تربية الأولاد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836877 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379389 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191233 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 945 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1098 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2020, 11:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي تربية الأولاد

تربية الأولاد


د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...

إن من أعظم ما افترضه الله علينا تجاه نعمة الذرية أن نقوم على أمر تربيتهم وتعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم، ولذا فإننا حينما نتحدث عن تربية الأبناء فإنما نتحدث عن أمانة عظيمة ومسئولية جسيمة.

الأولاد في القرآن الكريم زينةُ الحياة الدنيا: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46]، وهم منَّةُ منَّ الله ونعمةٌ تستحقُّ الشكر: {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً *وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً} [المدثر 12-14].

إن الأبناء أمانة ومسئولية، يقول عليه الصلاة والسلام : ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))؛ رواه البخاري (893)، ومسلم (1829). وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ))؛ رواه الترمذي (1705).

إن بعض الآباء يؤدِّي حقوق الأبناء من مطعمٍ ومَلبَسٍ، ويغفل عما هو أهم من ذلك، فيغفل عما هو أهمُّ وأعظم؛ ألا وهو: تأديبُهُم، وتعليمُهُم، وتربيتُهم، وقد رُوِىَ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ))؛ رواه الترمذي (1952) - واللفظ له، وأحمد (14977). والمعنى: أن أفضل ما يهَبُ الوالدُ لولدِهِ: حُسنُ الأدب، ولا شك أن ذلك خيرٌ من صنوف الأموال والهبات.

ومن الأخطاء: أن بعض الآباء يعتني بالأبناء الذكور ويهمل البنات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ))؛ رواه أبو داود (1547).

إن التربية من أفضل الأعمال وأقرب القربات، فهي دعوةٌ، وتعليمٌ، ونصحٌ، وإرشادٌ، وعملٌ، وقدوةٌ، ونفعٌ للفرد والمجتمع، وكيف لا تكون من أعظم الأعمال وأجلِّها وهي مهمة الأنبياء والرسل، وقد قال تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [الجمعة: 2].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : "{ويزكيهم}: ويطهرهم من رذائل الأخلاق ودَنَس النفوس". وهي أعظمُ مسئوليات الآباء تجاه أبنائهم.

قال الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى -: (الصبيُّ أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسةٌ خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابلٌ لكل نقش، ومائلٌ إلى كل ما يُمالُ إليه، فإن عُوِّد الخيرَ نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عُوِّد الشر وأًهْمِلَ إهمال البهائم، شَقِيَ وهَلَكَ، وكان الوِزْرُ في رقبة القيِّم عليه.

وكما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملاً، وإنما يكمل ويقوى بالغذاء، فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال، وإنما تكمل بالتربية، وتهذيب الأخلاق، والتغذية بالعلم.

وذكر الراغبُ الأصفهاني - عليه رحمة الله: أن الخليفة المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية مَنْ يقول لهم: "ما أشدَّ ما مرَّ بكم في هذا الحبس؟ قالوا: ما فَقَدنا من تربية أبنائنا".

إنّ مهمَّةَ تربية الأولاد مهمةٌ عظيمة يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها، ويعُدُّوا العُدَّةَ لمُواجَهَتِها خُصُوصاً في هذا الزمان الذي كثُرَت فيه دواعي الفساد، وتنوَّعَت فيه وسائل التأثير، وكَثُرَ إهمال الشباب فلم يعد يُسأل عنهم، وخرجت البنات مع السائقين، وقلَّ الحزم والغيرة في الرجال، وكل ذلك مقرونٌ مع الإهمال في التربية.

استمعوا إلى التوجيه الإلهي العظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

والمعنى: قُوا أهليكم النار بفتح أبواب الخير لهم، وتوجيههم إليها، وتشجيعهم عليها، بيِّنُوا لهم الحق وفوائده، ومُرُوهم به، وبيِّنُوا لهم الباطل وأضراره، وحذِّرُوهم منه، وعرِّفُوهم بأحوال الإيمان، وألزِمُوهم بأركان الإسلام، مُرُوهم بالصلاة، وعوِّدُوهم مخافة الله، والالتجاءَ إليه، واغرِسوا في قلوبهم محبَّتَهُ وتعظيمَهُ، وبيِّنُوا لهم نِعَمَهُ الظاهرة والباطنة، واغرِسوا في قلوبهم محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وما حصل على يديه من الخير العظيم لأمته، بيِّنوا لهم أخلاق النبي الكريمة، وعلِّموا أبناءكم محاسن الأخلاق، والصدق في القول والعمل، وكونوا لهم قدوة.

عوِّدُوهم الإحسان إلى الخلق، وحذِّرُوهم من الاعتداء والظلم، اغرِسوا في قلوبهم محبة المؤمنين، ووجِّهُوهم لما ينفعهم، شجِّعُوهم على قراءة الكتب النافعة، وحذِّرُوهم من الكتب الضارة، والمجلات الهابطة، والقنوات السيئة.

احرصوا على الرفقة الصالحة لهم، وباعدوهم عن رفقة السوء، ألزِمُوا نساءكم، وعوِّدُوهن العفَّةَ، والحياءَ، والحجاب.

إن مما يعين على صلاح الأبناء: الاهتمامُ بهذا الأمر، واستخدامُ الوسائل المعينة، ومن ذلك: اختيار الزوجة الصالحة، والعناية بالأبناء، وعدم إهمالهم.

وقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو عقوق ولده، فأَمَرَه بإحضاره، فسأله، فقال: يا أمير الؤمنين! ما حقِّي على والدِي؟ فقال: "أن يُحسن اختيار أمك، ويُحسِن اختيار اسمك، ويُعلِّمك القرآن". قال: ما فعل شيئًا من ذلك، فقال عمر للأب: "انطلِق فقد عقَقتَ ابنَكَ قبل أن يعُقَّك".

إن البعض يشتكي عقوق الأبناء وهو يصلى بهم شقاءاً بدل أن يجد السعادة، ولو فطن قليلاً لعرف أن السبب في ذلك أنه أهملهم ولم يعتنِ بتربيتهم.

إن مما يعين على إصلاح الأبناء وصلاحهم: القدوة الصالحة، فلا ينفع التوجيه بالقول مع المخالفة بالفعل، فالقدوة لها أثرها البالغ دون ضجيج، ولقد كان الرسل قدوة لأممهم، فعلى المُربِّين أن يكونوا قدوة صالحة لمن يُربُّونهم.

روى الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان قال لمؤدب ولده: "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيّ إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينيك، وعلِّمهم سِيَرَ الحكماء، وأخلاق الأدباء، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء".

ومما يعين على تربية الأبناء: كثرة الدعاء لهم بالهداية والصلاح، وهذا دأبُ الأنبياء فهم أكثرُ الناس دعاءً لصلاح أبنائهم مع أنهم أفضل الخلق قدوةً وعلماً وأخلاقاً، فهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يقول: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات:100]، ويقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]، ويقول وإسماعيل عليهما السلام: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: 128].

وهذا نبي الله زكريا عليه السلام يقول الرب - جلّ وعلا - في شأنه: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].

وقد وصفَ اللهُ تعالى المؤمنين: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74].

إن الدعاء دليل الحرص وعلى الاهتمام، وإن دعوة الوالدين حريٌّ أن تُستجَاب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ))؛ رواه أبو داود (1536)، والترمذي (1905) واللفظ له.

فعلى الوالد أن لا يحرم ولده هذا الفضل، وأن يمنَحَهُ كلَّ دعوةٍ صالحةٍ تكون سبباً في هدايته واستقامته، ومن باب أولى ألا يدعو على ولده فإن دعوته مستجابة، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 8-11].

إن أولادكم أعظمُ أمانةٍ لديكم، فاتَّقُوا الله فيهم، وأكثِروا من مصاحبتهم ومجالستهم، ولا تتركوهم لغيركم.

ليس اليتيمُ من انتهى أبواه وخَلَّفاه في همّ الحياة ذليلاً، إن اليتيم هوالذي تربى عند أمٍّ تخلَّتْ عنه، أو أبٍ مشغول.

لقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على كثرة مشاغله وتنوع مسئولياته يُردِف معه صغار الصحابة، ويُكثِر من توصيتهم، فقد أردف ابنَ عباسٍ رضي الله عنه، وقال له: ((يَا غُلَامُ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ))؛ رواه الترمذي (2516). فيا لها من وصية عظيمة، وتربية حميدة.

كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أردف الفضل وأسامة وغيرهما في مواضع أخرى.

أيها الاخوة:

وجِّهُوا أبناءَكُم بالرِّفقِ واللِّين قبل الشدة، والقدوة والعمل قبل القول، وبالرحمة قبل العُنف، تحبَّبُوا إليهم ليقبلوا منكم، استخدموا وسائل التربية النبوية، علِّمُوهم بالقصة والحوار، والوعظ والترغيب والترهيب.

اعدِلوا بينهم، وليكن هدفكم: إصلاحهم وتعبيدهم لخالقهم، وتهذيب أخلاقهم، وتعليمهم وتأهيلهم لما يصلحهم في الدنيا والآخرة، استخدِمُوا وسائل الترفيه لإصلاحهم، وجنِّبُوهم كل ما يفسدهم.

جنِّبُوهم الترف والميوعة، لا تُهمِلُوا أوقاتَ فراغهم، أبعِدُوهم عن الخُلطَةِ الفاسِدَة، احذَرُوا من سفرهم وحدهم، جنِّبُوهم الخلافات العائلية، لا تُسرِفوا في إنفاقِ الأموال عليهم فتُفسِدهم، ولا تمنعوهم ما يحتاجون إليه، علِّمُوهُم بالقولِ والعملِ آدابَ المجالس، وآدابَ الطريق، وقيادة السيارات، وعدم إيذاء المسلمين، وحبَّ النظام، والبعد عن التخبُّط والفوضى، والحِرص على تنظيم أوقاتهم، والحفاظ عليها.

أبشِرُوا أيها المُربُّون بمرضاة الرب - عز وجل، وبقرار أعينكم بصلاح أبنائكم، ونفعهم لكم في الدنيا، وبرِّهم بكم، وأعظمُ من ذلك بعد وفاتكم، كما قال عليه السلام: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ))؛ رواه مسلم (1631).

وليس ذلك فحسب، بل إنهم نفعٌ لكم في الآخرة، لقوله عليه السلام: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ))؛ رواه ابن ماجة (3660)، وأحمد (10232) واللفظ له، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: 21].

وها هي الملائكة تدعوا لمن صلح من الآباء والأبناء: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [غافر: 8].

إن هذا الصنف من الأبناء ممن نشأ بطريقة صحيحة سيكون - بإذن الله - نفعاً للمجتمع، وحفظاً للأمن، وصلاحاً للأمة.


هذا وصلوا وسلِّمُوا على من أُمِرتُم بالصلاة عليه ...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.81 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]