تربية الأبناء على تعظيم العشر

[ابوالوليد المسلم]

تربية الأبناء على تعظيم العشر



العشر من ذي الحجة موسم تزداد فيه الدرجات ويستدرك العبد ما فات، وهي من أفضل الأيام التي يحب الله فيها الأعمال الصالحات وتجتمع فيها العبادات: ففيها الصلوات، كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول، وفيها الصوم لمن أراد التطوع أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى بيت الله الحرام و لا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء التي تدل على التوحيد.
فأرجو أن نرى اهتمام أبنائنا ينصب على الاستغلال الأمثل لهذه الأيام ويستبقون فيها الخيرات ويسارعون إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين بالأعمال الطيبة ومنها الحج: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» متفق عليه، ولحديث: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» رواه الترمذي.
- استحباب الصيام في التسعة أيام ولو يوم عرفة الذي صيامه يكفر سنتين السنة التي قبله والسنة التي بعده، وهو يوم يعتق الله فيه العباد من النار، ولحديث: «مامن عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه من النار سبعين خريفا» أخرجه البخاري ومسلم.
- وتستحب قراءة القرآن فهي تجارة لن تبور، ففي الحديث: «لئن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أية أو يقرأ أيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل».
- وتستحب صلاة التطوع والنوافل.. ففي الأثر: «الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر» صحيح الجامع، والحديث: «ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن» صحيح الجامع.
- ويستحب الذكر وترطيب اللسان بالتهليل والتكبير والتحميد والاستغفار قال تعالى: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام}.
- وتستحب الصدقة ولو باليسير إغاثة للملهوف وإطعاماً للجائع وتفريحاً للمؤمن وإدخالاً للسرور على نفسه وطرداً لهم عنه وتفريجاً للكرب لينال المتصدق البر ويضاعف له الأجر ويحبه الله عز وجل ويحبه الخلق، ويزكي ماله ونفسه ويغفر الله ذنبه ويتحرر من عبودية الدرهم والدنيار ويحفظه في نفسه وماله وولده فعن ابي عمر] أن رجلا سأل رسول الله[ أي الناس وأي العمل أحب إلى الله، فقال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناراً أو تطرد عنه جوعا»، رواه الطبراني.
- ويستحب الدعاء ولا سيما يوم عرفة فقال[: «خير الدعاء يوم عرفة خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» أخرجه الترمذي.
- ويستحب أن نعلم أبناءنا على الأضحية والمشاركة فيها ومصاحبتنا لاختيار أنفسها، فالأضحية شرعت تقربا إلى الله بدمائها، وتصدقا على الفقراء بلحمها، وشكراً له على أن أبقانا أحياء، وهي شعيره من شعائر الإسلام ورمز للتضحية والفداء وسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، وهي أحب الأعمال إلى الله يوم العيد وأيام التشريع.
- وأخيراً تستحب التوبة والبعد عن المعاصي في هذه الأيام وفي كل زمان يرجع العبد إلى ربه عز وجل الذي يفرح بتوبة عبده، والفرار واللجوء إليه والإقلاع عن الذنب والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة وإرجاع حقوق الآدميين والإكثار من الحسنات التي تذهب السيئات والإخلاص في التوبة.


اعداد: د.بسام خضر الشطي