الغنى غنى النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52056 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45842 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64230 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2010, 01:08 AM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
59 59 الغنى غنى النفس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغنى غنى النفس




عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال - صلى الله عليه وسلم -: (ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس) متفق عليه رواه البخاري - كتاب الرقاق رقم 5965، ومسلم - كتاب الزكاة رقم 1741، والترمذي - كتاب الزهد - باب ما جاء أن الغنى غنى النفس رقم 2373، وابن ماجة - كتاب الزهد 4127، ورواه أحمد - باقي مسند المكثرين رقم 7015، وصححه الألباني في صحيح الجامع وقال (صحيح) حديث رقم: 5377 في صحيح الجامع للسيوطي. .
[الغنى غنى النفس] كلمات نورانية لا تخرج إلا ممن آتاه الله جوامع الكلم، وقاعدة إسلامية تقوم عليها المجتمعات الطاهرة النقية، فمجتمع تتجسد فيه هذه الحكمة النبيلة لا يمكن أن ترى فيه آكل أموال الناس بالباطل، أو صاحب ربا أو مكس، أو من يحتكر سلعة، أو من يغش في صناعته أو تجارته، وهذه هي المعادلة الصعبة التي حققها الإسلام في الوقت الذي عجزت فيه القوانين البشرية والدساتير الوضعية على أن تحقق هذا المستوى الراقي في التعامل، فأكرم بشريعة رب البشر، وأكرم بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال المناوي: (ليس الغنى) أي الحقيقي النافع المعتبر (عن كثرة العرض) ما ينتفع به من متاع الدنيا، أي ليس الغنى المحمود ما حصل عن كثرة العرض والمتاع لأن كثيراً ممن وسع اللّه عليه لا ينتفع بما أوتي بل هو متجرد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه فالحريص فقير دائماً (ولكن الغنى) المحمود المعتبر عند أهل الكمال (غنى النفس) أي استغناؤها بما قسم لها وقناعتها ورضاها به بغير إلحاح في طلب ولا إلحاف في سؤال، ومن كفت نفسه عن المطامع قرت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من كان فقير النفس فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته فيصغر في العيون ويحتقر في النفوس ويصير أذل من كل ذليل، والحاصل أن من رضي بالمقسوم فكأنه واجد أبداً ومن اتصف بفقر النفس فكأنه فاقد أبداً، يأسف على ما فات ويهتم بما هو آت، فمن أراد غنى النفس فليحقق في نفسه أنه - تعالى - المعطي المانع فيرضى بقضائه ويشكر على نعمائه ويفزع إليه في كشف ضرائه فيض القدير للمناوي 1/321 بتصرف. .
وقال ابن تيمية: جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين العفة والغنى في عدة أحاديث منها قوله: (من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله) رواه البخاري - كتاب الزكاة رقم 1376، ورواه مسلم عن أبي سعيد الخدري - كتاب الزكاة رقم 1745. (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط، ورجل غنى عفيف متصدق) رواه مسلم عياض بن حمار - كتاب الجنة وصفة نعيمها رقم 5109. ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - في الخيل: (ورجل ربطها تغنيا وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر) رواه البخاري عن أبي هريرة - كتاب المساقاة رقم 2198. ومنها قوله في حديث عمر: (إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك) رواه البخاري - كتاب الزكاة رقم 1380. فالسائل بلسانه وهو ضد المتعفف، والمشرف بقلبه وهو ضد الغنى، قال - تعالى -في حق الفقراء: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف البقرة 273 أي عن السؤال، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس) فغني النفس الذي لا يستشرف إلى المخلوق، فإن الحر عبد ما طمع والعبد حر ما قنع، وقد قيل: أطعت مطامعي فاستعبدتني. فكره أن يتبع نفسه ما استشرفت له لئلا يبقى في القلب فقر وطمع إلى المخلوق فإنه خلاف التوكل المأمور به وخلاف غنى النفس مجموع الفتاوى ج18 ص 329 بتصرف. .
وقال أيضا: قال - تعالى -: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فصلت 30.
قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: لم يلتفتوا عنه يمنه ولا يسرة، فلم يلتفتوا بقلوبهم إلى ما سواه لا بالحب ولا بالخوف ولا بالرجاء ولا بالسؤال ولا بالتوكل عليه، بل لا يحبون إلا الله ولا يحبون معه أندادا ولا يحبون إلا إياه، ولا يخافون غيره كائنا من كان، ولا يسالون غيره، ولا يتشرفون بقلوبهم إلى غيره مجموع الفتاوى ج28ص 34. .
ومن رياض السنة أيضا قوله - صلى الله عليه وسلم - (قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه) ‌رواه مسلم والترمذي وأحمد وابن ماجة عن ابن عمرو (صحيح) انظر حديث رقم: 4368 في صحيح الجامع. .
قال القاضي: الفلاح الفوز بالبغية (ورزق كفافاً) أي قدر الكفاية بغير زيادة ولا نقص، يقال ليتني أنجو منك كفافاً أي رأساً برأس، لا أرزاً منك ولا ترزأ مني وحقيقته أكف عنك وتكف عني، وقيل (كفافا) أي ما يكف عن الحاجات، ويدفع الضرورات والفاقات، ولا يلحقه بأهل الترفهات (وقنعه اللّه بما آتاه) أي جعله قانعاً بما أعطاه إياه ولم يطلب الزيادة لمعرفته أن رزقه مقسوم لن يعدو ما قدر له والفلاح الفوز بالبغية في الدارين والحديث قد جمع بينهما، والمراد بالرزق الحلال منه فإن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مدح المرزوق وأثبت له الفلاح وذكر الأمرين وقيد الثاني بقنع أي رزق كفافاً وقنعه اللّه بالكفاف فلم يطلب الزيادة وأطلق الأوّل ليشمل جميع ما يتناوله الإسلام، وصاحب هذه الحالة معدود من الفقراء لأنه لا يترفه في طيبات الدنيا بل يجاهد نفسه في الصبر على القدر الزائد على الكفاف فلم يفته من حال الفقراء إلا السلامة من قهر الرجال وذل المسألة . فيض القدير للمناوي 1/534 بتصرف.
وكان من دعائه -صلوات الله وسلامه عليه-: (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع) ‌رواه الترمذي عن ابن عمرو، وأبو داود عن أبي هريرة (صحيح) انظر حديث رقم: 1297 في صحيح الجامع. .
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ومن نفس لا تشبع) من جمع المال أشراً وبطراً أو من كثرة الأكل الجالبة لكثرة الأبخرة الموجبة للنوم وكثرة الوساوس والخطرات النفسانية المؤدية إلى مضار الدنيا والآخرة.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول لله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟) قلت: نعم يا رسول الله! قال: (أفترى قلة المال هو الفقر؟) قلت: نعم يا رسول الله! قال: (إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب) رواه ابن حبان والمنذري في الترغيب والترهيب - باب الترهيب من المسألة وقال الألباني (صحيح) أنظر حديث رقم 820 من صحيح الترغيب والترهيب المنذري/الألباني. .
وفي رواية (يا أبا ذر! أترى أن كثرة المال هو الغنى؟ إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا، وإنما يضر نفسه شحها)(صحيح) انظر حديث رقم: 7816 في صحيح الجامع.

18/1/1428هـ

النفس تجزع أن تكون فقيرة *** والفقر خيرٌ من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت *** فجميع ما في الأرض لا يكفيها

الدكتور خالد سعد النجار
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-07-2010, 01:16 PM
زهر الجبل زهر الجبل غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 327
الدولة : Morocco
افتراضي رد: الغنى غنى النفس

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-07-2010, 01:54 PM
الصورة الرمزية قطرات الندى
قطرات الندى قطرات الندى غير متصل
مراقبة القسم العلمي والثقافي واللغات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 18,079
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: الغنى غنى النفس

جزاك الله خيرا
موضوع رائع جدا..
__________________
-------




فى الشفاءنرتقى و فى الجنة..
ان شاء الله نلتقى..
ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-07-2010, 05:52 PM
راية العز راية العز غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: الغنى غنى النفس

بارك الله فيك
دائما مميزة اختي غفساوية بمواضيعك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-07-2010, 06:08 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الغنى غنى النفس

[quote=زهر الجبل;971885]

جزانا الله وإياكم اخيتي
شكرا جزيلا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-07-2010, 06:10 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الغنى غنى النفس

[quote=قطرات الندى;971895]

جزانا الله وإياكم
أسعدني مرورك أختي الغالية
بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-07-2010, 06:12 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الغنى غنى النفس

[quote=راية العز;971995]


وفيك بارك الله أخي
شكرا جزيلا
وفقنا الله لما يحب ويرضاه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.87 كيلو بايت... تم توفير 4.34 كيلو بايت...بمعدل (5.85%)]