|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تأملات في آيات الكتاب كيف ترى الله ؟( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة ليس بوسع أحد أن يرى اللهَ تعالى هنا ، فإن القلب والدماغ والحواس والإدراك، وهيئة هذا البدن ، وكل وسائل العلم المتاحة لنا في هذه الحياة الدنيا غير قادرة على رؤية الله جل جلاله. ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) الأنعام قد لا نرى أشد الأشياء التصاقاً بنا، ولا يقع في مدى الإدراك ما توارى عنه وراء حجاب هذا الكون العظيم، وما نعلم عن ذلك البحر المحيط إلاّ القليل. كذلك لا نرى الله جل شأنه وهو أقرب إلينا من حبل الوريد. (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق لا يدرك الناسُ ، ولا يسمعون و لا يرون إلا ما كان في محيط قدرات الفؤاد، وهذا السمع والبصر . ( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ) الواقعة فكيف كانت قدرات الإنسان، و محيط علمه حين كان في السماء العليا ؟ ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين خلق الله ُ آدم ـ عليه السلام ـ من تراب، أي قدره وقاسه علي الهيئة التي يريدها ــ جل شأنه ـ ثم قال له كن فكان كما شاء العليم في أحسن تقويم. وكان خلقاً آخر، فلا يبدو خلقنا السفلي هذا غير نقطة في ذلك البحر العظيم، وكان خروجُ الإنسان إلى الوجود في أحسن تقويم سبباً في سجود الملائكة تكريماً له : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) الأعراف لكن أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ شاء أن يردَّ الإنسانَ إلى أسفل سافلين، ولعل ذلك ليذوق المؤمنون الحزنَ والكربَ والألم فيعرفون يوم يلقون ربَهم قدر ما أخفيَ لهم من قرة أعين. وبأضدادها تعرف الأشياء. أما ما غاب عنا من الحكمة وراء ذلك فإنه يبدو جلياً في خلق هذا الكون المذهل. ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) التين رددناه أي حولناه من صفة إلى صفة مثل ذلك قول الشاعر. فرد شعورَهن السودَ بيضاً ورد وجوهَهن البيضَ سودا ارتد الإنسانُ من صفة أحسن تقويم إلى صفة أسفل سافلين بسبب أكله من الشجرة التي نهاه ربُه عن الاقتراب منها. (وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) الأعراف كان آدم وزوجُه ـ عليهما السلام ـ يواجهان أول الخسائر، عندما احتال عليهما الجنيُّ الأخرق، ليفـقـدا إلى حين مكانهما الرفيع لدى الخالق العظيم. ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) الأعراف صدَّق آدمُ ـ عليه السلام ـ إبليسَ وهنالك سقط الإنسانُ في الهاوية إلى أسفل سافلين . ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) طه العصيانُ ضد الطاعة والغيُ ضد الرشد. وتبدلت خلقة أحسن تقويم، فاتسخ البدن، وظهرت العورات، وشرع آدم وزوجه ـ عليهما السلام ـ في رحلة الشقاء إلى الأرض، وفارق الإنسانُ الحياة العليا إلى الحياة الدنيا. ( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) الأعراف الهبوط نقيض الصعود و الارتفاع ، وهبط : نزل وانحدر من أعلى إلى أسفل، و اتضع و قلَّ عما كان عليه، و سقط من منزلته ، و هبط في علمه وخـَلقِه إذا نقص ، و سَفـَّلهُ : أرسله إلى أسفل، وتسفل أي ترك العليا ونزل إلى الدنيا، وإذا الناسُ جميعا بلا استثناء في أسفل سافلين. ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة كان الله أجل وأعظم، وكان الله أكبر من أقصى حد يصل إليه الخيال، وما عادت خلقة أسفل سافلين كتلك التي وقع الملائكة ُ لها ساجدين. ولم يعلم الإنسانُ أن رؤية الله كانت بعيدة عن قدرات هذه الخلقة السفلية لذا نادى عند الجبل : ( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) 143 الأعراف لكنَّ ضيقَ الكوب ِ لا يتسع للبحر المحيط . ( قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) الأعراف كان ـ عليه السلام ـ أول المصدقين بعجز هذا البدن، وقصور هذا الإدراك عن رؤية الله، لأنه شاهد أثر تجليه تعالى إذ جعل الجبل دكاً. كذلك صار الناسُ ـ حين تبدلت خلقتهم ـ عاجزين عن رؤية ربهم العظيم . (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) التين الاستثناء للذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهم يعرجون ـ بعد البعث ـ إلى الأفق الأعلى، ويعودون إلى خلقة أبيهم آدم حين سواه القدير في أحسن تقويم، ولهم أجر غير ممنون أي متصل لا ينقطع، فذلك الخلود في نعيم لا يكدره النقص. ( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف أي إن امتثلتم أمر الله إذ أمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغي، وتوجهتم إلى وجهه الكريم لا تشركون به شيئاً، فسوف تعودون كما بدأكم ربكم في أحسن تقويم، وذا فضل الكريم يؤتيه عبادَه المؤمنين الصالحين. ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة فانظر إلى الذين كذبوا بآيات ربهم كيف أعجبتهم الحياة ُالسفلى كثيراً وآثروا البقاء في أدني سلم المخلوقات. (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف أرأيت خسارةً أخرى تعدل خسران العودة إلى أحسن تقويم ؟ (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر فما أشدَّ حسرة الضالين عن الإيمان والعمل الصالح ! ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) المطففين لا يرى أولئك ربَهم، ولا يدركون نعيم الجنة وإن وقفوا على أبوابها. (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الأعراف أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ففي رحمة الله هم فيها خالدون. ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) الكهف ألوانُ النعيم لا حدود لها، وعطاء الكريم لا ينقطع، إذ يقول كن فيكون كلُ ما تقر به الأعين وتشتهيه الأنفس، ولو كان البحرُ مداداً لكلمات النعيم لنفدت من وراء البحرِ سبعة أبحر وما نفدت كلمات الكريم ، فلا شيء يكدر صفو ذلك الفوز الكبير. أكانت حماقة تلك أم غشاوة غطت قلوب الغافلين حتى تفلـَّت من الأيدي هذا الربح القريب ؟ ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف وانظر إلى الذي سبق أبويه ـ عليهما السلام ـ و سبق المؤمنين الصالحين، وكان أولُ العائدين إلى الأفق الأعلى في أحسن تقويم. إنه محمد رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في ليلة الإسراء والمعراج، حين تأخر ـ عند السدرة ـ الروحُ الأمينُ خشية أن يحترق، وتقدم الإنسانُ فاخترق، ودنا فتدلى وزاد علواً وشرفاً فكان قاب قوسين أو أدني من العرش العظيم، وكذلك يجزي الله المحسنين. ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) الكهف اللقاء نقيض الحجاب، وهذا يوم الحساب ينتظر الناسَ عند آخر ساعة من ساعات العمر يومَ يأتيهم بغتة وهم في غفلة لا يشعرون. ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين
__________________
وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر التوحيد .. الذي هو حق الله على العبيد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |