|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم موضوع أسر لب قلبي,, وهز مشاعري,, وفاضت به روحي,, لم لا وهو موضوع كلما قرأت منه ظمأت له أكثر,, و وددت الورود على باب نهره لا يُروي عطشي أبداً.. إنه موضوع الحب,, من منا لا يعشق هذه الكلمة؟! ولا يترنم بحروفها,, ويأنس بها,, فكيف إذا كان الحب أعظم حب,وأسماه,, حبٌ في ذات الإله وله,, ما أجملك من حب,, وما أروعك من معنى,, نفس المحب إلى الحبيب تطلع *** وفؤاده من حبه يتقطع عز الحبيب إذا خلا في ليله *** بحبيبه يشكو إليه ويضرع ويقوم في المحراب يشكو بثه***والقلب منه إلى المحبة ينزع هنا بإذن الله سنقف معاً وقفات على ذلك الحب,, الذي سما فوق كل حب,, وعلى كل محبوب.. حب إلهي وفي ذات ذلك الحب معاً سننعم.. ^ ^ "يحبهم ويحبونه " قال ابن القيم رحمه الله " ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى ، ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز ، فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليهاوتفضل عليها بالنعم ، لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائر النعم اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك ، فضحكت فحسبهامجنونة فقال : أمجنونة أنتِ؟؟ فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب ،،ما بمجنونة أنا . ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن؟؟ قال : نعم . فقالت : اقرأ علي فقرأ عليها : بسم الله الرحمن الرحيم فشهقت شهقة وقالت : يا الله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر ؟ فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له : أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام ؟! ثم أنشدت : عجباً للمحب كيف ينام جوف الليل وقلبه مستهام إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام فأرضي مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن إتباع الحرام قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذاهي تناجي ربها ساجدة وتقول " بحبك إياي لا تعذبني " فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك ؟؟! قالت : أما أقامني بين يديه وأنامك ،، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال " يحبهم ويحبونه يا الله ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل وصل احدنا لفقه هذه المرأه ؟؟؟؟؟ هل وصل احدنا لهذه المنزله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ امنت بك يا رب ^ ^ ^ ولماخُير نبينا صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عز وجل قال : بل الرفيق الأعلى . يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضرأبي بكت أختي فقال لها : يا بنية لا تبكي ولكن قولي يا بشرى فاليوم ألقى ربي .. يتبع |
#2
|
||||
|
||||
![]() محبة الله .. قُوت القلوب .. وغذاء الأرواح .. وقرة العيون.. وهي الحياة التي مَن حُرمها فهو من جملة الأموات .. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات.. والشفاء الذي مَن عدِمه حَلَّتْ بقلبه جميع الأسقام.. واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام... إنها المحبة التي ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة.. إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب... قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواأَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} روى الطبراني في الكبير عن أمامة: يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ( ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وعقله الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإناستنصرني نصرته، وأحب ما تعبدني به النصح لي ) فالحب ليس شعور ولاإحساس مجرد.. بل يتبعه عمل.. يقول الجنيد في وصف المحب صاحب هذا الحال : " عبد ذاهب عن نفسه , متصل بذكر ربه , قائم بأداء حقوقه , ناظر إليه بقلبه0 أحرق قلبه أنوار هويته وصفاء شربه من كأس وده , وانكشف لهالجبار من أستار غيبه0 فإذا تكلم فبالله, وان نطق فمن الله , وان تحرك فبأمرالله, وان سكت فمع الله ولله ". تعريف جيدللمحب,, كم يحتاج من الوقفات! من علامات حب الله الإكثار من الخلوة بالله تعالى فيتخير العبد أوقاتًا تناسبه في ليله أو نهاره، يخلو فيها بربه، ويبتعد فيها عن ضجيج الحياة وصخبها، يناجي فيها ربه، يبث له شكواه، وينقل إليه نجواه، ويتوسل فيها إلى سيده ومولاه. فلله كم لهذه الخلوات من آثار على النفوس، وتجليات على القلوب؟! وقد قيل لبعض الصالحين لما أكثر الخلوة: ألا تستوحش؟ قال: وهل يستوحش مع الله أحد؟!! وقال آخر: كيف أستوحش وهو يقول: وأنا معه إذا ذكرني؟! فليتك تحلو والحياة مريــــــرة.. .. ..وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر .. .. ..وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الودفالكل هين.. .. ..وكل الذي فوق التراب تراب قال بعض أهل العلم: علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة؛ وعلامة حب الله، وحب القرآن، وحب النبي صلى الله عليه وسلم، وحب السنة، حب الآخرة؛ وعلامة حب الآخرة، أن يحب نفسه،وعلامة حب نفسه،أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا، ألا يأخذ منها إلا الزاد والبلغة . يتبع |
#3
|
||||
|
||||
![]() حب الله جنة تنسي صاحبها هموم الحياة ومشاقها، بل تنسيه تعب العبادة ونصبها، وكلل الأبدان ومللها، بل وتنسيه الجوع والظمأ، فتغنيه عن الطعام وتعوضه عن الشراب، فهو بها شبعان ريّان، كما في حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقيل له: إنك تواصل. قال: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" .. رواه البخاري ومسلم ... يطعمه اللذة والأنس والبهجة،كما قال ابن القيم: " المراد ما يغذيه الله به من معارفه، وما يفيض على قلبه من لذة مناجاته وقرة عينه بقربه، وتنعمه بحبه والشوق إليه، وتوابع ذلك من الأحوال التي هي غذاءالقلوب ونعيم الأرواح وقرة العين وبهجة النفوس والروح والقلب بما هوأعظم غذاء وأجوده وأنفعه،وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الأجسام مدة من الزمان كما قيل: لها أحاديث من ذكــــراك تشغلها.. .. ..عن الشــراب وتلهيها عن الزاد لهـــا بوجهك نــــــورتستضيء به.. .. ..ومن حديثك في أعقابها حادي إذا شكت من كلال السير أوعدها.. .. ..روح القدوم فتحيا عندميعــــاد بحبِّك ربّي فؤادي خَفَقْ *** وذاب كياني ودمعي دَفَقْ سيفنى فؤادي ويفنى كياني *** ويبقى نشيديَ فوقَ الورقْ "أحبك ربي،أحبك ربي " *** ويخلُدُحبّك بعدَالرَّمقْ. .... قال ابن القيم رحمــه الله ......كيف تنال محبة الله :0 أحدها : قراءة القــرآن بالتدبــر والتفهــم لمعانيـــه وما أريــــد منـــــه . الثاني : التقــرب إلى الله بالنــوافــل بعد الفرائض ، فإنهاتوصله إلى درجــة المحبوبيــة بعدالمحبـــة . الثالث : دوام ذكـــره على كل حـــال باللســـان والقلــب ، والعمل والحـــال . فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر . الرابع: إيثـــار محابـه على محابك عندغلبـات الهـــوى . الخامس: مطالعـة القلـب لأسمائــه وصفاتـــه ومشاهدتها ومعرفتــهــا . فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة . السادس : مشاهدة بره وإحسـانــه وآلائــه ونعمــه الباطنــة والظاهـــرة ، فإنهـا داعيـة إلى محبتـــه . السابع : وهو من أعجبها ،انكسـار القلب بكليتــه بين يدي الله تعالى . الثامن : الخلوة به وقت النــزول الإلهــي لمناجاتــه وتلاوة كلامــه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار التاسع: مجالسة المحبين الصادقين ،والتقـاط أطايــب ثمرات كلامهـم كما تنـتـقى أطايب الفاكهة. " يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَايُحْيِيكُمْ" الأنس بالله الأنس بالله لا يأتي بلا سبب ، ولا يحصل بلا تعب ، بل هوثمرة للطاعة ، ونتيجة للمحبة ، فمن أطاع الله وامتثل أمره واجتنب نهيه وصدق في محبته ، وجد للأنس طعماً وللقرب لذة ،وللمناجاة سعادة . إذا كـان حب الهائمين من الورى***بليلى وسلمى يسلب ا اللب والعقـلا فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي***سرى قلبه شــوقا ً إلى الملأ الأعلى سئل أبو سليمان الداراني - رحمه الله - : ماأقرب مايُتقرب به إلى الله عز وجل ، فبكى ، ثم قال : مثلي يسأل عن هذا ؟ أقرب مايتقرب به إليه أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة غيره جل وعلا . قال بعض العلماء : العارف بالله أنس بالله فاستوحش من غيره ، وافتقر إلى الله فأغناه عن خلقه ، وذلّ لله فأعزه في خلقه. قال يحي بن معاذ : كل محبوب سوى الله سرف***وهموم وغموم وأسف كل محبوب فمنه لي خلف***ماخلا الرحمن مامنه خلف إن للحب دلالات ... إذا***ظهرت من صاحب الحب عرف صاحب الحب حزين قلبه***دائم الغصة مغموم دنف همه في الله لافي غيره***ذاهب العقل وباللهُ كلف أشعث الرأس خميص بطنه***أصفرالوجه وفي الطرف ذرف دائم التذكار من حب الذي ***حبه غاية غايات الشرف فإذا أمعن في الحب له***وعلاه الشوق مما قدُكشف باشر المحراب يشكو بثه***وأمام مولاه وقف قائما قدامه منتصبا***لاهجا يتلو بآيات الصحف راكعا طورا وطورا ساجدا***باكيا والدمع في الأرض يكف أورد القلب على حب الذي***فيه حب الله حقافعرف ثم جالت كفه في شجر***ينبت الحب فسمى واقتطف إن ذاالحب لمن يعنى به***لابدار ذات لهو وترف يتبع |
#4
|
||||
|
||||
![]() أعلى أنواع الحب ، وقمة الهرم الإيماني .
أفاد الإمام ابن القيم في كتابه الداء والدواء أن المحبوب قسمان : محبوب لنفسه،ومحبوب لغيره .. وكل ما سوى المحبوب الحق فهومحبوب لغيره، وليس شيءيُحب لذاته إلاالله وحده ؛ لأنه سبحانه المتفرد بالكمال المطلق والجمال التام ، وكل ما سواه هو تبع لمحبته سبحانه كمحبة الملائكة والأنبياءوالأولياء ، التي هي لازمة لمحبة الله عز وجل ؛ لأن محبته توجب محبة من يحبه . • الحب الإلهي الحنين المتجددوالشوق المستمر من لم يذقه ماعرفه .. متجددمع الانفاس أي مرتبه تسمو الى هذه المرتبه طوبى لمن رزقه . • المحبون هم الذين انار حب الله لهم افاق السماء فامطرت عليهم سحب الأشجان وصحبتهم العبرات وزفرات المشتاق • ارتضوحبهم لله منهجا وشرعة هم في واد والناس في واد • محبة الله عزوجل هي المنزلة التي فيهاتنافس المتنافسون واليها شمرالمشمرون وعليها تفانى المحبون وهي اللذة التي من لم يظفربها فعيشه كله هموم وآلام واحزان . • تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة.إذلهم من معية محبوبهم أوفر نصيب . وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة : أن المرء مع من أحب . فيالها من نعمة على المحبين سابغة، تالله لقد سبق القوم السعادة وهم على ظهور الفرش نائمون، وتقدموا الركب بمراحل وهم سيرهم واقفون . • وأعلم أن من قرت عينه بالله سبحانه قرت به كل عين وأنس به كل مستوحش وطاب به كل خبيث وفرح به كل حزين وأمن به كل خائف وشهد به كل غائب وذكرت رؤيته بالله ومن اشتاق إلى الله اشتاقت إليه جميع الأشياء . يقول المحاسبي : قيل الحب هو الشوق لأنك لاتشتاق إلا إلى حبيب فلا فرق بين الحب والشوق إذا كان الشوق فرعاً من فروع الحب الأصلي0 وقيل إن الحب يعرف بشواهده على أبدان المحبين وفي ألفاظهم وكثرة الفوائد عندهم لدوام الاتصال بحبيبهم0 فإذا ظهرت الفوائد عرفوهابالحب لله0 ليس للحب شبح ماثل ولا صورة فيعرف بجبلته وصورته وإنما يعرف المحب بأخلاقه وكثرة الفوائد التي يجريها الله على لسانه بحسن الدلالة عليه وما يوحى إلى قلبه0 فكلما ثبتت الفوائد في قلبه , نطق اللسان بفروعهافالفوائد من الله واصلة إلى قلوب محبيه0 فأين شواهدالمحبة لله شدة النحول بدوام الفكر وطول السهر بسخاء النفس بالطاعة , وشدة المبادرة خوف المعاجلة والمنطق بالمحبة على قدر نور الفائدة , فلذلك قيل إن علامة الحب لله حلول الفوائد من الله بقلب من أختصه الله بمحبته0 يحبهم ويحبونه كانت امرأة متعبدة تقول: والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه فقيل لها: أفعلى ثقة أنت من عملك؟؟ فقالت: لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقياه أفتراه يعذبني وأنا أحبه قلت أنا: لا والله ... فإنه يحبهم ويحبونه وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه ** مرض أعرابي فقيل له: إنك تموت .. قال: وأين يُذهب بي ؟؟ قالوا : إلى الله عز وجل قال: فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله إنه حسن الظن بالله ومن أحب شيئاً أحسن الظن به ** وقال بعض العباد لما علمت أن ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني زال عني حزني لأنه الكريم الذي إذا حاسب عبده تفضل يا الله يا الله لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم ورحمته إياهم وشوقه إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم شوقاً إليه هذه إرادته في المدبرين عنه فكيف بالمقبلين عليه ؟؟ وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع ** قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟ قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم أليس هو الذي قال: ورحمتي وسعت كل شيء يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك؟؟ إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك وإني لأدعوا الله أطلب عفوه واعلم أن الله يعفو ويغفر لأن أعظم الناس الذنوب فإنها وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر قال الربيع ابن أنس: علامة حب الله كثرة ذكره والشوق إلى لقائه فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه ** انظر الى حالك انت الان أسألك بالله إن كنت صادقاً محباً فأين صليت الفجر اليوم ؟؟ في جماعة المسلمين أم كنت في ركب المتخلفين؟؟ اسمع المحب الصادق وهو يقول: 40 سنة ما فاتتني تكبيرة الإحرام والآخر يقول 50 سنة ما فاتتني صلاة الجماعة أما ترون أننا بحاجة لمراجعة حساباتنا في محبتنا؟؟ أما ترون أننا بحاجة أن نعرف حقيقة معنى يحبهم ويحبونه يتبع |
#5
|
||||
|
||||
![]() إن المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها نظر العاملون، وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبُّون، وبروْح نسيهما ترّوح العابدون؛ وقد قضى الله يوم قدَّر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة، أن المرء مع من أحب، فيالها من نعمة على المحبين سابغة!!. شجرة المحبة وارفة الظلال إذا غُرست شجرة المحبة في القلب، وسُقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب، أثمرت أنواع الثمار، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب، وفرعها متصل بسدرة المنتهى. لا يزال سعي المحب صاعدًا إلى حبيبه لا يحجُبُه دونه شيء {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10]. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24]. وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة:165]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة:54]. عيش المحبين هو العيش على الحقيقة نعم فلا عيش إلا عيش المحبين الذين قرت أعينهم بحبيبهم، وسكنت نفوسهم إليه، واطمأنت قلوبهم به، واستأنسوا بقربه، وتنعموا بحبه، ففي القلب فاقة لا يسدُّها إلا محبة الله والإقبال عليه والإنابة إليه، ولا يلمُّ شعثه بغير ذلك أبدا. ومن لم يظفر بذلك فحياته كلها هموم وغموم، وآلام وحسرات، فإنه إن كان ذا همة عالية تقطعت نفسه على الدنيا حسرات؛ فإن همته لا ترضى فيها بالدّون، وإن كان مهينًا خسيسًا فعيشه كعيش أخسِّ الحيوانات. فلا تقرُّ العيون إلا بمحبة الحبيب الأول. ومن المحبين الصادقين أبو بكر الصديق الذي سبق الأمة بحبه لله: عن بكر المزني قال: ما فاق أبو بكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه. ابن عمر يسأل الله حبَّه: كان ابن عمر يدعو على الصفا والمروة وفي مناسكه: "اللهم اجعلني ممن يحبك،ويحب ملائكتك، ويحب رسلك،ويحب عبادك الصالحين.اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين". حكيم بن حزام شعاره الحب: كان رضي الله عنه يطوف بالبيت ويقول: لا إله إلا الله ، نعم الرب ونعم الإله ، أحبه وأخشاه. وقف الهوى بي حيث أنت ..... فليس لي متأخّرٌ عنـه ولا مُتقــدَّمُ أجد الملامـة فـي هـواك لذيـذة ..... حبًّا لذكرك فليمني اللُّـوَّمُ قال ابن رجب: "هِمَمُ العارفين المحبين متعلقة من الآخرة برؤية الله، والنظر إلى وجهه في دار كرامته والقرب منه". ^ ^ يقول الدكتور محمود بن الشريف في كتابه " الحب في القرآن " : إن حب العبد لربه نعمة لهذا العبد لا يدركها إلا من ذاقها ، وإذا كان حب الله تعالى لعبد من عبيده أمرًا هائلاً عظيمـًا ، وفضلاً غامرًا جزيلاً ، فإن إنعام الله تعالى على العبد بهدايته لحبه وتعريفه بهذا المذاق الجميل الفريد ، الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها ولا شبيه ، هو إنعام هائل عظيم ، وفضل غامر جزيل . وهذا أعلى أنواع الحب ، وقمة الهرم الإيماني . وإن طريق حب الله تعالى يتمثل في ترك المعاصي وفي أداء الفرائض والإكثار من النوافل ، فهو طريق عمليّ إذن ، وقد قيل : من أحب أن يعلم ما له عند الله عز وجل فلينظر ما لله عز وجل عنده ، فإن الله تبارك وتعالى ينزل العبد منه حيث أنزله العبد من نفسه ، ومن أوفى بهذا الحب نال محبة الله تعالى ويالها من كرامة إذا حصلت !! وحينما ترسخ محبة الله في قلب المؤمن ، وتتعمق جذورها ، كان الله عز وجل هو الغاية في كل شيء ، وآثره المرءُ على كل شيء ، وضحى من أجله بكل شيء ؛ لأنه شعر بحلاوة الإيمان ولذة اليقين ، فأصبحت بقية اللذائذ الدنيوية لا قيمة لها أمام هذه اللذة. هكذا يقع حب الله عز وجل في قلب المؤمن الصادق ، الذي قد كمل بمعرفة جمال الله وجلاله وهذا الحب الذي رسخ في القلب ، وأوصل العبد بربه ، لا يعرفه إلا من وجد إيقاع صفات الله تعالى في حسه ونفسه وشعوره وكينونته كلها ، ولا يقدّر حقيقة هذا الحب إلا الذي عرف حقيقة المحبوب وهو الله تعالى . وحب الله تعالى لعبده أمر لا يقدر على إدراك قيمته إلا من عرف الله تعالى ، إذ أن حب الله تعالى لعبده نعمة لا يدركها إلا من ذاقها ، وذاق حلاوتها ، وحلاوة القرب من ربه عز وجل ، ذلك القرب الهائل العظيم ، المليء بالفضل الجزيل . نعم إنها نعمة ، نعمة الله عز وجل على عبده بهدايته لحبه وتعريفه هذا المذاق الجميل الفريد ، الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها . وقد وصف الله تبارك وتعالى المؤمنين بشدة حبهم له من غيرهم الذين اتخذوا أحبابـًا من دونه وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه ؛ لأن قلوبهم لم تعمر إلا بذكر الله تعالى ، ولم تصف إلا بحب الله عز وجل ، أما أولئك الذين انطوت نفوسهم على محبة ما يحلو لهم في هذه الدنيا ، فقلوبهم بعيدة عن هذا الحب الإلهي ، بعيدة عن هذا الصفاء الروحي، والاتصال القلبي " . يتبع |
#6
|
||||
|
||||
![]() حدّث أحد أبناء البصرة قال : سافرت في قافلة فيها عامر بن عبد الله العنبري , فلما أقبل الليل نزلنا بمكان كثير الأشجار , فربط فرسه بشجرة , ووضع أمامها طعامها وشرابها , ثم دخل بين الأشجار وأوغل فيها ,فقلت في نفسي : والله لأتبعنه حتى أنظر ما يصنع هذه الليلة . فمضى حتى وصل إلى رابية ملتفّة الشجر , مستورة عن الأعين , فاستقبل القبلة وانتصب قائما يصلي , فما رأيت أحسن من صلاته , ولا أكمل ولا أخشع , فلما صلى ما شاء الله أن يصلّي , أخذ يدعو الله ويناجيه مناجاة محبّ مقبل على ربّه فكان مما قاله : إلهي إني أحببتك حبّا سهّل عليّ كل مصيبة , ورضّاني بكل قضاء فما أبالي مع حبّي لك ما أصبحت عليه , وما أمسيت فيه . قال الرجل البصري : ثم إنه غلبني النعاس , فمازلت أنام وأستيقظ , وعامر بن عبد الله منتصب القامة في موقفه ماض في صلاته ومناجاته حتى تنفّس الصبح , فلما بدا له الفجر , أدى الصلاة المكتوبة , ثم أقبل على الله يدعوه قائلا : إلهي , إني سألتك ثلاثا , فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة , اللهم فأعطني إياها حتى أعبدك كما أحبّ وأريد ثم نهض من مجلسه فوقع بصره عليّ , فجزع لذلك , وقال لي : كأنك ترقبني يا أخا البصرة ؟ قلت نعم, قال : استر ما رأيت مني ستر الله عليك , قلت لا أفعل حتى تحدّثني بهذه الثلاث التي سألتها ربّك , فلما رأى إصراري على ذلك قال : · سألت ربي ألا أخاف أحداً سواه , فاستجاب لي حتى إنني لا أرهب شيئاً في الأرض ولا في السماء غيره . · ولم يكن شيء أخوف عليّ في ديني من النساء , فسألت ربّي أن ينزع من قلبي حبّهن فاستجاب لي حتى صرت لا أبالي امرأة رأيت أم جداراً . · سألت ربي أن يُذهب عني النوم حتى أعبده بالليل والنهار كما أحبّ وكما أريد فمنعني هذه الثالثة . ثم قال : والله لاجتهدن في العبادة ما وجدت إلى الاجتهاد سبيلاً , فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبتقصيري ) . صور منحياة التابعين : 1/ 29 بتصرّف . هذا الرجل العابد الزاهد من كبار التابعين الذين نشأوا منذ صباهم على حبّ الله وترعرعوا على طاعته والانشغال به , والتلذّذ بعبادته , والتنعّم بذكره , والتلّهف إلى مناجاته . ولقد بلغ عامر بن عبد الله من حبّه لله عزّوجلّ درجة ملأت قلبه , وغمرت كل ذرّة في كيانه مما جعله يستقلّ كلّ عمل يعمله لوجه الله تعالى , فرجاه أولا ألا يجعل في قلبه رهبة من أحد سواه , ورجاه ثانية ألايجعل في قلبة ما يشغله عنه لا زوجة ولا أولاد , ليس ذلك عزوفاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يشهد أنه لا رهبانية في الإسلام , وإنما أراد الانقطاع الكامل والتفرغ التام لعبادة الله . ومن شدّة حبّه لله وتعلّقه به رجاه ثالثة أن يذهب عنه النوم حتى يظلّ يقظاً ساهراً مستثمراًكلّ لحظة من حياته وكل دقيقة من عمره وكل ثانية من وقته في عبادة الله وطاعته , وفيذكره وشكره وحمده ومناجاته , وفي تعظيمه وفي تمجيده وإجلاله وتقديسه وتنزيهه . يقول الحسن البصري رحمه الله :من عرف الله أحبّه , وإذا تمكّنت المعرفة أوجبت المحبّة , وأخرجت من القلب كلّ محبوب سواه .. * * * أخوتي في الله قد جمعت هنا كل كلمة قد قيلت في محبة الله عز وجل .. هذه المحبة التي انشرحت بها قلوبنا وسمت بها أرواحنا .. أسأل ربي جل في علاه أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه ولتشاركوني أحبتي في متصفحي بردودكم النيرة |
#7
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة مشكورة غاليتى على نقلك الطيب بارك الله فيكِ وبالتوفيق |
#8
|
||||
|
||||
![]() وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتة وفيكم بارك الله غاليتى نور من الله اسعدك الله بالدارين وجزاك الله خيرا على مرورك العطر لا حرمنا الله تواجدكم الدائم دمتِ بود |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |