|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القدس: القبلة الأولى
![]() ![]() القدس في الاعتقاد الإسلامي، لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها. ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس، والغيرة عليها، والذود عن حماها، وحرماتها ومقدساتها، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها، ورد المعتدين عليها. وقد اختلف المسلمون، والعرب، والفلسطينيون في الموقف من قضية السلام مع إسرائيل، هل يجوز أو لايجوز؟ وإن جاز، هل ينجح أو لا ينجح؟ ولكنهم جميعا –مسلمين وعربًا وفلسطينيين- لم يختلفوا حول عروبة القدس، وإسلاميتها، وضرورة بقائها عربية إسلامية، وفرضية مقاومة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويدها، وتغير معالمها، ومسخ شخصيتها التاريخية، ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية منها. فللقدس قدسية إسلامية مقدورة، وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم الإسلامي: القبلة الأولى، وأرض الإسراء والمعراج، وثالث المدن المعظمة، وأرض النبوات والبركات، وأرض الرباط والجهاد كما سنبين ذلك فيما يلي: القدس: القبلة الأولى أول ما تمثله القدس في حس المسلمين وفي وعيهم وفكرهم الديني، أنها (القبلة الأولى) التي ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتوجهون إليها في صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة للبعثة المحمدية، أي قبل الهجرة بثلاث سنوات، وظلوا يصلون إليها في مكة، وبعد هجرتهم إلى المدينة، ستة عشر شهرًا، حتى نزل القرآن يأمرهم بالتوجه إلى الكعبة، أو المسجد الحرام، كما قال تعالى:{ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره}البقرة:150. وفي المدينة المنورة معلم أثري بارز يؤكد هذه القضية، وهو مسجد القبلتين، الذي صلى فيه المسلمون صلاة واحدة بعضها إلى القدس، وبعضها إلى مكة. وهو لا يزال قائمًا وقد جدد وتُعهد، وهو يزار إلى اليوم ويصلى فيه. وقد أثار اليهود في المدينة ضجة كبرى حول هذا التحول، ورد عليهم القرآن بأن الجهات كلها لله، وهو الذي يحدد أيها يكون القبلة لمن يصلى له، {سيقول السفهاء من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ قل: لله المشرق والمغرب، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} إلى أن يقول:{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله، وما كان الله ليضيع إيمانكم}البقرة:142،143. فقد قالوا: إن صلاة المسلمين تلك السنوات قد ضاعت وأهدرت، لأنها لم تكن إلى قبلة صحيحة، فقال الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم، لأنها كانت صلاة إلى قبلة صحيحة مرضية عنده.
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]()
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() القدس أرض الإسراء والمعراج
![]() لقد نص القرآن على مبتدأ هذه الرحلة ومنتهاها بجلاء في أول آية في السورة التي حملت اسم هذه الرحلة (سورة الإسراء) فقال تعالى:{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا}الإسراء:1 . والآية لم تصف المسجد الحرام بأي صفة مع ماله من بركات وأمجاد، ولكنها وصفت المسجد الأقصى بهذا الوصف {الذي باركنا حوله}، وإذا كان ما حوله مباركًا، فمن باب أولى أن يكون هو مباركًا. وقصة الإسراء والمعراج حافلة بالرموز والدلالات التي توحي بأهمية هذا المكان المبارك، الذي ربط فيه جبريل البراق، الدابة العجيبة التي كانت وسيلة الانتقال من مكة إلى القدس، وقد ربطها بالصخرة حتى يعود من الرحلة الأخرى، التي بدأت من القدس أو المسجد الأقصى إلى السموات العلا، إلى "سدرة المنتهى"، وقد أورث ذلك المسلمين من ذكريات الرحلة:الصخرة، وحائط البراق. لو لم تكن القدس مقصودة في هذه الرحلة، لأمكن العروج من مكة إلى السماء مباشرة، ولكن المرور بهذه المحطة القدسية أمر مقصود، كما دل على ذلك القرآن الكريم والأحاديث الشريفة. ومن ثمرات رحلة الإسراء: الربط بين مبتدأ الإسراء ومنتهاه، وبعبارة أخرى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهذا الربط له إيحاؤه وتأثيره في وعي الإنسان المسلم وضميره ووجدانه، بحيث لا تنفصل قدسية أحد المسجدين عن قدسية الآخر، ومن فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر.
