استثمار الطاقات وتكامل الأعمال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854759 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389649 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2019, 12:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي استثمار الطاقات وتكامل الأعمال

استثمار الطاقات وتكامل الأعمال


لبنى شرف




دار يوماً نقاشٌ بيني وبين إحدى الأخوات حول أهمية استخراج كل فردٍ مكنونَ الطاقة والموهبة التي لديه لينفع بها أمته، ولكننا اختلفنا في الأسلوب والمنهج الذي على الفرد أن ينهجه ليفيد أمته بما لديه من طاقات. فكان رأيها أن على كل فرد أن يُخرج طاقته ويستثمرها دون أن ينتظر مساعدة من أحد، وكذلك كان رأي أختٍ أخرى في حديث آخر؛ أن على المرء أن يستغني عن الناس قدر المستطاع.



أيها الإخوة، أنا أرى أن التفكير بهذه الطريقة سيزيد من الفرقة بين أفراد الأمة، لأن كلاً سيعمل على حدة، والأصل في الأمة المسلمة أن تكون مجتمعة ومتآلفة ومتعاونة ومتعاضدة، يرفد بعضها بعضاً، ويساعد بعضها بعضاً، فما دامت المواهب والاستعدادات والإمكانات متفاوتة بين الأفراد، فلابد من أن يحتاج كلٌّ إلى الآخر، وهذه سنة الله في خلقه، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: 32].


فهذا آتاه الله علماً أو عقلاً راجحاً، وذاك مالاً، وذاك قوة في البدن...، ولولا هذا لما استقامت الحياة على سطح الأرض!. يقول سيد قطب رحمه الله: ((وطبيعة هذه الحياة البشرية قائمة على أساس التفاوت في مواهب الأفراد والتفاوت فيما يمكن أن يؤديه كل فردٍ من عمل؛ والتفاوت في مدى إتقان هذا العمل. وهذا التفاوت ضروري لتنوع الأعمال المطلوبة للخلافة في هذه الأرض)).


ثم إن الاستغناء المطلق عن الناس أمر مستحيل، وهذا لا يحتاج إلى دليل فيما أرى، إنما الاستغناء المطلوب الذي حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو الاستغناء في الأمور الشخصية والفردية التي بمقدور المرء فعلها دون مساعدة من أحد، وفي الأمور التي تحتاج إلى سعيٍ وحركة والتي أيضاً تكون ضمن وسع المرء وطاقته، إن كان في كسب الرزق أو غير ذلك من أمور الحياة وحاجات المرء فيها، فطلب العون في مثل هذه الأمور لا يكون إلا من باب الكسل والتواكل والاعتماد على الغير، أو الرضا بالمرتبة الدنيا واليد السفلى التي تأخذ وتستجدي الناس؛ قال عليه الصلاة والسلام لمولاه ثوبان: لا تسأل الناس شيئاً. قال : فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب، فلا يقول لأحد: ناولنيه؛ حتى ينزل فيأخذه.. [صحيح، الألباني صحيح الترغيب: 813].


ولكن الأمر مختلف بالنسبة لقضايا الأمة، فاستغناء المرء هنا عن إخوانه، والاكتفاء بالعمل الفردي أمر مرفوض؛ لأن العمل للنهوض بالأمة يحتاج إلى تكاتف الجهود وتكامل المواهب والطاقات والاستعدادات والإمكانات، حتى تتكامل الأعمال وتُستثمر الطاقات بفعالية أكبر وبوقت وجهد أقل.


أريد أن أضرب مثالاً لما أقول حتى تتضح الصورة أكثر:

الآن، لو أن زيداً من الناس كانت طاقته في عقله، وكانت موهبته في قدرته على إعطاء أفكار متميزة جدًّا ورائعة، ولديه أيضاً القدرة على التخطيط، ولكنه في المقابل يفتقر إلى مهارات استخدام الحاسوب، وكذلك لا يمتلك المال اللازم لتطبيق هذه الأفكار، فحتى لا يبقى طاقة معطلة، فمن الحكمة بل من الضروري أن نجمعه مع أصحاب الطاقات والمواهب المُكَملة لطاقته واللازمة لتطبيق ما لديه من أفكار (إن كانت تنفع الأمة)، وليس من المنطق أن نُلزمه مثلاً بجمع المال، أو بأخذ دورات ليجيد استخدام الحاسوب ما دام يجهل استخدامه؛ لأن هذا في رأيي مضيعة للوقت والجهد، وتجاهل للطاقات الأخرى التي ربما يبحث أصحابها عمن يساعدهم في استثمارها الاستثمار الأمثل.

بهذه الطريقة يمكن أن تجتمع وتتكامل الطاقات والإمكانات وتتوزع الأعمال، وما من إنسان إلا ولديه موهبة وطاقة وعمل يقوم به، مهما صغر هذا العمل أو كبر؛ فهذا بالأفكار، وهذا بالتخطيط، وهذا بالمال، وذاك بمركبته، وذاك بنشاطه الحركي والبدني، وآخر بنشاطه الاجتماعي وعلاقاته الواسعة...، هذا في العمل الواحد، فكيف إذا تجمعت وتكاملت في القطر الواحد، بل في العالم الإسلامي أجمع؛ بين المراكز الدعوية، والمراكز الخيرية والاجتماعية ومشاريع الصناعة والنهضة التي يلتزم أصحابها بأحكام الشريعة الإسلامية؟، بل وحتى بين الجماعات التي تلتزم بالكتاب والسنة، فالأصل أن تتوحد جهودهم ما داموا متفقين في الأصول، وإن اختلفوا في القضايا الاجتهادية، فهذا لا يهدم للود قضية، فتقوية وتمتين الصلة وحبال الود بين هذه الجماعات أفضل للنهوض بالأمة!.


أيها الإخوة!

أمتنا اليوم بحاجة إلى كل طاقة، وكل جهد، وكل إمكانيةٍ ماديةً كانت أم معنوية عند كل فرد فيها، بحاجة إلى استثمار هذا كله أحسن استثمار، واستغلاله أفضل استغلال، فهناك طاقات كثيرة معطلة، وجهود مبعثرة، وإمكانات غير مستغلة، ولو وُظِّف هذا كله بطريقة صحيحة ومدروسة في نهضة أمتنا لأصبح الحال غير الحال!!.

اللهم اجعل قلوبنا مُجتمعة على محبتك، ومُتآخية على طاعتك، ومُتوحدة على دعوتك ونصرة شريعتك... اللهم آمين.


والحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.25 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]