|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام يقول المعربون على سبيل التقريب: الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال. وشرح المسألة مستوفاة أن يقال: الجمل الخبرية التي لم يستلزمها ما قبلها إن كانت مرتبطة بنكرة محضة فهي صفة لها أو بمعرفة محضة فهي حال عنها، أو بغير المحضة منهما فهي محتملة لهما. وكل ذلك بشرط وجود المقتضي وانتفاء المانع. مثال النوع الأول ومثال النوع الثاني ومثال النوع الثالث وتقول: ما فيها أحد يقرأ، فيجوز الوجهان أيضا؛ لزوال الإبهام عن النكرة بعمومها. ومثال النوع الرابع 792 - (ولقد أمر على اللثيم يسبني ...) وقد اشتمل الضابط المذكور على قيود: أحدها: كون الجملة خبرية ويجوز أن يكونا خبرين آخرين إلا عند من منع تعدد الخبر مطلقا وهو اختيار ابن عصفور، وعند من منع تعدده مختلفا بالإفراد والجملة وهو أبو علي، وعند من منع وقوع الإنشاء خبرا وهم طائفة من الكوفيين. ومن الجمل ما يحتمل الإنشائية والخبرية، فيختلف الحكم باختلاف التقدير. وله أمثلة منها قوله تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما) فإن جملة (أنعم الله عليهما) تحتمل الدعاء فتكون معترضة، والإخبار فتكون صفة ثانية. ويضعف من حيث المعنى أن تكون حالا، ولا يضعف في الصناعة لوصفها بالظرف. ومنها قوله تعالى: (أو جاؤوكم حصرت صدورهم)، فذهب الجمهور إلى أن (حصرت صدورهم) جملة خبرية. ثم اختلفوا؛ فقال جماعة منهم الأخفش: هي حال من فاعل جاء على إضمار قد، ويؤيده قراءة الحسن (حصرة صدورهم). وقال آخرون: هي صفة؛ لئلا يحتاج إلى إضمار قد. ثم اختلفوا؛ فقيل: الموصوف منصوب محذوف، أي قوما حصرت صدورهم، ورأوا أن إضمار الاسم أسهل من إضمار حرف المعنى. وقيل: مخفوض مذكور، وهم قوم المتقدم ذكرهم فلا إضمار البتة، وما بينهما اعتراض. ويؤيده أنه قرىء بإسقاط (أو)، وعلى ذلك فيكون (جاؤوكم) صفة لقوم، ويكون (حصرت) صفة ثانية. وقيل: بدل اشتمال من (جاؤوكم)؛ لأن المجيء مشتمل على الحصر. وفيه بعد؛ لأن الحصر من صفة الجائين. وقال أبو العباس المبرد: الجملة إنشائية معناها الدعاء مثل (غلت أيديهم)، فهي مستأنفة. ورد بأن الدعاء عليهم بضيق قلوبهم عن قتال قومهم لا يتجه. ومن ذلك قوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) فإنه يجوز أن تقدر لا ناهية ونافية، وعلى الأول فهي مقولة لقول محذوف هو الصفة أي فتنة مقولا فيها ذلك، ويرجحه أن توكيد الفعل بالنون بعد لا الناهية قياس نحو (ولا تحسبن الله غافلا). وعلى الثاني فهي صفة لفتنة، ويرجحه سلامته من تقدير. القيد الثاني: صلاحيتها للاستغناء عنها القيد الثالث: وجود المقتضي ولا ينقض الأول بقوله: لولا رأسك مدهونا، ولا الثاني بقول الزبير رضي الله عنه: 793 - (ولولا بنوها حولها لخبطتها ...) لندورهما. وأما قول ابن الشجري في (ولولا فضل الله عليكم): إن "عليكم" خبر- فمردود، بل هو متعلق بالمبتدأ، والخبر محذوف. القيد الرابع: انتفاء المانع أحدها: ما يمنع حالية كانت متعينة لولا وجوده والثاني: ما يمنع وصفية كانت متعينة لولا وجود المانع 794 - (مضى زمن والناس يستشفعون بي ...) والمعارض فيهن الواو؛ فإنها لا تعترض بين الموصوف وصفته خلافا للزمخشري ومن وافقه. والثالث: ما يمنعهما معا والرابع: ما يمنع أحدهما دون الآخر ولم ير الزمخشري وأبو البقاء واحدا منهما مانعا، وكلام النحويين بخلاف ذلك. قال الأخفش: لا تفصل إلا بين الموصوف وصفته، فإن قلت: ما جاءني رجل إلا راكب- فالتقدير إلا رجل راكب يعني أن راكبا صفة لبدل محذوف. قال: وفيه قبح؛ لجعلك الصفة كالاسم، يعني في إيلائك إياها العامل. وقال الفارسي: لا يجوز "ما مررت بأحد إلا قائم"؛ فإن قلت: إلا قائما- جاز. ومثل ذلك قوله: 795 - (وقائلة تخشى علي أظنه ... سيودي به ترحاله وجعائله) فإن جملة تخشى علي حال من الضمير في قائلة، ولا يجوز أن يكون صفة لها؛ لأن اسم الفاعل لا يوصف قبل العمل. والله أعلم. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |