وجوب التحذير من زلة العالم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 881 - عددالزوار : 119491 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8865 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21980 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-09-2011, 11:51 PM
أبو الفوز أبو الفوز غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 427
الدولة : Morocco
افتراضي وجوب التحذير من زلة العالم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبيه الكريم
وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :



وجوب التحذير من زلة العالم

--------------------------

الكثير من الإخوة يستاء من التنبيه على أخطاء العلماء والدعاة ويعتبر ذلك نيلا من ذواتهم وإنكارا لجهودهم وإعانة لأهل الباطل عليهم .


والحق أنه لا بد من ذكر الأخطاء وبيانها تنبيها للناس وتحذيرا لهم ..وهذا من المواضع التي يشرع فيها القدح :


والقدح ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر

ولمظهر فسقا ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر

ولو أغفلنا كل الملاحظات الشرعية على الشيوخ والدعاة الذين لهم جهد علمي ودور دعوي وسترنا كل تلك الملاحظات والأخطاء الشرعية بحسن الظن لتطرق بذلك الخلل إلى الدين لما في هذا الأمر من دس السم في العسل والتغرير بعامة المسلمين .


بل الواجب هو ذكر أخطاء المخطئين والتحذير منها وعدم التستر عليها حتى يحذرها المسلمون .


قال الشاطبي : (وقد حذر السلف الصالح من زلة العالم وجعلوها من الأمور التي تهدم الدين فإنه ربما ظهرت فتطير في الناس كل مطار فيعدونها دينا وهي ضد الدين فتكون الزلة حجة في الدين).الاعتصام (2 / 349)


وقد روي الطبراني في المعجم الأوسط:


- عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم وثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق، ودنيا تقطع أعناقكم. فأما زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن زل فلا تقطعوا عنه آمالكم ....الحديث )


وروى في المعجم الكبير :


حدثنا القعنبي، حدثنا كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:إني أخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة قالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: زلة العالم، أو حكم جائر، أو هوى متبع.


وعن زياد بن حدير قال: (قال لي عمر - رضي الله عنه -: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا، قال يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين) رواه الدارمي.


وقال يزيد بن عمير: (كان معاذ بن جبل - رضي الله عنه - لا يجلس مجلساً للذكر إلا ويقول: الله حكم قسط: هلك المرتابون - وفيه: فاحذروا زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. قلت لمعاذ: وما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، والمنافق قد يقول كلمة الحق؟ فقال: اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي يقول: ما هذه: ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع الحق، وتلق الحق إذا سمعته، فإن على الحق نوراً) رواه أبو داود وغيره.


ـ قال إبن القيم رحمه الله مبيناً خطورة زلة العالم :"المصنفون في السنة جمعوا بين فساد التقليد وإبطاله وبيان زلة العالم ليبينوا بذلك فساد التقليد ، وأن العالم قد يزل ولا بد ، إذ ليس بمعصوم ، فلا يجوز قبول كل ما يقوله ، وينزل قوله منزلة قول المعصوم ؛ فهذا الذي ذمه كلُّ عالم على وجه الأرض ، وحرموه ، وذموا أهله ، وهو أصل بلاء المقلدين وفتنتهم ، فإنهم يقلدون العالم فيما زل فيه وفيما لم يزل فيه ، وليس لهم تمييز بين ذلك ، فيأخذون الدين بالخطأ ولا بد ، فَيحِلُّون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله ويشرعون ما لم يشرع ، ولا بد لهم من ذلك إذ كانت العصمة منتفية عمن قلدوه ، فالخطأ واقع منه ولا بد.


وقد ذكر البيهقي وغيره من حديث كثير هذا عن أبيه عن جده مرفوعاً: "اتقوا زلة العالم ، وانتظروا فيئته" ، وذكر من حديث مسعود بن سعد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ ما أتخوفُ على أمتي ثلاث : زلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، ودنيا تقطع أعناقكم".


ومن المعلوم أن المَخُوفَ في زلة العالم تقليده فيها ، إذ لولا التقليد لم يخف من زلة العالم على غيره.


فإذا عرف أنها زلة لم يجز له أن يتبعه فيها باتفاق المسلمين ، فإنه اتباعٌ للخطأ على عمد ، ومن لم يعرف أنها زلة فهو أعذر منه ، وكلاهما مفرط فيما أمر به ... قال أبو عمر: وتشبّه زلةُ العالم بانكسار السفينة ، لأنها إذا غرقت غرق معها خلقٌ كثير.قال أبو عمر : وإذا صح وثبت أن العالم يزل ويخطئ ، لم يجز لأحد أن يفتي ويدين بقول لا يعرف وجهه". في (إعلام الموقعين:2/173،175)


إلا أن زلة العالم قد تكون من العظم والخطورة بحيث تهوى به إلى قاع سحيق وتسلبه صفة القدوة والإمامة وتحيد به عن طريق الإرشاد والهداية إلى طريق الإضلال والغواية ومن وصل إلى هذه المرتبة فلن ينتفع به الناس ولو في ما أصاب فيه :


ولقلما تجدي إصابة صائب ... أفعاله أفعال غير مصيب


وفي ذلك يقول ابن القيم :


"علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعون إلى النار بأفعالهم فكلما قالت أقوالهم للناس هلمُّوا قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم فلو كان ما دعوا إليه حقَّاً كانوا أول المستجيبين له ، فهم فى الصورة أدلاء وفى الحقيقة قطاع طرق"


الهروب من البتلاء

----------------

مشكلة الكثير من الشيوخ أنهم لا يريدون أن يكون لهم أعداء ولا أن يدخلوا الصراع مع أحد ..


يريدون أن يقوموا بمهمة الأنبياء ومهمة الدعوة إلى الدين دون أن يغضبوا أحدا أو يعاديهم أحد ..!


متجاهلين بذلك ما هو مقرر ومعلوم من :


-أن الابتلاء أمر لا زم ومحتوم : {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت : 1 - 3].


-وأن سنة الله في الصراع بين الحق والباطل ماضية إلى يوم القيامة ,


-وان هذا الصراع موجب للعداوة بين أهل الحق وأهل الباطل ..كما قال تعالى : { وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ} [البقرة : 36] .


-وأن البراءة من أهل الباطل ومعاداتهم ركن من أركان ملة إبراهيم : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة : 4] .


-وأن معاداة أهل الباطل لأهل الدعوة علامة على صحة منهجهم كما قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم : (ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ).


-وان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد له من دفع ضريبة :

أخرج ابن سعد عن أبي ذر قال : ما زال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقاً.

ولهذا كان التمسك بمنهج الولاء والبراء من أهم العلامات على صدق المرء والتزامه بشرع الله .


قال أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله: "إذا أردتَ أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك! وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة" [الآداب الشرعية لابن مفلح].


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: « أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله » رواه الطبراني في الكبير، والبغوي في شرح السنة، بسند حسن .


والحق أن هذا الدين لا يقوم به إلا علماء ربانيون يصنعون الأحداث ولا يسايرونها، ويصححون الواقع ولا يخضعون له ..


علماء مستعدون للابتلاء والامتحان ودفع ضريبة الدعوة إلى الله عز وجل


وهذا هو الفرق بين الإمامة في الدين والمتاجرة بالدين .


قال تعالى :{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء : 66 - 68].


فأخبر الله تعالى أن الهداية لصراطه المستقيم تكون بالتزام شرعه بما فيه من تكاليف شاقة .


لا حياد بين الحق والباطل

-----------------------

إن الشيوخ الذين تنازلوا عن منهج الولاء والبراء طلبا للسلامة والعافية وظنا أن ذلك التنازل يخرجهم من دائرة الصراع بين الحق والباطل واهمون في ظنهم ,لأن هذه المسألة لا تقبل الحياد فإما أن يكون المرء مع أولياء الله وإما أن يكون مع أعداء الله ولا يوجد احتمال ثالث ..


وكثير من الشيوخ الذين يوالون هؤلاء الطواغيت ويعادون الجهاد وأهله يظنون أنهم يمسكون العصا من المنتصف حين يتكلمون باسم الدين وفي الوقت نفسه يرضون أعداء الدين ..!


وحين يسقط الطواغيت والأنداد من دون الله يكتشف أولئك الشيوخ وسائر العامة من حولهم مدى بشاعة الموقف الذي كانوا يقفونه !!


وبسقوط الطواغيت يسقط معهم الكثير من رجال الدين الذين كانوا يسخّرون الدين لخدمتهم وتثبيت حكمهم وهذا هو حال كثير من الشيوخ اليوم ..!


فقد قام هؤلاء الشيوخ بمحاولة وأد الثورة قبل بدايتها عندما أصدروا الفتاوى المحرمة للمشاركة في التظاهر ضد الطاغية مبارك ..


وبعد اشتعال الثورة واصل هؤلاء الشيوخ القيام بمهمة حماية النظام وإنقاذه من السقوط عبر القنوات الإعلامية الرسمية.


وقاموا بتخويف الناس من تداعيات الثورة ومضاعفاتها وخطورة الفتنة ونتائجها .


وظهر البعض منهم على شاشة التلفزيون المصري داعيا المتظاهرين إلى العودة إلى بيوتهم


وقام آخرون بإصدار فتاوى تمنع التظاهر وتدعو إلى عدم المشاركة فيه ..


مسايرة الواقع !!

----------------

بعد نجاح الثورة اكتشف هؤلاء الشيوخ مدى فداحة الخطأ الذي ارتكبوه ولم يجدوا أماهم بدا من مسايرة الثورة الناجحة .


ومن أمثلة ذالك : أن الشيخ محمد حسان كان يقول في بعض خطب الجمعة:


"لن تخرج أمتنا هذه من أزمة الرزق بالفهلوة ولا بالإضرابات المخزبة التي تسفك فيها الدماء والتي تتحطم فيها المحال والسيارات"


لكنه بعد نجاح الثورة وصفها بالملحمة والعمل العظيم !!


والأمر نفسه حدث من الشيخ محمد الزغبي .


أما الشيخ محمود المصري فقد اعتذر اعتذارا طيبا وقال كلمة جميلة : "دعوة عشرين سنة لا ينبغي أن تلغى لخطأ واحد" .


و كما أن مواقف هؤلاء الشيوخ قبل الثورة كانت محكومة بمبدأ "مسايرة الواقع والخروج من الصراع" فإن موقفهم بعد الثورة أيضا كان محكوما بالمبدأ نفسه ..!


فمسايرة الواقع والخروج من الصراع تقاضي تمجيد الغالب والتنكر للمغلوب ..


والغالب في هذه الحالة هو المجلس العسكري والثورة التي أطاحت بالطاغية مبارك, والمغلوب هو الطاغية مبارك وحاشيته ..


فلا عجب أن يقوم هؤلاء الشيوخ اليوم بتمجيد الثورة والثوار والثناء على المجلس العسكري ودعوة الناس إلى طاعته والتزام أمره بالطريقة نفسها التي كانوا يدعون بها إلى طاعة حسني مبارك والتزام أمره !


في موريتانيا فقيه من فقهاء السلطة يدعى : "حمدن ولد اتاه" كان يخرج على الناس في وسائل الإعلام الرسمية ويحثهم على طاعة ولد الطايع ويصف كل المعارضين له بأنهم من الخوارج ..


وعندما سقط ولد الطايع خرج هذا الفقيه على الناس في وسائل الإعلام الرسمية يحثهم على طاعة الرئيس الجديد !


فقال له الناس أما كنت تأمرنا بطاعة ولد الطايع ؟!


قال : بلى .. كنت آمركم بطاعة الرئيس ومازلت آمركم بطاعة الرئيس !!


وهكذا فإن الكثير من الشيوخ كانوا يأمرون الناس بطاعة الحاكم وما زالوا يأمرون الناس بطاعة الحاكم !!

فلم يخرجوا بذلك عن مبدئهم الأصيل..!

لكن الأمر الذي قد يخدع به البعض هو مشاركة بعض الشيوخ في الانتخابات وتشكيلهم لأحزاب سياسية ..


فقد يظن البعض أنهم بهذا العمل اعترفوا بخطئهم وتخلوا عن مبدئهم الثابت في مسايرة الواقع ,والحقيقة أن المشاركة في الانتخابات ليست إلا تكريسا لهذا المبدأ لأن اللجوء للانتخابات وتحكيم الديمقراطية هو ما يدعو إليه المجلس العسكري .


ختاما :

-------

فإن مسألة الحكم على شخص بعينه تحتاج إلى قدر كبير من البحث والنظر والاستقصاء وأن ينظر إلى الحسنات والسيئات معا ويجمع بينهما فيذكر ما فيه من حسنات وينبه على ما فيه من ملاحظات ..


لأن هذا من العدل , وقد أمرنا الله تعالى بالعدل في شهادتنا على القريب فقال :{وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى}..


وأمرنا بالعدل في شهادتنا على غير الحبيب فقال : {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.


وإن لم نلتزم بذلك فسوف نكون كما قال الشاعر :


وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة : أهل البيت وغيرهم ، قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقروناً بالظن ، ونوع من الهوى الخفي ، فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه ، وإن كان من أولياء الله المتقين.


ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه ، وطائفة تذمّه فتجعل ذلك قادحاً في ولايته وتقواه ، بل في برّه وكونه من أهل الجنة ، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان ، وكلا هذين الطرفين فاسد. والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا. ومن سلك طريق الاعتدال عظَّم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه ، وأعطى الحق حقَه ، فيعظّم الحق ويرحم الخلق ، ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات : فيُحمد ويُذم ، ويُثاب ويعاقب ، ويُحب من وجه ويبغض من وجه ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ، خلافاً للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم".(منهاج السنة: 4/543-544)


ولو أنا أغفلنا أيا من الحسنات والسيئات عند تقييمنا للشيوخ والدعاة لكان في ذلك مفسدة عظيمة ..


وما ذكرناه لا يمنع التحذير من الأخطاء ودعوة المسلمين إلى التبصر في المتابعة والاقتداء حتى لا يقعوا في شَرَك زلات الشيوخ وأخطاء العلماء .


فينبغي أن يعرف محل خطأ الشخص حتى لا يتابع في خطئه دون إنكار ما له من حسنات.


وينبغي الحرص على اجتماع الكلمة والحذر من الفرقة فهذا مما أمر الله تعالى به في قوله : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.


والاختلاف في تقييم مواقف الشيوخ هو كسائر الأمور التي قد يكون لنا سعة في الاختلاف فيها ,ولا يجوز بحال أن يكون مدعاة إلى تفرقة الصفوف فهذا من التحزب الذي نهى الله عنه في قوله :{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}.


نسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين على ما يحبه ويرضاه .


والله أعلم

والحمد لله رب العالمين


الشيخ أبو المنذر الشنقيطي
__________________
أنا ضد أمريكا و لو جعلت لنا *** هذي الحياة كجنة فيحاء


أنا ضد أمريكا و لو أفتى لها *** مفت بجوف الكعبة الغراء


أنا معْ أسامة حيث آل مآله *** ما دام يحمل في الثغور لوائي


أنا معْ أسامة إن أصاب برأيه *** أو شابه خطأ من الأخطاء


أنا معْ أسامة نال نصرا عاجلا *** أو حاز منزلة مع الشهداء

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 129.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 127.53 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.33%)]