__________________
![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة : ![]() النوع : ![]() المشاركات: 3,817 جزاك الله خيرا: 1,091 تم شكره 891 مرة فى 514 مشاركة معدل تقييم المستوى: 6 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الاسراء و المعراج... وصية و هدية ![]() ![]() رحلة الإسراء والمعراج هذه الرحلة العظيمة رحلة تحمل الكثير والكثير من الدروس والعبر وليست مجرد قصة يتم سردها كل عام ويجب علينا أن نستخرج هذه الدروس والعبر من هذه الرحلة العظيمة... وأنا لن أتطرق في هذا الموضوع إلى سرد القصة وأحداثها ولكن سأتجه إلى موقفين من مواقفها وهما عبارة عن وصية وهدية وهما موقفان يحتاجان منا إلى وقفة وتدبر لكل منهما ولقد وجدت أنهما من أهم أحداث هذه الرحلة العظيمة ومن أهم المعاني التي يجب الوقوف عندها وبداية سأتحدث عن ظروف الرحلة ففي ظل ظروف قاسية مرت على الرسول صلى الله عليه وسلم من حصار وتعذيب وموت لأحب الناس إليه و أكثر الناس نصرة له كانت هذه الرحلة منحة من الله عزوجل وتأييدا ً ونصرة لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كانت هدية السماء..هدية الله عز و جل لرسوله الكريم صلى الله عليه و سلم وسنبدأ بالحديث عن الوصية ** الوصية ** ![]() ففي هذه الرحلة نجد وصية أو إشارة أراد الله عزوجل إيصالها لنا وهي إشارة بأهمية المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين ففي الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم أولا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إشارة بأهمية هذا المسجد وهذه البقعة المباركة قال تعالى (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من ءايتنا إنه هو السميع البصير )) وبالفعل ننظر إلى حال المسجد الأقصى ونتأمل ما يحل به من هدم وتدمير لنعلم الحكمة التي أرادها الله من الإسراء أولا إلى المسجد الأقصى فإنها إشارة بأن هذا المسجد ملك للمسلمين ولا يجوز التفريط فيه أو إهماله أو معاملته كأي مسجد بل إنه من مقدسات هذه الأمة التي لا يجوز التهاون فيها . وهذه هي الوصية التي يجب أن ننتبه لها ولا نضيعها فيجب على كل مسلم أن يعلم أن هذا المكان من مقدسات الإسلام التي يجب علينا كمسلمين الدفاع عنها بكل ما نستطيع أن نبذله . ولهذا لابد من بعض الوصايا العملية : * الدعاء : فيجب عليك كمسلم الدعاء بصورة مستمرة لإخواننا في فلسطين وأن يحرر الله المسجد الأقصى الأسير . * المقاطعة : هذا السلاح الذي يغفل عنه الكثير من الناس أو ينظر إليه على أنه سلاح غير فعال فالمقاطعة من الواجبات التي يجب على المسلم الإلتزام بها حتى تكون له على الأقل حجة امام الله عزوجل . * التبرع : فالجهاد ليس بالنفس فقط ولكن هناك صور عديدة له منها الجهاد بالمال وهذا من واجباتنا تجاه هذه القضية . * نشر القضية : وهذه النقطة من أهم النقاط التى يجب علينا الإهتمام بها فنشر القضية يعطيها أهميتها ووضعها . والقدسُ صاحتْ، ألا أهـلا بزائرنـا أما تعبتَ حبيـبَ الله فـي الطـرقِ؟ إني لأعجبُ يـا ربـاهُ كيـف أتـى من أرضِ مكةَ نبـع النـور والألـقِ لا تعجبـنَّ فأولـى القبلتيـن لـهـا جلُّ المقام كشمس الكونِ فـي الأفـقِ وبعدها عرج المختـار فـي صعـدٍ يمرُّ مـن طبـق دنيـا إلـى طبـقِ وظل يرقـى إلـى العليـاء يسبرهـا في رحلةٍ ذكرهـا للكفـر لـم يـرقُ وعاد من فـوره جـذلان منشرحـاً وزال هاجـسُ كـلِّ اليـأس والقلـقِ هذي هي القدس، يـا أقـزامَ أمتنـا يحميكِ ربي من الطوفـان والغـرقِ وكانت هذه هي الوصية والدرس الأول ونأتي الآن إلى الهدية ** الهدية ** ![]() وهدية هذه الرحلة إلينا كانت هذه النعمة العظيمة والعبادة الجليلة التي منَّ الله بها علينا · إنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة . * إنها هذا الموعد المنتظم بين العبد وربه . * إنها الفريضة الوحيدة التي فرضت في السماء . * إنها روح المؤمن . * إنها من قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها (( أرحنا بها يا بلال )) . · إنها أخر وصية للرسول صلى الله عليه وسلم (( الصلاة الصلاة )) نعم إنها فريضة الصلاة هذه الفريضة العظيمة التي أراد الله عزوجل أن ينبهنا إلى أهميتها ففرضها في السماء هذه الفريضة التي هي خمسة في العمل و خمسون فى الأجر لذلك كان علينا أن ننتبه إلى أهمية هذه العبادة الجليلة التي كانت أعظم هدية في رحلة الإسراء والمعراج ولذلك نوصي بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الصلاة الصلاة )) يـا تـاركـاً لـصلاتـه إن الـصلاة لـتشتـكي وتـقول فـي أوقـاتها الله يـلعـن تـاركـي ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
__________________
![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() عرقي ينبض بهواه .. فؤادي يخفق بشذاه .. روحي تعشق مسراه .. أطوق لتقبيل وجنتاه .. أقصانا أيا درة فوق الجباه .. والله لنحرر كل ثراه .. ونتنفس عطر هواه .. ونصلي شكراً لله .. وحمداً على نعماه .. فك الله قيد أقصانا ،، وأكرمنا بالصلاة فيه ،، خلف قائدنا وحامل لوانا ،، .. < أبو العبد حفظه الله ورعاه > بارك الله فيك أخي .. مجهود رائع ،، دمت ذخراً لأمتك ،، ![]()
__________________
![]() ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() القدس ثالث المدن المعظمة ![]() فالمساجد كلها متساوية في مثوبة من صلى فيها، ولا يجوز للمسلم أن يشد رحاله، بمعنى أن يعزم على السفر والارتحال للصلاة في أي مسجد كان، إلا للصلاة في هذه الثلاثة المتميزة. وقد جاء الحديث بصيغة الحصر، فلا يقاس عليها غيرها. وقد أعلن القرآن عن أهمية المسجد الأقصى وبركته، قبل بناء المسجد النبوي، وقبل الهجرة بسنوات، وقد جاءت الأحاديث النبوية تؤكد ما قرره القرآن، منها الحديث المذكور، والحديث الآخر: {الصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد، ما عدا المسجد الحرام، والمسجد النبوي}(متفق عليه) ومنها، ما رواه أبوذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي المساجد بُني في الأرض أول؟ قال:"المسجد الحرام"، قيل ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى". والإسلام حين جعل المسجد الأقصى ثالث المسجدين العظيمين في الإسلام، وبالتالي أضاف القدس إلى المدينتين الإسلاميتين المعظمتين: مكة والمدينة، إنما أراد بذلك أن يقرر مبدأ هاما من مبادئه، وهو أنه جاء ليبني لا ليهدم، وليتمم لا ليحطم، فالقدس كانت أرض النبوات، والمسلمون أولى الناس بأنبياء الله ورسله.
__________________
![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() القدس أرض النبوات والبركات
![]() أولها: في آية الإسراء حين وصف المسجد الأقصى بأنه {الذي باركنا حوله}. وثانيها: حين تحدث في قصة خليله إبراهيم، فقال:{ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}الأنبياء:71. وثالثها: في قصة موسى، حيث قال عن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده:{وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها، وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا}الأعراف:137 . ورابعها: في قصة سليمان وما سخر الله له من ملك لا ينبغي لأحد من بعده، ومنه تسخير الريح، وذلك في قوله تعالى:{ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها}الأنبياء:81 . وخامسها: في قصة سبأ، وكيف منّ الله عليهم بالأمن والرغد، قال تعالى:{وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة، وقدرنا فيها السير، سيروا فيها ليالي وأيامًا آمنين}18. فهذه القرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام وفلسطين. قال المفسر الآلوسي: المراد بالقرى التي بورك فيها: قرى الشام، لكثرة أشجارها وثمارها، والتوسعة على أهلها. وعن ابن عباس: هي قرى بيت المقدس، وقال ابن عطية: إن إجماع المفسرين عليه . وقد ذهب عدد من مفسري القرآن من علماء السلف والخلف في قوله تعالى:{والتين والزيتون. وطور سنين. وهذا البلد الأمين}التين:1-3 إلى أن التين والزيتون يقصد بهما الأرض أو البلدة التي تنبت التين والزيتون، وهي بيت المقدس. قال ابن كثير: قال بعض الأئمة: هذه محالّ ثلاثة بعث الله من كل واحد منها نبيًا مرسلاً من أولى العزم، أصحاب الشرائع الكبار. فالأول: محل التين والزيتون، وهو بيت المقدس، الذي بعث الله فيه عيسى ابن مريم عليهما السلام، والثاني: طور سيناء، الذي كلم الله عليه موسى بن عمران، والثالث: مكة، وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمنًا. وبهذا التفسير أو التأويل، تتناغم وتنسجم هذه الأقسام، فإذا كان البلد الأمين يشير إلى منبت الإسلام رسالة محمد، وطور سينين يشير إلى منبت اليهودية رسالة موسى، فإن التين والزيتون يشير إلى رسالة عيسى، الذي نشأ في جوار بيت المقدس، وقدم موعظته الشهيرة في جبل الزيتون .
__________________
![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() القدس أرض الرباط والجهاد والقدس عند المسلمين هي أرض الرباط والجهاد. فقد كان حديث القرآن عن المسجد الأقصى، وحديث الرسول عن فضل الصلاة فيه، من المبشرات بأن القدس سيفتحها الإسلام، وستكون للمسلمين، وسيشدون الرحال إلى مسجدها، مصلين لله متعبدين. وقد فتحت القدس –التي كانت تسمى إيلياء- في عهد الخليفة الثاني في الإسلام عمر بن الخطاب، واشترط بطريركها الأكبر صفرونيوس ألا يسلم مفاتيح المدينة إلا للخليفة نفسه، لا لأحد من قواده، وقد جاء عمر من المدينة إلى القدس في رحلة تاريخية مثيرة، وتسلم مفاتيح المدينة، وعقد مع أهلها من النصارى معاهدة أو اتفاقية معروفة في التاريخ بإسم "العهد العمري" أو "العهدة العمرية" أمنهم فيها على معابدهم وعقائدهم وشعائرهم وأنفسهم وأموالهم، وشهد على هذه الوثيقة عدد من قادة المسلمين، أمثال: خالد بن الوليد، وعبدالرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان . وقد أعلم الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأرض المقدسة سيحتلها الأعداء، أو يهددونها بالغزو والاحتلال، ولهذا حرض أمته على الرباط فيها، والجهاد للدفاع عنها حتى لا تسقط في أيدي الأعداء، ولتحريرها إذا قدر لها أن تسقط في أيديهم. كما أخبر عليه الصلاة والسلام بالمعركة المرتقبة بين المسلمين واليهود، وأن النصر في النهاية سيكون للمسلمين عليهم، وأن كل شيء سيكون في صف المسلمين حتى الحجر والشجر، وأن كلا منهما سينطق دالاً على أعدائهم، سواء كان نطقًا بلسان الحال أم بلسان المقال . وقد روى أبو أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم، إلا ما أصابهم من لأواء (أي أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" .
__________________
![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() الاستسلام الفلسطيني ان الاستسلام الفلسطيني الذي دفع إليه تسرب الوهن إلى بعض الأنفس، والبأس إلى بعض القلوب و الشعور بالمرارة من تخاذل الكثيرين من العرب، وارتماء بعضهم في أحضان الأمريكان، وسقوط السوفيت، والإحساس بالرعب من الوحش الأمريكي، وتحيزه الدائم لربيبته إسرائيل، واستطالة طريق الجهاد، وكثرة تكاليفه، وضحاياه، كل أولئك سارع بدفع عدد من القادة الفلسطنين إلى قبول ( السلام الأعرج) الذي عرضته إسرائيل، تحت عنوان (الأرض مقابل السلام) . يعنون أن تتخلى إسرائيل عن الأرض الفلسطينية والسورية واللبنانية التي احتلها عام (1967 م) في مقابل سلامها، بحيث لا يناوشها أحد ولا ينازعها. باختصار: هذا القول يعني: أرض العرب في مقابل سلام إسرائيل. أي يردّون إلينا أرضنا المحتلة لينعموا بالسلام، معنى هذا: أن الأرض التي أخذوها بقوة السلاح وبالدم والعنف أمست ملكا لهم، وأمسى لهم الحق عليها، وهم يتنازلون عنها ليفوزوا بالسلام! وقَبِل العرب المفاوضات على هذا الأساس الأعوج، وأعطوا إسرائيل السلام، ولكنها لم تعطهم شيئا، باعت لهم (الترام)! كما تحكي الحكايات عن القاهري الماكر والصعيدي الساذج. ما معنى سلام يترك المشاكل الكبرى الأساسية كلها معلقة: مشكلة القدس مشكلة الاستيطان مشكلة اللاجئين مشكلة الحدود هذه المشكلات الخطيرة معلقة مؤجلة، لا تبحث إلا في نهاية المفاوضات، ولم يسأل أحد: وإذا لم نتفق عليها في النهاية فماذا يكون الموقف؟ والحقيقة أن هذه المشاكل كانت معلقة ومؤجلة عند العرب، ولم تكن مؤجلة ولا معلقة عند إسرائيل، فقد أعلن اسحاق رابين عشية توقيع الاتفاق في 0أوسلو) قائلا ومصرحا: جئتكم من أورشليم ( القدس) العاصمة التاريخية والأبدية والموحدة لشعب إسرائيل! وكذلك لم يؤجل موضوع الاستيطان، بل ظل مستمرا في أكثر من مكان في فلسطين، إلى أن فجرته المحاولة الصريحة الجريئة بإنشاء مستوطنة (هارحوما) في جبل أبو غنيم وكذلك في رأس العامود في القدس الشرقية، ولا يزال الاستبطان يتوسع وينمو، في حين لا يسمح للفلسطينيين أهل البلد وأصحاب الدار، بأي نمو أو توسع. وكم رأينا بأعيننا البيوت تهدم على مرأى ومسمع، لأن إسرائيل لم تسمح بها. ولن تسمح يوما. إن الفلسطينيين اليوم أدركوا أن إسرائيل تخدعهم وتلعب بهم، وأن انسحابها الجزئي المحدود جدا لم يكن إلا خدعة كبيرة، وأنها تستطيع أن تعود إلى احتلال المواقع التي أخْلتها في ساعات قلائل، وان زمام الأمور كلها بيديها، وأن لا حول لهم ولا طول، وأن السلطة التي منحتها إسرائيل لهم سلطة وهمية، هدف إسرائيل منها: إن تضرب الفلسطينيين بعضهم بعض، وأن تسلط بعضهم على بعض، وأن يكون بأسهم بينهم شديدا، لتقف هي متفرجة على صراع الأخ مع أخيه، وأن بندقية الفلسطيني لم تعد موجهه إلى صدر غاصب أرضهم بل إلى فلسطيني مثله. وهذا مراد إسرائيل. ولما لم يتحقق لإسرائيل كل ما تريد، طلبت بصراحة من السلطة: تدمير حماس، وتحطيم كل قوة لها، وإعانة إسرائيل عليها. وهذا شرط أساسي وضروري اليوم للعودة للجلوس على مائدة السلام المزعوم. إن إسرائيل ماضية في خطتها وإصرارها على تهويد القدس، وهي خطة ليست بنت اليوم ولا وليدة الأمس. وقد حددت هدفها، ورسمت سياستها، ومارست تنفيذها، بمحاصرتها بالمستوطنات، والعمل الدائب على تفريغها من أهلها العرب، مسلمين ومسيحيين ووضع العوائق والعقبات في سبيل نموّهم وامتدادهم عمرانيًا وبشريًا، والوقائع كلها شاهدة قاطعة، والعرب لا يملكون إلا الشجب والاحتجاج والاستنكار، وهذه كلها لا تجدي فتيلاً، ولا تحيي قتيلاً، ولا تشفي عليلاً. لقد احتج العرب على مستوطنة أبو غنيم، واحتجوا على احتلال بيت رأس العامود، ولكن احتجاجاتهم ذهبت أدراج الرياح. لم يبق من شئ تخافه إسرائيل إلا الشباب الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم، بائعين أرواحهم لله، لا يبالون أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم، من الذين أقلقوا إسرائيل بعملياتهم الاستشهادية، وقذفوا الرعب في قلوب أبنائها، وأطاروا النوم من أجفانهم، ولا يفل الحديد إلا الحديد. لهذا قامت إسرائيل – على أعلى مستوى فيها- بالانتقام من هؤلاء الأبطال، فقتلت الدكتور الشقاقي، والمهندس يحيى عياش، وشرعت أخيرا في قتل خالد مشعل، بسلاح كيماوي متطور، وفي بلد معاهد لهم، هو الأردن، ليعلم الجميع أن هؤلاء قوم لا عهد له ولا ذمة، كما قال تعالى في أسلافهم:{ الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون}الأنفال:56 وهم من قديم يقتلون كل من يقف في طريقهم أو ينتقدهم، أو يكشف أحابيلهم، من مدنيين وسياسين ومفكرين، فقد قتلوا اللورد موين، وقتلوا الكونت برنادوت، وقتلوا المفكر الإسلامي الدكتور اسماعيل الفاروقي وزوجته أشنع قتلة، هذا ما تقوله الوقائع ، ولا يزالون يهددون ويتوعدون كل من يقول كلمة لا تعجبهم، حتى الرسائل الأكاديمية أو البحوث العلمية، التي تتحدث عن مذابح النازية معهم، وتحاول أن تبين حجمها الحقيقي، لا يسمح لها أن تبرز وترى النور، حتى إن كاتبيها يتعرضون للمساءلة والمحاكمة بله المضايقة والإيذاء والتهديد، وآخرهم المفكر الفرنسي المعروف روجيه جارودي. إن الذين ظلوا يحملون روح الشعب الفلسطيني المجاهد، وعناد مقاومته، واستعداده للتضحية، إنما هم تلك الفئة المؤمنة التي وهبت حياتها وكل ما تملك من نفس ونفيس، لتحرير الأرض المقدسة ومسجدها الأقصى. إنما هم أبناء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإخوانهم وأعوانهم في (الجهاد) المقدس ومن يشد أزرهم من أبناء الشعب. إنهم الذين باعوا أرواحهم لله ليشتروا الجنة، ولقد ابتلوا وأوذوا وسجنوا وعذبوا في سبيل الله، فصبروا وصابروا ورابطوا، ( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) آل عمران: 146 ـ 147 وظني أن الاستسلام الذي جر إليه الفلسطينيون لن يستمر، فقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، وأوشك الصبر أن ينفد، وحينئذ لا يكون أمام هؤلاء إلا عودة الانتفاضة الشاملة أشد وأقوى مما كانت، ويفرض الواقع الجديد نفسه، وتنضم السلطة إلى الشعب، ويقف الجميع في وجه العدو صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص. وصدق الشاعر: إذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المضطر إلا ركوبها!
__________________
![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() وأظهر أسباب هذا العجز هو التفرق، الذي أصاب دول العرب، منذ شرخ (كامب ديفيد) واتفاقيته التي أخرجت الشقيقة الكبرى: مصر، من المعركة المصيرية للأمة، وقد استغل في ذلك: تخلي العرب عن مصر، وعدم وقوفهم معها ومعاونتهم لها، وقد خاضت أربع حروب من أجل فلسطين كلفتها الكثير من المال والرجال. وزاد هذا التفرق بعد ( حرب الخليج ) الثانية، التي مزقت العرب شر ممزق، وخسروا فيها تضامنهم ووحدة مواقفهم، كما خسروا أموالهم، حتى استدانت البلاد الغنية، بل خسر كثير منهم حرية إرادتهم واستقلال قرارهم، إلى حد احتلال أراضيهم. كان هذا كله بضربة واحدة ـ ضربة معلم كما يقال ـ وكان الرابح الواحد في ذلك هو إسرائيل، وأمريكا وحلفاؤها، الذين تخلصوا من أسلحتهم القديمة في أرضنا، وجربوا أسلحتهم الجديدة في شعوبنا، وهدموا ديارنا بفلوسنا، وبطلبنا، وخربوا بيوتنا بأيدينا، ليعودوا فيشيدوها من جديد بأموالنا أيضًا. وقد انقسم العالم العربي في هذه القضية انقساما لم يحدث مثله في قضية أخرى، لما فيها من تداخل وتعقيد، فإن الذي يرفض التدخل الأجنبي كأنما يؤيد الاحتلال العراقي للكويت، والذي يقبل التدخل العسكري الأمريكي والغربي كأنما يؤيد تدمير العراق، ويساند الاحتلال الأجنبي للمنطقة! وضاع الرأي الوسط الذي ينكر الاحتلال ويطالب بالجلاء، كما ينكر التدخل الأجنبي المكثف المسيطر، سواء بسواء. وهو ما نادت به مجموعات من أهل العلم والفكر من المصريين نشروا بيانهم على صفحات الأهرام وغيره ( ضمن المقال الأسبوعي للكاتب الكبير الأستاذ فهمي هويدى ) المهم أن العالم العربي منذ ذلك اليوم المشؤوم قد تصدع بنيانه، ولم يجد من يرمّمه إلى اليوم، رغم مناداة كثير من العقلاء بوجوب تخطي هذه الأزمة، التي لا يجوز أن تحكمنا عقدتها أبد الدهر، ، وهو ما يفرضه الدين والقومية، والأخلاق والمصلحة المشتركة، بل ما يفرضه وجودنا ومصيرنا، إن أردنا أن يكون لنا وجود ومصير في هذا العالم، الذي لم يعد فيه مكان للكيانات الصغيرة، ولا للكيانات المتفرقة والمبعثرة، ولهذا رأينا المتفرقين تاريخيا يتحدون ويتناسون الماضي ونزاعاته وثاراته، استجابة لنداء المصلحة المتبادلة، كما هو شأن الاتحاد الأوروبي. ولكننا نرى اليوم بشائر لا يمكن تجاهلها، وهي وقوف العالم العربي كله ضد الولايات المتحدة التي تريد توجيه ضربة عسكرية للعراق، إن هذه الوقفة العربية ضد التألّه الأمريكي، يدلنا على أن هذه الأمة لن تموت. الوهن الإسلامي : وإذا كان العجز العربي عرضا لا يدوم، فكذلك الوهن الإسلامي، إنه أمر يعرض للأمم كما تعرض الأمراض للجسم الصحيح، لا يلبث أن يعالج منه ويشفى. وكم أصابت هذه الأمة من آفات وأمراض، في أدوار من التاريخ، حسب أعداؤها أنها لن تبرأ منها، وأنها هي القاضية والقاتلة. ولكنها خرجت منها كما يخرج الذهب من النار، أشد صفاء، وأكثر لمعانا. وحسبنا من ذلك: غزوات الصليبين من الغرب، وهجمات التتار من الشرق، في فترة ضعف من الأمة، وتفرق بين أقطارها، وغفلة من حكامها، حتى