابنه فقال(يابني لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء) وقيل لربيع بن خيثم :ما نراك تعيب أحدا ولا تذمه فقال : ما أنا على نفسي براض فأتفرغ من عيبها إلى غيرها . فليشتغل كل واحد منا بعيبه ويحفظ لسانه عن الخوض في هتك استار الناس واعلموا أحبتي في الله أن الجزاء من جنس العمل . وما ربـك بظلام للعبيد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خير الجزاء أسأل الله ان يحفظ علينا ألسنتنا من كل ما لا يرضيه
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك أخي بستان العابدين أشكر مرورك |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |