** البحث عن السعادة .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139998 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-09-2011, 04:22 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** البحث عن السعادة ..

البحث عن السعادة ..



البحث عن السعادة ..


يحم
ل الرجلان المتكافئان في القوة الحمل الواحد،
فيشكو هذا ويتذمر؛ فكأنَّه حمل حملين،
ويضحك هذا ويغنِّي؛ فكأنَّه ما حمل شيئًا.




ويمرض الرجلان المتعادلان في الجسم المرض الواحد،
فيتشاءم هذا، ويخاف، ويتصور الموت،
فيكون مع المرض على نفسه؛ فلا ينجو منه،

ويصبر هذا ويتفاءل ويتخيل الصحة؛ فتسرع إليه،
ويسرع إليها.



ويُحكم على الرجلين بالموت؛
فيجزع هذا، ويفزع؛ فيموت ألف مرة من قبل الممات،
ويملك ذلك أمره ويحكِّم فكره،

فإذا لم تُنجه من الموت حيلته لم يقتله قبل الموت وَهْمُه.



وهذا (بسمارك) رجل الدم والحديد
وعبقري الحرب والسِّلْم،

لم يكن يصبر عن التدخين دقيقةً واحدة،
وكان لا يفتأ يوقد الدخينة من الدخينة نهاره كله
فإذا افتقدها خلَّ فكرُه، وساء تدبيره.
وكان يومًا في حرب، فنظر فلم يجد معه إلا دخينة واحدة،
لم يصل إلى غيرها، فأخَّرها إلى اللحظة التي يشتدُّ عليه
فيها الضيق ويعظم الهمُّ، وبقي أسبوعًا كاملًا من غير دخان،
صابرًا عنه أملًا بهذه الدخينة، فلمَّا رأى ذلك ترك التدخين
،
وانصرف عنه؛ لأنه أبى أن تكون سعادته مرهونة
بلفافة تبغ واحدة.



وهذا العلامة المؤرخ الشيخ الخضري
أصيب في أواخر عمره بتَوَهُّمِ أن في أمعائه ثعبانًا،
فراجع الأطباء، وسأل الحكماء؛
فكانوا يدارون الضحك حياءً منه،
ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود،
ولكن لا تقطنها الثعابين، فلا يصدق،
حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب، بصير بالنفسيات،
قد سَمِع بقصته، فسقاه مُسَهِّلًا وأدخله المستراح،
وكان وضع له ثعبانًا فلما رآه أشرق وجهه،
ونشط جسمه، وأحسَّ بالعافية، ونزل يقفز قفزًا،
وكان قد صعد متحاملًا على نفسه يلهث إعياءً،
ويئنُّ ويتوجَّع، ولم يمرض بعد ذلك أبدًا.

ما شفِي الشيخ لأنَّ ثعبانًا كان في بطنه ونَزَل،
بل لأن ثعبانًا كان في رأسه وطار؛
لأنه أيقظ قوى نفسه التي كانت نائمة،

وإن في النفس الإنسانية لَقُوًى إذا عرفتم كيف تفيدون
منها صنعت لكم العجائب.
تنام هذه القوى، فيوقظها الخوف أو الفرح؛



ألَمْ يتفق لواحد منكم أن أصبح مريضًا، خامل الجسد،
واهِيَ العزم لا يستطيع أن ينقلب من جنب إلى جنب،
فرأى حيَّة تقبل عليه، ولم يجد مَنْ يدفعها عنه،
فوثب من الفراش وثبًا، كأنَّه لم يكن المريض الواهن الجسم؟
أو رجع إلى داره العصر وهو ساغب لاغب،
قد هَدَّه الجوع والتعب، لا يبتغي إلا كُرْسِيًّا يطرح نفسه عليه،
فوجد برقية من حبيب له أنه قادم الساعة من سفره،
أو كتابًا مستعجلًا من الوزير يدعوه إليه؛ ليرقي درجته،
فأحسَّ الخفة والشبع، وعدا عدوًا إلى المحطة،
أو إلى مقرِّ الوزير؟



هذه القوى هي منبع السعادة
تتفجر منها كما يتفجر الماء من الصخر نقيًّا عذبًا،
فتتركونه وتستقون من الغدران الآسنة، والسواقي العكرة !


