بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2019, 07:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي

بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي
عبد الله علي العبدلي

إن مقام النبوة أرفع من أن يبلغه مدع، أو أن يصل إليه متنبئ أفاك، ولذلك حفه الله بدلائل مصدقة، وبراهين مدللة، وآيات ومعجزات يعجز البشر العاديون عن الإتيان بمثلها أو مضارعتها.
ولكل نبي ورسالة معجزة تناسب المقام والمكان والزمان الذي هو فيه، وفي الحديث: (( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة))([1]).
وقد أشار الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى هذه الحقيقة المسلمة، فقال: "ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة وخرقه للعادة في أسلوبه وفى بلاغته، وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه فعم نفعه من حضر ومن غاب، ومن وجد ومن سيوجد"([2]).
والخصيصة المهمة في هذه المعجزة هي: البقاء والخلود، وسهولة الانتقال دون حاجز من بحر أو شجر أو حجر؛ لأن هذه الرسالة للعالم أجمع وللناس كافة لا تختص بقوم دون قوم، أو زمان دون زمان بل تتخطى حدود الزمان والمكان.
ولذلك كانت معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - وكلاماً يتناقله الكبار والصغار، والذكور والإناث، والعلماء والجهال، والناس أجمعون بكل سهولة ويسر لا تكلف السامع إلا الإصغاء ولا المتكلم إلا تحريك اللسان.
وذهبت معجزات الأنبياء السابقين الحسية؛ لأنها مجبولة على الفناء والنفاد، وبقيت معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها مرتبطة بالبقاء والخلود لأن الله هو المتكفل بحفظها.
وكان لا بد أن تكون معجزته خالدة تفحم أهل كل عصر ومصر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أعجز البشر في بلاغته، وتشريعه وإخباره عن المغيبات الماضية والمستقبلية وحقائقه، قال - تعالى -: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
وإذا كان المعاصرون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد شاهدوا بأعينهم الكثير من المعجزات، فإن الله قد أرى أهل هذا العصر معجزة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - تتناسب مع عصرهم، فإن هذا العصر هو عصر النهضة العلمية والاكتشافات العلمية في شتى المجالات، ولما امتلك الإنسان في هذا العصر أدق الأجهزة للبحث العلمي، واكتشف اكتشافات بعد رحلة طويلة في البحث وتجلت له الحقيقة.
ثم وقعت المفاجأة بذكر تلك الحقيقة التي اكتشفها الإنسان حديثا في كتاب الله أو سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام.
غير أنه قد وقع خلط عند بعض الباحثين، في الإعجاز العلمي، وتسرعوا في عرض الفرضيات والنظريات على أنها حقائق علمية.
ومن هنا فلا بد للباحث في مجال الإعجاز العلمي أن يفرق بين ما هو حقيقة علمية، وبين ما هو نظرية وفرضية لا يعتمد عليها تفسير آية أو حديث.
فالإعجاز العلمي هو: "إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم -"([3]).
فقوله: "بحقيقة أثبتها العلم التجريبي" وذلك لأن العلوم التجريبية تبدأ من افتراضات وتوقعات، ثم نظريات إلى أن تصبح حقيقة علمية ثابتة، وقد تبقى فرضية أو نظرية، وقد تخطئ، وقد تكون كاذبة.
وهنا مسألة هامة يتكلم عنها العلماء اليوم وهي مسألة التفسير العلمي والإعجاز العلمي والتفريق بينهما.
فالتفسير العلمي: هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية([4]).
وبالنظر إلى التعريف السابق نجد أنه يقصد بقوله: "بالكشف عن معاني الآية أو الحديث" أن الآية أو الحديث قد تكون فسرت من قبل المفسرين على وجه من أوجه التفسير، غير أن هناك وجها خفي على المفسرين إدراكه، وذلك لقصور أدوات العلم وتقنياته في زمنهم، فعندما تقدم العلم وتقدمت تقنياته في البحث والمشاهدة والاستنتاج وغيرها، ظهر أن هناك معنى آخر للآية أو الحديث من خلال تلك الاكتشافات التي جاء بها العلم في هذا العصر.
وقد في قيدها هذا التعريف بقوله: "بما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية" إذ أن هناك بعض النظريات العلمية ما زالت في طور الظن، ولم تصبح يقينا، وهناك نظريات تثبت عدم صحتها للعلماء بعد زمن قد يطول أو يقصر.
أي أن التفسير العلمي يكون في الاكتشافات العلمية التي لم تثبت تماما، بل لا زالت في باب النظريات العلمية.
بخلاف الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة علمية أثبتها العلم التجريبي أخيراً، وثبت عدم إدراكها بالوسائل البشرية، في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وكثيراً من النظريات التي استبدلت بنظريات أخرى بعد ثبوت عدم صحتها، ونظريات طرأ عليها بعض التعديل والتحويل، لتوافق أحدث المعلومات، فنحن في عصر الانفجار المعرفي، وتقنية المعلومات التي أحدثت ثورة في محال العلم.
فلا بد من الاعتماد على الحقائق العلمية، وذلك أن الحقائق العلمية هي معلومات التي تم التوصل إليها عن طريق الملاحظة المنظمة أو التجريب، ويمكن تكرارها أو حدوثها تحت نفس الشروط بواسطة عديد من الأفراد([5]).
أما النظرية العلمية فهي: إطار علمي يتكون من مجموعة من الافتراضات التي تنظم في إطار معين لتفسير ظاهرة ما، ويستدل على مدى صحة النظرية بمدى صحتها في تفسير هذه الظاهرة، وإذا ثبت بالتجربة صحة أحد الفروض التي تبنى عليها النظرية، فإنه يتحول إلى حقيقة([6]).
لذا ينبغي على من تصدى لتفسير القرآن تفسيرا علميا أن يجتهد في تحري الحقيقة العلمية التي يتركز عليها في تفسيره لآية ما، وأن يتأكد من ثبوتها وصحتها، ولا تجرفه العاطفة فيؤدي ذلك إلى ما لا يحمد عقباه.
وحتى يكون التفسير العلمي مقبولا، لا بد من تتوفر فيه الشروط التالية:
1- ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلا بد من:
أ) أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي.
ب) أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها.
ج) أن تراعى القواعد البلاغية ودلالاتها. خصوصاً قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية.
2- البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي.
3- أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر، بل تجعل هي الأصل: فما وافقها قبل وما عارضها رفض.
4- أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص. أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسربها القرآن، لأنها عرضة للتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت([7]).
وقد تضمنت خلاصة بحث التفسير العلمي للقرآن والسنة، والذي عرض ضمن أبحاث المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي المنعقد في إسلام أباد في عام 1987م، الحالات التي تجعل التفسير العلمي مرفوضاً أو مقبولاً، وخرج البحث على الأسس والمعايير التالية:
1- أن التفسير العلمي للقرآن مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تستقر ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية.
2- ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية.
3- ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً.
4- وهو مرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع آخر، أو دل عليه صحيح السنة.
5- وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة، وحدود الشريعة، والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله.
6- وهو - أخيراً - مقبول ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب، فكتاب الله أعظم من ذلك([8]).
وعلى ضوء ما سبق نجد أن الإعجاز العلمي نوع أو صورة من صور التفسير العلمي، فكل إعجاز تفسير علمي، وليس كل تفسير علمي إعجازا، وإذا لم تراع ضوابطه وشروطه يكون سببا في وقوع الخطأ في فهم كتاب الله - تعالى -لسعة مجاله، ولذا فإن كثيرا من الباحثين المعاصرين انحرفوا فيه عن الصواب فوقعوا في أخطاء شنيعة عندما حاولوا ربط فهومهم للوحي بنظريات وفروض خاطئة([9]).
ـــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي، وأول ما نزل (6/ 182) رقم: (4981)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس، ونسخ الملل بملته (1/134) رقم: (152).
([2]) فتح الباري لابن حجر (9/ 7).
([3]) تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة إصدار هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ص: 7.
([4]) المصدر السابق، ص: 15.
([5]) تدريس العلوم، للدكتور عامر الشهراني، ص: 18.
([6]) المصدر السابق، ص: 20.
([7]) تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة إصدار هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ص: 44.
([8]) المصدر السابق، ص: 46.
([9]) انظر: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تأريخه وضوابطه، للدكتور عبد الله المصلح ص: 42- 43.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.79 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]