ظاهرة ضعف الإيمان (أعراض,أسباب,علاج)

[نبهان]

قولوا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أرجو أن تعذروني فقد أطيل قليلا

ظاهرة ضعف الإيمان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد فظاهرة ضعف الإيمان من الظواهر أو الأمراض الشائعة بين شبابنا وفتياتنا في هذا الزمان ولهذه الظاهرة ( أعراض،أسباب،علاج)
أولا: أعراضه ومظاهره

(1) الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات.
(2) الشعور بقسوة القلب وخشونته.
(3) عدم إتقان العبادات ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة.
(4) التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتها وإذا أدها فإنما هي حركات جوفاء لاروح ولاخشوع فيها وذلك من صفات المنافقين فلقد قال الله تعالى {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} (النساء:142).
(5) ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع وسرعة التضجر والتأفف من أدنى شئ.
(6) عدم التأثر بآيات القرآن (لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه ولا في وصفه ليوم الحساب).
(7) الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى (فيثقل الذكر على الذاكر،وإذا رفع يده للدعاء سرعان مايقبضها ويمضي وذلك أيضا من صفات المنافقين فلقد قال الله تعالى {ولا يذكرون الله إلا قليلا} (النساء:142).
(8) عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله (فلا يأمر بمعرف ولا ينهى عن منكر).
(9) الشح والبخل.
(10) أن يقول الإنسان مالا يفعل.
(11) السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أوخسارة أومصيبة أو زوال نعمة (فيشعر بالسرور لزوال النعمة عن غيره لأنها كانت تميز غيره عنه فإن ضعيف الإيمان يحب الظهور)
(12) النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أوعدم وقوعه فقط (بأن يسأل عن العمل هل هوحرام أم مكروه فقط؟ ولا يسأل إن كان من البر أم لا؟)
(13) احتقار المعروف وعدم الإهتمام بالحسنات الصغيرة.
(14) عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها(بالدعاء ولا بالصدقة ولا الإعانة فهو بارد الإحساس).
(15) انفصام عرى الأخوة بين التآخين(فهذه الوحشة التي يجدها الإنسان بينه وبين إخوانه أحيانا هي نتيجة لتدني الإيمان بسبب ارتكاب المعاصي لأن الله يسقط العاصي من قلوب عباده).
(16) عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا الدين(فلا يسعى لنشره ولا لخدمته).
(17) الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة(فتراه مرتعد الفرائض،مختل التوازن، شارد الذهن,شاخص البصر,يحار في أمره إذا أصيب بمامة أو بلية).
(18) كثرة الجدال والمراء المقسي القلب فلقد قال صلى الله عليه وسلم {ماضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل}.
(19) التعلق بالدنيا,والشغف بها,والاسترواح إليها(لدرجة أن يحس بالألم إذا فاته شئ من حظوظها).
(20) أن يأخذ كلام الإنسان وأسلوبه الطابع العقلي البحت,ويفقد السمة الإيمانية(حتى لا تكاد تجد في كلام هذا الشخص أثراً لنص من القرآن,أو السنة,أو كلام السلف رحمهم الله).
(21) المغالاة في الاهتمام بالنفس(مأكلا,ومشربا,وملبسا,ومسكنا,ومركبا).
هكذا نكون قد انتهينا من أعراض ظاهرة ضعف الإيمان

ثانيا:أسباب ضعف الإيمان

(1) الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة.
(2) الابتعاد عن القدوة الصالحة.
(3) الابتعاد عن طلب العلم الشرعي.
(4) وجود الإنسان المسلم في وسط يعج بالمعاصي(فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها,وآخر يترنم بألحان أغنية وكلماتها,وثالث يدخن ورابع يبسط مجلة ماجنة وخامس لسانه منطلق باللعن والسباب والشتائم أو القيل والقال أو الغيبة والنميمة وأخبار المباريات).
(5) الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب عبداً لها.
(6) الانشغال بالمال والزوجة والأولاد(فقد قال الله تعالى{واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة}(الانفال:28).
(7) طول الأمل(ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة والتسويف بالتوبة والرغبة في الدنيا ونسيان الأخرة والقسوة في القلب).
(8) الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة.

ثالثاً:علاج ضعف الإيمان

وقبل البدء سوف أقول ملحوظة وهي أن كثيراً من الذين يحسون بقسوة القلب يبحثون عن علاجات خارجية يريدون الإعتماد على الآخرين مع أن بمقدورهم معالجة أنفسهم بأنفسهم وهذا هو الأصل لأن الإيمان علاقة بين العبد وربه.
(1) تدبر القرآن العظيم.
(2) استشعار عظمة الله عز وجل.
(3) طلب العلم الشرعي.
(4) لزوم حلق الذّكر.
(5) الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها.
(6) تنويع العبادات(بالجسد,المال,اللسان)(سنن,فرائض).
(7) الخوف من سوء الخاتمة(مما يدفع المسلم إلى الطاعات المستمرة ويبعده عن المعاصي).
(8) الإكثار من ذكر الموت(لأنه يردع المعاصي ويلين القلب القاصي).
(9) تذكر منازل الآخرة.
(10) التفاعل مع الآيات الكونية(الكسوف,الريح الشديدة,الزلازل...)
(11) ذكر الله تعالى(فقد قال تعالى{واذكر ربك إذا نسيت}(الكهف:24).
(12) مناجاة الله والإنكسار بين يديه عز وجل.
(13) قصر الأمل(فهذا مهم جدا لتجديد الإيمان).
(14) التفكير في حقارة الدنيا(حتى يزول التعلق بها).
(15) تعظيم حرمات الله(لقوله تعالى{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}(الحج:32).
(16) الولاء والبراء(موالاة المؤمنين ومعادة الكافرين).
(17) التواضع(لأنه يساعد في تجديد الإيمان وجلاء القلب من صدأ الكبر).
(18) حسن الظن بالله,والتوكل عليه,والرضا بقضائه,والشكر له,والصدق معه,واليقين به, والثقة به,والتوبة إليه,وماسوى ذلك من الأعمال القلبية.
(19) محاسبة النفس.
(20) الدعاء.
وفي الخاتمة نسأل الله العظيم رب العرش العظيم نسأل الله العظيم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في صدورنا وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين آمين يارب العالمين.
تلخيص لكتيب ظاهرة ضعف الإيمان لفضيلة الشيخ:محمد صالح المنجد.