إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2020, 06:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ

إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ




تجتاح العالم الإسلامي هذه الأيام حالة من الغضب، بعد تكرار الإساءة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بتعمد نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم بدعوى الدفاع عن حرية الرأي والتعبير. وفي مواجهة هذا الوضع تعددت الأساليب والأدوات في الرد على هذه الإساءة.
وبطبيعة الحال فإن كل مسلم مخلص يسأل عما يجب فعله في هذه الحالة، وكيف يمكن وقف الاستهزاء برسول الله عليه الصلاة والسلام، وكيف يكون الرد الحقيقي على هذا التحدي، وكيف نعاقب المتسببين في ذلك، وهل يمكن القضاء نهائيا على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم من قبل الغرب؟

وعلى هذا الأساس فقد دعا البعض جموع المسلمين في العالم أن يجعلوا التعبير عن غضبهم المشروع لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة إيصال أخلاقه وتعاليمه السمحة وصورته المشرقة للعالمين، فيما شدد آخرون على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع تكرار تلك الإساءات في حق المقام النبوي الشريف، وذهبت فئة أخرى من المسلمين إلى التأكيد على أن أضعف الإيمان في الرد على الإساءة والاستهزاء بنبي الله هو مقاطعة بضائع الجهات أو الدول المتسببة في هذه الإساءة.

لو نظرنا إلى القرآن الكريم وسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وفي تاريخ الدولة الإسلامية، فسيتضح لنا تماماً أن الإسلام قد وضع حلاً لهذه المشكلة، حيث واجه المسلمون حالات مماثلة مرات عدة. لقد حافظ الإسلام على العقيدة بأحكام كثيرة، وقد منعت هذه الأحكام بفاعلية محاولات النيل من الإسلام أو المساس بمقدسات المسلمين على مر القرون، ليس فقط داخل حدود الدولة الإسلامية بل أيضا على أراضي الدول الأخرى.
وجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحمل صنوف الأذى في حياته وبعد مماته، من الاستهزاء والاعتداء المادي على شخصه. فمنهم من ألقى على ظهره أمعاء الشاة وآخر وضع الشوك في طريقه، وثالث وضع القمامة عند باب بيته، ورابع حثى على رأسه الشريفة التراب. واليوم، يمتلئ العالم كُرها للإسلام ولنبيه الكريم، فصارت الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمرا متكررا، وصار اضطهاد المسلمين بسبب إسلامهم أمرا طبيعيا في العديد من دول العالم.
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ

ومن بين آيات الله العزيز الحكيم في تفسير مثل هذه الحالات قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (الحجر:94،95). وفي تفسير القرطبي قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر أي بالذي تؤمر به، أي بلغ رسالة الله جميع الخلق لتقوم الحجة عليهم، فقد أمرك الله بذلك. والصدع: الشق. وتصدع القوم أي تفرقوا..وقوله تعالى : وأعرض عن المشركين أي عن الاهتمام باستهزائهم وعن المبالاة بقولهم ، فقد برأك الله عما يقولون .

ويقول تعالى لنبيه في هذه الآية بلا تخف أحدا غير الله عز وجل فإن الله كافيك من عاداك كما كفاك المستهزئين. ومن سنة الله فيمن يؤذي الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه إن لم يجاز في الدنيا بيد المسلمين، فإن الله سبحانه ينتقم منه ويكفيه إياه، والحوادث التي تشير إلى هذا في السيرة النبوية وبعد عهد النبوة كثيرة.

ومن عقيدة أهل السنة أن من آذى الصحابة ولاسيما من تواتر فضله فإسلامه على شفا جرف هار، يجب ردعه وتأديبه، فكيف بمن آذى نبيا من الأنبياء، فكيف بمن آذى محمداً صلى الله عليه وسلم؟ {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} (الأحزاب:57).
وفي التعبير عنهم بوصف (المستهزئين) إيماء إلى أن قصارى ما يؤذونه به الاستهزاء.. فقد صرفهم الله عن أن يؤذوا النبيء صلى الله عليه وسلم بغير الاستهزاء. وذلك لطف من الله برسوله صلى الله عليه وسلم. ومعنى الكفاية تولي الكافي مهم المكفي، فالكافي هو متولي عمل عن غيره لأنه أقدر عليه أو لأنه يبتغي راحة المكفى. والمراد كفيناك الانتقام منهم وإراحتك من استهزائهم.

والقصة في سبب نزول الآية وإهلاك الله لهؤلاء المستهزئين واحدا واحدا معروفة قد ذكرها أهل السير والتفسير وهم على ما قيل نفر من رؤس قريش: منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان ابن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس.
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ

وليس نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بدعاً من الرسل المسخور بهم، بل جعل له ربه سلوة في إخوته الأنبياء، إذ لم ينفك أحد منهم من هزء عداته وسخريتهم، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} (الأنعام:10). ومع أن الاستهزاء كان الأسلوب الأبرز مما سلكه الطغاة وكثر امتطاؤهم صهوته – سيما حال ضعف المسلمين -، إلا أن الله – جل شأنه – قد كفى نبيه – صلى الله عليه وسلم – وَضَرَ ذلك الاستهزاء وأهلِه.
إن كفاية الله نبيَّه كيدَ المستهزئين ذو عموم يتخطى تطاول الحقب وتنوع الأعداء واختلاف البقاع وتنوع أسلوب السخرية وحجمِها والدافعِ إليها، إذ إن رسالته ختام الرسالات، وقد تكفل الله بخلودها إلى أن يرث الأرض ومن عليها، فلا يمكن لسخرية عدو أن تعارض خلوداً أراده الله وتكفل به. كما أن حكمة الله ورحمته تأبى أن يكون لهذا الهزؤ أثر في تجفيل الناس عن اتباع الحق الذي جاء به نبيه – صلى الله عليه وسلم -، أو بقاءٌ تُشوه به شريعة الله. وكذلك، فإن عفن السخرية يذهب هباءً إزاء رفعة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن صور كفاية الله نبيه استهزاء المستهزئين: تجديد محبته في قلوب المؤمنين مع كل حدث إساءة، لتكون تلك الإساءة جمراً يتضوع به طيب محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – الكامن في قلوب المؤمنين، فيفوحَ مسكاً تطيب به أنحاء المعمورة. وما نراه اليوم من هبة لجموع المسلمين في كامل أنحاء العالم لنصرة نبيها والدفاع عنه إنما جزء من الوقوف في وجه الإساءة والظلم والاستهزاء. فعلى الرغم من كفاية الله نبيَّه سخريةَ المستهزئين، إلا أن واجب نصرته وتعزيره لاحقٌ كلَّ مسلم بما يطيق، ولا يتحقق الفلاح إلا بذلك، {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} (الأعراف:157).

ولقد تعهد الله عز وجل بنصرة نبيه صلى الله عليه وسلم ورعايته، ودفع كل إساءة أو افتراء عنه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة:67].

ويسأل بعض الناس: ما معنى أن الله عصم نبيه من الإساءات، وكفاه المستهزئين، والإساءات تتكرر ضد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والجواب أن معنى أن الله يعصم نبيه من الناس وأن الله كفاه المستهزئين معناه أن إساءاتهم وافتراءاتهم باطلة المفعول لا تؤثر على النبي ولا على دعوته ورسالته. فلا تتحقق مقاصدهم، بل تتأتى النتائج بعكس ما خططوا له، حيث تُلْفِت هذه الافتراءات الانتباه، وتثير حب التعرف على هذه الشخصية فإذا بهم يحسنون من حيث أرادوا أن يُسيئوا، وإذا بهم يقفون على الحقيقة عندما يطلعون على عظيم خلقه ورحمته ورأفته صلى الله عليه وسلم، مما يدفعهم إلى الإيمان به أو على الأقل احترامه وتقديره.
وعلى العموم فإن قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (الحجر: 95-96)، تدل على أن أولئك المستهزئين بالنبي الكريم، ومع كونهم كانوا من أكابر القوم وكان لهم فيهم قوة وشوكة ورياسة، فإذا كفاه الله أمرهم -وقد أهلكهم الله جميعا- كفاه أمر من هو دونهم بالأولى .
وهذا وعدٌ من الله لرسوله أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيَه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل – تعالى – فإنه ما تظاهَرَ أحدٌ بالاستهزاء برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبما جاء به، إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة، قال تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 137].

وانظر لمن عادى النبي عليه الصلاة والسلام وآذاه كيف كانت نهايته في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (الكوثر: 3)، وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} (الأحزاب: 57).
نسأل الله أن يعجل بالانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعز الإسلام وأهله.
منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.09 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]