|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الإخوة و المشايخ الكرام أسعدهم الله بطاعته أستأذنكم في أن أنشر مشاركة لي سبق أن نشرت قبل أشهر في ملتقى أهل الحديث ...
الحمد لله رب العالمين ، و صلى و سلم على المبعوث رحمة للعالمين ، و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد : فإن تدبر القرآن هو غاية ما يحرص على تحصيله الموفقون من عباد الله منه ، و ذلك لما يترتب على تحقيقه من غايات حميدة ، و فوائد عزيزة ، و عوائد نبيلة . يجدها من سلك هذا الطريق ... و هذه خطوات تعين – بإذن الله – على تدبر القران الكريم ، و النهل من معينه الصافي ، و هي أشارت مختصرة ، في عبارات موجزة ، أسأل الله التوفيق فيها للصواب ، و إلى الخطوات : 1- استشعار أهمية تدبر القرآن ، و أنه من أجل غايات إنزاله ، و يحصل هذا من أمور ؛ منها إدراك السر الذي لأجله جاء الحث على تدبر القرآن في غير ما موضع ، قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا ) : [النساء82] ، و قال : (أفلم يدبروا القول ) : [المؤمنون 68] ، و قال : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب ) : [ص 29] ، و قال : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) :[محمد 24] ، و الكلام على هذه المواضع يطول ، لكن تأمل في الآية الأخيرة منها : تجد أن الله – تبارك و تعالى – حصر الناس في قسمين : إما متدبر للقرآن – على طاقته – أو أن على قلبه قفل ! و العياذ بالله . ثم انظر في الموضع الذي قبله تجد أن الله – تبارك و تعالى – علل إنزال القرآن بأمرين : أولهما تدبره ، و ثانيهما ما يحصل لأولي العقول من تذكر به ، و هو إنما ينشأ عن التدبر ، فعاد الأمر إلى التدبر . ومما يعين على استشعار أهمية التدبر ، أن يعلم أن لا يمكن له الوقوف على كنوز القرآن إلا بسلوكه هذا الطريق ، فبقدر ما يمن الله عليه من تدبر كتابه يكون وقوفه على كنوزه ، و ظفره بها ، و أي كنوز أحق من أن يبذل في نيلها نفيس أوقات العمر من كنوز القرآن ، و ما الأمر إلا كما قال الإمام ابن القيم – ![]() فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن فما أعظم العجب ممن يطلب العلم ، و لا يطلبه من كنوز القرآن و السنة ... ، و إذا علم الموفق عظيم ما يطلب استرخص فيه ما يبذل ... ، و تأمل هذه المعاني يتجلى لك عظيم حرمان من أعرض عن تدبر القرآن بالشكل المطلوب . و مما يعين على إدراك أهمية التدبر أن يستشعر العبد عظيم العلوم و المعارف التي يتحصل عليها بالتدبر ، و أنت ترى هذا جلياً في العلماء الذين أولوا هذا الأمر عناية هامة ، كشيخ الإسلام – ![]() 2- بعد استشعار أهمية تدبر القرآن ؛ ينبغي لمن أراد التدبر أن يعلم أن من أعظم ما يستغل به الوقت ، و من أعظم ما ينال به العلم هو التدبر ، و من العجب أن ترى بعض طلبة العلم يظنون أن بذل الوقت في التدبر معيق عن التحصيل الجيد ! 3- أن يبذل في التدبر نفيس وقته ، و من رام الوقوف على كنوز القرآن بجعله تدبر القرآن في أوقات الإرهاق و نحوها ، فقد أخطأ الطريق ، بل ينبغي أن يجعل ساعة التدبر و التأمل في القرآن في الوقت الذي ينشط فيه عقله ، و تفارقه الصوارف ، ثم يكون مستحضرا لهذا في باقي وقته ... و لهذا من جرب التأمل في القرآن في الاعتكاف لما يحصل فيه من انفراد القلب بالقرآن و خلوه عن الصوارف ؛ فإنه يقف على كنوز و علوم لم تكن تخطر على باله من قبل ، و لذلك ربما وجدت أن كثيرا من التأملات اللطيفة في القرآن التي يذكرها بعض أهل العلم حصلت لهم في أوقات الخلوة من سجنٍ ، و غيره ... 4- أن يعلم أنه ليس من حرف في القرآن فأكثر إلا و في ذكره فائدة أدركها من أدركها ، و حرمها من حرمها ؛ فالفوائد تأخذ منه بأنواع الدلالات الثلاث : المطابقة ، و التضمن ، و الإلتزام ، و هذا لا يوجد في كلامٍ سواه ، إلا ما ثبت بحروفه من كلام النبي – صلى الله عليه و سلم – لعصمته ، و إنك لتعجب من أناس يتعمقون في فهم دلالات ألفاظ البشر تعمقاً لا يفعلونه مع القرآن الكريم ! و إذا استحضر المتدبر هذا الملحوظ انفتح له باب واسع في التدبر ... 5- أن يستشعر حال قراءته للقرآن الكريم أنه وحده المخاطب به ، وأنه وحده المعني به ، فما ظنك بمن هذه حاله حين قراءة القرآن الكريم ! لا شك أنه سيقرؤه قراءة متدبر متأمل ، و عليه فإنه سيتعظ بقصصه ، و يأتمر بأوامره ، و ينتهي عن نواهيه و يتأدب بآدابه و ينهل من معينه . و العجب كل العجب مِن مَن بين يديه كلام ملك الأملاك ثم ينشغل عنه بكلام مماليكه ! و لا شك أن من استحضر هذه النكتة سيقف على كنوز عظيمة إذا صحت له النية ... 5- أن يسجل المتدبر في دفتره نفيس ما يحصل له من استنباط من خلال تدبره ، فإنه سيغتبط به ، و عليه أن يعرضها على كلام أهل العلم ، فربما رأى من وافقه فيحمد الله على فضله ، أو يقف على من نبه على خطأ استنباطه ، فيستفيد منه ، و كذلك يذاكر بها أقرانه من المعتنين بهذا الجانب ... و بعد فهذه إشارات على طريق التدبر أستغفر الله من ما كان بها من زلل ، و الله المستعان ، و عليه التكلان ، و الحمدلله رب العالمين ملاحضة : المأمل من الإخوة إثراء هذا الموضوع الهام ... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |