|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني جدي عن جده عن أبيه عن جده .......إلى نهاية السند!: أن سيدنا سليمان عليه السلام أراد أن يعمل إحصاء لأهل مملكته , الغرض منه معرفة أي الجنسين أكثر الرجال ؟ أم النساء ؟ فكلف الهدهدَ (الطائر الحكيم) بهذه المهمة الصعبة ! حلق الهدهدُ فوق المملكة وجاب أرجاءها ونزل في كل بقعة من بقاعها يقـيِّم ويحلل ويستنتج ! ثم رجع . رجع الهدهد إلى سليمان , فسأله :ـ ـ " ماذا وجدت ؟ آلـرجــال أكثر أم النســــــــاء ؟ " ـ " سيدي الملك! لقد وجدتُ النساء أكثر. أكثر بكثير!" ـ " وكيف عرفت ذلك ؟ " ـ " سيدي : لقد وجدت أن النساء كلهن نساء , أما الرجال فبعضهم رجال وبعضهن نســاء ! فمن يعمل برأي النســـاء فقد عددته أو هو معدود حقا من جملة النســاء "! المرجع: كتاب " أساطير الأولين" ! فهذه الأسطورة أو الخرافة تُنقل عندنا عبر الأجيال ينقلها الأب إلى أبنائه والجد إلى أحفاده , فيربي عليها الصغير ويهرم عليها الكبير . هذه الأسطورة لا تُذكَــر لمجرد التسلية والترفيه , وإنما تذكر ويراد منها ذم رأي النساء جملة والتحذير من إتباعهن أو الاستماع إلى أقوالهن. وأن من اتبع رأي المرأة (والزوجة خصوصا) فهو ليس برجل وإنما هو امرأة ! هو امرأة وليس بالمعنى الذي تحمله كلمة إمرة في الكتاب والسنة , وإنما بالمعنى الذي تحمله (كلمة امرأة) في العادات الجاهلية والتقاليد والأعراف البالية , مِـن أن المرأة لا تستطيع النظر[1] بعيدا , وأن نظرها لا يتجاوز موضع قدميها! يقولون عنها (كالدجاجة!) غير قادرة على التحليق والارتفاع واكتشاف المحيط ! فرأيها دائما في الخطأ , حتى إنك تجد الكثير ممن يوصيك بالحكمة[2]المشهورة عندنا والتي تقول :ـ (المرأة شاورها وخالفها) إي إذا أشكل عليك أمر وأردت أن تعرف الصواب فشاور المرأة , وما تشير به عليك فالصواب في عكسه !!! فرأيُها (طــــالْ عمركْ !) عكس الصواب دائما ! هناك من يكون فقيها في هذا العلم! أو هذا الفن! فيدعم رأيه ببعض النصوص الشرعية من القرآن أو السنة أو حتى من التاريخ والقصص, علما بأن تلك النصوص أو القصص قد تكون مكذوبة أو محرفة أو مؤولة مثل : " ....ناقصات عقل ودين "[3] ومثل : " ...النساء ثم النساء ثم اليهود .." ومثل : " لا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ "[4] ومثل : " ....ضلع أعْــــــوج .. " ومثل : " إن حواء هي سبب خروج آدم من الجنة.."[5] حيث يقولون إنها هي التي أكلت من الشجرة أولاً, ثم اقترحت على زوجها آدم أن يأكل منها أيضا . فلو خالف رأيها لنجا ونجونا جميعا . فكل ما نعانيه على هذه الأرض وما عانته الأجيال والأمم قبلنامن بداية التاريخ بل وما قبل التاريخ سببه الاستماع لرأي المرأة والزوجة تحديدا !!! أما هذا الحديث : ـ (وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا) فأود معرفة معناه . فهل أحد يتطوع ويفهمني ما معناه ؟ أما أنا فسأتطوع وأفهمكم أمرا آخر, أربط به آخر الحديث بأوله. لِـنعُد إلى سليمان والهدهد وبلقيس فنقرأ في كتاب الحق هذه المرة وليس في كتاب الأساطير. حيث نجد أن بلقيس (ملكة سبأ) لم تكن مثل (الدجاجة) بل إنها قد حلقت عاليا في سماء المجد والرفعة حتى صعدت الى الجنان . أو ليست هي التي قادت قومها بحكمة بالغة ؟ فلقد جنبتهم الدخول في حرب مع نبي من الأنبياء بعد أن أرادوا دخولها وخوْض غمارها وقالوا : (نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) سبأ /33 فلقد قادتهم بحكمة ووجهتهم نحو الإسلام . أو ليست هي القائلة : " رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ؟ الآية 44 من سورة النمل . وقد ذكرت لكم قبل أيام قصة أم سلمة رضي الله عنها : حيث أنها لما أحــــتار النبي صلى الله عليه وسلم في أمر أصحابه ولم يدر ما ذا يفعل حتى يقنعهم أشارت هي عليه بالرأي السديد ! قال عمر t وهو يتحدث عما جرى في صلح الحديبية:ـ " ...قال رسول الله rلأصحابه ( قوموا فانحروا ثم احلقوا ) . قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات , فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس , فقالت أم سلمة يانبي الله أتحب أن ينفذوا أمرك ؟ اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنك وتدعو حالقك فيحلقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.." فهنا واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار زوجته أم سلمة رضي الله عنها , وأخذ برأيها ولم يعتبرها " ناقصة ...و..." ولو كانت كما يقولون " ناقصة ...و..." فكيف نأخد ديننا وعقيدتنا وصلاتنا وصومنا عنها وهي ناقصة دين وعقل؟ وفاقد الشيء لا يعطيه[6] ! أخبروني كم هو عدد الأحاديث المروية عن عائشة أم المؤمنين وأم سلمة وحفصة وصفية وفاطمة وزينب و.........؟؟؟؟؟؟ وكلها في الصلاة والصيام والزكاة والحج ! بل منها ما هو في العقيدة في أسماء الله وصفاته ! ما أعرفه أن ناقص العقل والدين لا يؤخذ عنه شيء أو على الأقل لا تؤخذ عنه الأمور الأساسية . بارك الله فيكم على صبركم وتحملكم لما قد أزعجتكم به من أساطير وخرافات وأفكار مستعــغـــربة ! المهم الآن : النقاش , وعندها يتضح الحق من الباطل كما قال الله تعالى : " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " فعند النقاش والحوار يثبت الحق ويزول الزيف . وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان! وإني في انتظاركم فلا تترددوا في النقد ! دمتم في رعاية الله وحفظه . والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [1] ) كلمة النظر هنا مجاز والمقصود منه التفكير وتدبير الأمور. [2] ) والتي حريٌ بها أن يقال عنها جهالة ! [3] ) حديث نبوي صحيح ولكن يحتاج لفهم ! وليس لتحريف وسوء توظيف! [4] ) آية قرآنية ولكنها تفسر أو تفهم فهما خاطئا . [5] ) قصة متداولة وتذكر في بعض التفاسير لا أدري ما صحتها ؟ فهل أحد لديه علم عنها ؟ [6] ) هذه القضية من البديهيات ومن لم يقتنع بها فهو غير مُكلف(أي مرفوع عنه القلم ) !
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |