فوق سن الأربعين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 851129 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 387065 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 238 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28482 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60113 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 865 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2020, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي فوق سن الأربعين

فوق سن الأربعين


الشيخ حسين شعبان وهدان







منظومة الأرقام في الكتاب العزيز تسترعي انتباه أولي البصائر المستنيرة، وتحرك الهمم إلى استلهام درر المعاني منها، وهي في كل أحايينها ضربٌ من الإعجاز القرآني المبهر في إخبارها، أو عمق مراميها، أو جمال مبانيها.

فلا غروَ أن يهتم نفر غير قليل من العلماء النابهين من هذه الأمة قديمًا وحديثًا بالإعجاز العددي في القرآن الكريم؛ لأنهم لا يخرجون من هذا البحر الزاخر إلا بالدرر والجواهر والنتف التي تسعد الخاطر، وتزيد في الإيمان.

فكم سينبهر العقل ويزداد اليقين في القلوب بعد الوقوف على هذه الحقائق العددية في القرآن الكريم!

أن المدة التي لبِثها أصحاب الكهف في كهفهم هي ثلاثمائة وتسع سنوات، كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾ [الكهف: 25]، وقد قص الله تعالى علينا قصتهم في سورة الكهف بثلاثمائة وتسع من الكلمات!
تكررت كلمة الحياة مائة وخمسًا وأربعين مرةً، وكذلك كلمة الموت!
تكررت كلمة الصالحات مائة وسبعًا وستين مرةً، وكذلك كلمة السيئات!
تكررت كلمة الدنيا مائة وخمس عشرة مرةً، وكذلك كلمة الآخرة!
تكررت كلمة الملائكة ثمانيًا وثمانين مرةً، وكذلك كلمة الشيطان!
أن الرَّجل ذُكر أربعًا وعشرين مرةً، وكذلك المرأة!

وبعد:
فهذا لا يمثل أدنى من نصف قطرة صغيرة من خضم بحر لجي لا ينفد عطاؤه، لكنه مبهر ويبين الإعجاز في أظهر صوره، ويدل أتم الدلالة على أن القرآن العظيم في غاية الإحكام؛ كما قال ربنا جل شأنه: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].

ومن فرائد المعاني في الإعجاز العددي القرآني أنه يأخذ بيد المؤمنين إلى ارتياد آفاق إيمانية رحبة بعد أن تفاجئهم الآيات البينات بري الهدى، وقوارع المواعظ، وتنير لهم دروب الإيمان بإشارات هادية لا يعقِلها إلا العالِمون.


ومن الأرقام الواردة في كتاب الله تعالى: رقم "الأربعين"، جاء يرفل حينًا في وشاح النعمة، وحينًا آخر في أطمار مقتٍ وغضب، وجاء كذلك حدًّا فاصلاً بين زمن غشته الغفلات، وزمان آخر تسترد فيه الهمم وتدفع فيه العوائد من الطاعات لقرب الرحيل.

فمما جاء في عدد الأربعين من فيض النعم: قوله تعالى: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]، فأربعون ليلةً كاملة يقضيها الكليم موسى عليه السلام في الواد المقدس لمناجاة ربه، واستلام كتابه: نعمة كبرى، وعطاء لا تحتويه العبارة.

وفي ملمح قرآني آخر مع سيدنا موسى عليه السلام أيضًا يأتيك نبأ الأربعين هذه المرة، ولكن على عدد السنين، لا على عدد الأيام، تحمل نير النقم، بصدور مرسومِ الغضب على بني إسرائيل، بعدما نكصوا على الأعقاب، وفروا هاربين من الجهاد، وضاجروا نبي الله موسى عليه السلام بالجدل العقيم، وكان قضاء الله المبرم: ﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 26].

وفي ملمح قرآني ثالث، يجعل الله تعالى سن الأربعين فاصلاً زمنيًّا ملهمًا للانتباه بين سِنِي الانهماك في طلب الدنيا، وبين بداية التوبة الحقيقية الصادقة التي لا حظ للشيطان ولا للهوى فيها؛ وذلك لاقتراب الأجل، وهذا ما أشارت إليه الآيةُ المباركة: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

ومع سنِّ الأربعين تبدأ علامات الضعف في الظهور، وكلما مرت الأيام وتعاقبت السنون، كان ذلك إيذانًا بودَاع قريبٍ من هذه الحياة الفانية، مع وجوب الجِدِّ في المسابقة إلى الخيرات:
ولَمَّا رأيتُ الشَّيبَ حلَّ بمَفرقي
نذيرًا بتَرحال الشَّباب المفارِقِ

رجعتُ إلى نفسي فقلتُ لها: انظري
إلى ما أتى، هذا ابتداءُ الحقائقِ



دعي منزلَ اللَّذَّات ينزِلُ أهله
وجِدِّي لِما نُدعَى إليه وسابِقِي


وكثير من الناس في غفلة طاغية عن الانتظار لضيف الشيب بعدما عطف الشباب إلى بدايات الوداع؛ ولهذا يهرب الناس من لون الشيب ووقاره إلى صبغ الشعر، وتبديل لونه، كأنهم يبدلون الحقائق مع أنهم يبدلون مجرد الصور!، وقد كان الناسُ قديمًا يهربون من الشَّيب ويغتمُّون لظهوره، كأنهم يحمِلون أثقال الجبال؛ فالإنسان يروم دوامَ الصحة، ويهرب بفطرته من الضَّعف والاعتلال، قال علي بن جبلة وهو يذكر الشيب وقد بلغ الأربعين:
ألقى عصاه وأرخى من عمامتِه
وقال: ضيفٌ، فقلتُ: الشَّيب؟ قال: أجَلْ

فقلتُ: أخطأتَ دارَ الحيِّ قال: ولِمْ؟
مضَتْ لك الأربعون التِّمُّ ثم نزَلْ




ومع هذا، فالموفَّقون من عباد الله هم الذين يستثمرون زمنهم بما افترض اللهُ عليهم فيه؛ فلكل زمن فريضة؛ فرمضان للصيام، ومواقيت الصلاة لإقامتها، وبذل الزكاة يوم حصادها، ولا غرو ففريضة عمر الأربعين الأولى هي التوبة، مع ما يتعلق بها من واجبات التفكُّر فيمن مضى ومن بقي من الآباء والأمهات، وعمل الصالحات، لتبقى ذخرًا للذرية، وشُكر الله تعالى على ما أفاء من نِعم، وعلى ما أسداه لعبده من فيوض الكرم طوال عمره قبل الأربعين؛ قال الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

وفوق الأربعين بكثير من الأعوام يبقى الشباب في القلب ملازمًا للموفَّقين من أهل الهِمم، حتى وإن صاروا كهولاً أو شيوخًا، ومنهم ابن عقيل الذي قال:
ما شابَ عَزْمي ولا حَزْمي ولا خُلقي
ولا ولائي ولا دِيني ولا كرَمي

وإنما اعتاض شَعري غيرَ صِبغته
والشَّيبُ في الشَّعر غيرُ الشَّيبِ في الهِمَمِ


وقال غيره:
ما كنتُ أرجوه إذ كنتُ ابنَ عِشرينا
مُلِّكْته بعدما جاوزتُ سبعينا


ومع بعض الهِمَم التي صارت مضرب الأمثال في مجتمعاتها بعد الأربعين إما بالخير والثناء، وإما بالنعت السيِّئ.

قال لي أحد الآباء الذين تظهر عليهم آياتُ الصلاح - والله حسيبه -:
بدأت حفظ القرآن وأنا ابن ثلاث وأربعين سنة وحفظتُه بفضل الله تعالى في أقل من حولين في ظروف صعبة؛ حيث كنت عاملاً في أحد المصانع، ثم حدث في يوم من الأيام أن شاهدتُ جاري غيرَ المسلم وتابعت حاله وما هو عليه من عادات وطقوس دِينية، فحمدت الله تعالى على نعمة الإسلام، وقررتُ بعدها أن أصوم لله؛ ليكون الصوم شكرًا لربِّي على أن خلَقني مسلمًا، فإنني حينما أقف على شيء من كفر الكافرين وشِرك المشركين يقشعرُّ بدني، ويواصل صاحب الثلاثة والسبعين عامًا - والنور الساطع يبرق من وجهه ولحيته البيضاء -: آتي إلى المسجد كل ليلة قبل الفجر بساعتين، فأتهجَّد بالقرآن الذي أحفظه بلا خطأ واحد! وقد أمدَّني الله تعالى بقوة من عنده لأتمكن من إتمام ختمةٍ قرآنيَّة كل يومين!

ووالد آخر لم يحفظِ القرآن أيضًا إلا بعد سن الأربعين، وكان قد كُفَّ بصرُه بعد رحلة من الخدمة في بيوت الله تزيد عن خمسين سنة، واستطاع بعد مشقة بالغة أن يحفظ القرآنَ بالترداد من التسجيل الصوتي، وكم كان شراء ذلك الجهاز صعبًا عليه؛ إذ كان من المال معدِمًا! فلله هذه الهمم!

وحال كثير من طلاب الهداية فوق سن الأربعين قد أسعدهم الله تعالى بالبقاء على ظهر الأرض لإكمال كثير من النقص العلمي المترسب في الأعمار التي غشاها الشغل بالحياة الدنيا، فثنى كثيرٌ منهم ركبتيه للعلماء، يتعلمون في بيوت الله ما انشغلوا عنه طيلة أعمارهم التي مضت، فتعلموا قبل أن يواري أحدَهم الثرى إلى مثواه الأخير من هذه الحياة.. يا لبشراهم!

وآخرون في خدمة مجتمعاتهم قد قطعوا ما تبقى من رحلة الحياة التي اقتربت بهم إلى زمن الرحيل، فطفِقوا يتقلبون في متعة الخدمة للفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين، ويجدون في ذلك لذةً ونعيمًا روحيًّا يُغريهم بتقديم المزيد.
♦ ♦ ♦ ♦


وحكى الواقع عن آباء قد دفعوا أولادهم إلى الهاوية وهم على حافة وجودهم في الدنيا "يعني فوق سن الأربعين بكثير"، ها هي زوجة شابة تشتكي من والد زوجها مُر الشكوى، أنه دمر حياتها؛ حيث كانت تعيش مع زوجها وولدها الصغير فقط، واحتاج والد زوجها أن يعيش معهم بعدما ماتت زوجه، وكان الوالد الكبير خبيرًا في فنون الخلاعة والمجون، ومنها المخدِّرات، وكان الزوج الشاب ينام مبكرًا ليذهب إلى عمله في الصباح، فتغيرت حاله وما يُفيق إلا وقت الظهيرة، وبدأ التغيير السلبي يزحف إلى البيت الصغير، وحل عليهم الفقر والكآبة، وإذا بالوالد قدوةِ السوء قد درَّب ولده على المخدِّرات والخمر، حتى زوده بالخبرة اللازمة في مدة قصيرة جدًّا لا تتعدى ثلاثة أشهر، وانتهى الأمر ليكون الولد من الأشقياء كما كان الوالد طول حياته: ((كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء...))؛ (صحيح البخاري 4775 بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه).

وهناك من الآباء من لم يعرف طعم الدخان الخبيث في فمه إلا بعد بلوغه سن التقاعد؛ أي بعد ستين سنة، فلعلَّه أراد أن يختم حياته بطريقة لا تنفع ولا ترفع دينًا ولا دنيا!، ثم أصبح خبيرًا كعادة الغافلين في شؤون اللعب وفنون التسلية المشاهدة والجامعة لأشتات بشرية ميتة القلب بَيْدَ أنها تسعى على قدمين!
♦ ♦ ♦ ♦


والمفروض أنه بعد سن الأربعين تبدأ مناجاة العبد لمولاه بالأوبة والندم، ودفع عوائد الطاعات، ومعالجة أمراض القلوب، والسعي الدؤوب إلى رضا علام الغيوب؛ حيث لم يعد هناك وقت - بعد سن الأربعين - يضيع في غفلة، فضلاً عن التصميم على المعاصي؛ فالموت قد اقترب، والحساب عسير، وقد بدت نُذر الفِراق، وبدأ مجال الأمل في الدنيا يضيق وقد أشفى العمر القصير على نهاية الطريق، وعما قريب سيحمل العبد على الأعناق ليرقد في وسط الحفائر إلى يوم يبعثون، تمامًا مثل المعنى الذي قصده سعود الحجيلي بقوله:
فالأربعين اليوم قد جاوزتُها
شبحُ المشيب يعِجُّ في الأعماق

لا بدَّ يومًا في حياتي مقبلاً
وأكون محمولاً على الأعناق

ويكون في وسط المقابر مرقدي
والدَّمع مسفوحًا من الأحداق

اجعَلْ ختامي يا إلهي جنَّةً
يا مَن تقسِّمُ طيِّبَ الأرزاق


بعد سن الأربعين تبدأ المسؤولية الحقة في المناصحة والمشورة في الوجوب لكل طالب لها؛ حيث اكتمال العقل، وذهاب الصبوة، والتحرُّر من وثبة الشباب.

ونادرًا ما يكلف الرجال بالمناصب الكبرى قبل الأربعين؛ فكل المناصب تأتي بعد ذلك، حتى قادة المجتمعات والأمم بعد الأربعين، وحتى الأنبياء.

والمطلوب جميعًا باختصار: أن يحذَر أهل الأربعين مفاجآت القدر، وخصوصًا من عكَّرت الدنيا صفو إيمانهم مع ربهم أن ينتبهوا.. فهم الآن على مفارق طرق، ومن الدنيا على آيات وداع.

وأخيرًا:
سألت طفلين من أطفالنا عن عدد الأربعين في مخيلة كل منهما، فقال أحدهما على عجل: "علي بابا والأربعين حرامي"، أنا شاهدت هذا الفيلم، وقال الآخر: إن أبي قد اشترى لي كتاب (الأربعين النووية) وأمَرني بحفظه، فقلت في نفسي: هذا فارق التربية والتوجيه واضحًا وضوح الشمس في زمن الصبا، وسيسطع أثرُه آلاف المرات بعد سن الأربعين.


ولا شك أن كلاًّ من الولدين يعرف عدد الأربعين، لكن الفارق الفاصل بينهما كما بين السماء والأرض علوًّا وهبوطًا.

ونسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الختام، وأن يجعلنا من ورثة الجنة بسلام، والحمد لله في بدء وفي ختام.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.14 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]