تفسير الآيتين (11_12) من سورة الحجرات ..

[بنــــــت السعوديــــــــــه]

تفسير الآيتين (11_12) من سورة الحجرات

موضوع الآيتين :وجوب احترام المسلمين وعدم الاساءة اليهم في حضورهم وغيبتهم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )

مما يفسد القلوب ويورث الضغينة :
السخرية بالناس والاستهزاء بهم أو لمزهم بعيب قد لايكون لهم يد فيه
أو مناداتهم بألقاب يكرهونها وقد وضع الإسلام آدابا اجتماعيه على المسلم أن يلتزم بها ووضع قيما وموازين على المؤمن أن ينظر إلى الناس من خلالها وسن آدابا وشرائع على الناس أن يحكموها في تصرفاتهم فمن حاد عن شي من ذلك فقد ظلم نفسه
والظن السيئ بالمسلم من غير علامات بينة إثم ومن ثم فانه يودي إلى التجسس تتبع عورات المسلمين وفي ذلك مفسدة عظيمة إما التجسس على الأعداء والجناة واللصوص فانه لايشمله النهي
ومما يحرم على المسلم :
ذكر أخاه في غيبته بما يكره ففي ذلك جرح لشعوره وإيذاء له وقد شبه الله مرتكب الغيبة بصورة مستقبحة بشعة منفرة
ولا تكاد النفس تطيق تصورها فإذا كانت هذه الصورة المحسوسة قبيحة مستكرهه فان الصورة المعنوية وهي الغيبة قد تكون اشد بشاعة وقبحا

وهناك حالات استثناء العلماء من الغيبة وهي :

& المجاهر بالفسق فيذكر بما جاهر ولا يذكر غيره .
& تحذير المسلمين من الشر مثل جرح الشهود وبيان حال الخاطب وكذا من اسند إليه عمل يهم المسلمين .
& الاستعانة على تغيير المنكر بذكر مرتكبه لصاحب السلطة .
& وفي حالات الاستفتاء كقول هند عن أبي سفيان (ا ن أبا سفيان رجل شحيح ..) .. الحديث
والأولى أن يقول : ماتقول في كذا ؟ وما رأيك في كذا ؟ .
& التظلم : فللمظلوم ان يرفع الشكاية على من ظلمه ويذكر بظلمه .
& التعريف بلقب ونحوه كالأعور والأعمش أن تكن معرفته بغير ذلك ولم يكن في سبيل التنقيص والعيب .

من فوائد الآيتين وإحكامهما ::

& تحريم السخرية بالناس أو لمزهم بالعيوب أو منابذتهم بالألقاب أو الظن السيئ بهم من غير دليل والتجسس عليهم والحديث عنهم في غيابهم بما يكرهون وكل ذلك من الكبائر .
& من الآداب الإسلامية مناداة الشخص بأحب الأسماء إليه وتغيير الاسم واللقب غير المستحسن إلى أفضل منه كما كان يفعل رسول الله صل الله عليه وسلم .
& انه لا تجوز الغيبة إلا في حالات محدودة وشروط معينه .
& الترغيب بالمسارعة إلى الندم والاعتراف بالخطأ لئلا يقنط الإنسان من رحمة الله .