سقطت قلاعها أمامهم أول الأمر، وتحكموا في رقاب أهلها، وأقاموا لهم ممالك وامارات، وبقى (المسجد الأقصى) أسيرا في أيدي الصليبين (تسعين عاما) كاملة. ثم هيأ الله رجالا لم يكونوا من جنس العرب، ولكن عرّبهم الإسلام، منهم التركي مثل عماد الدين زنكي، وابنه نور الدين محمود، والكردي مثل صلاح الدين الأيوبي، وغيرهم مثل سيف الدين قطز والظاهر بيبرس من قادة المماليك. فعاد الصليبيون يجرون أذيال الخيبة، ودخل التتار في دين الله أفواجا. وفي العصر الحديث احتل الاستعمار الغربي الزاحف ديار الإسلام، من إندونيسيا إلى المغرب، وحسب جنرالاته العسكريون، وزعماؤه السياسيون، ـ ومن ورائهم المبشرون والمستشرقون ـ أن هذه الديار قد دانت لهم إلى الأبد، حتى إن بعضها اعتبروها جزءا من أوطانهم كما في الجزائر. ثم ما لبث الإسلام الذي يدينون به أن أيقظهم من رقود، وحركهم من جمود، ونفخ فيهم من روحه، فكانت (معارك التحرير) في كل بلد، وكان للدين القدح المعلى في الإيقاظ والتحريك والتجنيد والتجميع، وآخر ملحمة مع الاستعمار كانت ملحمة ثورة التحرير الجزائرية من سنة 1954 حتى نالت استقلالها سنة 1961 . لقد نبهنا الرسول المعلم على سبب الوهن الذي يصيب الأمة، وبين أنه سبب نفسي وأخلاقي، وذلك في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن ثوبان "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تتداعى الأكله على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت " هذا هو سر الوهن وعلّتة : حب الدنيا وكراهية الموت. فإذا غيرت الأمة ما بنفسها، ولم تعد الدنيا أكبر همها ومبلغ علمها، ولم تعد تبالي: أوقعت على الموت أم وقع الموت عليها، هنالك يغير الله ما بها، ويبدل حالها من ضعف إلى قوة، ومن ذلة إلى عزة، ومن هزيمة إلى نصر وتمكين . وأرى بشائر ذلك قد بدت وتجلت في هذه الصحوة الإسلامية المعاصرة التي جددت العقول بالمعرفة، والقلوب بالإيمان، وأثرت في شباب الأمة ـ ذكورا وإناثا ـ تأثيرًا يشبه تأثير الغيث في الأرض الهامدة، حتى إذا نزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج . وقد بينا في دراسة سابقة لنا : أن الأمة المسلمة تملك مقومات القوة والرقى والسيادة من: الثروة البشرية (مليار وثلث من البشر) والثروة المادية ( من سهول وجبال ومعادن وبحار وأنهار . . الخ) والثروة الحضارية من خلال موقعها في ملتقى القارات، ومنبت الحضارات ومهبط الرسالات. في أرضها نبتت الحضارات الفرعونية والفينيقية والآشورية والبابلية والفارسية . . . ) بالإضافة إلى الحضارة الإسلامية العربية. وفيها نشأت الرسالات السماوية الكبرى: اليهودية والمسيحية والإسلام. هذا إلى الثروة الروحية الكبرى، التي تتميز بها دون الأمم، فهي وحدها التي تملك رسالة الشمول والتوازن والعمق، المتمثلة في رسالة الإسلام . وقد بدأت بعض شعوب هذه الأمة وأقطارها في النهوض ومحاولة كسر حاجز التخلف الذي وضعت فيه الأمة زمنا طويلا، وإن مع اليوم غدًا، وإن غدًا لناظره قريب. ![]()
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |