|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الطاغوت صياغة من الطغيان ; نحو ملكوت وعظموت ورحموت . تفيد المبالغة والضخامة . والطاغوت كل ما طغا وتجاوز الحد . والذين اجتنبوا عبادتها هم الذين اجتنبوا عبادة غير المعبود في أية صورة من صور العبادة . وهم الذين أنابوا إلى ربهم . وعادوا إليه , ووقفوا في مقام العبودية له وحده (( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) )) إن الطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله، وكل حكم لا يقوم على شريعة الله، وكل عدوان يتجاوز الحق، والعدوان على سلطان الله وألوهيته، وحاكميته هو أشنع العدوان، وأشده طغيانا، وأدخله في معنى الطاغوت لفظا ومعنى.. وأهل الكتاب لم يعبدوا الأحبار والرهبان ، ولكن اتبعوا شرعهم فسماهم الله عبادا ً لهم ، وسماهم مشركين {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } فهم عبدوا الطاغوت أي السلطات الطاغية المتجاوزة لحقها، وهم لم يعبدوهابمعنى السجود والركوع، ولكنهم عبدوها بمعنى الاتباع والطاعة، وهي عبادةتخرج صاحبها من عبادة الله ومن دين الله . وإن الدعوة إلى دين الله رب العالمين لا تحمل إلا مدلولاً واحداً هو انتزاع السلطان من يد العبيد الطواغيت ورده إلى صاحبه سبحانه ، أما معنى هذه الدعوة إلى رب العالمين عند هؤلاء الطواغيت فهي الإفساد في الأرض أو كما يقال اليوم في قوانين الجاهلية لمثل هذه الدعوة بذاتها إنها محاولة لقلب نظام الحكم {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } إن نظام الحكم في الجاهليات يقوم على ربوبية عبد من العبيد لبقية العبيد بينما الدعوة إلى رب العالمين تعني أن تكون الربوبية على العبيد لخالق العبيد والسحرة الذين آمنوا برب العالمين ; وأسلموا لله وحده ; وأعلنوا الخروج من العبودية الزائفة للطاغوت المغتصب للربوبية واختصاصاتها كانوا يعلمون حقيقة المعركة بينهم وبين الطاغوت ، إنها المعركة على العقيدة لأن هذه العقيدةتهدد سلطان الطواغيت بمجرد إعلان أصحابها أن عبوديتهم خالصة لرب العالمين، بل بمجرد إعلان أن الله رب العالمين ومن ثم قالوا لفرعون رداُ على اتهامه لهم بأن هذا مكر مكروه في المدينة ليخرجوا منها أهلها - وهو مرادف للإتهام في الجاهليات الحديثة لكل من يعلن ربوبية الله للعالمين بمعناها الجاد بأنه يعمل على قلب نظام الحكم .. هذه هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح { إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل ؟ أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادىء ؟ .. انه منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق والباطل ، والإيمان والكفر ، والصلاح والطغيان ، على توالي الزمان وإختلاف المكان ، ويأخذ كل طاغية تُوجه إليه النصيحة ، تأخذه العزة بالإثم ، ويرى في النصح الخالص { مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} وهكذا لايرى الطغاة إلا الرشد والخير والصواب !! وهل يسمحون بأن يظن أحد أنهم يخطئون ؟ وهل يجوز أن يرى إلى جوار رأيهم رأيا ً وإلا فَلِما كانوا طغاة ؟ ... ويصر الطاغوت على الباطل في وجه الحق ويقاوم الدعوة إلى رب العالمين .. ذلك أنه يعلم علم اليقين أن هذه الدعوة بذاتها هي حرب عليه بإنكار شرعية قيامه من أساسه .. وما يمكن أن يسمح الطاغوت بإعلان أن لا إله إلا الله أو أن الله هو رب العالمين إلا حين تفقد هذه الكلمات مدلولها الحقيقي وتصبح مجرد كلمات لامدلول لها وهي في مثل هذه الحالة لا تؤذيه لأنها لا تعنيه فأما حين تأخذ عصبة من الناس هذه الكلمات جداً بمدلولها الحقيقي فإن الطاغوت الذي يزاول الربوبية بمزاولته للحاكمية بغير شرع الله وتعبيد الناس له بهذه الحاكمية وعدم إرسالهم لله لا يطيق هذه العصبة .. وكثيرا ً مايوهم الباطل أن وراء الدعوة الجديدة خبيئا ً غير ظاهرها ، وأنهم هم الكبراء العليمون ببواطن الأمور مُدركون لما وراء هذه الدعوة من خبيىء {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} فليس هو الدين ، وليست هي العقيدة ، إنما هو شىء آخر يُراد من وراء هذه الدعوة ، شىء يجب أن تدعه الجماهير لأربابه ولمن يحسنون فهم المخبآت وإدراك المناورات . وتتصرف هي إلى عادتها الموروثة وآلهتها المعروفة ، ولاتعني نفسها بما وراء المناورة الجديدة ، فهناك أربابها الكفيلون بمناورتها فلتطمئن الجماهير ، فالكبراء ساهرون على مصالحهم وعقائدهم وآلهتهم ، إنها الطريقة المألوفة المكرورة التي يصرف بها الطغاة جماهيريهم عن الإهتمام بالشؤون العامة والبحث وراء الحقيقة ، وتدبر مايواجههم من حقائق خطرة ذلك أن إشتغال الجماهير بمعرفة الحقائق بأنفسهم خطر على الطغاة وعلى الكبراء ، وكشف للأباطيل التي يغرقون فيها الجماهير ، وهم لايعيشون إلا بإغراق الجماهير في الأباطيل .. وحينما يحس الطغاة بأن الأرض تتزلزل تحت أقدامهم ، عندئذ يلينون في القول بعد التجبر {يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ومتى كان الطاغية يطلب أمر أتباعه وهم له يسجدون ؟؟ .. وتلك شنشنة الطغاة يلجأون إلى الشعوب ، وقد كانوا يدوسونها بالأقدام . ويتظاهرون بالشورى في الأمر وهم كانوا يستبدون بالهوى : ذلك إلى أن يتجاوزوا منطقة الخطر ، ثم إذا هم جبابرة مستبدون ظالمون . إن إعلان ربوبية الله للعالمين هي بذاتها إعلان تحرير الإنسان . تحريره من الخضوع والطاعة والتبعية والعبودية لغير الله . تحريره من شرع البشر , ومن هوى البشر , ومن تقاليد البشر , ومن حكم البشر. وإعلان ربوبية الله للعالمين لا يجتمع مع خضوع أحد من العالمين لغير الله ; ولايجتمع مع حاكمية أحد بشريعة من عنده للناس . . والذين يظنون أنهم مسلمون بينما هم خاضعون لشريعة من صنع البشر - أي لربوبية غير ربوبية الله - واهمون إذا ظنوا لحظة واحدة أنهم مسلمون ! إنهم لا يكونون في دين الله لحظة واحدة وحاكمهم غير الله , وقانونهم غير شريعة الله . إنما هم في دين حاكمهم ذاك . في دين الملك لا في دين الله ! وإن الطاغية يدرك خطورة هذه الدعوة .. لقد قال الرجل العربي– بفطرته وسليقته - حين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله:" إذن تحاربك العرب والعجم" لقد كان هذا العربي وذاك يفهم مدلولات لغته. كان يفهم أن شهادة أن لا إله إلا الله ثورة على الحاكمين بغير شرع الله عرباً كانوا أم عجماً! كانت لشهادة أن لا إله إلا الله جديتها في حس هؤلاء العرب, لأنهم كانوا يفهمون مدلول لغتهم جيداً. فما كان أحد منهم يفهم أنه يمكن أن تجتمع في قلب واحد, ولا في أرض واحدة. ,شهادة أن لا إله إلا الله مع الحكم بغير شرع الله! فيكون هناك آلهة مع الله! ما كان أحد منهم يفهم شهادة أن لا إله إلا الله كما يفهمها اليوم من يدعون أنفسهم"مسلمين" . . ذلك الفهم الباهت التافه الهزيل! وان عبودية الناس لغير شرع الله تُنشىء في نفوسهم الذلة ، وقد أراد الله أن يقيمها على الكرامة ، وتنشىء في الحياة الظلم والبغي ، وقد أراد الله أن يقيمها على القسط والعدل ، وتحول جهود الناس إلى عبث في تأليه الارباب الأرضية ، والطبل حولها والزمر والنفخ فيها دائما ً ، لتكبر حتى تملأ مكان الرب الحقيقي ، ولَمَا كانت هذه الأرباب في ذاتها صغيرة هزيلة ، لايمكن أن تملأ مكانة الرب الحقيقي ، فإن عبادها يظلون في تعب دائم . وهم مقعد مقيم ينفخون فيها ليل نهار ، ويسلطون عليها الأضواء والأنظار ، ويضربون حولها بالدفوف والمزامير ، والترانيم والتسابيح ، حتى يستحيل الجهد البشري كله من الإنتاج المثمر للحياة إلى هذا الكد البائس النكد وإلى هذا الهم المقعد المقيم . إن الله سبحانه وتعالى يعلم طبيعة هذا "الإنسان" الذي خلقه ; وحدود طاقته ; فلم يكتب على الناس في الدين الذي جاء للبشر أجمعين , إلا ماهو ميسر للجميع ; حين تصح العزيمة , وتعتدل الفطرة , وينوي العبد الطاعة , ولا يستهتر ولا يستهين . وتقرير هذه الحقيقة ذو أهمية خاصة ; في مواجهة الدعوات الهدامة ;التي يدفعها الطواغيت التي تدعو الإنسان إلى الانحلال والحيوانية , والتلبط في الوحل كالدود ! بحجة أن هذا هو "واقع" الإنسان , وطبيعته وفطرته وحدود طاقته ! وأن الدين دعوة "مثالية " لم تجيء لتحقق في واقع الأرض ; وإذا نهض بتكاليفها فرد , فإن مائة لا يطيقون ! هذه دعوى كاذبة أولا ; وخادعة ثانيا ; وجاهلة ثالثا . . لأنها لا تفهم "الإنسان" ولا تعلم منه ما يعلمه خالقه , الذي فرض عليه تكاليف الدين ; وهو يعلم - سبحانه - أنها داخلة في مقدور الإنسان العادي . لأن الدين لم يجيء للقلائل الممتازين ! وإن هي إلا العزيمة - عزيمة الفرد العادي - وإخلاص النية . والبدء في الطريق . وعندئذ يكون ما يعد الله به العاملين: { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} ، فبمجرد البدء يتبعه العون من الله ، ويتبعه التثبيت على المضي في الطريق ، ويتبعه الأجر العظيم ، وتتعبه الهداية إلى الطريق المستقيم .. </B></I>
__________________
![]() مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
#2
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك ووفقنا واياك لما يحبه ويرضاه في امان الله |
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله بكِ أختى أخت الإسلام على المرور الطيب
__________________
![]() مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |