معاملة الابناء الراسبون في الامتحانات

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تحية طيبة كريمة لإخوة وأخوات طيبين وكرماء.

نحن الآن في نهاية العام الدراسي موسم الامتحانات وحصاد النتائج .

فـــــبعض من أبنائنا الذين جدوا واجتهدوا طول العام ثم وفقهم الله عز وجل للفوز فإنهم قد نالوه أو عن قريب سوف ينالونه , أن شاء الله .
فهؤلاء نهنئهم ونهنئ أهاليهم , ونتمنى لهم المزيد من النجاحات المستمرة .

غير أن هناك فئة أخرى لم يُسعفها الحظ ولم تُوَفق للنجاح , لسبب من الأسباب.

وأسباب الرسوب كثيرة ليس غرضي الآن الحديث عنها .

وإنما غرضي أن أقول:

مهما كان السبب ينبغي أن لا يُعنَّف التلميذ على رسوبه أو يُشتم أو يلام أو يساء إليه .

أنا أعرف الكثير من الآباء فضلا عن غيرهم يُوجهون لوما قاسيا وعتابا شديدا لابنهم عندا يرسب , ويشعرونه بأنه قليل القيمة وعديم الجدوى أي أقل شأنا من غيره .

فكثيرا ما يتلقى توبيخات مثل :

أنت فاشل !
لماذا لم تكن مثل أخيك (الشاطر)؟!
لماذا لم تكن مثل زميلك فلان الذي نجح بامتياز؟
ولماذا لم تكن مثل ابن جارنا الذي صار يعيِّرك لفشلك؟
أنظر إلى فلان الذي أفرح أهله , أما أنت ( وجه الشؤم والنحس والشر) فقد خيبت آمالنا ولم تجلب لنا إلا الحزن والحسرة ......نكّسْــتَ رؤوسنا أمام الجِيرة ............................الخ.................

أحيانا تكون هناك منافسات حادة , ليست بين التلاميذ , وإنما بين الآباء ! حيث كلا من المتنافسيْن يقدم ابنه كلاعب ويزعم أنه أذكى وأقدر على الفوز واكتساب معدل أعلى , وعندما يحدث العكس (ولابد أن يحدث يوما ) فإن الابن أو التلميذ هو الضحية فأحيانا يتعرض للإهانة والضرب وربما الضرب الشديد , لأنه لم ينجح , فخسر الأب الرهان .

علما بأنه ليس دائما التلميذ هو السبب في رسوبه , فأحيانا يكون هناك سبب آخر أو عدة أسباب .

لذلك نصيحتي للآباء هي عدم تحميل الطفل المسؤولية وحده ثم إهانته وتجريحه .

بل بالعكس علينا أن نتفهم ظروفه فهو يعيش في محنة وأزمة نفسية بسبب رسوبه , ومحنة أخرى بسبب خوفه من العقاب والتوبيخ والاستهزاء ...!

فهو في أمس الحاجة إلينا في هذا الوقت وإلى دعمنا وتشجيعنا!
نعم . الراسب هو من يحتاج منا التشجيع أكثر من غيره , حتى يستطيع النهوض وكسب الثقة (في النفس)[1] ومواصلة المسير, ولو في وقت آخر .

أما الإهانة والتحقير والتصغير فإن لها آثار سلبية خطيرة جدا ليس على نفسية الطفل ودراسته فقط وإنما على حياته كلها .

هذا ما أراه صوابا , والمجال مفتوح لكم للنقاش وإبداء الرأي والرأي المخالف.

دمتم في رعاية الله وحفظه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .




[1] ) وضعتها بين قوسين تحفظا.لأني قرأت هنا مقالا لإحدى الأخوات تقول بتحريم قول الثقة في النفس) وتقول الثقة في الله فقط ! ولم أتمكن من مناقشتها لحد الساعة .