|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعل الله عز وجل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتنصح لله ، وتعين المحتاج ، وتغيث الملهوف ، وتكف الأذى ، وتنصر المظلوم ، فكانت خير الأمم ، وأنفع الناس للناس . وأخرج الله منها أئمة يهدون بأمره ، ويدعون إلى شرعه ، ويقيمون الناس على المحجة البيضاء ، وهم صابرون محتسبون ممتثلون قول الله عز وجل : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل/125 ، فيحببون دين الله إلى الناس ، ويرغبونهم في الامتثال لشرعه ، والانقياد لحكمه . قال ابن كثير رحمه الله : "(وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي : من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال ، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب . فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون فقال : (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) " انتهى . "تفسير ابن كثير" (4/613) . وقال السعدي رحمه الله : "أي : ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح (بِالْحِكْمَةِ) أي : كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده . ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم ، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم ، وبما يكون قبوله أتم ، وبالرفق واللين ، فإن انقاد بالحكمة ، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة ، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب . إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها ، والنواهي من المضار وتعدادها ، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به . وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل ، فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق ، أو كان داعيةً إلى الباطل ، فيجادل بالتي هي أحسن ، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا" انتهى . "تفسير السعدي" (ص 452) . فالدعوة إلى الله إنما تكون بالحسنى والحكمة والبصيرة ؛ حتى لا ينفر الناس من الدين . ثانياً : الانشغال بذكر عيوب الناس والإكثار من ذلك أمر مذموم ، وقد يشغله ذلك عن النظر في عيوب نفسه والاهتمام بإصلاحها . كما قيل : "من نظر في عيوب الناس ، عمي عن عيوب نفسه" . "الزهد" للبيهقي (1/195) . وعن محمد بن النضر الحارثي قال : ذُكِرَ رجل عند الربيع بن خيثم فقال : "ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ منها إلى ذم غيرها ، إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم" . "شعب الإيمان" (16/100) . وقال بعضهم : تقيدت ببيت سمعته : لَنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي في نفسي عن الناس شاغل وقال آخر : لا أحسب أحدا لا يتفرغ لعيب الناس إلا عن غفلة غفلها عن نفسه ، ولو اهتم لعيب نفسه ما تفرغ لعيب أحد . "فيض القدير" (4/371) . وروى الترمذي (2032) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ : (يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ) ، صححه الألباني في "صحيح الترمذي" . قال في "تحفة الأحوذي" : "(وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ) مِنْ التَّعْيِيرِ وَهُوَ التَّوْبِيخُ وَالتَّعْيِيبُ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ لَهُمْ مِنْ قَدِيمِ الْعَهْدِ , سَوَاءٌ عُلِمَ تَوْبَتُهُمْ مِنْهُ أَمْ لَا " انتهى . وروى مسلم (2623) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ) . قال النووي رحمه الله : "اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الذَّمّ إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيل الْإِزْرَاء عَلَى النَّاس , وَاحْتِقَارهمْ , وَتَفْضِيل نَفْسه عَلَيْهِمْ , وَتَقْبِيح أَحْوَالهمْ ... وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ لَا يَزَال الرَّجُل يَعِيب النَّاس , وَيَذْكُر مَسَاوِيَهُمْ , وَيَقُول : فَسَدَ النَّاس , وَهَلَكُوا , وَنَحْو ذَلِكَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ أَيْ أَسْوَأ حَالًا مِنْهُمْ بِمَا يَلْحَقهُ مِنْ الْإِثْم فِي عَيْبهمْ , وَالْوَقِيعَة فِيهِمْ , وَرُبَّمَا أَدَّاهُ ذَلِكَ إِلَى الْعُجْب بِنَفْسِهِ , وَرُؤْيَته أَنَّهُ خَيْر مِنْهُمْ" انتهى . وقال ابن عبد البر رحمه الله : هذا معناه عند أهل العلم أن يقولها الرجل احتقارا للناس وإزراء عليهم وإعجابا بنفسه ، وأما إذا قال ذلك تأسفا وتحزنا وخوفا عليهم لقبح ما يرى من أعمالهم فليس ممن عني بهذا الحديث ، والفرق بين الأمرين : أن يكون في الوجه الأول راضيا عن نفسه معجبا بها حاسدا لمن فوقه محتقرا لمن دونه ، ويكون في الوجه الثاني ماقتا لنفسه موبخا لها غير راض عنها " انتهى . "التمهيد" (21/242) . فليحذر المسلم من تتبع عورات المسلمين ، وترصد زلاتهم ، والوقوع في أعراضهم ، ولينشغل إما بإصلاح نفسه ، أو إصلاح غيره بالحكمة والموعظة الحسنة . وعلى الواحد منا أن يسأل الله للناس الهداية ، ويسعى في هدايتهم وإرشادهم ، دون أن يقع في ذمهم ، وينشغل بذكر عيوبهم ، إلا لمصلحة شرعية تترتب على ذلك ، كالتحذير من فعلهم ، سواء في ذلك مسلمهم وكافرهم ، وهو مع ذلك يبغض ما هم عليه من الانحراف أو الضلال ، ولا يواليهم ولا يتابعهم ، ولكن يسعى بهم إلى سبل السلام . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) رواه البخاري (3701) ومسلم (2406) . نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين . |
#2
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خيرا
|
#3
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خير ........
__________________
![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
جز يلاااااااااااااااااااا
__________________
![]() ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() [quote=زهر الجبل;1106918]
جزانا الله وإياكم شكرا لكِ |
#6
|
||||
|
||||
![]() [quote=بنت الحموله;1106995]
جزانا الله وإياكم اخيتي أسعدني مرورك بارك الله فيك |
#7
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيكِ اختي الكريمة وجزيتِ من الله خيراً في حفظ الله
__________________
يارضى الله ويارضى الوالدين
|
#8
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
الشكر لمرورك الكريم اخي بارك الله فيك |
#9
|
||||
|
||||
![]() [quote=ابنة الحماس;1107406]
وفيك بارك الله غاليتي أسعدني مرورك شكرا لكِ |
#10
|
||||
|
||||
![]() موضوع قيم جزاكِ الله خيرا مشرفتنا الكريمه
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() بصمتك في المنتدى ستبقى حتى بعد رحيلك, فلتكن دوما في الخير وجدد النيّة لله تعالى عند كل تواجد, تكن من السعداء
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |