موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 90 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213276 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #891  
قديم 08-11-2013, 06:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

البَرَد... بين العلم والقرآن

بقلم عبد الدائم الكحيل
البرَد هو أحد الظواهر الأكثر تعقيداً والتي بحثها العلماء طويلاً ولم يزل هنالك الكثير مما نجهله حول هذه الظاهرة الخطيرة والجميلة، والتي تؤدي إلى خسارات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات كل عام.
ففي إحدى عواصف البرد في عام 2000 قُتل أحد الناس عندما سقطت عليه حبَّة برد بحجم حبة التفاح! وفي عام 1981 سببت عاصفة رعدية نزل فيها البرد بكميات كبيرة في الولايات المتحدة خسارة أكثر من 100 مليون دولار. وأكبر حبة برد سقطت كانت في ولاية كنساس عام 1970 وتزن 750 غراماً.
يتجلَّى تعقيد هذه الظاهرة من خلال العمليات بالغة التعقيد التي ترافق تشكل البرَد، لأن تشكل البرَد يتم أثناء العواصف الرعدية، والتي تصل فيها سرعة التيار الهوائي المتجه لأعلى الغيمة إلى 160 كيلو متراً في الساعة أو أكثر. ويقوم العلماء اليوم باستخدام الرادارات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وكذلك الأقمار الاصطناعية لدراسة أسرار هذه الظاهرة المعقدة.
لقد نُسجت الأساطير قديماً حول الظواهر الكونية المخيفة مثل كسوف الشمس والبرق والرعد وظاهرة البرَد، فكان للناس معتقدات ينسبون فيها هذه الظواهر إلى الآلهة، فالكسوف يعني غضب الآلهة أو موت زعيم عظيم، والبرق هو العصا التي يستخدمها بعض الآلهة في الحرب، وغير ذلك من الأساطير التي لا تقوم على أي أساس علمي.
لقد نزل القرآن العظيم في القرن السابع الميلادي، وفي ذلك العصر كانت الأساطير تملأ معتقدات البشر. ولكن كيف عالج القرآن هذه الظاهرة وماذا يقول عنها، وهل صحيح ما يدَّعيه بعض الملحدين أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟؟!
إن المنطق العلمي يفرض كما في جميع الكتب البشرية أن المؤلف عندما يتحدث عن ظاهرة كونية تجده ينقل لنا الأساطير التي تأثر بها، وتجد في ذلك الكتاب ثقافة ذلك العصر. والسؤال: هل تأثر القرآن فعلاً بثقافة القرن السابع الميلادي؟ وهل صحيح ما ينادي به بعضهم اليوم من أن القرآن نص تاريخي يقبل التبديل والتغيير بما يتناسب مع علوم كل عصر؟؟
لنطلع أولاً على ما يقوله علماء القرن الحادي والعشرين حول أسرار البرَد والعمليات الفيزيائية المعقدة لتطور حبَّة البرَد، وسوف ننقل المعلومات من أهم المواقع العالمية المتخصصة في هذا المجال. وبعد ذلك سوف نطلع على ما جاء في القرآن حول تشكل البرَد، ونتأمل ونتساءل: هل يوجد أي اختلاف أو تناقض بين العلم والقرآن؟ فإذا جاء كلام القرآن حول هذه الظاهرة الدقيقة مطابقاً لأحدث الحقائق العلمية اليقينية كان القرآن كتاب الله تعالى، لأنه يستحيل أن يأتي رجل مهما بلغ من العلم ويتحدث عن حقائق علمية صحيحة في ذلك العصر.
أما إذا وجدنا كلام القرآن هو كلام عادي ولا يتفق مع معطيات العلم، أو وجدنا أدنى اختلاف بين العلم والقرآن، كان هذا دليلاً على أن القرآن هو كتاب من عند غير الله! وهذا ما نجده واضحاً في كتاب الله تعالى عندما أمرنا أن نتدبَّر القرآن لنستيقن بأنه كتاب الله، يقول تعالى مخاطباً كل ملحد وكل مؤمن: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
شكل (1) نرى في هذا الشكل الغيمة المناسبة لتشكل البرد، حيث تبدأ التيارات الهوائية بدفع الغيوم للأعلى وتجميعها حتى تصبح على شكل برج ترتفع عدة كيلو مترات. إن مجموعة من هذه الغيوم سوف تتآلف لتشكل الغيوم الركامية.

مراحل تشكل البرَد حسب أحدث الحقائق العلمية
في البداية تبدأ التيارات الهوائية بدفع وسوق الغيوم المتفرّقة باتجاه الأعلى. فحبات البرَد الصغيرة يتطلب تشكيلها تياراً هوائياً سرعته وسطياً 45 كيلو متراً في الساعة، أما حبات البرد المتوسطة فتتطلب تياراً هوائياً بسرعة 88 كيلو متراً في الساعة تقريباً، حبات البرد الكبيرة تتطلب تياراً هوائياً سرعته 160 كيلو متراً في الساعة تقريباً.
ثم تبدأ هذه الغيوم بالتجمع والتآلف، ثم بعد ذلك تتراكم الغيوم فوق بعضها البعض مشكِّلة ما يشبه الأبراج العالية التي تمتد لعدة كيلو مترات في الغلاف الجوي! في هذه الغيوم سوف تبدأ قطرات المطر بالتشكل، وكل مليون قطيرة ماء باردة سوف تتجمع لتشكل قطرة مطر واحدة!!
شكل (2) في هذه الغيمة نلاحظ خط الصفر (الخط الأحمر المتقطع) والذي يمثل درجة الحرارة صفر، وفوق هذا الخط يبدأ تشكل البرَد. أي أن البرد لا يتشكل في أسفل الغيمة إنما في أعلاها وأوسطها. وتظهر الأسهم الصفراء وهي تمثل تيارات الرياح التي تسوق السحب باتجاه الأعلى لتكوين السحاب الركامي.

شكل (3) بعد تجمع الغيوم تبدأ مرحلة تراكم هذه الغيوم فوق بعضها بفعل التيارات الهوائية، وهذه المرحلة ضرورية لتشكل البرد، لأن البرد يتشكل في الأجزاء العليا من الغيمة، ولذلك يجب أن تكون الغيوم مرتفعة كالجبال!

والآن يبدأ تشكل البرَد عندما تكون درجة الحرارة منخفضة جداً، دون الصفر، حيث تتجمع قطيرات الماء الصغيرة والشديدة البرودة لتتجمد وتشكل حبة البرَد. ويقول العلماء: إن حبة البرد الواحدة والصغيرة يستغرق تشكلها زمناً 5-10 دقائق، وتحتاج لمئات الملايين من قطيرات الماء التي تتجمع لتشكيل حبَّة برد واحدة!! وقد يصل أحياناً قطر حبة البرد إلى 15 سنتمتراً، وتصطدم بالأرض بسرعة 180 كيلو متراً. يتشكل البرد على ارتفاعات عالية تصل إلى 18 كيلو متراً.

شكل (4) رسم يمثل طريقة تشكل البرد، ونلاحظ أن المطر يخرج من جميع أجزاء الغيمة، بينما البرَد يتشكل ضمن منطقة محددة تشبة الجبل (المنطقة الخضراء) ويخرج من مناطق محددة.
يتشكل البرد حول قطرات الماء المجمدة، أو حول ذرات الثلج الصغيرة وقد يحوي البرَد في داخله بعض الغبار والأتربة العالقة أو الحشرات الصغيرة التي ساقها التيار الهوائي في الجو بين الغيوم. ويؤكد العلماء على أن الغيمة الأطول تملك فرصة أكبر في تشكل البرَد بسبب ملامستها لطبقات الجو العليا شديدة البرودة. والتيارات القوية من الهواء مطلوبة لتأمين تشكل البرَد، وحمله والتغلب على قوى الجاذبية الأرضية خصوصاً إذا كانت حبات البرَد كبيرة، وهذه التيارات هي ما يسبب تشكل أبراج من الغيوم الركامية كما يقول العلماء!!!
كلما كان التيار الهوائي المتجه للأعلى قوياً كانت حبات البرَد أكبر، وعندما يعجز التيار الهوائي عن حمل حبات البرَد فإن البرَد سيسقط. لذلك عندما نقطع حبَّة البَرَد إلى نصفين نلاحظ عدداً من الحلقات على شكل طبقات متعددة تماماً كحلقات البصلة، وهذا يعني أن حبة البرد تتشكل على مراحل كل مرحلة تنمو فيها حلقة. وقد لاحظ العلماء أن المطر ينزل من كل الغيمة بينما البرد يسقط فقط من ممرات محددة من الغيمة وتدعى صفوف البرد.
شكل (5) تظهر في هذا الشكل حبات برَد مقسومة إلى نصفين ونلاحظ وجود حلقات، مما يدل على أن البرد تشكل على مراحل متعاقبة، تتمثل في دوران حبة البرد دورات متعددة بسبب التيارات الهوائية، وفي كل دورة تتشكل طبقة.

طبعاً جميع هذه المراحل والتي تسبق تشكل البرد ضرورية ولا يمكن أن يتشكل البرد بدونها. يتواجد البرد بشكل شبه دائم في أعالي الغيوم وأواسطها. وعلى كل حال إما أن تذوب حبة البرد قبل وصولها إلى الأرض أو تكون صغيرة الحجم فتذوب داخل التيار الهوائي في الغيمة. وقد تبين أن معظم البرد المتشكل في الغيمة (من 40-70 %) يذوب قبل وصوله إلى الأرض!
وأخيراً يؤكد العلماء أن التيارات الهوائية المتجهة نحو الأعلى لا تقتصر مهمتها على تشكيل البرَد، بل إنها أيضاً مسؤولة عن دفع قمم الغيوم الركامية عالياً إلى طبقة التروبوسفير، مما يؤدي لخلق البيئة المناسبة لحدوث البرق!
شكل (6) إن تشكل البرَد في الأجزاء العالية من الغيوم يهيء البيئة المناسبة لحدوث البرق. إذن هنالك علاقة وثيقة بين البرَد والبرق لأن الظروف المناسبة لتشكل البرد هي ذاتها المناسبة لحدوث البرق.

والآن وبعدما تعرّفنا على الحقائق العلمية اليقينية حول ظاهرة تشكل البرَد والتي هي محل اتفاق علماء الغرب، وبعد أن استمعنا إلى أهم الاكتشافات في هذا المجال، ماذا عن كتاب الحقائق-القرآن؟ وكيف تناول كتاب الله تعالى هذه الظاهرة وكيف وصفها؟
حقائق علمية من القرآن
لقد تحدث القرآن عن البرَد في آية من آياته العظيمة، في هذه الآية جمع الله كل الحقائق العلمية التي رأيناها بمنتهى الدقة والإيجاز، وبنفس التسلسل العلمي. لقد بدأت الآية بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا) [النور: 43]. وقد رأينا أن عملية تشكل البرد تبدأ بدفع التيارات الهوائية للغيوم وتجميعها والتآلف بينها، وكلمة (يُزْجِي) تعني في اللغة "يسوق ويدفع". وهذا ما نراه في أول مرحلة من مراحل تشكل البرد.
ثم تأتي المرحلة الثانية بعد ذلك في قوله تعالى: (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ)، أي يجمع بين السحُب، وهذه المرحلة رأيناها عندما تبدأ الغيوم بالتجمع. ثم تأتي المرحلة الأخيرة لتشكل الغيوم وهي الغيوم الركامية وهذه نجدها في قوله تعالى: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا). وكلمة "رَكَمَ" في اللغة تعني "ألقى الأشياء بعضها فوق بعض"، وهذا ما يحدث تماماً في الغيوم الركامية حيت تدفعها التيارات الهوائية باتجاه الأعلى وتجمّعها باتجاه عالٍ يشبه الأبراج ذات القاعدة العريضة وتضيق كلما ارتفعنا للأعلى وتكوّن شكلاً يشبه "الجبل". وتأمل معي كيف يستخدم القرآن كلمة (ركاماً) وهي نفس الكلمة التي يستخدمها العلماء اليوم "الغيوم الركامية".
وفي المرحلة التالية يبدأ تشكل المطر ونزوله وهذا ما تخبرنا عنه الآية بعد ذلك في قوله تعالى: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ) وقد ثبُت أن المطر الغزير وهو (الودْق) يخرج من جميع أجزاء الغيمة وهذا ما أشارت إليه الآية في عبارة (مِنْ خِلَالِهِ).
شكل (7) تظهر في هذا الشكل حبة برَد عملاقة قطرها 15 سنتميراً، هذه الحبة تركبت من عشرات البلايين من قطيرات الماء الصغيرة تجمعت وتآلفت وشكلت هذه الحبة!! وتتم عملية تشكل هذه الحبة من البرَد وفق قوانين دقيقة ومحكمة بتقدير من الله تعالى. وفق مراحل تتوافق مئة بالمئة مع ما جاء في القرآن الكريم.

والآن بعدما تشكلت قطيرات المطر أصبحت إمكانية تشكل البرد ممكنة، وذلك من خلال اجتماع ملايين القطيرات من الماء شديد البرودة لتشكيل حبات البرد والتي تتجمع في مناطق محددة في أعلى وأوسط الغيمة ويبدأ نزول البرد من مناطق محددة أيضاً، وهذا ما تحدثنا عنه الآية بعد ذلك: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ)!!
وهنا نلاحظ أن القرآن يستخدم كلمة (جبال) والعلماء يستخدمون كلمة "أبراج" من الغيوم، لأنهم وجدوا أن شكل الغيوم التي تحوي البرَد يشبه البرج. فتأمل التقارب الشديد بين الكلمة القرآنية والكلمة العلمية. ونلاحظ أيضاً كيف يراعي القرآن تسلسل المراحل.
ويقول العلماء أيضاً إن البرد لا يوجد في جميع أجزاء الغيمة بل في مناطق محددة فيها، وينزل من مناطق محددة أيضاً وليس من الغيمة كلها، ولذلك لم يقل تعالى: وينزل البرَد، بل قال: (مِنْ بَرَدٍ) أي أن جبال الغيوم الركامية تحوي شيئاً من البرَد.
ولكن العلماء وجدوا أن قسماً كبيراً من البرد المتشكل يذوب قبل وصوله إلى الأرض، وقسماً آخر يذوب داخل الغيمة. وهذا ما عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى: (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ). إذن الله تعالى يصيب بهذا البرد من يشاء فتجد أن حبات البرد تبقى متجمدة حتى تصل إلى الأرض، ويصرف الله تعالى هذا البرد عمن يشاء من خلال ذوبان الجزء الأكبر من حبات البرد وعدم وصولها إلى الأرض.
ولكن بقي شيء مهم يحدثنا عنه العلماء كما رأينا وهو موضوع البرق وارتباطه بالبرد. فالبيئة المناسبة لتشكل البرد هي ذاتها المناسبة لحدوث ومضة البرق، وهذا أيضاً حدثنا عنه القرآن في نفس الآية في قوله تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)، فتأمل أخي القارئ هذا التسلسل العجيب!!
الإعجاز العلمي للآية
لنكتب الآن الآية كاملة ونرى الحقيقة العلمية الكاملة لظاهرة تشكل البرد: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
إن الذي يتأمل هذه الآية الكريمة يدرك مباشرة التطابق والتوافق الكامل مع معطيات العلم الحديث، ويدرك أيضاً أنه لا اختلاف ولا تناقض بين الحقيقة العلمية اليقينية وبين النص القرآني. وفي هذا الدليل العلمي على أن القرآن إنما نزل بعلم الله عز وجل، وأنه لا ينبغي لبشر ولا يستطيع أبدأً أن يتحدث عن هذه الظاهرة المعقدة بكل الدقة العلمية التي رأيناها.
والآن نلخص إعجاز الآية من خلال ذكرها لمراحل تشكل البرد:
1- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا: إشارة إلى التيارات الهوائية التي تدفع وتسوق السحب باتجاه الأعلى.
2- ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ: إشارة إلى تجميع الغيوم لتشكل تجمعات كبيرة من السحب.
3- ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا: إشارة إلى تشكل الغيوم الركامية، أي المتراكم بعضها فوق بعض.
4- فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ: إشارة إلى تشكل قطرات المطر وخروجها من أجزاء الغيمة.
5- وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ: إشارة الشكل الهندسي للغيوم الركامية، حيث تشبه الجبال في شكلها، وإشارة أيضاً إلى أماكن تشكل وتجمع البرَد في أجزاء محددة من الغيوم وليس في كلها.
6- فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ: إشارة إلى وصول جزء من البرَد إلى الأرض، وذوبان الجزء الآخر من البرَد وعدم وصوله إلى الأرض.
7- يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ: أي يكاد ضوء البرق يذهب بالأبصار، وفي هذا إشارة لحدوث البرق في هذه البيئة التي تشكَّل فيها البرَد.
هذه المقاطع السبعة تشكل آية عظيمة تحدث فيها الله تعالى عن تشكل البرد ومراحله وعلاقته بالبرق بكلمات في قمة البلاغة والبيان، ولكن العلماء استغرقوا عشرات السنين من البحث والتجارب وبالنتيجة وصلوا إلى الحقائق ذاتها، والسؤال: أليس هذا إعجازاً واضحاً للآية الكريمة؟
إن هذه الحقائق دليل على أن القرآن كتاب الله ولو أن هذا القرآن من تأليف بشر لوجدنا فيه اختلافات كثيرة، وهنا يتجلى قوله تعالى:
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
مراجع البحث
- القرآن الكريم.
- التفاسير الشهيرة: ابن كثير، الطبري، القرطبي.
- معاجم اللغة العربية: لسان العرب، مختار الصحاح.
- مقالات حديثة حول ظاهرة البرَد وأسباب تشكله ومراحل تطوره على الروابط:
  #892  
قديم 08-11-2013, 06:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

المكون البيئي المعجز والأهم


بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا*
حديثنا اليوم عن السهل الممتنع، ذلك المكون البيئي المهم والرئيس والمعجز، احتار العلماء في تعريفه وتفسيره قديماً: وفُسر قديماً، فقالوا: وفُسر الماءُ بعد الجهد بالماء، وذلك لانتشاره وملازمته للحياة ملازمة جعلت الإنسان يحتار في ماهيته وتعرفه لقرون طويلة، وكما أجهد الماءُ العلماءَ في الماضي فقد أجهدهم البحث عنه في الكواكب السيارة في الفضاء، وكلما انفتح أمامهم باب الأمل في العثور عليه بعدت الشقة بينهم وبينه، فهو دليل الحياة ومؤشرها الحقيقي، ولذلك ربط الله سبحانه وتعالى بين الماء والحياة برباط إلهي وثيق تعجز البشرية عن الإنفكاك منه قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي) (الأنبياء: 30 ) فالماء صنو الحياة، ولا حياة بدون ماء، ويندر أن تغيب الحياة عن الماء على سطح الأرض وباطنها، فحول الينابيع الحارة التي تبلغ حرارتها 95 درجة سيليزية، وفي الماء المغلي عند فوهات هذه الينابيع تعيش الطحالب الخضراء المزرقة وبعض الطحالب الخضراء وتنمو وتتغذى وتتكاثر وتكون فلوراً خاصة حول هذه الينابيع الحارة.
صورة مجهرية لطحلب(Cyanidium caldarium)الذي يعيش في مياه الينابيع الحامضية الحارة
وعلى الثلوج الباردة في سيبريا وفي داخلها تعيش بعض الأنواع من الطحالب التي تضفي ألوانها على تلك الثلوج، وما بين الينابيع الحارة وخط الاستواء والقطب الشمالي ترتبط الحياة النباتية والحيوانات وحياة الكائنات الحية الدقيقة ارتباط وثيقاً بالماء، حتى في الصحراء القاحلة وعلى الصخور الصّلدة الجافة الحارة تعيش تكيّسات بعض الأُشنات وبعض الحيوانات وبيضاتها، وبذور وحبوب وجراثيم بعض النباتات والكائنات الحية الدقيقة والتي تحوي قدراً من الماء يصعب على عوامل الجفاف والحرارة العالية استخلاصها من تلك العُصبّات المكيِّسة والمعجزة، حتى إذا نزل المطر ازدهرت الحياة في تلك البيئة القاحلة، وملأت الأزهارُ الصحراء، وتحركت البرك المائية وعجت بالحياة، ولذلك حير الماء العلماء كما حير الشعراء والأدباء قديماً.

صورة لطحالب الثلج الذي يلون الثلج باللون الأحمر وهو موجدة في أمريكا الشمالية والقطب الشمالي واليابان حيث يفضل أن يبقى على سطح الثلج بداً من التجمد في الجليد
صورة مجهريةلبكتريا (Boulder Spring bacteria) والذي يعيش في مياه الينابيع الحامضية الحارة
الخصائص المميزة والمعجزة للماء:
عند دراسة الخصائص الكيميائية والفيزيائية والأحيائية للماء احتار العلماء أيضاً في خصائصه فقالوا: الخصائص الشاذة للماء، وقد أخطأ العلماء في هذا أيضاً فالشذوذ بُعدٌ عن الفطرة وعن المرغوب، ولكن الخصائص الفريدة للماء بين سوائل الحياة جعلتهم يظنون أيضاً أنها خصائص شاذة ولكنها في الحقيقة خصائص فريدة ومعجزة وبدونها تغيب الكفاءة التي ربطت الماء بالحياة.
فللماء حرارة نوعية عالية عن كثير من السوائل، وله حرارة تبخر وحرارة كامنة عاليتان بصورة فريدة، وتساعد هاتان الخاصيتان على بقاء الماء بصورته السائلة في درجات حرارة مختلفة، تجعله صالحاً لحياة الكائنات الحيّة في درجات الحرارة العالية أو المنخفضة .
بدون تكون المواد أعلى كثافة في درجة التجمد، ولكن يتفرد الماء عن ذلك حيث تكون أعلى كثافة له عند درجة حرارة أربعة درجة سيليزية، وبذلك يطفو الجليد على سطح الماء في البحار والمحيطات والأنهار المتجمدة، فيصبح عازلاً مانعاً للماء السفلي من التجمد، وهذا يحمي الكائنات البحرية من الهلاك والانقراض.
ويتضمن الماء بصفات هامة جداً للنظام الحيوي منها : خاصية التّماسك بين جزيئاته، والتلاصُق بين جزيئاته والمواد الأخرى خاصة السليلوز المكون النباتي الأكثر شيوعاً في النبات، وكذلك التوتر السطحي والضغط الأسموزي الخصائص المهمة في نقل الماء والأملاح والمعادن والأيونات داخل النبات .
ويتميز الماء بالتحلل أو التأين المائي الضوئي المهم في عملية التمثيل الضوئي أهم عملية لتكوين الغذاء في البيئة الأرضية والتي بغيابها تغيب الحياة عن البيئة الأرضية ويعتبر الماء مذيباً جيداً للأملاح والمركبات العضوية، وبذلك يمثل وسطاً مثالياً لنقل تلك المركبات في الكائنات الحية ويسهل حدوث عمليات الأيض والاتزان بخاصية التحلل المائي الفريدة في الكائنات الحية.
ولذلك يحتوي قنديل البحر 99% من جسمه ماء، والطماطم 94% من وزنها ماء، والكرنب (الملفوف) 92.5% والعنب 80% والسمك 66% واللبن 87% وتتراوح نسبة الماء في جسم الإنسان من 20% من العظام إلى 85% في خلايا المخ ويمثل 70% من جسم الإنسان عامة.
يفقد الإنسان في المتوسط 2600 مل ماء يومياً، ويدخل إليه فقط 2255مل بالغذاء المقدم إليه، أي أن هناك نفس (1/7) الكمية، فمن أين يأتي الجسم بالكمية الزائدة عن الداخل إليه؟ لقد وجد أن ذلك يأتي للجسم من التمثيل الغذائي الداخلي.
يحتاج نبات واحد من الذرة خلال فترة حياته إلى 180لتر ماء، فكم يحتاج الفدان الواحد؟
يحتاج إنتاج كيلوجرام واحد من الأرز إلى 1700 لتر ماء.
يحتاج إنتاج كيلوجرام واحد من اللحم إلى 22000لتر ماء .
تحتوي الطماطم على 94% من وزنها ماء، والكرنب يحتوي على 93.5% والعنب 80%، والبرتقال 85% والمانجو 86% ولحم الضأن 63% والكبد 70% والمسك 66% واللبن 87% وقنديل البحر 99% من وزنه ماء.
من السابق نعلم أن الماء المكون البيئي المعجز والأهم من البترول (الذهب الأسود) ومن الذهب الأصفر، والملح والقطن (الذهب الأبيض)، ولذلك سيكون الماء هو محور الحروب في القرن القادم، ومن هنا جعلت إسرائيل حدودها من النيل إلى الفرات، وبدأت في مدها إلى الفرات، فهل نحن واعون لأهمية المياه في حياتنا؟ وهل دبرنا مستقبلنا المائي؟ أم سيأتي علينا اليوم الذي ينطبق علينا فيه قول الشاعر :
العيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورهنا محمول
فإذا لم تُسلب مواردنا المائية منا بالاستعمال الخارجي، سلبها الله منا بالتلوث والهدر والجهل والإهمال والإفساد اليومي في البيئة البرية والبيئة المائية.
ـــــــــــــــ
·أستاذ علم النبات
·المدير العام لمركز ابن النفيس البحرين
·باحث في التربية البيئية
بعص المصادر العلمية :
http://www.chikyu.ac.jp/takeuchi/snowalgae_ak.html
http://www.bact.wisc.edu/Bact303/b21



  #893  
قديم 08-11-2013, 06:35 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


حركات الأرض بين العلم والقرآن


أولاً: كروية الأرض ودورانها حول نفسها (1)
في ضوء القرآن الكريم
أ.د/ منصور محمد حسب النبي(2)
أولاً: شكل الأرض:
منذ خمس مئة سنة، وقبل ذلك، عبر تاريخ البشرية، كان الناس يعتقدون أن الأرض مسطحة وترتكز على ثلاثة حيتان، وكان المعارضون لهذا الرأي يشدون إلى الوتر ويحرقون، ولهذا لم يجرؤ أحد على معارضة هذه الخرافة، وظل خط الأفق الرفيع الغامض يحير الناس الذين كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة كالقرص، وكان هذا الأفق في نظرهم نهاية الأرض، الذي تقع وراءه دار الخلود، وأرض النعيم، والأعمدة التي تحمل الكرة السماوية، والباب الذي تخرج منه الشمس لترحل عبر السماء. وزعم اليونانيون أن المرء يمكنه في المساء أن يسمع ( طشطشة ) الشمس الساخنة، وهي تغطس في المحيط الواقع وراء الأفق، ولكنهم لم يجازفوا بالذهاب إلى هناك، واكتفى الجميع بالخيال أمام كل مجهول!.
ورغم انتشار هذه الخرافات أعلن بعض قدماء الإغريق أن الأرض كروية، وأجرى إيراتوثنيس قياسات لقطر وحجم الأرض، مستخدماً الفرق بين أطوال الظل التي تلقيها الشمس عند مدينة الإسكندرية وعند نقطة أخرى تبعد عنها مئات الكيلومترات إلى الجنوب، ورغم هذا ظل الإحساس العام بأن الأرض منبسطة ومستوية سائداً عبر قرون طويلة، ولم يكن التوصل إلى كروية الأرض عملياً أمراً ميسوراً، وخاصة وأن الاعتماد على الحواس وحدها دون التدقيق التجريبي كان يؤدي إلى الانطباع الخاطىء بأن الأرض مستوية، فالظاهر لنا جميعاً أنها مستوية وليست كروية، فلقد رأى الإنسان البدائي أرضه منبسطة ومحدودة، وهو لا يدري أن سطحها يتكور تحت قدميه كلما طالت المسافات.
ورغم أننا اليوم نعيش عصر العلم وعرفنا بلا شك أن الأرض كرة، فإننا لا نزال نتحدث عنها على أنها مسطحة ونسميها ( البسيطا )، كما أننا في حياتنا وقياستنا العادية لا ندخل انحناء سطحها في اعتبارنا، فالمهندس يقيس المسافات على سطح الأرض في مستوى واحد قائلاً على سبيل المثال: إن المسافة بين القاهرة وأسوان 420 ميلاً، دون أن يدرك للأرض انحناء أو عمقاً عن مستوى القياس في أول الطريق....!.
ولقد توقع أرسطو ظاهرة انحناء سطح الأرض وكرويته بنفس الحجة البدائية التي نسوقها اليوم لأطفالنا للتدليل على كروية الأرض باختفاء جسم السفينة قبل شراعها عند بدء ابتعادها عن الشاطىء، وكذلك ملاحظة الشكل الدائري لظل الأرض على سطح القمر أثناء خسوفه لنرى قوساً من دائرة يؤكد كروية الأرض.
ورغم الحقيقة العلمية، فالأرض منبسطة أمام الناس دون إدراك لكرويتها، إلا إذا نظرنا إليها من الفضاء البعيد، كما حدث لأول مرة عام 1961م عندما رآها رائد الفضاء الروسي جاجارين، فاطمأنت القلوب لكرويتها برؤيا العين تثبيتاً لرؤيا العقل، بينما أشار القرآن الكريم لهذه الحقيقة قبل عصر الفضاء بألف وأربع مئة سنة، وسنشرح ذلك فيما بعد.
ولقد اهتم علماء المسلمين، أمثال الرازي والبتاني والبيروني والخازن وابن رشد والمجريطي وغيرهم، بعلم الفلك لمعرفة أوقات الصلاة واتجاه القبلة، ورؤية أهلة الشهور العربية القمرية، وأكد علماؤهم كروية الأرض، كما جاء في كتاب ( عجائب المخلوقات ) للقزويني، لإثبات ذلك برؤية قمم الجبال الشاهقة من بعيد قبل رؤية سفوحها، وغياب أسفل السفينة المسافرة عن راصدها قبل اختفاء شراعها، كما قاس العرب المسلمون حجم ومحيط وقطر الكرة الأرضية وميل تلك البروج بمقدار 23.5 درجة وكتبوا عن الكُلَف الشمس وبروج القبة السماوية ونجومها.
ولقد توقع نيوتن ( 1687م ) أن الأرض كروية، بل وأنها تنبعج قليلاً عند خط الاستواء نتيجة تأثير القوة المركزية الطاردة الناتجة عن دورانها حول محورها لتأخذ بالتالي شكلاً مسطحاً عند القطبين ( مثل البيضة )، ذلك لأنه عندما كانت الأرض حديثة العهد، وكانت قشرتها لينة ساخنة ومعدل دورانها حول محورها سريعاً، قامت قوة الطرد المركزي الناشئة عن هذا الدوران بسحبها عند خط الاستواء وضغطها عند القطبين.
ومنذ بدأ عصر الفضاء في عام 1958م وحتى الآن يتم المسح الشامل بالأقمار الصناعية لكوكب الأرض الذي تم تصويره، كاملاً لأول مرة من الفضاء، وتحقق العلماء من كروية الأرض واختلاف قطريها مع ملاحظة أن قطرها يبلغ 12756.8 كم عند خط الاستواء بزيادة قدرها 43كم عن طول القطر بين القطبين، وهذا التفرطح البسيط عند القطبين يعطي الكرة الأرضية شكلاً بيضاوياً عند التدقيق في الصورة، ولو أن الفرق بين القطرين ضئيل مما يجعل الأرض أقرب إلى الكرة عند النظر إليها من بعيد.
والآن، ولقد تأكدنا علمياً من شكل الأرض ودورانها حول محورها وحول الشمس يسعدني، وبالله التوفيق، أن أوضح الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في هذه الحقيقة اليقينية، وذلك بدبر آيات الله على ضوء ما وصل إليه العلم الحديث في عصر الفضاء رغم أن الناس، عامتهم وخاصتهم بل وقدماء المفسرين، لبثوا قروناً بعد نزول القرآن وهم يعتقدون أن الأرض مسطحة وثابتة لا حراك فيها، بل إن أكثر الناس حتى الآن لا يدركون كروية الأرض وحركتها.
وللقرآن الكريم أسلوبه الحكيم للدلالة على ما يريد الإشارة إليه من أسرار الطبيعة ليكون كل سر منها: ( إذا أذن الله بالكشف عنه ) هادياً إلى الله خالق الكون ومنزل القرآن، بل وتصديقاً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون التعبير القرآني عن الحقيقة الكونية بأسلوب يطابقها تماماً أو يدل عليها أولو العلم، وفي نفس الوقت لا يصدم الناس فيما يعتقدون ولو كان ما يعتقدونه مخالفاً تلك الحقيقة!، وهذا هو سر الإعجاز العلمي للقرآن بأسلوب لا يقدر عليه إلا الله الذي أنزل القرآن بالحق هدى للناس، وعلى الراسخين في العلم بيان الإعجاز، كما في قوله تعالى: )وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به([آل عمران: 7].
حقاً، فالعلماء هم الذين سيدركون عظمة معاني القرآن الكريم كما في قوله عز وجل: )بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ([العنكبوت: 49].
( أ ) كروية الأرض في القرآن الكريم:
لقد أشار القرآن الكريم إلى كروية الأرض في عدة آيات نستعرضها فيما يلي:
يقول سبحانه: )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ([الزمر: 5].
والفعل ( يكور ) معناه: يلف في استدارة، فيقال في اللغة: كار العمامة على رأسه وكورها، يمعنى لفها، ولقد فهم المفسرون القدماء هذه الآية على أنها لف زمن النهار على زمن الليل، ولف زمن الليل على زمن النهار، بمعنى: إدخال ساعات أحدهما في الآخر، باعتبار كل من النهار والليل ظرف زمان فقط بحقيقة اللفظ، ورغم التزام المفسرين بالمعنى الأصلي ( أي: بالمفهوم الزمني لليل والنهار ) فإن هذا التفسير لا يعطي المعنى المقصود في الآية، لأنه لا معنى مطلقاً لتكوير ( أي: لف زمن على زمن )، ولكن المعنى المقصود لا يأتي إلا باستخدام ما يسمى في البلاغة بالمجاز المرسل، والذي نقدمه هنا على أساس أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ الليل والنهار في معظم الآيات القرآنية كإشارة إلى لازمين من لوازمهما الستة: ظلمة الليل ونور النهار أو مكان حدوثهما أو السبب فيهما، ولو تدبرنا علمياً الاحتمال الصحيح في اللوازم الستة المذكورة، كمجاز مرسل، فإننا نستنتج المعنى المقصود للآية كما يلي:
يكور الله تعالى أو ينشر، أي: يلف، في شكل كروي ظلمة الليل على مكان النهار على الأرض فيصير ليلاً، ويكور أو ينشر ويلف في شكل كروي نور النهار على مكان الليل فيصير نهاراً، وقرينة هذا التفسير قوله تعالى: )يكور (،والتكوير لا يعقل أبداً في زمن الليل والنهار ويتطلب لف شيء على آخر، وهما ظلمة الليل على مكان النهار، ثم لف نور النهار على مكان الليل في الغلاف الجوي الكروي المحيط بالكرة الأرضية، ويترتب على هذا المعنى المقصود من آية التكوير حقيقة علمية هامة، وهي أن الله سبحانه وتعالى يلف الأرض الكروية حول محورها فيحدث تتابع وتبادل الليل والنهار، كما أن الليل والنهار رغم هذا التتابع موجودان في آن واحد على سطح الأرض الكروي، لأن الشمس تنير نصف الكرة الأرضية المواجه لها نهاراً، بينما في نفس الوقت يكون النصف الآخر في ظلام، أي: ليلاً، نتيجة كروية الأرض مصداقاً لقوله تعالى: )أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ([يونس: 24].أي: الليل والنهار موجودان معاً على الكرة الأرضية في وقت واحد وفي مكانين مختلفين، وهذا لا يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية وليست مسطحة، ولا يحدث التتابع والتبادل إلا إذا دارت الكرة حول محورها، والدليل على ذلك تكرار الفعل ( يكور ) مرتين، حتى لا يسمح القرآن بالتفكير في غير ذلك وليتطابق النص القرآني مع الحقيقة العلمية الحديثة، وبهذا فإن آية التكوير [ الزمر: 5] تؤكد كروية الأرض وتشير أيضاً إلى دورانها حول محورها.
( ب ) بسط الأرض:
بالنسبة لشكل الأرض أشار القرآن الكريم إلى اختلاف قطريها كتفصيل دقيق لكرويتها في سياق الحديث عن تاريخها المبكر عند نشأتها بقوله سبحانه: )والأرض بعد ذلك دحاها ([النازعات: 30].ولقد أجمع المفسرون على تفسير لفظ ( دحا ) بمعنى مدها وبسطها، بينما الفعل ( دحا ) له معاني أخرى وردت في اللغة لم يذكرها المفسرون نذكرها فيما يلي:
( أ ) ( دحا ) بمعنى ( رمى من المقر )، وهذا فعلاً ما حدث للأرض عند انفصالها من الشمس منذ 4.6 مليار سنة، وخاصة وأن الفعل ( دحا ) أتى بعد تمام إخراج الضحى في السماء في قوله تعالى: )وأخرج ضحاها (أي: أتمّ صنع النوم فيها...
( ب ) ( دحا ) بمعنى ( أزاح )، كما ورد باللغة دحا المطر الحصى عن الأرض، والإزاحة معناها حركة بسرعة معينة مما يشير إلى حركة الأرض، ولقد اكتشف العلم الحديث خمس حركات رئيسية ومتزامنة لكوكب الأرض!.
وكل هذه المعاني للدحو لم يستوعبها المفسرون لعدم معرفتهم العلمية لدرجة أنهم فسروا الآية: )والأرض وما طحاها ([الواردة في سورة الشمس ]بمعنى مد الأرض وبسطها تماماً مثل تفسير الفعل ( دحا )، وقرينتهم في ذلك قوله تعالى في آية أخرى: )والأرض مددناها ([ق: 7]. ولقد فسروا الفعل( مد ) أيضاً بمعنى بسط رغم أن هذه الآية كما يقول فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي، تدل على أنك أينما ذهبت فوق الأرض تراها ممدودة أمامك، وهذا لا يمكن هندسياً إلا إذا كانت الأرض كروية، إذ إنها لو كانت مسطحة لاختفى هذا المد عند الوصول لحدودها، وبهذا نلاحظ دقة التعبير القرآني الذي اختار اللفظ الوحيد المناسب هندسياً، فكلمة مددناها تعطي المعنى المزدوج للانبساط والتكوير، وهذا من عجائب الإعجاز العلمي للقرآن!.
وخلاصة القول: إن الفعل ( دحا ) معناه لغوياً: مد وبسط، ورمى من المقر، وأزاح، وكل هذه المعاني تنطبق على ما حدث لكوكب الأرض، طبقاً لحقائق العلم الحديث، كما أن الفعل ( طحا ) أصله الذهاب بالشيء، أي: قذفه من مقره ثم مده وبسطه، ويقال: ( طحا بالكرة )، أي: رمى بها ولم يأخذ المفسرون بهذا المعنى رغم أنه وارد في تكوين الأرض علمياً من السماء بفصلها وقذفها بعيداً عن الشمس، كما ورد ذلك في سورة الشمس بعد وصف بناء السماء في قوله تعالى: )والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ([الشمس: 1 ـ 6].
ورغم هذا أصر قدامى المفسرين على اعتبار الطحو والدحو بمعنى واحد، وهو: المد والبسط فقط، ولكن العلم الحديث أتاح لنا إدراك عظمة التعبير القرآني، وأن نكتشف المعاني الحقيقية لعملية التكوير والدحو والطحو والمد بما يتناسب مع بلاغة القرآن وإعجازه اللغوي والبياني والعلمي.
حقاً، إن القرآن معجزة الدهر، أي: معجزة خالدة متجددة يتبين للناس منها على مر الدهور وجه لم يكن تبين وناحية لم يكن أحد يعرفها، فيكون هذا التجدد في الإعجاز العلمي سنداً قوياً للرسالة الإسلامية وكشفاً لكنوز القرآن وبرهاناً على صدق الوحي ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعالمية رسالته.
وهنالك آيات أخرى تؤيد كروية الأرض وبيضاويتها بانحناء سطحها، كما في قوله تعالى: )وفي الأرض قطع متجاورات ([الرعد: 4]. ويفهم القارىء العادي من هذه الآية تجاور حقول المزارعين بما فيها من جنات وأعناب ونخيل، ولكن المتمعن علمياً في معنى هذه الآية يرى: إذا كان جيولوجياً أن الألواح القارية ( التي نتجت عن تصدع القشرة الأرضية على مستوى الكوكب تحت البحار والمحيطات واليابسة ) بدليل قوله تعالى: )والأرض ذات الصدع (، هي القطع المقصودة قرآنياً والتي تنقسم إليها كل القشرة الأرضية، أي: ( القطع المتجاورات ) ولو كانت الأرض مستوية مسطحة لتجاورت كل القطع ما عدا القطع الموجودة في أطرافها بينما لكي يتحقق التجاور للجميع طبقاً للنص القرآني: )قطع متجاورات (فلا بد أن يكون السطح كروياً لأن انحناء السطح يؤدي إلى تجاور جميع القطع، الأمر الذي لا يتوفر مطلقاً في السطح المستوي.. فهل أدركت عزيزي القارىء دقة التعبير القرآني في عبارة ( قطع متجاورات )..
ولو نظرنا مثلاً إلى موقع مكة المكرمة ( أم القرى ) على اليابسة نجد أن هذه المدينة المقدسة تتوسط سطح اليابسة، كما يقول الدكتور محمد عوض في بحثه في مجلة ( الهلال ) ( أغسطس 1953م ): أن الكعبة مركز الأرض بمفهوم القارات، أي: اليابسة، لأن المحيط الهادي وهو أكبر المحيطات يشكل انقطاعاً كبيراً جداً بين القارات بمساحته الكبيرة التي تصل اليابسة، لذلك ترسم مصورات العالم بدءاً من استراليا واليابان والصين شرقاً، وانتهاء بأمريكا غرباً لتمثل كل اليابسة، ولو مسحنا هذه القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية والشمالية، وكتبنا عليها مساحاتها، ورحنا نفتش عن مركز يتوسطها، أو عن مركز ثقلها بدقة تامة، لوجدناه في الكعبة المشرفة بالذات، وهذا يذكرنا بالأثر الذي يقول: ( الكعبة سرة الأرض )، لهذا يقول تعالى لنبيه الكريم: )لتنذر أم القرى ومن حولها (، وعبارة: ( من حولها ) تعطي المركزية لمكة المكرمة، لذلك اقترح أحد علماء باكستان أن تكون مكة المكرمة بداية لخطوط الطول بدلاً من جرينتش، كما أن هذه الوسطية لموقع مكة المكرمة مع حقيقة كروية الأرض تؤديان إلى انحناء الطرق المؤدية لمكة المكرمة عن المستوى الأفقي، نظراً لبعد المسافات بينها وبين الأماكن التي حولها حتى نهاية اليابسة من كل فج، أي: من جميع الجهات، لهذا اختار الله سبحانه وتعالى وصفاً قرآنياً معجزاً لهذه النهايات بالتعبير في آية أخرى عن كل فج بلفظ: ( عميق ) بدلاً من لفظ: ( بعيد )، نظراً لكروية الأرض، كما في قوله تعالى: )وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ([الحج: 27].
إن كلمة ( عميق ) تشهد بعظمة القرآن حتماً، فلو كانت الأرض مستوية مسطحة لنزلت الآية بصيغة )يأتين من كل فج عميق (،لأن كلمة ( بعيد ) تفيد المسافة بين مكانين على مستوى واحد، ولكن الأرض كروية، فالقادمون إلى مكة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها، كما تقتضي الهندسة الفراغية للأشكال الكروية.... سبحان خالق الأرض الكروية ومنزل القرآن مفصلاً على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون.
ونظراً لأن الأرض كروية وليست مسطحة، فإن كلا من الليل والنهار موجودان معاً في آن واحد على نصفي هذه الكرة، لأن نصفها المواجه للشمس يكون نهاراً، بينما النصف الآخر يكون ليلاً، ولهذا يعبر الله عن هذه الحقيقة في قوله تعالى: )أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ([يونس: 24].والتعبير بحرف ( أو ) هنا دليل على تزامن ظاهرتي الليل والنهار على الكرة الأرضية وعلى أن الأمر الإلهي المقصود هنا سوف يأتي لتحطيم حضارات مغرورة ( في لحظة واحدة ) يكون بعضها في المشرق والأخرى في المغرب، أي: ليلاً أو نهاراً، كما أفهم من سياق هذه الآية في قول الله تعالى:)حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ([يونس: 24].
( جـ ) استمرار تغير مورفولوجيا سطح الأرض:
علاوة على كروية الأرض يشير القرآن الكريم إلى تغير مستمر يحدث في شكل سطح الأرض اليابسة في قوله تعالى: )أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ([الرعد: 41]. والتعبير هنا بالفعل المضارع يفيد: أن الإنقاص لأطراف الأرض مستمر وجاري وحاصل الآن، بل وحدث في الماضي أيضاً تبعاً لوحدة سُنّته الحكيمة في الخلق في الماضي والحاضر والمستقبل، فإذا علمنا أن 27% من سطح كوكب الأرض يابس قاري أو جبلي مرتفع، والباقي 73% غير مرتفع، أي: في مستوى ماء البحار والمحيطات، فإن المعنى الفيزيائي والجيولوجي لهذه الآية والمشار إليه بإنقاص الأرض من أطرافها يحتمل والله أعلم.
عدة تفسيرات علمية بالاستعانة بما يجري لليابسة من نقص مستمر من أطرافها كما يلي:
( 1 ) استمرار انكماش سطح الكرة الأرضية امتداداً لأثر التبريد الذي حدث لقشرتها منذ انفصالها من الشمس منذ 406 مليار سنة وحتى الآن، وأدّى إلى نقص محيط هذه الكرة بحوالي 300كم حتى الآن، وما زال التبريد مستمراً مما يؤدي إلى نقص أقطارها من أطرافها، ويمكن الكشف عن هذا النقص البطيء والتدريجي بأجهزة الاستشعار عن بعد من الفضاء، والتي تستخدم حالياً لقياس الطيات الحادثة في قشرة كوكب الأرض للتنبؤ بحدوث الزلازل.
( 2 ) الطغيان المستمر لمياه البحار والمحيطات، فقد غمرت هذه المياه في الماضي معظم الأراضي التي نراها الآن يابسة، وربما حدث ذلك عدة مرات نتيجة الانخفاض المحلي في جزء من الأرض أو الارتفاع العام بمستوى سطح البحر بما يؤدي عادة إلى هذا الطوفان والطغيان على الأرض المنخفضة من شواطىء القارات، وبلغة الجيولوجيا يمكن القول بأن الشواطىء التي تفصل اليابسة عن البحار تعتبر دائماً حدوداً مرنة غير ثابتة قابلة للتغيير، وهناك نماذج لمدن مغمورة تحت البحر، وهذا يحدث باستمرار بل ونتوقعه في المستقبل بالنسبة، لدلتا النيل والساحل الشمالي على سبيل المثال، فقد تنقص مصر ـ لا قدر الله ـ من أطرافها، وهذا قد يحدث في كل أطراف الأرض اليابسة لكل الكوكب نتيجة ارتفاع مستوى البحار نظراً لتراكم الرواسب والكفح البركاني في قاع البحر وارتفاع القشرة الأرضية لهذا القاع وانصهار بعض المناطق الجليدية نتيجة الارتفاع التدريجي لدرجة حرارة الكوكب بسبب التلوث الجاري في عصرنا، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في جو الأرض، وغير ذلك من عوامل، وبهذا فإن الآية القرآنية تؤكد أن الشواطىء بصفة عامة ومستمرة ما هي إلا تضاريس عابرة مؤقتة تتغير مواقعها في الماضي إلى حدود جديدة في المستقبل... وقصة سيدنا نوح في القرآن الكريم تذكرنا بنقص من أطرافها في الطوفان العظيم.
( 3 ) تأثير عوامل التعرية بإنقاص الأرض من أطرافها، فالجبال المرتفعة مثلاً ليست دائمة أو خالدة، لأن الصخور تتحطم وتتآكل بمرور الزمن بمساعدة المياه الجارية على سفوحها وتأثير الرياح الشديدة، ويتحرك حطام الصخور عادة من هذه القمم العالية ( التي تمثل أطراف الأرض ) إلى الوديان المنخفضة، وقد رأينا ذلك بأعيننا في زلزال ألاسكا عام 1964م الذي هز جبلاً عالياً وحطم جزءاً كبيراً من قمته في بضع دقائق، وهكذا ينقص الله سبحانه الأرض من أطرافها على مستوى الكوكب أو المستوى المحلي على الدوام، إما بالتدريج أو بالزلازل المفاجئة.
( 4 ) الإشارة إلى الفرق بين طول قطري الأرض الاستوائي والقطبي كدليل آخر على نقصها من أطرافها وكل هذه المعاني تقع في إطار الشرح العلمي للآية السابقة [ الرعد: 1]، التي تشير إلى إنقاص الأرض من أطرافها، ولو أن المفسرين القدامى رضي الله عنهم جميعاً ذهبوا إلى غير ذلك لأنهم لم يعرفوا كل هذه الحقائق العلمية.
والآن وقد أصبح لدينا البرهان العلمي الساطع لكروية الأرض ونقص أطرافها علمياً وقرآنياً كإعجاز ظهر في عصر الفضاء حتى تم التقاط صور عديدة للأرض من سفن الفضاء ومن سطح القمر، نبدأ في بيان الإعجاز العلمي للقرآن في آيات الحركة الأولى للأرض، أي: دورانها حول نفسها.
ثانياً ـ دوران الأرض حول نفسها مغزلياً:
ذكرنا في الجزء السابق في الأرض تبدو ظاهرياً مسطحة، بينما هي في الواقع كروية، وشتان بين الظن واليقين، فلقد طالعنا العلم الحديث بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس رغم سكون الأرض الظاهري الخادع لنا معشر البشر....
والإيمان بدوران الأرض أعصى من الإيمان بكرويتها، لأن الدوران حركة، وقد تعوّد الناس بالشعور بالحركة، وإذا كان قد قيل لهم: إن الأرض تتحرك لسارعوا إلى التكذيب، فكيف تتحرك وهم يرونها ساكنة لا يشعرون بدورانها ويعتقدون أنها ثابتة في مركز الكون، بينما باقي الأجرام السماوية تدور حولها فيما أطلق عليه الجميع ( النظرية المركزية الأرضية ) التي وضعت الأرض ثابتة لا حراك فيها في مركز دوران الجميع، أي: أن الشمس والكواكب والنجوم تدور سوياً مع دوران قبة السماء يومياً من الشرق إلى الغرب حول الأرض ـ الساكنة فرضاً ـ ولقد ظلت هذه النظرية الخاطئة سائدة حتى وقت قريب، ولقد ساهمت هذه الحركة الظاهرية اليومية الخادعة للقبة السماوية وأجرامها في إعطاء الانطباع الخاطىء بثبات الأرض وعدم تحركها، ولم يجرؤ أحد على تحدي هذا الانطباع إلى أن جاء كوبرنيكس عام 1543م، ونشر نظريته الجديدة التي وضعت الشمس لأول مرة في مركز المجموعة الشمسية وتدور الكواكب بما فيها الأرض، كل في مداره المستقل حول الشمس علاوة على دوران هذه الكواكب دوراناً مغزالياً، كل حول محوره المستقل.


يتبـــــــــــــــــــــــــع
  #894  
قديم 08-11-2013, 06:40 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــــــع الموضوع السابق

حركات الأرض بين العلم والقرآن



وبهذا أعلن كوبرنيكوس أن الأرض تدور حول محورها مرة كل 24 ساعة، فيحدث تبادل الليل والنهار، وتدور حول الشمس مرة كل عام فيحدث تغير الفصول، وبهذا عرف الناس لأول مرة أن الأرض متحركة وليست ساكنة، وكان هذا الإعلان كارثة في أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي، وتعجبت الكنيسة لهذا الخبر الذي يتناقض للأسف مع معتقداتهم، ومع الإحساس الظاهري للبشر، ومع الجبال الساكنة في نظر كتاب النصوص المقدسة!... ولهذا قررت الكنيسة محاكمة هؤلاء العلماء في ذلك الوقت واتهمت كوبرنيكس بالكفر، ومصادرة وإحراق أبحاثه عن حركات الأرض، فهرب من روما حتى لا يتم القبض عليه، بينما أمر البابا بإحضار جاليليو بالقوة رغم شيخوخته وسوء صحته للتحقيق معه لتأييده فكرة تحرك الأرض، وحكمت الكنيسة عليه بالسجن مدى الحياة، وتوفي وهو مؤمن بدوران الأرض، كما أعدمت الكنيسة برونو حرقاً في ميدان عام لدفاعه عن تحرك الأرض وتوقع وجود أراضين أخرى!.
وهكذا كان اضطهاد الكنيسة للعلماء قاسياً، بل ومهزلة كبرى، مما أدعى إلى الانفصام والعداء بين العلم والدين في أوروبا، وبدأت فعلاً الثورة العلمية الكبرى في أوروبا في القرن السابع عشر وتحدى العلماء الكنيسة كرد فعل استرداداً لكرامتهم، وأعلنوا صراحة معارضتهم للكتب المقدسة كالتوراة والإنجيل لاحتوائها على عبارات تتعارض مع الحقائق العلمية، لأن نصوصها جميعاً توحي بسكون الأرض وعدم تحركها... وانتصر العلم وتراجع رجال الكنيسة وتقلص نفوذهم ودفعوا ثمن تحويرهم للكتب المقدسة، كما في قوله تعالى: )فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله (.
والآن! وقد ثبت علمياً أن الأرض تدور حول نفسها، بل وتنطلق أيضاً في الفضاء، ونحن معشر البشر نعيش على سطحها في هدوء واستقرار، ولكننا في الواقع أشبه ما نكون بركاب سفينة فضاء إلهية كروي تقريباً وسقفها الغلاف الجوي المحيط بها، تدور حول نفسها حالياً مرة كل 24 ساعة، وتدور أيضاً حول الشمس في مسار دائري تقريباً ( مرة كل سنة ميلادية ) نصف قطره 93 مليون ميل، كما تتبع الأرض الشمس في جريانها حول مركز المجرة وتتبعها في جريانها مع المجرة في الفضاء الكوني، ورغم أن كل هذه التحركات تتم بسرعات جبارة مقدارها على الترتيب 1044، 67000، 497000 ، 43000 ميل / ساعة، فإننا مستقرون فوق الأرض لا تتناثر أشلاؤنا ولا نشعر بالدوران أو الإغماء رغم أنها تتحرك، بل ترمح بنا في الفضاء دون أن تقذف بنا من على سطحها ودون أن تتعثر خطاها ودون أن نشعر بحركاتها.
ورغم كل هذه التحركات التي كشف عنها العلم الحديث لكوكب الأرض فإنه ما زال هناك من البشر، بل من المسلمين من ينكر دوران الأرض وتحركاتها المختلفة، لأن هذه الحقائق لا يشعر بها الناس نظراً لخفائها، فلو أن القرآن الكريم صارحهم وقت نزوله بحركات الأرض وهم يحسبونها ساكنة لكذبوه، وحبل بينهم وبين هدايته، فكان من الحكمة البالغة ومن الإعجاز العلمي والبلاغي في الأسلوب القرآني أن ينبه الله سبحانه وتعالى الناس إلى هذه الحقائق الكونية على قدر عقولهم بالإشارة، وليس بصريح العبارة في آيات قرآنية كريمة، من غير مخالفة للحقائق العلمية، بحيث يفهمون نصوص الآيات بقدر ما تيسر لهم من العلم في كل زمان، حتى إذا تقدم العلم كما هو حالنا الآن وجدوا في معاني القرآن ما يكشف تلك الحقائق، وهذا إعجاز في الأسلوب، فضلاً عن المعنى، لا يقدر عليه إلا الله، وقد تندهش ـ عزيزي القارىء ـ أن حركات الأرض كلها والمذكورة هنا مشار إليها قرآنياً في إعجاز علمي رائع... وفيما يلي أبدأ بالحركة الأولى وأعني الحركة المغزلية:
( أ ) الحركة المغزلية للأرض:
لقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى دوران الأرض حول نفسها كالمغزل من خلال الوصف الدقيق لنظام تولد الليل والنهار، كما في قوله تعالى:
)يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً ([الأعراف: 54].
)يغشى الليل النهار ([الرعد: 3].
)يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ([الزمر: 5].
)يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ([لقمان: 5].
)وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ([يس: 37].



دوران الأرض المغزلي حول نفسها ينتج عنه الليل والنهار
وقد وضح المفسرون آية الإعشاء بأنه تعالى يغطي أو يلحق زمنياً كلاً من الليل والنهار بالآخر بسرعة، أو أنه يجعل زمن الليل وزمن النهار يتعاقبان بسرعة على الأرض، كما أوضح المفسرون آية الانسلاخ بأنه تعالى يفصل أو يزيل النهار من الليل فيدخل الناس في الظلام، وفسروا المقصود بالتكوير والإيلاج أنه تعالى ينقص في زمن الليل بقدر ما يزيد في زمن النهار، وبالعكس.
وبهذا كان مفهوم الليل والنهار لدى المفسرين مفهوماً زمنياً في هذه الآيات، وهذا هو المعنى الأصلي اللغوي، ولكننا إذا تدبرنا هذه الآيات في عصر العلم الحديث لوجدنا معاني أخرى مقصودة تشير إلى أن لفظي الليل والنهار يقصد بهما في القرآن في معظم الآيات لازمين من لوازمهما، وذلك: إذا استخدمنا ما يسمى في البلاغة بالمجاز المرسل لغوياً، والذي أخذ به المفسرون في آيات أخرى بمعنى الظلام والنور ( وليس بالمعنى الزمني ) كما في تفسيرهم لقوله تعالى على سبيل المثال:
)والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى ([الليل: 1 ـ 2].
)وجعلنا الليل لباساً. وجعلنا النهار معاشاً ([النبأ: 10 ـ 11].
)وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً ([يونس: 67].
وبهذا ذكر الله الليل والنهار في هذه الآيات الأخيرة قاصداً بالليل ظلمته، وبالنهار نوره، وقرينة هذا القصد:
1ـ قوله تعالى في الأولى: )يغشى (، )تجلى (لأن الذي يغشى، أي: يغطي الأرض، هو ظلمة الليل لا زمنه، وما يتجلى أي: يظهر بوضوح على الأرض هو نور النهار في الغلاف الجوي وليس زمنه.
2ـ قوله تعالى في الثانية: )لباساً (، )معاشاً (،لأن ما يغطي الناس كاللباس هو ظلمة الليل لا زمنه، وما يساعد على المعاش هو نور النهار وليس زمنه.
3ـ قوله تعالى في الثالثة: )لتسكنوا فيه (و )مبصراً (لأن زمني الليل والنهار لا يساعدان مطلقاً على السكون والإبصار، وإنما يساعد عليها ظلمة الليل ونور النهار، وبهذا يتضح أن المفسرين وضحوا هذه الآيات الثلاثة الأخيرة بالمعاني التي ذكرناها، أي: باستخدام المجاز المرسل بتأويل والنهار بمعنى الظلام والنور مع الأخذ بالمفهوم الأصلي الزمني لليل والنهار، وهذا صحيح ولكنهم لم يستخدموا هذا المجاز في آيات الأغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ!!.
ولو تبصرنا، نحن الآن، في نور القرآن والعلم، وتدبرنا آيات تولد الليل والنهار الخاصة بالإغشاء [ الأعراف: 54 ، والرعد: 3 ]، والتكوير [ الزمر: 5] ، والإيلاج [ لقمان: 5]، والسلخ [يس: 37]، تجد أن هذه الآيات مقصود بها أيضاً المجاز المرسل، أي: لوازم الليل والنهار وليس زمنهما، ولتوضيح ذلك نتعرض أولاً لمفهوم المجاز المرسل لغوياً بمعنى إطلاق اللفظ أو الشيء، وقصد أحد لوازمه مع وجود قرينة تدل عليه، مثال ذلك عندما أقول: ( قر مجلس القسم ) أعني تماماً: ( قرار أعضاء مجلس القسم ) لأن المجلس لا يقرر، ولكن الأعضاء هم الذين يتخذون القرار وعضو هيئة التدريس لازم للمجلس، وإذا استعرضنا لوازم الليل والنهار في علم الطبيعة نجد عددها ستة بخلاف المعنى الأصلي الزمني وهي مازاً: ظلام الليل ونور النهار، مكان حدوث الليل ومكان حدوث النهار، سبب حدوث الليل وسبب حدوث النهار.
وباستخدام الاحتمالات المنطقية من هذه اللوازم نصل ـ بإذن الله ـ إلى التفسير العلمي لآيات الإغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ، على الترتيب، ونصل أيضاً إلى إعجاز علمي قرآني عجيب!.
( أ ) آيات الإغشاء:
قال تعالى: )يغشي الليل والنهار (ومعناها: على اعتبار أن فيها حذفاً تقديره:
يغشي الليل والنهار ويغشي النهار الليل، أي: أنه تعالى يغطي بالليل النهار ويغطي بالنهار الليل على سطح الأرض، وحيث إنه لا معنى لتغطية زمن بزمن فيكون المعنى بالمجاز المرسل: 0 يغطي الله بظلمة الليل مكان النهار على الأرض فيصير ليلاً، ويغطي الله بنور النهار مكان الليل فيصير نهاراً )، والقرينة على هذا المعنى المقصود قوله سبحانه: )يغشي (أي: يغطي، لأن الإغشاء يقتضي تغطية شيء بشيء، والأول المراد تغطيته هو مكان النهار ثم مكان الليل، والثاني: وهو الغطاء هو ظلمة الليل ثم نور النهار.
يقول تعالى: )يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً ([الأعراف: 54].
وهذه الآية جاءت لتصف تعاقب الليل والنهار عقب تمام خلق السماوات والأرض، حيث جعل الله ظلمة الليل تطلب مكان النهار، وضياء النهار يطلب مكان الليل على الأرض بسرعة لا بطء فيها في بداية تاريخ كوكب الأرض، وهذا لا يحدث إلا بدورانها سريعاً حول محورها، بحيث يتعاقب الليل والنهار بدليل العبارة القرآنية )يطلبه حثيثاً (وبذلك لا يبقى مكان على الأرض دائم الليل أو دائم النهار علاوة على أن الدوران السريع للأرض في بداية الخلق إعجاز علمي سنوضحه فيما بعد.
( ب ) آية التكوير:
قال تعالى: )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (، والتكوير كما ذكرناه أصل معناه في اللغة: لف شيء على آخر في اتجاه مستدير ( مثال: كار العمامة على رأسه )، وحيث إنه لا معنى لتكوير ( أي: لف ) زمن على زمن، فإننا منطقياً لا بد أن نبحث عن المعنى المقصود باستخدام المجاز المرسل، وبهذا فإن التفسير العلمي الصحيح لهذه الآية هو: يكور ( أي: يلف أو ينشر في اتجاه مستدير ) الله تعالى ظلمة الليل على مكان النهار على سطح الأرض فيصير ليلا، ويكور سبحانه نور النهار على مكان الليل فيصير نهاراً، وهذا معناه بلغة علم الطبيعة والفلك: ( لف الأرض الكروية حول محورها أمام الشمس )، وذلك حتى يحدث تتابع الليل والنهار في الغلاف الجوي للأرض، ويؤيد ذلك: آية الإيلاج وتكرار الفعل يولج، وآية التكوير وتكرار الفعل يكور، فالتكرار هنا يؤكد الحركة المغزلية للأرض لكي يحدث تتابع الليل والنهار، ويحل أحدهما مكان الآخر.
( جـ ) آية الإيلاج:
قال تعالى: )يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل (،والإيلاج أصل معناه: إدخال شيء في آخر بحيث يحيط به ويساويه، حجماً ومساحة، وحيث إنه لا معنى مطلقاً لإيلاج زمن الليل في زمن النهار أو بالعكس، فإن المقصود من تعاقب الليل والنهار بإيلاج كل منهما في الآخر هو بالمجاز المرسل، إيلاج لازم من لوازم الليل في آخر من لوازم النهار السابق ذكرها والمعنى المنطقي المقصود باختيار اللازم المناسب هو ( يولج الله مكان الليل في مكان النهار فيصير نهاراً، ويولج مكان النهار في مكان الليل فيصير ليلاً. أي: يجعل مكان الليل يحل محل مكان النهار والعكس بالعكس على سطح الأرض ).
صورة للأرض ويظهر فيها كيف الليل يلج في النهار
وهذا معناه بلغة الطبية والفلك: أنه تعالى يجعل الأرض تدور حول نفسها أمام مصدر الضياء من الشمس ( أو النجوم بالنسبة للأرضين الأخرى )، فيتبادل كل من الليل والنهار مكان الآخر على الأرض، أي: يحل الأول محل الثاني، وبالعكس بالتساوي تماماً، وبذلك يتعاقب الليل والنهار على الأرض مع تساوي مساحة مكان كل منهما، أي: تساوي حجم نصفي الكرة الأرضية حول محورها، حتى يتوفر معنى الإيلاج لغوياً، وحيث إن سطح الأرض منحني ومنقسم قسمين أحدهما يكون نهاراً والآخر ليلاً، وذلك نتيجة من آية التكوير، وحيث إن مكان الليل والنهار على الأرض متساويان ويتبادل كل منهما مكان الآخر بدورانها حول نفسها ( معنى آية الإيلاج )، وحيث إن هذا التبادل يستلزم تماثل وتساوي المكانين حجماً ومساحة حتى يمكن إحلال كل منهما محل الآخر، لأنه إذا زاد أو نقص ـ أي: المكانين عن الآخر ـ لا يتحقق هذا التبادل المتماثل في الإحلال، ولا يتحقق المعنى اللغوي للإيلاج في الهندسة الفراغية، وهذا التماثل يؤدي إلى استنتاج كروية الأرض وانتظام شكلها، لأن نصفيها متساويان والمحور ينصف الكرة تماماً.
والخلاصة: أن نظام تولد الليل والنهار طبقاً للوصف القرآني يؤدي إلى أن الأرضين عموماً خلقت كروية الشكل تدور كل أرض حول نفسها، أي: حول محورها الذي لا بد وأن يقسمها قسمين متساوين تماماً أمام النجوم، أي: الشموس الملازمة لها، فصار الليل والنهار يتعاقبان بالإغشاء والتكوير والإيلاج، وكل لفظ منها يؤكد الحركة المغزلية للأرض، أليس هذا إعجاز قرآني عزيزي القارىء!.
( د ) آية الإنسلاخ:
يقول تعالى: )وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ([يس: 37].
والسلخ أصل معناه فصل الجلد من اللحم، وحيث إنه لا معنى لسلخ زمن النهار من زمن الليل، وأن الآية أو الدليل المقصود على قدرة الصانع جل وعلا ليس هو زمن الليل بل مكانه الذي ينسلخ منه النهار بدوران الأرض مغزلياً، فيكون تعالى قد ذكر الليل وقصد مكانه الذي يحدث فيه، وقرينته قوله تعالى: )وآية لهم (،ثم قوله تعالى: )نسلخ منه النهار (،أي:نسلخ من الليل، والمقصود: نسلخ من مكان الليل نور النهار، وقرينته قوله: )نسلخ (لأن السلخ يقتضي فصل شيء من شيء، وهو فصل النور من مكانه الذي سيصير مكان الليل.
وبناءً على ذلك: يكون معنى الآية: ودليل لهم ( للناس ) على قدرتنا مكان الليل، إذ نسلخ أو نزيل منه نور النهار من مكانه على الأرض تماماً، كما نسلخ الجلد من اللحم فيدخل الناس في الظلام.
وإن في تشبيه إزالة نور النهار من سطح الأرض بإزالة الجلد من اللحم إشارة قوية لبيان أن ضوء النهار ينشأ في سطح الغلاف الجوي للأرض، ولا يمتد إلى باطنها، كما ينشأ جلد الحيوان من لحمه ولا يمتد إلى باطنه، وبهذا فإن نور النهار مكتسب ومعكوس من سطح الأرض ومشتت في غلافها الخارجي، وليس ضوءاً ذاتياً كما في النجوم، وبهذا تظهر الحكمة في التعبير القرآني بسلخ نور النهار من الغلاف الجوي الذي يصبح ظلاماً بدون أشعة الشمس، كما أن الليل أو الظلام هو الأصل في الكون، فظلام الفضاء الكوني سائد حول جميع الأجرام لعدم وجود ذرات كافية في الفضاء لإحداث التشتت لضوء النجوم الذي لا يظهر إلا بالانعكاس على سطوح الأجرام أو التشتت في غلافها الجوي.
مما تقدم يتضح أن النتائج المستنبطة[3]من آيات توليد الليل والنهار بالإغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ نتائج علمية هامة، ولكنها صعبة الفهم على ذهن من لم يكن ملماً بعلم الطبيعة والفلك إلماماً كافياً، وكما أنها نتائج لم يصل إليها علماء التفسير من قبل لتمسكهم بالمعنى الزمني لليل والنهار، وكان لهم في ذلك عذر واضح هو أن يجعلوا من تفسيرهم معنى يسهل فهمه ويتفق مع ما يعتقدوه ومع ما يشاهده الناس من سكون ظاهري للأرض، جزاهم الله خيراً على مجهودهم، ولو أن تفسيرهم للآيات الكونية لا يتفق تماماً مع بلاغة القرآن في الإيجاز الجامع ولا يظهر إعجازه العلمي، لأنه يجعل للآيتين المختلفتين معنى واحداً، كما فعلوا في آيات التكوير والإغشاء والإيلاج، بدلاً من المعاني المختلفة التي توصلنا إليها في هذه المحاضرة كما تقضي بلاغة القرآن وإعجازه العلمي.
والقرآن لا ينكر صعوبة القضية، بل يصرح بها في آيات مختلفة بقوله سبحانه: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].
وأولي الألباب: أي: أولى العقول المتعلمة المتخصصة، وقوله تعالى مشيراً إلى دوران الأرض حول نفسها: )والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر ([الفجر: 4].
والحجر معناه: العقل المفكر، وهذا القسم يصف الليل بالحركة كناية بالغة عن حركة الأرض حول نفسها، ولقد تكرر هذا القسم بقوله سبحانه:
)والليل إذا أدبر... ([المدثر: 33]. )والليل إذا عسعس ([التكوير: 17].
وفعل عسعس معناه: أقبل ظلامه أو أدبر، وفعل يسر معناه: التحرك كما ذكرنا.
ونلاحظ أيضاً: أن الله لم يصف النهار بالإقبال والإدبار، لأن هذا أمر طبيعي ينتج من إدبار الليل وإقباله، بل وصفه بالوصف الخاص بظواهر النور وسلوك الضوء القادم من الشمس أثناء اختراقه لطبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض مسبباً بالانكسار والتشتت والانعكاس ظواهر الإسفار في أول النهار، والشفق في آخر النهار، والنور أثناء النهار، ولولا الغلاف الجوي لساد الظلام فوق رؤوسنا رغم بزوغ الشمس، كما هو الحال في الفضاء، فتأمل قوله تعالى:
)والصبح إذا أسفر ([المدثر: 34].
)والنهار إذا جلاها ([الشمس: 3].
وليس على القمر نهار كالذي نعرفه على الأرض تتجلى فيه الشمس، فسماء القمر حالكة السواد، وكذلك الفضاء بعد مغادرة الغلاف الجوي للأرض، أليس في كل هذا القسم بالليل والنهار أكبر داع لنا أن نتأمل ونتساءل عما أودع الله منهماا من عظيم حكمته ومظاهر عظمته وقدرته حتى استحقت أن يقسم الله لعباده بها وهو خالقهم وخالقها.
وهناك آيات قرآنية أخرى تشير إلى دوران الأرض حول نفسها مغزلياً كما في قوله تعالى: )يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ([النور: 44].فالتقليب هنا حقيقة تحدث فعلاً، ويعني الحركة، وإحلال أحدهما محل الآخر حتى يتم التقليب، مشيراً بذلك على الدوران المغزلي للأرض بصريح العبارة بإحلال مكان الليل مكان النهار وبالعكس، وسبحانه الله مقلب الليل والنهار ومنزل القرآن.
( هـ ) آية السباحة في فلك:
قوله تعالى مؤكداً هذه الحقيقة كسنة كونية سائدة لجميع الأجرام منذ بدأ خلقها: )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ([الأنبياء: 33].فالآية هنا تشير إشارة دقيقة لطيفة إلى حركة الأرض ودورانها في النص القرآني المعجزة بنور العلم والبصيرة، واليل والنهار لغوياً ظرفاً زمان ولا بد لهما من مكان، كما تعلمنا في الفيزياء النسبية بأنه لا زمان بدون مكان، والمكان الذي يظهر فيه الليل والنهار هو بالتأكيد الأرض، وتشرق الشمس وتغرب ظاهرياً نتيجة الحركة الحقيقية المغزلية للأرض فيتولد الليل والنهار، ولولا دوران الأرض لما ظهر أو تعاقب ليل ولا نهار، فكأنه تعالى قول لنا في الآية الأخرى:
)وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (، أي: أن كل من الأرض والشمس والقمر يسبح في هذا الفضاء الشاسع في فلك مستقل به... يا سبحان الله، فسوف نعرف في لقاء قادم كل هذه الأفلاك في دوران الأرض حول الشمس، ودوران الشمس حول مركز المجرة، ودوران القمر حول الأرض... وغير ذلك من أفلاك لجميع الأجرام السماوية، ولكن ما يهمني هنا هو الفعل ( يسبحون ) أي: يدورون، كما قال الحافظ ابن كثير.
قال ابن عباس: يدورون كما يدور المغزل في الفلكة.
وقال مجاهد: لا يدور المغزل إلا بالفلكة، ولا الفلكة إلا بالمغزل كذلك النجوم والشمس والقمر[4].
وإنني ألاحظ هنا أنهم جميعاً لم يذكروا الأرض ضمن هذا الدوران المغزلي، لأنهم لم يدركوا كما ندرك الآن عمق المعنى، فالفعل ( يسبحون ) جاء هنا بصيغة الجمع ولو كان للشمس والقمر فحسب لجاء التعبير بالمثنى ( يسبحان )، ولكنه أراد بلك الأرض والشمس والقمر كمجموعة متكاملة، ولهذا عبر الفعل ( يسبح ) عن الأرض بدلالة الليل والنهار بالمجاز المرسل، بل وأطلق عليها لفظة الخلق ( خلق الليل والنهار )، والخلق لغوياً لا يكون إلا للشيء الحسي، لا للظرف الزماني، فسبحان من أنزل القرآن بدقائق الأخبار، وبدائع الأسرار تذكرة لأولي الأبصار.
وإطلاق الظرف وإرادة المحل والمكان معروف كما ذكرنا في اللغة، ومشهور في الآيات الغير كونية أيضاً كقوله سبحانه عن أهل الجنة: )وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون([آل عمران: 107]. الرحمة هنا صفة لا يمكن أن يحل بها الإنسان، ولما كانت الجنة هي مكان تنزل رحمة الله، كما يقول فضيلة الشيخ الصابوني، معناه: إطلاق الصفة ويراد بها الموصوف، أو الظرف ويراد به المظروف، وقد يقول قائل: لماذا لم يصرح القرآن الكريم بأن للأرض فلك وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس، كما صرح بذكر فلكي الشمس والقمر، والجواب: أن القرآن حكيم كما قال سبحانه: )آلم تلك آيات الكتاب الحكيم (،هو حكيم في تعبيره، كما هو حكيم في تشريعه، وقد أمرنا أن نخاطب الناس بقدر عقولهم، كما قال الإمام علي رضي الله عنه: ( خاطبوا الناس بقدر عقولهم، أتحبون أن يكذب الله ورسوله )، فهل من الحكمة عزيزي القارىء أن يكشف القرآن وقت نزوله عن أمور لا تتحملها عقول البشر، وأن يخاطبهم بما يسارعون إلى إنكاره أو تكذيبه؟ ولهذا هيأ الأسلوب القرآني الرائع القلوب والأذهان لاستقبال ما سيتمخض عنه الزمان بلا جحود ولا تحجر ولا تكذيب ولا استهزاء وذلك مع روائع حكمة القرآن، فهل أدركت عزيزي القارىء في عصر الفضاء معنى قوله تعالى: )كل في فلك يسبحون (؟لقد شاهد رواد الفضاء كوكب الأرض تسبح في هذا الأفق البعيد، رأوها تدور حول نفسها وحول الشمس.. حقاً رأوها رأي العين، فلم يجدوها مرتكزة على حيتان أو على قرن ثور، بل هي معلقة في هذا الفضاء الواسع دون أن تهوي بنا في ظلمات الكون، وتجري دون أن تقذف بنا من على سطحها وما يمسكها إلا الرحمن، كما في قوله تعالى: )إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ([فاطر:41].فالسماوات قائمة بدون عمد والأرض تدور كبقية الأجرام في أفلاك هذا الفضاء الشاسع، ولو كانت الأرض مرتكزة أو واقفة على شيء لما احتاجت إلى إمساك تماماً كالكرسي الذي تضعه على الأرض لا يحتاج على أحد يمسكه، لكنك إذا رفعته عن الأرض في الهواء فعليك أن تبحث عن وسيلة إمساكه... فكذلك الأرض في ملكوت الله وفضائه الواسع أمسكتها يد العزيز الرحيم الذي أطلق قوانين الجاذبية والطرد المركزي لتصنع الميزان الإلهي، كما في قوله تعالى: )والشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان. والسماء رفعها ووضع الميزان ([الرحمن: 5 ـ 7]وكما أن قوله تعالى:)والجبال أوتاداً ([النبأ: 7].تدل على حركة الأرض التي ثبتها الله بالجبال حتى لا تميد بنا أثناء حركتها كما في قوله تعالى: )وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم ([الأنبياء: 31].أي: لئلا تضطرب بالناس اضطراباً مخلاً وتتزلزل تحتهم فلا يستقرون عليها، وفي تقديري: أن الذي يميد هو الشيء المتحرك وليس الساكن، فمعنى يميد ميداً: أي: تحرك مما يشير إلى الأرض، لأن الذي يخشى منه أن يميد ويضطرب هو الجسم المتحرك وليس الساكن، وحركة الأرض لم تكن معروفة للمفسرين القدماء بدليل قول الحافظ ابن كثير: جعل فيها جبالاً أرسى الأرض بها، وقررها وثقلها لئلا تضطرب بالناس وتتحرك، فلا يحصل لهم قرار عليها لأنها غامرة في الماء إلا مقدار الربع، فإنه باد للهواء والشمس ليشاهد أهلها السماء... وكذا تخيل ابن كثير الأرض كسفينة ثابتة لا تتحرك ومغمورة فقط في هذه المحيطات المائية ولم يتخيلها متحركة في السماء تدور حول نفسها وحول الشمس، ولهذا أقول دائماً: إن المفسرين بشر يؤخذ من كلامهم ويرد، ولا بد من معارضة كل التفاسير التي تنفي حركة الأرض لأن السكوت على ذلك نوع من الجحود والتخلف وحجر على العقول والقلوب المتفتحة لرؤية حقائق القرآن بنور العلم والإيمان، وحجب لأهم مميزات القرآن وهي خلود وتجدد إعجازه، ويجب على علماء الدين وعلى الجامعات الإسلامية أن تتنبه لمثل هذه التفاسير الخاطئة حتى تنفي عن الإسلام ما هو منه براء.


يتبـــــــــــــــــــــــــع

  #895  
قديم 08-11-2013, 06:53 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــع الموضوع السابق



حركات الأرض بين العلم والقرآن




( و ) آيات الظلال:
يقول تعالى: )ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً، ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ([الفرقان: 45 ـ 46].

هاتان الآيتان دليل قرآني واضح على دوران الأرض حول نفسها لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولاً أو قصراً، كما عرفنا حديثاً، لأن ظاهره الظل وتغير طوله لا تعليل لها إلا بالدوران المغزلي للأرض، وليس كما توهم الناس بدوران الشمس حول الأرض من الشرق إلى الغرب في الحركة اليومية الظاهرية الخادعة التي لا وجود لها، والتي كان القدماء يعتقدون بوجودها متوهمين أن تغير طول الظل مشروط بانتقال الشمس من الشرق إلى الغرب، وكان هذا الاعتقاد الخاطىء مطبقاً في ما يسمى بالمزولة الشمسية لقياس الزمن من شروق الشمس وغروبها، ولكننا الآن عرفنا أن الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق، فتبدو لنا الشمس في كبد السماء نهاراً والنجوم ليلاً، وكأنها جميعاً تدور (ظاهرياً) من الشرق إلى الغرب في عكس اتجاه الحركة الحقيقية للأرض تماماً، مثل خداعك بتحرك أعمدة التلغراف ظاهرياً عندما تنظر أنت إليها من شباك قطار متحرك، وشتان بين الظن واليقين.
وبهذا: فالمتحرك والمسبب لتغير طول الظلال هو الدوران المغزلي للأرض وليس دوران الشمس، لأن الأخيرة هي مؤشر ودليل ضوئي فقط ندرك به الظلال، ولهذا يقول سبحانه: )ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً (،وبهذا لم يدافع القرآن الكريم هنا عن النظرية المركزية الأرضية ليطليموس، والتي كانت سائدة في عصر الوحي باعتبار خاطىء يدعي ثبات الأرض ودوران كل الأجرام حولها بما فيها الشمس، ولهذا لا تعارض مطلقاً بين القرآن والعلم اليقيني، فكلاهما من عند الله، ولن يحدث تعارض بينهما إلا إذا أخطأ العلم طريقه أو أخفق المفسرون في فهم الآية القرآنية.... وأنا هنا لا أغير من نص قرآني ـ معاذ الله ـ ولكنه التفسير هو أحد فروع علوم الدين وليس الدين نفسه، وأطالب المسؤولين في الأزهر بإحياء علوم الدين بوسيلتين:
( أ ) مراجعة التفسيرات وخاصة للآيات الكونية.
( ب ) تنقية ما علق بالتفسيرات من إسرائيليات وخرافات لا تتفق مع عظمة القرآن وظاهرة الظل وانتقاله آية من آيات الله في الكون.
يقول تعالى: )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ([النحل: 81].
وقوله تعالى: )أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون ([النحل: 48].أي: تميل ظلال الأشياء من جانب إلى جانب ساجدة لله سجود خضوع لمشيئته تعالى وانقياد لا تخرج عن إرادته ومشيئته، لأن هذه الظلال مرتبطة بالدوران المغزلي لجميع الكواكب والأجرام، ولو شاء الله لجعل الظل ساكناً بإيقاف هذا الدوران.
والطواف عموماً، سنة الله في الكون كتعبير فيزيائي عن السجود لخالق الكون، فالكل في فلك يسبحون ويسجدن، لأن كل الأشياء منقادة لقدرة الله، فكيف يتعالى ويتكبر على طاعته أولئك الكافرون من الناس. يقول سبحانه: )ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ([الحج: 18]حقاً، فالدوران نوع من أنواع السجود والانحناء كما ينحني المسلم لربه في صلاته، وكما يطوف الإنسان بالدوران حول الكعبة. يقول سبحانه )ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالعدو الآصال ([الرعد: 15].
ودوران الأرض حول نفسها نعمة كبرى ورحمة إلهية، كما في قوله تعالى: )ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ([القصص: 73].
والدليل على استمرار الدوران المغزلي هو تغير طول الظل، أما إذا سكن الظل فهذا معناه: ثبوت الأرض وتوقفها عن الدوران المغزلي، وهذا الاحتمال ـ والله أعلم ـ قائم علمياً بل وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه: )ولو شاء لجعله ساكناً ([الفرقان: 45].وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه:)قل أرأيتم إن جعل عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ([القصص: 71].
وقوله عز من قائل: )قل أرأيتم إن جعل عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ([القصص: 72].
فهل ستسكن الأرض عن دورانها المغزلي يوماً ما؟ فيحدث الليل الدائم ( السرمد ) في نصفها والنهار الدائم في النصف الآخر تمهيداً لانعكاس اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تشرق الأرض من مغربها كما في الحديث الصحيح عن إحدى أمارات الساعة، أو كتفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين والمغربين ([الرحمن: 17].أي: رب مشرقنا الحالي ومشرقنا الجديد في المستقبل، وبالمثل رب المغرب الحالي والمغرب الجديد في المستقبل كأحد احتمالات التفسير للآية الأخيرة لو حدث سكون، ثم انعكاس لاتجاه مغزلية الأرض، كما أتخيل أحياناً كفيزيائي، ولو أننا نفهم هذه الآية حالياً على أنها تشير إلى المشرقين الذين يحددان نهايتي مواضع مشرق الشمس على مدار السنة واللتان يقع بينهما مشارق كثيرة، وبالملل بالنسبة للمغربين نتيجة دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام، أو كتفسير آخر أن الآية تشير إلى كروية الأرض ودورانها المغزلي، فالنصف المظلم من الكرة يصبح منيراً، أي: يصبح المغرب مشرقاً، وبالعكس: يصبح المشرق مغرباً، نتيجة التبادل المستمر لليل والنهار، وحيث إن لدينا نصفين متماثلين، فإن لدينا إذن مشرقين ومغربين على نفس الكوكب. والله أعلم.
( هـ ) ميل محور الأرض أثناء الدوران في فلكها:
يميل محور الدوران المغزلي للأرض بمقدار 23.5 على العامود الرأسي على مستوى مدارها حول الشمس، وميل المحور هو السبب في حدوث الفصول، ولو انعدم ميل المحور لانعدمت الفصول ولتساوت مدة الليل مع مدة النهار، ولكن إرادة الله شاءت اختلاف الجو على مدار السنة واختلاف زمن الليل والنهار باختلاف الزمان والمكان على الأرض، وصدق تعالى قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].


الأرض تميل عن محورها بـ 23.5 درجة يظهر هذا في الشكل
ولتوضيح هذا الاختلاف في زمن الليل والنهار نبدأ بالقاهرة، حيث يتغير هذا الزمن حسب الفصول، ولكن مهما طال النهار عندنا فعدد ساعاته لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد إلا قليلاً، ولكن ليس الأمر كذلك في كل بقاع الأرض التي يعلو خط عرضها عن خط عرضنا في النصف الشمالي للأرض، وخاصة في منطقة القطب، فالنهار يصل عندنا إلى 14 ساعة صيفاً، يزداد إلى 20 ساعة عند خط عرض 63، ويصل إلى ستة شهور عند الدائرة القطبية، حيث تظل الشمس ساطعة في أفق السماء عند القطب طوال هذه المدة صيفاً، ولهذا فإن سكان المناطق الشمالية ـ عموماً ـ يعيشون في بعض شهور السنة أوقاتاً غريبة بضعها ليالي مضيئة تستطع فيها الشمس إلى أوقات متأخرة، حتى أنهم يرون الشمس في منتصف الليل، ولا تعدو المدة بين غروبها وشروقها في هذه البلاد إلا ساعات قليلة، بل قد تنعدم ساعات الإظلام وتظل الشمس ساطعة تهبط إلى خط الأفق ولا تختفي تحته بل تسبح فوقه ثم تعود ثانية للصعود، وبالعكس، يعم الظلام مثل هذه المناطق أياماً طويلة أو أسابيع كاملة، بل شهوراً كاملة في الشتاء، وبذلك تتميز هذه المناطق الشمالية من النصف الشمالي ( كالسويد والنرويج وألاسكا وجرينلاند وشمال روسيا ) بهذه الظواهر صيفاً وشتاء، ويحدث العكس بالتبادل في نصف الكرة الجنوبي، فبينما لا تغيب الشمس طوال ستة شهور الصيف في سماء القطب الشمالي، فإن الشمس لا تصل إليه طوال ستة شهور الشتاء ليصبح ظلاماً حالك، ويحدث العكس في سماء القطب الجنوبي، ويتسبب ميل المحور في اختلاف فصول السنة: الشتاء والربيع والصيف والخريف.
يذكر القرآن الكريم منطقتين وصل إليهما ذو القرنين، حيث أطلق على الأولى المظلمة ( مغرب الشمس )، إشارة إلى ليلها الطويل، والأخرى ( مطلع الشمس )، إشارة إلى نهارها الطويل كما في قوله تعالى على الترتيب:)حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً ([الكهف: 86].والعين الحمئة: أي: البئر المظلمة، كما تبدو لدى القرنين ظاهرياً، إشارة إلى الليل الطويل، وقوله سبحانه: )حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً ([الكهف: 90]. أي: أن ذا القرنين وجد الشمس هناك تطلع عليهم مدة طويلة على خلاف ما تعود في بلاده فالنهار عندهم طويل.
كما أشار القرآن الكريم إلى الظلال بأسلوب يدل على ميل محور دوران الأرض، كما في قوله تعالى: )وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله ([الكهف: 17].ومعنى تزاور: أيـ تميل، ومعنى تقرضهم: أي: تقطعهم وتبعد عنهم، وهذا يدل على ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى دورانها حول الشمس، ولولا هذا الليل لأصبح للشيء ظل واحد فقط من جهة واحدة، ولكننا نرى الحائط مثلاً في الضحى له ظلان: ظل أمامه، وظل عن الجانب الأيسر بالنسبة للشخص الناظر إلى الحائط من ناحية الغرب، أما في فترة العصر فإننا نرى العكس من ذلك، حيث نرى للحائط ظلاً خلفه وظلاً ناحية الجانب الأيمن بالنسبة لنفس الشخص السابق، ولولا ميل المحور لما حدث ذلك، ولهذا تشير الآية أن هذا الموضوع من آيات الله لأن ميل المحور يؤدي إلى اختلاف الليل والنهار باختلاف المكان والزمان على سطح الأرض، وهذه لحكمة يشير إليها المولى سبحانه وتعالى في قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].
( س ) تغير سرعة تعاقب الليل والنهار مع مرور الزمن:
يحدث تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض حول نفسها، وسرعة هذا التعاقب هي نفسها سرعة هذا الدوران،ولقد تبين علمياً أن هذه السرعة كانت عالية عند بدء خلق الأرض، ثم تناقصت بالتدريج مع مرور الزمن، وما زال هذا التناقص مستمراً بسبب ظاهرة المد والجزر التي تعمل كفرملة لكوكب الأرض بواسطة جذب القمر لمياه البحار والمحيطات ( التي تغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض ) أثناء مواجهة هذا الماء للقمر، فترتفع هذه المياه عن سطح الأرض عالياً، ويحد المد وتدور الأرض بهذه المياه ليواجه القمر مياهاً غيرها فيحدث المد فيها، بينما يهبط الماء الأول بعد أن دارت به الأرض وابتعد عن تأثير القمر، فيحدث الجذر، وحيث إن الماء الممدود يرتطم على التوالي بسواحل المحيطات وقيعانها فيعوق دوران الأرض حول نفسها، وهو تعويق يؤدي إلى إبطاء سرعة هذا الدوران، ورغم أنه تعويق ضئيل للغاية إلا أنه يؤدي إلى طول اليوم على كوكب الأرض بمرور الزمن، ولقد تبين علمياً أنه يزداد بمقدار (1......... ثانية) كل قرن، وقد يندهش القارىء لصغر هذه الأجزاء من الألف من الثانية التي يزداد بها طول اليوم الأرضي كل قرن، ولكن هذه الزيادة الضئيلة جداً تتراكم بمضي الزمن عبر بلايين السنين لتؤثر فعلاً في طوال اليوم، فلو رجعنا بالزمن إلى الدوران لحظة تاريخ نشأة الأرض لوجدنا زمن اليوم الأرضي كان 4 ساعات فقط، ثم أخذت الأرض في التباطؤ التدريجي في الدوران حول نفسها بفعل المد والجزر لدرجة أن زمن اليوم الأرضي أصبح 22 ساعة بعد مرور 4 مليار سنة على نشأة الكوكب، أي: منذ 500 مليون سنة، وأصبح الآن 23 ساعة، 56 دقيقة، 48 ثانية، وستصبح في المستقبل 43 ساعة بعد حوالي 5 مليار سنة من الآن، إذا ظلت الأرض حتى هذا الزمن في المستقبل البعيد إن شاء الله، ورغم هذا التباطؤ في الدوران فإن الأرض تمثل الساعة الكونية العظمى التي لا تتعطل إلا بجزء من مليون من الثانية كل يوم نظراً لتأثير المد والجزر، ورغم أن كتلة الأرض تبلغ أكثر من 6600 مليون مليون مليون طن، فإنها تعتبر أثناء دورانها حول نفسها أدق ساعة في الوجود وتفوق في دقتها ساعات الكوارتز، كما أن هذا التعطيل اليومي الضئيل لم يتم قياسه حديثاً إلا باستخدام الساعات الذرية وأبحاث أخرى بيولوجية في القواقع البحرية، وإذا تدبرنا آيات القرآن الكريم نجد إشارة واضحة وصريحة لهذه الظاهرة تؤكد أن تعاقب الليل والنهار كان سريعاً في بداية خلق الأرض، ثم أخذ يتناقص تدريجياً إلى أن أصبح تعاقباً عادياً نعيش فيه الآن بعد تمام إعداد الأرض وتسخيرها لحياة الإنسان، أي: أن اليوم أصبح الآن طويلاً بعد أن كان قصيراً عند نشأة الكوكب.
يقول الله تعالى مشيراً إلى التعاقب السريع لليل والنهار في سياق وصف عملية الخلق في المراحل الأولى: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين ([الأعراف: 54].
ويقول تعالى في سورة الرعد في وصف المراحل النهائية لخلق الأرض: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل والنهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([الرعد: 2 ـ 3].
ويتضح من هاتين الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى جعل الليل والنهار يتعاقبان بسرعة على الأرض عقب خلقها مباشرة، وأن هذا التعاقب استمر بعد ذلك في أثناء تسخير الأرض وإعدادها للحياة إلى أن وصلت للازدهار الحالي.
ومما يثير الانتباه أنه تعالى وصف في الآية الأولى تعاقب الليل والنهار على الأرض عقب خلقها ( وقبل تطويرها ) بأنه كان سريعاً لقوله سبحانه:)يطلبه حثيثاً (،ولكنه لم يصف هذا التعاقب بسرعة في الآية الثانية بعد تمام تسخير الأرض وإعدادها للحياة بقوله تعالى: )يغشى الليل النهار (دون )يطلبه حثيثاً (،وهذا الاختلاف في التعبير القرآني في الآيتين يشير بالتالي إلى إعجاز علمي للقرآن يؤكد أن تتابع الليل والنهار كان سريعاً عقب خلق الأرض، حيث كانت سرعة دوران الأرض حول نفسها كبيرة، وكان اليوم قصيراً بما يعادل 4 ساعات قط، ثم تناقصت السرعة تدريجياً عبر بلايين السنين حتى وصلت أخيراً إلى سرعتها الحالية في إحداث دورة متكاملة في زمن اليوم الحالي في أربع وعشرين ساعة بعد تمام تسخير الأرض وإعدادها للحياة، وبهذا يكشف لنا القرآن ظاهرة كونية لم يتمم اكتشافها إلا بالساعات الذرية، ولا يستطيع الإنسان أن يدرك هذا الإعجاز العلمي للقرآن إلا بمقارنة الآيتين السابقتين وسياق كل منهما، وتدبر معنى الإغشاء كما شرحنا سابقاً، وفهم عبارة )يطلبه حثيثاً (على إنها إشارة لسرعة دوران الأرض حول نفسها، ويؤكد علماء الفلك أن ظاهرة التباطؤ التدريجي في سرعة هذا الدوران بتأثير جذب القمر لمياه البحر وقد يؤدي هذا التباطؤ أيضاً إلى توقف الدوران المغزلي للأرض كمقدمة لبداية انعكاس اتجاهه لتبدأ الأرض في الدوران حول نفسها في اتجاه مضاد للاتجاه الحالي، فتبدو لنا الشمس وهي تطلع من مغربها الحالي، ويصبح المغرب مشرقاً والمشرق مغرباً، وقد يفسر هذا معنى الحديث الشريف لرسول الله عن إحدى علامات الساعة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ). عندئذٍ يرى الناس ـ والله أعلم ـ ظاهرة جديدة يتبادل فيه المشرق مع المغرب، أي: يصبح للشمس مشرقين ومغربين مع ملاحظة أن الشمس لا شرقية ولا غربية، ولكن المتحرك هو الأرض التي ستعكس اتجاه دورانها حول نفسها في المستقبل مما يؤدي إلى ازدواجية مطلع الشمس ومغربها بالانتقال من اتجاه الدوران الحالي إلى الدوران المعكوس المتوقع مستقبلاً.
وقد تحدث بعض علماء الفيزياء والجيولوجيا حديثاً عن إمكانية طلوع الشمس من مغربها بعد اكتشاف ظاهرة تغيير اتجاه المجال المغناطيسي الأرضي بتبادل مكان الأقطاب، ويقول أزيموف في كتابه الكون ( عام 1983م ) أن هذا المجال قد انعكس في الماضي 9 مرات على فترات غير منتظمة في الأربعة ملايين سنة الأخيرة، ولهذا يتوقع العلماء أن حدوث انعكاس في اتجاه مغناطيسية الأرض سيصاحبه انعكاس في اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تطلع الشمس من مغربها، والله أعلم.
وهذا الخبر كان وما زال يثير الدهشة عند الكفار كما في قوله تعالى: )فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ([البقرة: 258].
والله وحده القادر على مثل هذه الحوادث الكونية فيعكس بقدرته المطلقة اتجاه دوران الأرض حول محورها، وبالتالي اتجاه مجالها المغناطيسي، وعندئذٍ تحدث المعجزة، وقد يكون هذا التفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين ورب المغربين ([الرحمن: 17].ورغم التباطؤ التدريجي لسرعة دوران الأرض حول نفسها فإن الأرض ساعة كونية عظمى لأن يومها يطول فقط بمعدل 1 على 60 من الثانية كل أربعين قرن، وبذلك فهي ساعة تفوق دقتها ساعات الكوارتز ( رغم كتلتها التي تصل إلى 6600 مليون مليون مليون طن )، وذكر النقص في أدائها دليل على كمالها، وكروية الأرض ودورانها حول محورها يسبب ـ كما ذكرنا ـ تبادل الليل والنهار واستمرار تعاقبهما علاوة على التأثير على اتجاه الرياح والتيارات البحرية، وغير ذلك من ظواهر طبيعية وتنظيمات إلهية شتى لا يتسع المجال لذكرها، كما أن ميل محور دوران الأرض حول نفسها أثناء جريانها في فلكها حول الشمس يؤدي إلى تولد الفصول واختلاف الليل والنهار، كما أن الأرض تجري في المجموعة الشمسية التي تنطلق بشمسنا في مدار حول المجرة وفي الفضاء الكوني في حركات أخرى، ويكفي أن تعلم هنا أن سرعة دوران الأرض حول نفسها في الحركة المغزلية مقاسة عند خط الاستواء تصل إلى 1044 ميل / ساعة، بينما سرعتها في فلكها حول الشمس 67000 ميل / ساعة، وهاتان الحركتان تجعلان الأرض من الأجرام التي تجري لأجل مسمى، كما في قوله تعالى: )كل يجري لأجل مسمى (،كما أن الكواكب بما فيها كوكب الأرض تنصف جميعاً قرآنياً أثناء حركاتها بالخنس الجواري الكنس التي تظهر وتختفي أثناء جريانها في أفلاكها، ومن أجل هذا يقسم بها الله سبحانه وتعالى، بل ويقسم بدورانها المغزلي أمام شموسها فيتبادل الليل والنهار أي: الظلام والنور في قسم إلهي بالليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس واصفاً في أسلوب قرآني معجز هذا الظاهرة التي تم رصدها للأرض، وجميع كواكب المجموعة الشمسية في القسم الإلهي بهذه الحقيقة العلمية مؤكداً صدق القرآن وعظمته في جوانب القسم، كما في قوله تعالى: )فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس. والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين. وما صاحبكم بمجنون. ولقد رآه بالأفق المبين. وما هو على الغيب بضنين. وما هو بقول شيطان رجيم. فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين. لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ([التكوير: 15 ـ 29].
حقاً: إن الأرض تسبح في الفضاء مغزلياً ودورانياً وتجري لأجل مسمى، وهذه حقيقة، وحقاً إن القرآن رسالة سماوية نزل بها جبريل الأمين بقول رسول كريم، وليس قول شيطان رجيم كما يدعي الكفار والزنادقة، أمثال سليمان رشدي وأمثاله، وآيات القرآن تظهر لنا مع الزمن كما في قوله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ([فصلت: 53].
وها نحن استعرضنا في هذه المحاضرة آيات كروية الأرض دورانها حول نفسها لنعرض إعجازاً علمياً مؤكداً، وليس تفسيراً لم تظهر صحته بعد، وأحمد الله أن كشف لنا بعض أسراره هذه الآيات التي تمثل جزءاً ضئيلاً من آيات الأرض التي يصفها القرآن بقوله سبحانه: )وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون (.
فهل أيقنت عزيزي القارىء هذا الإعجاز العلمي، وهل علمت أنك تركب الأرض كسفينة فضاء إلهية تنطلق في ملك الله لأجل مسمى، وكأنك تركب دابة ذلولاً لا تقذف بك من على سطحها، ونرجو ألا تثور علينا في زلزال مدمر في يوم من الأيام، كما في قوله تعالى: )هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور، أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ([الملك: 15 ـ 16].


[1]– محاضرة ألقيت بالجمعية في الموسم الثقافي سنة 1989م.

[2]– أستاذ الفيزياء المتفرغ بكلية البنات بجامعة عين شمس، ورئيس القسم الأسبق، ووكيل الكلية الأسبق، وعضو مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة حالياً.

[3]– راجع كتاب ( التفسير العلمي للآيات الكونية ) للمرحوم أ / حنفي أحمد، دار المعارف 1960م.

[4]– كما يقول الشيخ الصابوني نقلاً عن تفسير القرآن للحافظ ابن كثير (3/187).


  #896  
قديم 08-11-2013, 07:02 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

البحر المسجور


بقلم فراس نور الحق
قال تعالى : (وَالطُّورِ {1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ {2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ {3} وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ {4} وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ {5} وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ {6})[سورة الطور ].
(سجر التنور )في اللغة : أي أوقد عليه حتى أحماه، و العقل العربي وقت تنزل القرآن ولقرون متطاولة من بعد ذلك لم يستطع أن يستوعب هذه الحقيقة، كيف يكون البحر مسجوراً والماء والحرارة من الأضداد .
حتى أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً وعرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و 150 كيلومتر طولاً و عرضاً و من الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد ويقسم الله سبحانه وتعالى في آية أخرى ( و الأرض ذات الصدع )
هذه صورة بيانية لامتداد الصدوع على سطح الأرض والتي تشكل باتصالها صدعاً وحداً أضغط على الصورة لتكبيرها
و في هذه الآية إعجاز واضح فالله يقسم بصدع واحد الذي هو عبارة عن اتصال مجموع الصدوع، يشبهه العلماء باللحام على كرة التنس،
و قد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات وهذه الصدوع يندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفىء جذوة هذه الحرارة الملتهبة و لا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء، وهذه الظاهرة من أكثر ظواهر الأرض إبهاراً للعلماء .
و قد قام العالمان الروسيان " أناتول سجابفتيش " عالم جيولوجيا، و" يوري بجدانوف " عالم أحياء وجيولوجيا وبالاشتراك مع العالم الأمريكي المعروف"رونا كلنت " بالغوص قرب أحد أهم الصدوع في العالم، فقد غاصوا جميعاً وهم على متن الغواصة الحديثة ميرا ووصلوا إلى نقطة الهدف على بعد 1750كم من شاطئ ميامي و غاصوا على بعد ميلين من السطح حيث وصلوا إلى الحمم المائية التي لم يكن يفصلهم عنها سوى كوة من الأكرليك وكانت الحرارة 231 م وذلك في وادٍ على حافة جرف صخري وكانت تتفجر من تحتهم الينابيع الملتهبة حيث توجد الشروخ الأرضية في قاع المحيط وقد لا حظوا أن المياه العلوية السطحية الباردة تندفع نحو الأسفل
هذه الصورة هي صورة حقيقية لأحد الشقوق في قاع المحيط
بعمق ميل واحد فتقترب من الحمم البركانية الملتهبة و المنصهرة فتسخن ثم تندفع محملة بالقاذوراة والمعادن الملتهبة، ولقد تأكد العلماء أن هذه الظاهرة في كل البحار والمحيطات تكثر في مكان و تقل في مكان آخر(1) .
وإن البراكين في قيعان المحيطات أكثر عدداً ، وأعنف نشاطاً من البراكين على سطح اليابسة، وهي تمد على طول قيعان المحيطات .
و المبهر في هذه الصياغة المعجزة (و البحر المسجور ) أنه نظراً لعدم وجود الأوكسجين في قاع البحر لا يمكن للحمم البركانية المندفعة عبر صدوع قاع المحيط أن تكون مشبعة على طول خط الصدع، و لكنها عادة ما تكون داكنة السواد، شديدة الحرارة ، و دون اشتعال مباشر، تشبه صاجة قاع الفرن البلدي إذا أحمي أسفل منها بأي وقود فإنها تسخن سخونة عالية تمكن من خبز العجين عليها ، و هذا القصد اللغوي تماماً للفظ المسجور و لا يوجد كلمة ممكن أن تحل محلها وتدل على المعنى بدقة فتأمل عظمة هذا الإبداع الرباني .
(1) كتاب : " آيات الله في البحار تأليف أحمد صوفي .
المراجع : آيات الله في البحار تأليف أحمد صوفي .
من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار
  #897  
قديم 08-11-2013, 07:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الإعجاز المائي في القرآن الكريم

بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
بدأت رغبتي بالتعمق في علم السوائل والمياه منذ سنوات الدراسة الجامعية الأولى، فكنتُ أقف طويلاً أفكر في التعقيد الكبير الذي يرافق هذه الدراسة. فالقوانين الرياضية والفيزيائية التي تحكم حركة السوائل استغرق العلماء زمناً طويلاً لاكتشافها، ولا يزال الغموض يخيم على الكثير من التساؤلات المتعلقة بعلم المياه.
درستُ الكثير من النظريات العلمية والحقائق المائية في مراجع الغرب الذي تفوّق علينا بشكل كبير في هذا المجال. ولم أكن أتصور أنني سأجد هذه الحقائق جليَّة واضحة في كتاب أنزل قبل مئات السنين! كُنتُ أقرأ لعلماء بدؤوا رحلة أبحاثهم في بداية القرن العشرين عندما توفرت لديهم وسائل البحث العلمي والتحليل المخبري وكانوا يمضون عشرات السنين في مختبراتهم للخروج بتفسير أو نتيجة أو بحث علمي، أو للعثور على حقيقة مائية واحدة.
إن اكتشاف القوانين التي تحكم حركة السوائل شكَّل قفزة كبيرة في تطور فهمنا للماء من حولنا. فالذي يتأمل هذه القوانين لا يملك إلا أن يقول سبحان المبدع العظيم القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
هذه القوانين الفيزيائية أودعها الله تعالى في الماء لتكون دليلاً على دقَّة صنعه ولتكون آية تشهد على قدرته عزَّ وجلَّ. وتتجلَّى عَظَمَة هذه القوانين عندما نعلم بأن الله تبارك وتعالى قد حدثنا عنها في كتابه بمنتهى الكمال والوضوح!
القرآن يتحدث عن خزانات المياه تحت الأرض!
عندما نزل أحد العلماء إلى منجم للفحم يبلغ عمقه تحت سطح الأرض أكثر من ألف متر اكتشف وجود مياه تعود لملايين السنين! هذه المياه تسكن تحت الأرض منذ ملايين السنين وفيها أحياء لا زالت تعيش وتتكاثر بقدرة الله تعالى. والعجيب أن القرآن العظيم عندما حدثنا عن الماء استخدم كلمة دقيقة جداً من الناحية العلمية، يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ)[المؤمنون: 18].
وتأمل معي أخي القارئ كلمة(فَأَسْكَنَّاهُ)والتي تدل على المكوث لفترة طويلة، وهو ما نراه في المياه الجوفية ومياه الآبار والتي تبقى فترة طويلة ساكنة في الأرض دون أن تفسد أو تذهب.
وهنالك آية ثانية تشير إلى وجود خزانات ماء في الأرض، وهذه الخزانات لم يتم اكتشافها إلا حديثاً. يقول تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)[الحجر: 22]. وصدق الله تعالى القائل: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)فمن الذي أودع في الماء خصائص تجعله قابلاً للتخزين في الأرض آلاف السنين؟ ومن الذي أعطى لقشرة الأرض ميزات تجعلها تحتضن هذه الكميات الضخمة من المياه وتحتفظ بها؟ أليس هو الله؟!
شكل (1) إن الأمطار المتساقطة على الأرض تتسرب إلى مسامات التربة والفراغات بين الصخور، وتُختزن لآلاف السنين. لذلك نرى أن العلماء حديثاً يهتمون بالمياه الموجودة تحت سطح الأرض كخزانات ضخمة وموارد محتملة للمستقبل. وهذا ماحدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (وما أنتم له بخازنين).
القرآن يتحدث عن دورة الماء
بل إنك تجد أن الماء النازل من السماء والمختزن في الأرض يتفجر ينابيع وعيوناً[1]. يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ)[الزمر: 21]. وهنا أيضاً لو تأملنا كلمة (فَسَلَكَهُ)نجدها دقيقة جداً من الناحية العلمية، فالماء الذي ينزل من السماء يسلك طرقاً معقدة داخل الأرض، حتى إن العلماء اليوم يحاولون تقليد الاهتزازات التي يتعرض لها الماء خلال رحلته في الأرض وهذا السلوك للماء هو الذي يعطيه طعماً مستساغاً.
إن الماء عندما ينزل من السماء ويتسرب خلال تربة الأرض ويمر في مسامات التربة الأرضية وبين الصخور، تنحل فيه بعض المعادن والأملاح وهي مفيدة للجسم كما يقول الأطباء. ولذلك نجد البيان الإلهي دقيقاً هنا أيضاً.
يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]. فهذه الآية تربط بين الجبال الراواسي الشامخات أي ذات الارتفاع العالي، وبين الماء الفرات، وهذه الآية تشير إلى علاقة الجبال بنزول المطر وعلاقتها أيضاً بتنقية الماء حتى إن العلماء اليوم ينظرون إلى الجبال كأبراج ماء ضخمة[6].
فنحن اليوم نعيش في ظروف تلوث خطيرة بعد التطور الصناعي الكبير الذي رافقه إطلاق كميات ضخمة من الملوثات بسبب المصانع ووسائل النقل وما تطلقه من غازات سامة تضر بالبيئة والإنسان. ولذلك نجد أن ماء المطر اليوم لدى نزوله من الغيوم يمتص جزءاً من الملوثات الموجودة في الجو.
وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الماء عند مروره في طبقات التراب والصخور المختلفة تتم عملية التنقية الطبيعية له. وكلما زادت المسافة التي تقطعها قطرة الماء زادت درجة نقاوتها، وهنا تتجلى معجزة قرآنية في الماء العذب الفرات بالجبال الشامخة لأن المسافة التي يقطعها ماء المطر خلال الجبال العالية طويلة والماء الناتج أنقى وأكثر عذوبة.
شكل (2) لقد ربط القرآن بين الماء العذب والجبال العالية، وقد أثبت العلماء دور الجبال في نزول المطر وفي تنقية هذا الماء لنشربه بعد ذلك عذباً فراتاً. يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا).
القرآن يتحدث عن النظام المقدر للماء
في ظل المعرفة الحديثة لقوانين السوائل وبشكل خاص الماء نرى اليوم العلماء يؤكدون أن كل الماء الذي نراه على الأرض يدور دورة منضبطة ومقدّرة ومحسوبة. وهنالك قوانين فيزيائية تحكم حركة كل قطرة ماء خلال دورتها منذ نزولها من السماء وحتى تصل إلينا. وأن كل المراحل التي تمر فيها قطرة الماء ليست عشوائية بل تسير بنظام محكم.
وهنا أيضاً تتجلى معجزة قرآنية في الحديث عن هذا الأمر في قوله تعالى: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ) [الزخرف:1]. وتأمل معي كيف ربط البيان الإلهي بين نزول الماء من السماء وبين كلمة (بقدر) أي بنظام محسوب ومقدّر[5].
شكل (3) إن قطرة الماء الواحدة تحوي خمسة آلاف مليون جزيئه ماء!! وهذا العدد الضخم قد نظمه الله بنظام محكم ومقدر ومحسوب ولا يحيد عنه أبداً، ولذلك قال تعالى: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر)، أي بنظام وتقدير وحساب. وهذا ما يخبرنا به العلماء اليوم من خلال أبحاثهم التي اكتشفوا فيها أن النظام المائي على سطح الأرض شديد التعقيد والإحكام، وله قوانين ثابتة يقوم عليها.
وجه الإعجاز في آيات الماء
لقد ورد ذكر الماء في القرآن في عشرات المواضع، ولا نبالغ إذا قلنا إنه في كل آية من هذه الآيات معجزة! ولكن نكتفي بما رأيناه في هذا البحث ونعيد تلخيص المعجزات المائية:
1- تحدث القرآن عن الخزانات المائية الضخمة الموجودة تحت سطح الأرض والتي تزيد كميتها عن المياه العذبة في الأنهار، وذلك من خلال قوله تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)فهذه العبارة تتضمن إشارة إلى عمليات تخزين المياه في الأرض، وهذا الأمر لم يكن معروفاً زمن نزول القرآن.
2- تحدث القرآن عن المدة الزمنية الكبيرة التي يمكث فيها الماء في الأرض دون أن يفسد أو يختلط ويتفاعل مع صخور الأرض، وذلك في قوله تعالى: (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) ففي هذه العبارة إشارة إلى أن الماء يسكن في الأرض ويقيم فترة طويلة من الزمن على الرغم من وجود الأحياء الدقيقة والفطريات والأملاح والمعادن والمواد الملوثة تحت سطح الأرض، إلا أن الماء يبقى نقياً وماكثاً لا يذهب، أليس الله تبارك وتعالى هو من أودع القوانين اللازمة لبقاء الماء بهذا الشكل؟
3- القرآن تحدث عن دور الجبال في تنقية المياه، وهذا الأمر مل يكن لأحد علم به من قبل، وكلما كانت الجبال أعلى كان الماء أنقى، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]. ويعتبر الباحثون اليوم الجبال كأهم مصدر للماء العذب في القرن الحادي والعشرين[7].
4- تحدث القرآن عن العمليات المنظمة والمقدرة التي تحكم نزول الماء ودورته في قوله تعالى: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ) أي بنظام مقدّر ومضبوط ومحسوب.
وأخيراً عزيزي القارئ ألست معي في أن القرآن قد تحدث عن كل شيء وفصّله وبيّنه لنا؟ يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل: 89].
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن الكريم والسنّة النبوية
المراجع
[1]http://www.unep.org/vitalwater/03-water-cycle.htm
[2]http://www.tribuneindia.com/2003/20030531/windows/main1.htm
[4]http://www.awwa.org/Advocacy/learn/info/HistoryofDrinkingWater.cfm
[5]http://www.awwa.org/Advocacy/learn/info/425FactsAboutWater.cfm
  #898  
قديم 08-11-2013, 07:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

أسرار المياه في القرآن



الماء الطهور والماء الفرات والماء الأجاج
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
في هذا المقال سوف نرى بأن القرآن يتحدث أنواع المياه بدقة فائقة ويصنفها بما يتناسب مع درجة نقاوتها. فالقرآن يسمي الماء المقطر وهو ماء المطر بالماء الطهور ويسمي الماء العذب الذي نشربه من الأنهار والآبار بالماء الفرات ويسمي ماء البحر الذي يحتوي على نسبة عالية من الملوحة بالماء الأجاج، وقد ثبُت علمياً الفوارق الكبيرة بين هذه الأنواع، وهذا ما سنعيش معه الآن من خلال الفقرات الآتية. ونود أن نشير إلى أن قطرة الماء الواحدة تحوي خمسة آلاف مليون جزيء ماء!!! فكم تحوي بحار الدنيا؟
القرآن يتحدث عن الماء المقطر
يقول سبحانه وتعالى في محكم الذكر: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)[الفرقان: 48].فقد تأملتُ هذه الآية طويلاً ووجدتها تتحدث بدقة عن مواصفات ما يسميه العلماء بالماء المقطر. فقد اكتشف العلماء أن الماء الذي نشربه يحتوي على الكثير من المواد والأحياء. فكأس الماء الذي نظنه نقياً فيه ملايين الأحياء الدقيقة مثل البكتريا والفيروسات، وفيه مواد معدنية مثل الحديد والنحاس والألمنيوم والصوديوم والمغنزيوم والكالسيوم، وفيه أيضاً مواد عضوية مثل الكربون والتراب وغير ذلك... وكل هذا موجود فيما نسميه ماء نقياً [1]!
لقد اكتشف العلماء أيضاً أن هذا الماء يمكن تنقيته بتسخينه حتى درجة الغليان أي 100 درجة مئوية، ثم جمع البخار وتكثيفه وتبريده، والحصول على الماء المقطر الذي يكون نقياً لدرجة كبيرة. ويقولون أيضاً إن أفضل أنواع الماء المقطر هو ماء المطر، ولكن قبل سقوطه على الأرض وتلوثه بالملوثات الموجودة في الهواء.
لقد أفرزت حضارة هذا العصر الكثير من التلوث، حتى إن سقوط المطر ينظف الجو لأن ماء المطر وهو ماء مقطَّر يتميز بشراهته لامتصاص المواد، فيمتص من الجو غاز الكبريت وغيره من المواد والمعادن مثل الرصاص السام، وهكذا يكون طعم ماء المطر حامضياً. مع العلم أنه في الماضي كان ماء المطر نقياً لأن الجو لم يكن قد تلوث.
عندما ينزل ماء المطر على الأرض يتسرب عبر التربة وبين الصخور ويسلك مسارات معقدة جداً، وخلال رحلته يمتزج ببعض المعادن والأملاح الموجودة في الصخور، ويأخذ طعماً قلوياً شيئاً ما. ولذلك نجد أن طعم الماء المقطر غير مستساغ لأنه عديم الطعم، بينما طعم ماء الينابيع يكون مستساغاً.
شكل (1) يصرح العلماء اليوم أن ماء المطر هو ماء مقطر، هذا الماء النقي له خصائص مطهرة وهو مزيل ممتاز للأوساخ ويستطيع تطهير وتعقيم أي شيء. وقد صدق الله تعالى عندما سمّى الماء النازل من السماء بالماء الطهور، وهي تسمية دقيقة من الناحية العلمية (وأنزلنا من السماء ماء طَهوراً).
مواصفات ماء المطر
والآن سوف نعدّد بعض خصائص الماء النازل من السماء وهو ماء المطر. يعتبر ماء المطر ماء مقطراً مئة بالمئة فهو ناتج عن تبخر الماء من البحار وتكثفه على شكل غيوم ثم ينزل مطراً. لذلك هو ماء نقي تماماً. ماء المطر يستطيع نزع الأوساخ من على جلد الإنسان أكثر من الماء العادي، لذلك يعتبر هذا الماء مادة معقمة ومطهرة تستخدم في الطب. وهو خالٍ من الفيروسات والبكتريا، وهو أيضاً ماء يمتلك خاصية امتصاص المعادن والغازات والغبار وأي مادة تصادفه بنسبة كبيرة، لذلك هو مادة مطهرة للجوّ أيضاً [2]!
وبعد معرفتنا لهذه الصفات نجد أنها تجتمع في كلمة واحدة هي التي عبر بها القرآن عن حقيقة ماء المطر في قوله تعالى:(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)[الفرقان: 48].فكلمة (طَهَرَ) في اللغة تعني إزالة الأوساخ والنجاسات والتنزه عنها كما في القاموس المحيط.
الماء الفرات
ولكن هنالك صفة جديدة لهذا الماء يحدثنا عنها العلماء وهي أنه ماء يستطيع أن يجدد الخلايا في الجسم بشكل أكبر من الماء العادي. أما علماء الطاقة فيؤكدون أن ماء المطر يمتلك كمية أكبر من الطاقة، وهذا ما ينعكس إيجابياً على الحالة النفسية للإنسان.
شكل (2) لقد سمّى الله تعالى ماء الأنهار والماء المختزن تحت الأرض والذي نشربه بالماء الفرات، أي المستساغ الطعم، بينما سمّى ماء البحر بالأجاج للدلالة على ملوحته الزائدة، وسمى ماء المطر بالماء الطهور، وبذلك يكون القرآن أول كتاب يعطينا تصنيفاً علمياً للمياه.
وليس غريباً أن نجد القرآن يحدثنا عن هذه الخصائص بشكل واضح في قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)[الأنفال: 11].هذه الآية تتحدث عن ماء المطر من خلال قوله تعالى: (مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)وتحدثنا عن خاصية التطهير الموجودة في هذا الماء في قوله عز وجل: (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ)وتحدثنا عن خاصية الطاقة التي يمتلكها هذا الماء وتؤثر على الإنسان في إعطائه الدفع والقوة لتثبت قدماه عند لقاء العدو، أي الحديث هنا عن الطاقة التي يستطيع الإنسان بواسطتها المواجهة أكثر[1]، وذلك في قوله تعالى: (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ).
بينما نجد القرآن يفرق بين كلمة (طَهوراً) وكلمة (فُراتاً) في آياته. يقول تعالى: (وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا)[المرسلات: 27]. فالماء الذي نشربه من الأنهار والينابيع والآبار ماء عذب ومستساغ المذاق لأنه يحوي كمية من المعادن مثل الحديد الذي يجعل طعم الماء حلواً. وهذا يناسبه كلمة (فُراتاً)، و(الماء الفرات) في اللغة هو الماء المستساغ المذاق كما في المعاجم اللغوية. بينما الماء النازل من السماء هو ماء مقطر يمتلك خصائص التعقيم والتطهير وليس له طعم! لذلك وصفه البيان الإلهي بكلمة (طَهوراً).
فالماء عندما ينزل من السماء يكون طهوراً ثم يمتزج بالمعادن والأملاح في الأرض ليصبح فراتاً. وحتى عندما يتحدث القرآن عن مياه الأنهار نجده يستخدم كلمة (فراتاً) ولا يستخدم كلمة (طَهوراً) لأن ماء النهر العذب يحتوي على كثير من المعادن المحلولة فيه، يقول تعالى:(وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) [فاطر: 12].
الماء الأجاج
لقد استوقفني قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) [فاطر:12]. وتساءلتُ: لماذا أعطى الله تعالى لكل نوع من هذين النوعين صفتين:(عَذْبٌ فُرَاتٌ) – (مِلْحٌ أُجَاجٌ). فنحن نعلم بأن ماء النهر (عذب)، فلماذا أضاف الله صفة ثانية وهي (فرات)؟ وكذلك ماء البحر (ملح) فلماذا أضاف الله له صفة ثانية وهي (أجاج)؟ وفي الوقت نفسه وصف الله تعالى ماء المطر بصفة واحدة فقط وهي (طهوراً)، فهل هنالك تكرار في القرآن أم إعجاز؟
لقد لقد وجدتُ بأن علماء المياه عندما يتعاملون مع الماء لا يكتفون بإطلاق صفة العذوبة أو الملوحة على الماء. فكل المياه التي نراها على الأرض سواء في الأنهار أو البحيرات أو مياه الآبار جميعها تحوي أملاحاً بنسبة لا نكاد نشعر بها، ولكنها لا تغيب عن الله تعالى وهو خالقها!
لذلك جاء البيان الإلهي بصفة ثانية وهي (فرات) أي مستساغ المذاق بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه والتي تعطي الماء طعمه المعروف. وبالمقابل نجد أن صفة (ملح) لا تكفي لوصف ماء البحر بشكل دقيق فأتبعها الله تعالى بصفة ثانية وهي (أجاج) أي زائد عن الحد، وهذه الكلمة من فعل (تأجّج) أي زاد وبالغ كما في معاجم اللغة العربية. ولكن هل تكفي صفة واحدة وهي (طهوراً) لوصف ماء المطر؟ نعم لأن ماء المطر كما رأينا هو ماء نقي ومقطر ولا طعم له أو رائحة، ولذلك تكفيه صفة واحدة.
شكل (3) ماء البحر هو الماء الأجاج، وفي اللغة الفعل (أجَجَ) يعني زاد عن الحدّ، وهذا ما نجده في مياه البحر التي تحتوي على درجة ملوحة زائدة. وصف الله تعالى ماء البحر بأنه (ملح أجاج)، لأن كلمة (ملح) لوحدها لا تكفي، فالمياه العذبة تحوي على نسبة من الملوحة، ولكننا لا نحس بها!
وجه الإعجاز
ويتجلى وجه الإعجاز في أن القرآن يستخدم كلمة (طَهوراً) مع الماء النازل من السماء لأنه ماء نقيّ، وهو ما يسميه العلماء بالماء المقطر ويعدّونه مادة مطهرة. بينما كلمة (فراتاً) لا يستخدمها الله تعالى مع ماء السماء أبداً، بل مع الماء الذي نشربه. لأن ماء الأنهار ليس نقياً مئة بالمئة، بل هنالك بعض الأملاح والمعادن المنحلة فيه والتي تعطيه طعماً مستساغاً.
ولو تأملنا حديث القرآن عن ماء البحر نجد كلمة (أجاج) للدلالة على الملوحة الزائدة فيه. والقرآن لا يكتفي بإطلاق صفة الملوحة على ماء البحر، أي لم يقل ربنا سبحانه (وهذا ملح) بل قال: (وهذا ملح أجاج). لأننا من الناحية العلمية إذا قلنا إن هذا الماء يحوي أملاحاً فإن هذا لا يعني شيئاً لأن كل المياه على الأرض فيها أملاح بنسبة أو أخرى، ولذلك يجب أن نحدد نسبة الملوحة فيه، وهذا ما فعله القرآن.
هنالك شيء آخر وهو أن القرآن أول كتاب تحدث عن خاصية التطهير الموجودة في ماء المطر أو الماء المقطر، وهذه الصفة كما قلنا لم تُستخدم في القرآن إلا مع ماء السماء. بينما نجد كتب البشر لا تفرق بين الماء العذب والماء الطهور والماء الفرات، بينما القرآن ميز بينها ووضع كل كلمة في مكانها الدقيق.
فسبحان الذي أحكم آيات كتابه وكلماته وكل حرف من حروفه! والسؤال الذي نودّ أن نوجهه لأولئك المشككين بإعجاز القرآن: لو كان القرآن من تأليف بشر هل استطاع التمييز بين هذه الكلمات في ذلك العصر؟؟ إذن نستطيع القول بأن القرآن تحدث عن مواصفات وخصائص الماء قبل أن يكتشفها علماء الفيزياء بقرون طويلة. أي أن القرآن هو أول كتاب يفرّق بين أنواع المياه، أليس هذا دليلاً مادياً على أن القرآن صادر من الله تبارك وتعالى؟؟
المراجع
ـــــــــــــــــــــ
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن الكريم والسنّة النبوية
حمص- سورية - جوال 652879 095
  #899  
قديم 08-11-2013, 07:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

التصوير القرآني لأضرار الصعود في الفضاء


بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم
رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة
يقول الله تعالى في كتابه المجيد : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّد فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(.
أورد النيسابوري في " غرائب القرآن ورغائب الفرقان " قول الليث حول شرح الصدر وضيقه : شرح الله صدره فانشرح، أي : وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو : أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوى طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة : سعة الصدر" وإن حصل في القلب علم أو أعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راحجة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس بنوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال " ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه.
وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام.
وفي معنى قول الله تبارك وتعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)يقول ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم) : وقال ابن المبارك عن ابن جريج : ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله، حتى لا يستطيع أن تدخله، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه. ويورد النيسابوري قول الزجاج " الحرج " في اللغة أضيق الضيق، ثم (يصّعَّد في السماء) كأنما يزاول أمراً غير ممكن، لأن صعود السماء يمتنع ويبعد عن الاستطاعة، فكان الكافر في نفوره من الإسلام وثقله عليه بمنزلة من يتكلف الصعود إلى السماء... وأما كلام النيسابوري بعدم الاستطاعة على صعود البشر السماء فثبت خطأه في القرن العشرين الميلادي، إذ استطاع البشر أن يصعدوا في طبقات السماء " الأولى " ويجوزوا الفضاء ويتجولوا بين أجرامه.
ونعود إلى كلام النيسابوري في شرح وتفسير قول الله تبارك وتعالى : (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام : 125]، أي : كما جعل ضيق الصدر في قلوبهم، كذلك يجعل الرجس عليهم. أما الرجس فتنوع معانيه عند المفسرين، بين الشيطان، وما لا خير فيه، والعذاب، واللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة.
ومن المفسرين المحدثين محمد الطاهر بن عاشور الذي يقول في تفسيره المسمى (التحرير والتنوير) : إن حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام، بحال الصاعد، فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود... والسماء يجوز أن تكون بمعناها المتعارف ويجوز أن تكون الجو الذي يعلو الأرض.
ويقول الدكتور : محمد محمود حجازي في (التفسير الواضح) : فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا وطلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإن يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو..... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب.
في هذه الآية القرآنية [125/سورة الأنعام] معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حاله معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ونوجز شرح هذا فيما يلي:

اكتشف تورشيللي (1608ـ 1647م) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي حتى يصل ارتفاعه إلى 76سم [30بوصة] فقط . وعلى هذا الأساس أمكن استنتاج أن عموداً مماثلاً من الهواء وزنها مساوٍ لوزن كمية الزئبق الموجودة في الأنبوب، وذلك حتى ارتفاع 76سم. وأكد تورشيللي صحة نظريته بأن حمل عموداً من الزئبق إلى قمة جبل من الغلاف الجوي قد أصبح آنذاك تحته، ومن ثم فلن يبذل هذا الجزء أية قوة على عمود الزئبق.
ثم توصل الإنسان إلى أنه كلما ارتفع عن مستوى سطح البحر كلما نقص وزن الهواء، وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء انخفاض كثافته من جهة أخرى.. ويتأثر هذا ـ أيضاً ـ تبعاً لاختلاف درجة الحرارة... ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذا الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية...!!!
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا . وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي ( الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً.
ولقد ثبت أن الضغط الجوي يقل مع الارتفاع عن سطح الأرض، بحيث ينخفض إلى نصف قيمته تقريباً كلما ارتفعنا مسافة 5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر، بشكل مطرد. وطبقاً لهذا، فإن الضغط الجوي ينخفض فيصل إلى ربع قيمته على ارتفاع 10 كيلومترات، وإلى 1% من قيمته الأصلية على ارتفاع 30 كيلومتراً .
كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً ذريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريبا من سطح الأرض.
ومن ناحية أخرى، فإن الأكسجين يقل في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى، نظراً لنقصان مقادير الهواء، فإذا كان الأكسجين عند السطح 200 وحدة مثلاً، فإنه على ارتفاع 10 كيلومترات ينخفض فيصل إلى 40 وحدة فقط، وعلى ارتفاع 20 كيلومتر يزداد نقصانه لتصبح قيمته 10 وحدات فقط، ثم تصل قيمته إلى وحدتين فقط على ارتفاع 30 كيلومترا.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص غاز الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.
كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة ـ بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك، فيظن الصاعد في تلك الطبقات أنه قد أصابه سحر أفقده القدرة على الإبصار، وقد يكون هذا ما يشير إليه القرآن الكريم : (ولو فتحنا عليهم ..
ونعود إلى الآية الرئيسية في موضوعنا، وهي قول الله تعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأنعام :125].
لنرى كم هي بليغة، وكم هي معجزة، فهي بليغة إذ تشبه حال الكافر المعاند الذي يكابر ويرفض هداية الله،وإتباع الوحي الذي أنزل على خاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الكافر المعاند المكابر يضيق صدره كلما ابتعد عن هدي الله، أي : كلما ضل عن الطريق الإسلامي، وقد سبق أن أشرنا إلى " الحرج " بأنه أضيق الضيق، فهل تجد بعد هذا بلاغة وقوة في التعبير والتشبيه؟!
كما أنها آية معجزة، إذ أوضحت ظاهرة جوية وحقيقة فضائية لم يتوصل العلماء إلى معرفتها إلا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين، وهي الضيق والاختناق لكما أرتفع الإنسان في طبقات الجو، أي : في السماء والسماء هي كل ما علاك، وهي المعنى المعروف لمعظم الناس، وهو من المعاني الصحيحة لهذه الكلمة القرآنية .. وسبحان من هذا كلامه.
  #900  
قديم 08-11-2013, 07:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

زمزم لما شربت له



بقلم الدكتور زغلول النجار
قال صلى الله عليه وسلم :
1." إنها مباركة، إنها طعام طعم وشفاء سقم " [ورد في الطبراني في الكبير برواية عبد الله بن عباس، تصحيح السيوطي :حسن ].
  • " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم: فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم. وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقبة حضرموت، كرجل الجراد من الهوام: يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال به"[أورده الطبراني في الكبير عن ابن عباس، تصحيح السيوطي : حسن ].
  • " ماء زمزم لما شرب له: فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وهي هزمة جبريل، وسقيا إسماعيل" [الدارقطني في السنن والحاكم في المستدرك عن ابن عباس، تصحيح السيوطي: صحيح].
  • روى ابن ماجة في سننه (كتاب المناسك، حديث 3053) قال : حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم قال : قال عبد الله ابن المؤمن أنه سمع أباً الزبير يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ماء زمزم لما شربت له " .
شرح الحديث :
بئر زمزم فجرها جبريل (عليه السلام ) بأمر من الله تعالى تكريماً لأم إسماعيل ورضيعها اللذين تركهما نبي الله إبراهيم (عليه السلام ) بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، وعندما هم بالانصراف فزعت هذه السيدة الصالحة من قفر المكان، وخلوه من الماء والنبت والسكان، فجرت وراء زوجها تسائله: إلى من تكلنا؟
إلى من تتركنا في هذا المكان القفر ؟ قال إلى الله عز وجل، قالت قد رضيت بالله عز وجل، ثم سألته بثقتها فيه، ويقينها بأنه نبي مرسل : الله أمرك بهذا ؟ فأجاب بنعم واستمر في سيرته، حتى غاب عن زوجته وولده فاستقبل بوجهه البيت ودعا الله لهما بالأنس والرزق والستر. وقفلت أم إسماعيل راجعة وهي تقول: إذاً فلن يضيعنا، ورداً على هذا الإيمان العميق بالله، واليقين الصادق بقدرته ورحمته، ومعيته أكرمها ربنا (تبارك وتعالى ) بتفجير هذه البئر المباركة بغير حول منها ولا قوة ...!
وخروج بئر وسط صخور نارية ومتحولة شدية التبلور، مصمطة، لا مسامية فيها، ولا نفاذية لها في العادة، أمر ملفت للنظر، والذي هو أكبر من ذلك وأكثر أن تظل هذه البئر تتدفق بالماء الزلال على مدى أكثر من ثلاثة آلاف سنة على الرغم من طمرها وحفرها عدة مرات على فترات ويبلغ معدل تدفقها اليوم ما بين 11، 18.5لتراً في الثانية فهي بئر مباركة، فجرت بمعجزة.
كرامة لسيدنا إبراهيم، وزوجته، وولده (عليهم جميعاً من الله السلام ).
ولم يعرف مصدر المياه المتدفقة إلى بئر زمزم إلا بعد حفر الأنفاق حول مكة المكرمة، حين لاحظ العاملون تدفق المياه بغزارة في تلك الأنفاق من تشققات شعرية دقيقة، تمتد لمسافات هائلة بعيداً عن مكة المكرمة وفي جميع الاتجاهات من حولها، وهذا يؤكد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنها نتجت عن طرقة شديدة وصفها بقوله الشريف:
هي : (هزمة جبريل، وسقيا الله إسماعيل)، والهزمة في اللغة الطرقة الشديد.
وبئر زمزم هي إحدى المعجزات المادية الملموسة الدالة على كرامة المكان، وعلى مكانة كل من سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل. وأمه الصديقة هاجر عند رب العالمين وسيدنا إبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن وأبو الأنبياء، وسيدنا إسماعيل هو الذبيح المفتدى بفضل من الله (تعالى) والذي عاون أباه في رفع قواعد الكعبة: المشرفة وانطلاقاً من كرامة المكان، وعميق إيمان المكرمين فيه، كان شرف ماء زمزم الذي وصفه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله " ماء زمزم لما شرب له "، وبقوله : " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام طعم، وشفاء سقم " .
ويروى عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله تبارك وتعالى عنها ) أنها كانت تحمل من ماء زمزم كلما زارت مكة المكرمة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل منه كذلك ليسقي المرضى، ويصب على أجزاء أجسادهم المصابة فيشفون وتشفى أجسادهم بإذن الله .
ولقد جاء في كتاب " فيض القدير" في شرح حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) الذي يقول فيه : " ماء زمزم لما شرب له " .
ما نصه : " وأما قوله (لما شرب له ) فلأنه سقيا الله وغياثه لولد خليله، فبقى غياثاً لم بعده، فمن شربه بإخلاص وجد ذلك الغوث، وقد شربه جمع من العلماء لمطالب فنالوها" .

وذكر ابن القيم (رحمه الله ) في كتابه (زاد المعاد) " وقد جربت أنا وغيري من الأستشفاء بما زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرئت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر أو الأكثر، ولا يجد جوعاً.
وذلك تصديقاً لوصف المصطفى صلى الله عليه وسلم لهذا الماء المبارك بقوله : " فيه طعام طعم وشفاء سقم ".
وذكر الشوكاني (رحمه الله ) في كتابه ( نيل الأوطار ) ما نصه : " قوله (ماء زمزم لما شرب له ) فيه دليل على أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله، سواء كان في أمور الدنيا أو الآخرة لأن (ما) في قوله (لما شرب له ) من صيغ العموم "، وقد دونت في زماننا أحداث كثيرة برئ فيها أعداد من المرضى بأمراض مستعصية بمداومتهم على الارتواء من ماء زمزم.
وقد أثبتت الدراسات العلمية التي أجريت على ماء بئر زمزم أنه ماء متميز في صفاته الطبيعية والكيميائية، فهي ماء غازي عسر، غني بالعناصر والمركبات الكيميائية النافعة التي تقدر بحوالي (2000) ملليجرام بكل لتر، بينما لا تزيد نسبة الأملاح في مياه آبار مكة وآبار الأودية المجاورة عن 260ملليجرام بكل لتر، مما يوحي ببعد مصادرها عن المصادر المائية حول مكة المكرمة، وبتميزها عنها في محتواها الكيميائية وصفاتها الطبيعة.
صورة لماء زمزم وهي تتدفق من البئر
والعناصر الكيميائية في ماء زمزم يمكن تقسيمها إلى أيونات موجبة وهي بحسب وفرتها تشمل : أيونات كل من الصوديوم (حوالي 250ملليجرام /لتر)، والكالسيوم (حوالي 200ملليجرام /لتر ) والبوتاسيوم(حوالي 120 ملليجرام /ليتر) والمغنسيوم (حوالي 50ملليجرام /ليتر)، وأيونات سالبة وتشمل أيونات كل من الكبريتات (حوالي 372 ملليجرام /ليتر) والبيكربونات (حوالي 366ملليجرام /ليتر).
والنترات (حوالي 273/لتر)، والفوسفات (حوالي 0.25ملليجرام /ليتر)، والنشادر (حوالي 6ملليجرام/لتر) .
وكل مركب من هذه المركبات الكيميائية له دوره المهم في النشاط الحيوي لخلايا جسم الإنسان، وفي تعويض الناقص منها في داخل تلك الخلايا، ومن الثابت أن هناك علاقة وطيدة بين اختلال التركيب الكيميائي. لجسم الإنسان والعديد من الأمراض. ومن المعروف أن المياه المعدنية الصالحة وغير الصالحة للشرب قد استعملت منذ قرون عديدة في الاستشفاء من عدد من الأمراض من مثل أمراض الروماتيزم، ودورها في ذلك هو في الغالب دور تنشيطي للدورة الدموية، أو دور تعويضي لنقص بعض العناصر في جسم المريض.
والمياه المعدنية الصالحة للشرب ثبت دورها في علاج أعداد غير قليلة من الأمراض من مثل حموضة المعدة، عسر الهضم، أمراض شرايين القلب التاجية(الذبحة الصدرية أو جلطة الشريان التاجي)،وغيرها، أما المياه المعدنية غير الصالحة للشرب فتفيد في علاج العديد من الأمراض الجلدية، والروماتيزمية، والتهاب العضلات والمفاصل وغيرها.
وقد ثبت بالتحاليل العديدة أن كلا من ماء زمزم، والصخور والتربة المحيطة بها، خالية تماماً من أية ميكروبات حتى من تلك التي توجد عادة في كل تربة .
فسبحان الذي أمر جبريل (عليه السلام ) بشق بئر زمزم فكانت هذه البئر المباركة، وسبحان الذي أمر الماء بالتدفق إليها عبر شقوق شعرية دقيقة،تتحرك إلى البئر من مسافات طويلة، وسبحان الذي علم خاتم أنبيائه ورسله بحقيقة ذلك كله، فصاغه في عدد من أحاديثه الشريفة التي بقيت شاهدة له صلى الله عليه وسلم بالنبوة وبالرسالة .
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 267.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 261.98 كيلو بايت... تم توفير 5.81 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]