|
|
ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الأدب الإسلامي...ضرورة اجتماعية وفريضة ثقافية
الأدب الإسلامي...ضرورة اجتماعية وفريضة ثقافية هاني إسماعيل محمد تمتلك الكلمة الأدبية قوة هائلة من التأثير الناعم في الوجدان، كما أن لها قدرة خارقة في تشكيل عقل الإنسان، وبالتالي تسهم الكلمة بشكل مباشر وغير مباشر في سلوك الفرد وتصرفاته، وانفعالاته واستجاباته، وعليه كانت الكلمة -مسموعة ومقروءة ومكتوبة- أهم ميادين الصراع الحضاري والاستلاب الثقافي، صراع يقوم على فرض الهيمنة الثقافية والسيطرة الفكرية، وما ينتج عنهما من تبعية سياسية واقتصادية وتغيُّرات اجتماعية. وقد أيقنت القوى الإمبريالية في عصر المعلوماتية هذه الحقيقة، فعملت جاهدة على فرض نموذجها الثقافي والأدبي على المجتمعات العربية والإسلامية، فروجت للعولمة وما تحمله من أيديولوجية تغريبية، وأسهمت بشكل بارز في نشر مذاهب حداثية لا تتفق -إن لم تكن تتناقض- مع قيمنا الراسخة، ومبادئنا المتجذرة. وخرجت علينا منذ مطلع القرن العشرين تقريباً، خرجت نخب ثقافية وطلائع أدبية تطالب بتفنيد كل مقدس، سواء أكان نصاً بشرياً أم وحياً إلهياً؛ لذا كان أهم أهداف النص الإبداعي شعراً ونثراً "هو نقل حقل المقدس والأسراري من مجال العلاقات والقيم الدينية والماضوية إلى مجال الإنسان والتجربة والمعيش"، كما تقول الناقدة والأدبية خالدة سعيد. فلا عجب أن نجد المخابرات الأمريكية "cia" تمول أنشطة ثقافية مختلفة ومتباينة أحياناً في دول عديدة من العالم وعلى رأسها الدول العربية، كما ذكرت فرانسيس سوندرز في كتابها "من الذي دفع أجر العازف؟ دور المخابرات الأمريكية في الثورة الثقافية"، ولقد لعبت مجلة "شعر" البيروتية، التي أسسها يوسف الخال بتمويل من المخابرات الأمريكية دوراً بارزاً في الحداثة العربية، والترويج لمبادئها الهادمة لكل أشكال الأدب المتوارثة؛ طلباً للتعبير عن مكنونات النفس، بل طلباً للتعبير عن شهوات النفس وشبهات العقل، سعياً لزعزعة اليقين. بينما نجد في مصر "لويس عوض (1915: 1990)" - مفكر مصري دعا إلى استخدام اللغة المصرية القديمة في الكتابة- فكان يعجب من إصرار المصريين على اللغة المقدسة (العربية)، وأصدر ديوان "بلوتو لاند" وقصائد أخرى بالعامية -وكان توطئة لظهور حركة الشعر الحر وشعر العامية المصرية- وعندما يتصدى "محمود شاكر (1909: 1997)" -أديب مصري كان منافحاً عن اللغة العربية- عندما تصدى لأفكار لويس وكتب سلسلة مقالات في مجلة الرسالة بين عامي 1964 و1965 (جمعها فيما بعد فى كتاب أباطيل وأسمار) يمارس الإرهاب الفكري والقمع الثقافي، فيحبس شاكر وتغلق المجلة، كما اضطهده أستاذه "طه حسين" من قبل عندما اعترض على آرائه في الشعر الجاهلي، فاضطر شاكر أن يترك الجامعة ويفر من مصر، ولا أنسى أن أذكر الحملة الشعواء التي شنتها مجلة إبداع المصرية ضد الدكتور "مصطفى هدارة" -مفكر وأديب مصري 1937: 1997- لأنه كتب رسالة استغاثة للرئيس المخلوع ضد انتهاكات المجلة للثوابت الإسلامية والقيم الاجتماعية. رحل النظام ولكنه ترك إرثاً ثقيلاً من الأدب والثقافة التي تصطدم مع مبادئنا ومشاعرنا في آن، فهي تصدر عن نفوس امتلأت بالتحررية الفكرية والأخلاقية معاً، ولا يمكن أن نواجه هذا السيل إلا بأدب إسلامي يصدر عن نفوس امتلأت عاطفة فياضة بالخير والحب، وفكراً راقياً يبني ولا يهدم، يعلو بالروح ولا ينزل بالنفس، فالأدب الإسلامي كما يعرفه سيد قطب "هو التعبير النَّاشئ عن امْتِلاء النفس البشرية بالمشاعر الإسلامية".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |