متى تتعلم الإنجليزية؟

[ابوالوليد المسلم]

متى تتعلم الإنجليزية؟


صالح الشناط


هو أشبه بالحلم لم يخرُجْ إلى دائرة الحقيقة لدى الكثيرين، تعلُّمُ اللغة الإنجليزية، كم بدأنا وما انتهينا؟ علَّمونا وما تعلَّمْنا؟ عوامل كثيرة أخَّرت من خروج ذلك الحلم إلى عالم الحقيقة، آن أن تتبع الخطوات، وتتجاوز العقبات؛ من تعليم خاطئ، ومُعلِّم قاصر، وتدني الهِمَم، وعدم وجود الدوافع الكافيَة.

إنَّ العالم يتَّجه اليوم إلى تعليم اللغة الإنجليزية بشكل كبير، فنَكاد نرى أنَّ كل دولة في العالم تضع في مناهجها الدراسية اللغةَ الإنجليزيَّة؛ حيث تُعتبر اللغة الإنجليزية لغةً عالميةً مُنتشرةً حول العالم؛ إذ إنَّ معظم دول العالم تتحدَّث الإنجليزية كلغة ثانية إلى جانب لغتها الأم؛ حيث نجد أنَّ أي شخصٍ يذهب إلى دولة أخرى يتحدَّث باللغة الإنجليزية، وهي اللغة المستخدمة في العلوم والطبِّ ومختلف العلوم الأخرى؛ إذ نجد أن المقالات العلمية والكتب العلمية الحديثة تصدُر باللغة الإنجليزية، وهي لغةٌ تعزيزيَّة للتفكير والإبداع.

ويُتيح تعلمُها الفُرَص أمام التعليم الخارجي أو فُرَص العمل؛ حيث إنَّ التعليم في الجامعات الخارجية والدولية يتطلَّب أن يكون لدى الشخص مهاراتٌ عالية في اللغة الإنجليزيَّة، كما أن أصحاب العمل يُفضِّلون الأشخاص الذين يُجيدون ويُتقنون اللغة الإنجليزية أكثرَ من الأشخاص الذين لا يَمتلكون مهاراتها، وهي لغة الإنترنت؛ حيث إن العديد من المواقع الإلكترونية تكون باللغة الإنجليزية، ولا يوجد خيار للغة ثانية، وهي لغة التعليم في جميع الجامعات حتى الجامعات العربية؛ حيث نجد أن مُعظم التخصُّصات تُدرَّس باللغة الإنجليزية.

ولعلَّ على رأس تلك الفوائد هي أن تُمارس الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ونشر تعاليم الإسلام بشكل أكبر؛ حيث إن الكثيرين في الغرب يَجهلون الإسلام ولا يَعرفون شيئًا عنه، بل وكثير وصَلتْه صورةٌ مشوَّهة عنه.

إذا أردت تعلُّم اللغة الإنجليزية فلا بدَّ أن تتوفَّر لديك أركان ثلاثة؛ هي: الدافع: Motivated، الخطوات: Steps، المُثابَرة: perseverance.

الدافع Motivated:
عليك أن تقف مع نفسك وقفة مُصارَحة وتُسائلها بالفعل: لماذا أريد تعلم اللغة الإنجليزية؟ هل هي مجرد رغبة في تعلُّم لغة ثانية؟ كلنا يحب تعلُّم لغات ولغات، ولكن الأمر ليس مقتصرًا على الأمنيات، فما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركه، إذا لم يتوفَّر الدافع الكبير لتعلُّم اللغة فإنَّك لن تتعلَّمها، ضع ورقةً وأَمسِك قلمًا، واكتب دوافعك وأهدافك من تعلم اللغة: أريد أن أدعوَ إلى الإسلام، وأزيل التشوُّه من عقول الغرب عنه، أريد أن أكتسِبَ الصداقات من شعوب أخرى، أريد كسب الثقافة من خلال قراءة العلوم باللغة الإنجليزية، أريد أن أُبدع في فنٍّ معيَّن من خلال تعلم اللغة... أهداف ودوافع كثيرة إن وجد بعضها تعلَّمتَ الإنجليزية.

قبل أن توجد الهواتف الجوالة بهذه الكثرة، كنا وكان آباؤنا يَحتفظون بدفتر صغير يَكتبُون عليه الأرقام، أو دفتر آخر في البيت، فلو كان من يستخدمها في حينها يكرِّر طلب رقم معين، وكلَّما أراده فتح ذلك الدفتر، لو عزم على حفظ الرقم لحفِظه، أما أنه لا يريد، ولا يوجد دافع لحفظه، فلن يحفظه، إذًا فلنعزم على تعلم اللغة.

الخطوات Steps:
بعد أن تجد في نفسك الدافع أو الدوافع لتعلُّم اللغة الإنكليزية، يطرح سؤالٌ نفسَه: من أين أبدأ؟! ما هي الخطوات؟ نعم؛ لا بدَّ من معرفة طريق البداية، وإيجاد آلية لتعلم اللغة.
لا شكَّ أن أخذها من خلال معلِّم يُسهِّل الأمر كثيرًا، أو أن تَلتحق بمركز لتعلم اللغة الإنكليزية، إلى جانب ذلك، أو إن لم يوجد ذلك، فعليك باستخدام الإنترنت.
قبل أن يوجد الإنترنت والفيديوهات التعليمية كنا نشتري الكتاب ومعه الأشرطة، وكان ثمنه غاليًا، أما الآن فصارت بالمجان!
ابدأ من قنوات اليوتيوب بتعلم الأحرف، وحفظ الكلمات، والمحادَثات المترجمة، ومُشاهَدة الأفلام المترجمة، ولا تبدأ من القواعد، فإن بدأتَ من القواعد لن تشعر بالمُتعة، بل سيصيبك المللُ، وستَجد المشقة، بعد أن تحفظ قرابة 1000 كلمة من أكثر الكلمات استخدامًا، وتعرف القواعد البسيطة، انتقل إلى القواعد، ولا تَستحي في البداية أن تشاهد الحلقات الكارتونية للأطفال وتتعلم منها، فإننا أطفال في الإنجليزية، وأنصحك كمبتدئ ببعض القنوات: اللسان الإنجليزي، Learn English with Ehab ، دروس أونلاين، English For Children، ثم ستجد نفسك تتنقل من هذه القنوات إلى قنوات أخرى، واحرص على الإكثار مِن القراءة، والمحادَثة مع من يعرف الإنجليزية، ولو تكرَّر خطؤك، ثم حوِّل كل ما حواليك إلى الإنجليزية: الهاتف، الواتس آب، الفيسبوك، التويتر، الكمبيوتر.

المثابرة perseverance:
لماذا الكثيرون يتمنَّون تعلم اللغة الإنجليزية ولم يتمكنوا من ذلك؟
الجواب:
لو كان الأمر سهلًا لتعلمها الجميع، ولكنها تحتاج إلى جهد ومُثابرة؛ كما قال المُتنبِّي:
لولا المشقَّةُ ساد الناسُ كلُّهم!

وله أيضًا:
وإذا كانتِ النُّفوسُ كبارًا ♦♦♦ تَعِبتْ في مُرادِها الأجسامُ

وقال:
ولم أرَ في عيوبِ النَّاسِ عيبًا ♦♦♦كنقصِ القادِرين على التَّمامِ
خصِّص وقتًا لتعلم اللغة، ولا تَنقطع عنه؛ فإنَّ الانقِطاع قد يطول، واستعِن بالله ولا تَعجِز، إذا أردتَ أن تُعطيك اللغة عليك أن تعطيها الوقت والجهد، واجعل النيةَ خالصة، واعلم أنه ليس مقبولًا منك أن تبقى سنواتٍ طويلةً في تحقيق أمرٍ تُريده وأنتَ لم تبدأ بعدُ!