يتبع
ان شاء الله ..
__________________






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-09-2011, 04:50 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ** البحث عن السعادة ..


يا أيها القراء



إنكم أغنياء، ولكنكم لا تعرفون مقدار
الثروة التي تملكونها، فترمونها؛ زهدًا فيها، واحتقارًا لها.


يُصاب أحدكم بصداع أو مغص، أو بوجع ضرس،
فيرى الدنيا سوداء مظلمة؛

فلماذا لم يرها لما كان صحيحًا بيضاء مشرقة؟
ويُحْمَى عن الطعام ويُمنع منه، فيشتهي لقمة الخبز
ومضغة اللحم، ويحسد من يأكلها؛
فلماذا لم يعرف لها لذتها قبل المرض؟

لماذا لا تعرفون النِّعم إلا عند فقدها؟
لماذا يبكي الشيخ على شبابه، ولا يضحك الشاب لصباه؟
لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنَّا،
ولا نُبْصِرها إلا غارقة في ظلام الماضي،
أو مُتَّشحةً بضباب المستقبل؟
كلٌّ يبكي ماضيه، ويحنُّ إليه؛
فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيًا؟




أيها السادة والسيدات:


إنا نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟
ألا تعرفون قصة الملك المريض
الذي كان يُؤْتى بأطايب الطعام، فلا يستطيع أن يأكل منها شيئًا،
لما نَظَر مِن شباكه إلى البستاني
وهو يأكل الخبز الأسمر بالزيتون الأسود، يدفع اللقمة في فمه،
ويتناول الثانية بيده، ويأخذ الثالثة بعينه،
فتمنَّى أن يجد مثل هذه الشهية ويكون بستانيًّا.

فلماذا لا تُقدِّرون ثمن الصحة؟ أَما للصحة ثمن؟
من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار؟
...
أما تعرفون قصة الرجل الذي ضلَّ في الصحراء،
وكاد يهلك جوعًا وعطشًا، لما رأى غدير ماء،
وإلى جنبه كيس من الجلد، فشرب من الغدير،
وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمرًا أو خبزًا يابسًا،
فلما رأى ما فيه، ارتدَّ يأسًا، وسقط إعياءً،
لقد رآه مملوءًا بالذهب !



وذاك الذي لقي مثل ليلة القدر،
فزعموا،أنه سأل ربَّه أن يحوِّل كلَّ ما مسَّته يده ذهبًا،
ومسَّ الحجر فصار ذهبًا؛ فكاد يجنُّ مِن فرحته؛
لاستجابة دعوته، ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا،
وعمد إلى طعامه؛ ليأكل، فمسَّ الطعام،
فصار ذهبًا وبقي جائعًا، وأقبلت بنته تواسيه،
فعانقها فصارت ذهبًا، فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه
بنته وسُفرته، وأن يبعد عنه الذهب!


وروتشلد الذي دخل خزانة ماله الهائلة،
فانصفق عليه بابها، فمات غريقًا في بحر من الذهب.



يـا سـادة



لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبًا كثيرًا؟
أليس البصر من ذهب،
والصحة من ذهب، والوقت من ذهب؟
فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا؟
لماذا لا نعرف قيمة الحياة؟



والعلامة ابن عابدين كان يطالع دائمًا،
حتى إنه إذا قام إلى الوضوء أو قعد للأكل
أمر من يتلو عليه شيئًا من العلم فأَلَّف (الحاشية).


والسَّرَخْسي أَمْلَى وهو محبوس في الجبِّ،
كتابه (المبسوط) أَجَلَّ كتب الفقه في الدنيا.



وأنا أعجب ممن يشكو ضيق الوقت،
وهل يُضَيِّق الوقت إلا الغفلة أو الفوضى؛
انظروا كم يقرأ الطالب ليلة الامتحان،
تروا أنَّه لو قرأ مثله لا أقول كلَّ ليلة، بل كلَّ أسبوع مرة
لكان عَلَّامَة الدنيا،



بل انظروا إلى هؤلاء الذين ألَّفوا مئات الكتب
كابن الجوزي والطبري والسيوطي، والجاحظ،
بل خذوا كتابًا واحدًا كـ(نهاية الأرب)، أو (لسان العرب)،
وانظروا، هل يستطيع واحد منكم أن يصبر على قراءته كله،
ونسخه مرة واحدة بخطِّه،
فضلًا عن تأليف مثله من عنده ؟



والذهن البشري، أليس ثروة؟
أما له ثروة؟ أما له ثمن؟

فلماذا نشقى بالجنون، ولا نسعد بالعقل؟
لماذا لا نمكِّن للذهن أن يعمل،
ولو عمل لجاء بالمدهشات؟

لا أذكر الفلاسفة والمخترعين، ولكن أذكِّركم بشيء قريب منكم،
سهل عليكم هو الحفظ، إنكم تسمعون قصة البخاري
لمَّا امتحنوه بمائة حديث خلطوا متونها وإسنادها،
فأعاد المائة بخطئها وصوابها،

والشافعي لمَّا كتب مجلس مالك بريقه على كفه،
وأعاده من حفظه،


والمعرِّي لما سَمِع أرْمَنِيَّيْنِ يتحاسبان بِلُغَتهما،
فلما استشهداه أعاد كلامهما وهو لا يفهمه،


والأصمعي وحمَّاد الراوية
وما كانا يحفظان من الأخبار والأشعار،

وأحمد وابن معين وما كانا يرويان من الأحاديث والآثار،

والمئات من أمثال هؤلاء؛ فتعجبون،
ولو فكَّرتم في أنفسكم لرأيتم أنكم قادرون على مثل هذا،
ولكنكم لا تفعلون.



انظروا كم يحفظ كلٌّ منكم من أسماء الناس، والبلدان،
والصحف، والمجلات، والأغاني، والنكات، والمطاعم
وكم قصة يروي من قصص الناس والتاريخ،
وكم يشغل من ذهنه ما يمرُّ به كلَّ يوم من المقروءات،
والمرئيات، والمسموعات؛
فلو وضع مكان هذا الباطل علمًا خالصًا،
لكان مثل هؤلاء الذين ذكرت.

يتبع
ان شاء الله ..
__________________






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-09-2011, 05:01 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ** البحث عن السعادة ..


أيهـا السـادة




إن الصحة والوقت والعقل، كلُّ ذلك مال،
وكلُّ ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد.



وملاك الأمر كلِّه ورأسه الإيمان،
الإيمان يُشبع الجائع، ويُدفئ المقرور،
ويُغني الفقير، ويُسَلِّي المحزون، ويُقوِّي الضعيف،

ويُسَخِّي الشحيح، ويجعل للإنسان من وحشته أنسًا،
ومن خيبته نُجحًا.


وأن تنظر إلى من هو دونك، فإنك مهما قَلَّ مُرَتَّبك،
وساءت حالك أحسن من آلاف البشر
ممن لا يقلُّ عنك فهمًا وعلمًا، وحسبًا ونسبًا.


وأنت أحسن عيشة من عبد الملك بن مروان،
وهارون الرشيد، وقد كانا مَلِكَي الأرض.


فقد كان الرشيد يسهر على الشموع،
ويركب الدوابَّ والمحامل، وأنت تسهر على الكهرباء،
وتركب السيارة، وكانا يرحلان من دمشق إلى مكة في شهر،
وأنت ترحل في أيام أو ساعات.



فيا أيها القراء



إنكم سعداء ولكن لا تدرون،
سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها ..
سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها..
سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم ..
سعداء إن كانت أفكاركم دائمًا مع الله ..
فشكرتم كل نعمة، وصبرتم على كل بَلِيَّة،
فكنتم رابحين في الحالين،
ناجحين في الحياتين.

والسلام عليكم ورحمة الله.


مقتطفات من كتاب صور وخواطر
للشيخ علي الطنطاوي، دار المنارة، (ص17) بتصرف.
__________________






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.38 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]