** فوائد من حادثة الإسراء والمعراج .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057045 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325102 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52101 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45885 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64242 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155291 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2011, 04:20 AM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** فوائد من حادثة الإسراء والمعراج ..



فوائد

من حادثة الإسراء والمعراج


الحمد لله رب العالمين،
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ..
فإن حادثة الإسراء والمعراج اشتملت على كثير من الفوائد والعبر، وهذه بعضها
«[1]»

( 1 )
لما كان بيت المقدس مُهاجَر
كثير من أنبياء الله تعالى؛
كان الإسراء بنبينا صلى الله عليه وسلم إليه ليُجمع له بين أشتات الفضائل.
ومن حكم ذلك:
أن يُعلم أنَّ هذه الأمة المحمدية
أولى بهذا البيت من غيرهم.
ولكن بسبب إعراضنا عن شرع ربنا ضاع بيت المقدس منَّا، وإن من البشارات النبوية التي يحسن التنويه إليها هنا قوله عليه الصلاة والسلام:

«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»
«[ البخاري ومسلم



( 2 )

كان الذهاب بالنبي صلى الله عليه وسلم
إلى بيت المقدس ليلاً لأنه زمن يأنس فيه المسلم بالله منقطعاً عن الدنيا وشواغلها.



( 3 )

لما ذكر الله تعالى الإسراء نعت
النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية فقال:
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ )
«أول آيات سورة الإسراء»
ومن تأمل القرآن الكريم يجد أن
الله تعالى نعت نبيه صلى الله عليه وسلم بنعت العبودية في أسمى أحواله وأرفع مقاماته..
ففي مقام الدعوة:

( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )
«سورة الجن، الآية: 19.»
ولما ذكر إنزال الكتاب عليه قال:

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا )
«أول الكهف»
وقال مخبراً عن الوحي إليه:

( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )
«النجم: 10»
وقال عن جميع المرسلين:

( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ )
«الصافات: 171-172»
فالعز كل العز في أن تكون عبداً لله تعالى.

*=*=*=*=*=*=*=*=*=*

( 4 )

اختلف العلماء في تأريخ الإسراء والمعراج
اختلافاً عظيماً، فذكر الإمام القرطبي المالكي -رحمه الله -في التفسير خمسة أقوال «انظر تفسيره: 10/210»
وذكر السيوطي –رحمه الله-
لذلك خمسة عشر قولاً.
«انظر كتابه: الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا، ط دار الحديث بالقاهرة، ص: 60-62»
وهذه فائدة تتفرع عنها الفائدة التالية:




( 5 )

عدم التعيين تعيين للعدم.
وأريد بذلك: أنه لا يُشرع للإنسان أن يخص ليلة المعراج بقيام من بين الليالي، ولا نهارها بصيام من بين الأيام؛ إذ لو كان ذلك من الشرع في شيء لما اختُلف في تحديدها هذا الاختلاف، إذ كيف تُشرع عبادة في ليلة لا نصَّ في تحديدها ألبتة، وإنما هي أقوال دون إثباتها خرط القتاد!! قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "و أما الإسراء فقيل: كان في رجب، و ضعفه غير واحد"
«لطائف المعارف: 1/101»
ولا يَستشكلنَّ أحدٌ أنَّ ليلة القدر لم تُحدَّد؛ لأنها في وتر العشرالأواخر من رمضان كما دلَّت عليه النصوص الصحيحة، وأما الليلة الموافقة لليلة الإسراء والمعراج فلا يصح في تحديدها إلا قول من قال: هي في إحدى ليالي العام!! وإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يشرع تخصيصها بشيء.
ثم إنه ينبغي أن نُفرِّق بين فعل العبادة، وبين تخصيصها بزمان أو مكان، فالذي اعتاد أن يصوم صوماً لو وافق صومه ليلة المعراج –لو فرضنا أنَّ تأريخها معلوم- فله أن يصومها، لا لكونها ليلة المعراج، وإنما لكون صومه وافق ذلك. وهكذا قل في شأن القيام. أما أن يخص الإنسان ليلةً أو يوماً بقيام أو صيام لم يدل الشرع على تخصيصها فهذا مما لا يُشرع. ومن الأدلة على التفريق بين فعل العبادة وبين تخصيصها بزمانٍ أو مكان قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ»
«رواه مسلم»
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهى عن عبادة الصيام والقيام، وإنما ينهى عن تخصيص العبادة بيوم لم يشهد له الشرع باعتبار، ونحن لا ننهى عن الصيام والقيام، وإنما ننهى عن تخصيص ليلة السابع والعشرين من شهر رجب بذلك

*=*=*=*=*=*=*=*=*=*

( 6 )

من الواجب اعتقاده:
أن الإسراء والمعراج كان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه، لا بروحه فقط؛ لما يلي:
أ‌. لأن هذا هو الذي يتماشى مع ظاهر النصوص، وليس من دليل يصرف هذه النصوص عن ظاهرها.
ب‌. ركوبه للبراق، وهي دابة فوق الحمار ودون البغل. ولو كان الإسراء بروحه لم يكن من حاجة للركوب.
ت‌. قوله تعالى : أَسْرَى بِعَبْدِهِ )
فلو كان الإسراء بروحه لقال : روح عبده.
ث‌. لو كان بروحه لما كذبته قريش؛ فإن عقولهم لا تنكر أن الأرواح قد تجوب الآفاق في لحظة.
ج‌. ( وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا )
«
الفرقان: 54»



( 7 )

أن أفضل الأنبياء نبيُّنا صلى الله عليه وسلم؛
لأنه تقدم عليهم وصلَّى بهم، وبلغ في المعراج مبلغاً لم يبلغه أحد منهم. وهذا مما لا ينازع فيه أحد.



( 8 )

بعض الناس –هداهم الله-
يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج، وقد اصطلحوا على أنَّها ليلة السابع والعشرين من رجب! وفي تقديري أنه لو كان لابد من إبداء المشاعر لكان إبداء مشاعر الحزن أولى من إظهار الابتهاج والفرح؛ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى بيت المقدس، فأين بيت المقدس الآن؟
ثم إنَّا نستسمح المحتفلين أن نسألَ سؤالاً:
هل احتفل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهذا الليلة؟
فإن قالوا: نعم.
قلنا: ( هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
«سورة البقرة: 111»
وإن قالوا: لا.
قلنا: «أحسنُ الهدي هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم»
«البخاري»
فليسعْنا ما وسِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه.

*=*=*=*=*=*=*=*=*=*

( 9 )

لقي النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى:
آدم، وفي الثانية: عيسى ويحيى، وفي الثالثة: يوسف، وفي الرابعة: إدريس، وفي الخامسة: هارون، وفي السادسة : موسى، وفي السابعة: إبراهيم –عليهم صلوات الله وتسليماته-.
والحكمة في اختيار هؤلاء الأنبياء –والله أعلم- أنه بمقابلة آدم –عليه السلام- يتذكر أنه أُخرج من موطنه وعاد إليه، فيتسلى بذلك إذا أخرجه قومه من موطنه.
وأما عيسى ويحيى –عليهما السلام- فلما لاقاهما من شدة عداوة اليهود، وهذا أمر سيلقاه النبي صلى الله عليه وسلم في مدينته.
وأما يوسف فلما أصابه من ظلم إخوته له، فصبر عليهم، وقد طَرد أهلُ مكة النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله.
وأما إدريس فلرفعة مكانه التي تشحذ الهمة لنيل أعلى الدرجات عند رب السماوات.
وأما هارون فلأن قومه عادوه ثم عادوا لمحبته.
وأما موسى فلشدة ما أُوذي به من قومه، حتى إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال في ذلك:
«يَرْحَمُ اللَّهُ أَخِي مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ»
«البخاري ومسلم»
وفي ملاقاة إبراهيم –عليه السلام- في آخر السماوات مسنداً ظهره للبيت المعمور إشعار بأنه صلى الله عليه وسلم سيختم عمره الشريف بحج البيت العتيق.



( 10 )

أنَّ الهداية بيد الله،
وأن من حجبها الله عنه فلن تجد له هادياً ونصيراً، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ»
الْحِجْرِ«يُسميه الناس:حجر إسماعيل ! ولا مُسوِّغَ لهذه التسمية»
«رواه مسلم»
ومع ذلك كذبوه وسفَّهوا كلامه، بل ارتد بعض ضعاف الإيمان.



( 11 )

وفي قصة المعراج
أنَّ جبريل كان يستفتح أبواب السماء، فيقال له: "من"؟ فيقول: "جبريل". ففيه دليل على أنَّ المستأذن إذا قيل له: من؟ سمَّى نفسه بما يُعرف به، ولا يقول: أنا. لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب، فقال:«من ذا»؟ فقلت: أنا. فقال:«أنا أنا»!! كأنه كرهها
« البخاري ومسلم»



( 12 )

وجد النبي صلى الله عليه وسلم
أبواب السماء مغلقة وكانت تُفتح لهما، وفي هذا من الإكرام له ما لا يخفى؛ "لأنه لو رآها مفتحة لظنَّ أنَّها كذلك "
«الآية العظمى، ص: 71»



( 13 )

وحديث المعراج دليل من مئات الأدلة
التي تدل على علو الله تعالى على جميع مخلوقاته؛ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم حجابه بعد السماء السابعة.



( 14 )
( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ )
«المدثر: 31»
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه. فعدد ملائكة الرحمن لا يحيط به إلا هو سبحانه.



( 15 )
قبح الغيبة، وبيان عاقبة أهلها،
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ»
«سنن أبي داود»



( 16 )
ومن دروس المعراج:
إثبات عذاب البرزخ؛ للحديث السالف. وفي بعض طرق قصة المعراج ذكر لبعض المعذبين، إلا أنَّ علماءنا طعنوا فيها؛ ولذا أعرضت عنها.



( 17 )
الحادثة بجملتها فيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم
بعدما امتلأت جوانب حياته بسحائب الكآبة والأحزان، فكانت هذه الحادثة التي اضمحلت أمامها تلال الغموم الناتجة من ازدراء قومه له وتكذيبه. إنَّ المرء إذا أراد أن يُقنع الناس بمبدأ معينٍ وتصدى أهله وعشيرته لتكذيبه والنيل منه بسبب ذلك واجه من الأحزان قدراً لا يحيط به إلا الله تعالى؛ لأن باقي الناس ممن ليسوا بأهله أولى بتكذيبه واستهجان طرحه..
وظلمُ ذوي القربى أشد مضاضةً --- على المرء من وقع الحسام المهنَّد
ومن هذا يُستفاد: أن مع العسر يسراً، وأن من الضيق فرجاً، وبالشدة رخاءً.



( 18 )
مكانة الصلاة في دين الإسلام،
فإن الله اختصها بأن فرضها على نبيه صلى الله عليه وسلم بلا واسطة.



( 19 )
أكثر أمة يدخلون الجنة الأمة المحمدية،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد مفارقة موسى –عليه السلام- إلى السماء السابعة بكى، فقيل: "ما يبكيك"؟ قال:" لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي"
«
البخاري ومسلم»



( 20 )
بركة النصح للمسلمين؛
فإنه بسبب نصح موسى لنبينا صلى الله عليه وسلم خفف الله عنه الصلاة المفروضة إلى خمس صلوات.



( 21 )
أنَّ الله تعالى كلَّم نبينا صلى الله عليه وسلم
كما كلَّم موسى عليه السلام، والذي يقف على الخصائص المحمدية –على صاحبها أزكى صلاة وأتم سلام- يعلم أنَّ الله أكرمه بالآيات التي أُكرم بها كثير من الأنبياء قبله، وزاده خصائص لم يُعطها أحدٌ قبله.



( 22 )
عظيم رحمة ربِّنا بنا،
قال تعالى : يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا )
«النساء: 28»



( 23 )
الاستحياء من الله هدي نبوي كريم،
فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال لموسى –عليه السلام- لما طلب منه الرجوع بعدما صارت الصلاة خمس مرات:
«إني قد استحييت من ربي».
وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
«اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ».
قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ:

«لَيْسَ ذَاكَ،وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»
« الترمذي، وحسنه الألباني»



( 24 و 25 )
خطورة الشرك، وعظيم فضل أواخر سورة البقرة.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ:
" لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ «[2]» إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنْ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا. قَالَ: }إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{. قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا؛ أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ»
«مسلم»



( 26 )
أنَّ رسولنا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه،
وإنما رآه بفؤاده؛ لقول أبي ذر :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ:
«نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ»
«مسلم»
ولقول أمِّنا عائشة رضي الله عنها:
" من زَعَمَ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ "
«مسلم»



( 27 )
فضل أبي بكر الصديق
الذي لم يُخالج قلبَه شك في صدق خبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل سارع إلى التصديق لما أخبرته قريش بخبر الإسراء بقوله:"إن كان قالها فقد صدق". فرضي الله عنه وأرضاه.
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


-----------
[1] / من مجموعة كتب صُنفت في هذا الموضوع، منها الآية العظمى للسيوطي وغيره.
[2] / قال النووي -رحمه الله-:" كذا هو في جميع الأصول:السادسة. وقد تقدم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة. قال القاضي: كونها في السابعة هو الأصح، وقول الأكثرين، وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى. قلت: ويمكن أن يُجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة " ((شرح مسلم: 3/2)).
منقول للفائدة - صيد الفوائد ..
__________________






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2011, 12:55 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: ** فوائد من حادثة الإسراء والمعراج ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليك أخي الكريم ونفع بك وجعل نقلك المبارك في ميزان حسناتك
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13-07-2011, 03:24 AM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ** فوائد من حادثة الإسراء والمعراج ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ..

اسأل الله ان يتقبل دعواتك الصادقه
وينير قلبك ودربك بنور الإيمان
تشرفت بمرورك
__________________






رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-07-2011, 05:48 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: ** فوائد من حادثة الإسراء والمعراج ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم
ووفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه
__________________



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 99.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.43 كيلو بايت... تم توفير 3.06 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]