جمال الأسلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858620 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393051 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215533 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-12-2022, 01:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي جمال الأسلوب

جمال الأسلوب
د. سعد الله المحمدي


"تكلَّم حتى أراك"، جملةٌ قالها أحد الفلاسفة منذ قديم الزمان.

"والأسلوب هو الرجل"، عبارةٌ أطلقهاالكاتب الفَرنسي جورج لويس المعروف بـ(بوفون)؛ كإشارةٍ إلى أهمية الأسلوب والتعبير والكلمات والألفاظ في حياة الإنسان؛ حيث إنه جعل الأسلوب جزءًا لا يتجزَّأ مِن شخصية الإنسان وحياته؛ لأن الأسلوب يكشفُ عن مَعدِن الإنسان وأسراره، وخفاياه ومكنونه، وموروثه الثقافيِّ وطريقة تفكيره في الحياة، وتحليله للأحداث.

يقول المثل الإنكليزي: "يُعرَف الطير مِن تغريده، والرجلُ مِن كلامه".

وللأسلوب مكانةٌ كبيرة في حياتِنا واستخداماتنا اليومية، فالأسلوب الجميل واللبق بوابةُ العبور إلى عقول وقلوب الآخرين دون استئذان أو تأشيرة، وبه تُكتسَب المحبَّة، وتدوم المودَّة والألفة بين الناس، وتُلبَّى الطلبات الصعبة، و"رُبَّ كلام، أقطع مِن حسام"؛ كما يقول العرب، قال المتنبي:
بأبي وأمي ناطقٌ في لفظه ♦♦♦ ثمن تباع به القلوب وتُشْتَرى
وبالأسلوب السيئ تُقام العداوات والحروب، وتشعل نِيران الشحناء والطائفية، "ومعظم النار من مستصغر الشرر"، قال نصر بن سيار:
فإن النارَ بالعُودين تذكَى ♦♦♦ وإن الحربَ أوَّلُها الكلامُ
والأسلوب مِن أكثر الأشياء التي يحتاجها الإنسان في حياته، ويختلف باختلاف الذوق والموهبة، ودرجة المعرفة والثقافة، وحتى التربية والبيئة والمكان:
فترى شخصًا يفيض أسلوبه لطفًا ولينًا، وتقديرًا وحبًّا، وكأنَّه يَنثُر لؤلؤًا ودُررًا، يجلبُ الأنظار بسهولةٍ، ويسترعي انتباه الناس، ويُشوِّقهم إلى حديثه وعذوبة كلامه.

والآخر تُحِسُّ في أسلوبه التصحُّر وجفاف المشاعر، أو نبرة الاستعلاء والتكبُّر.

والثالث تتمنى ألا تستمع إليه مرة أخرى، وألا يجمعك به موقف آخرُ، ولا عجبَ:
فكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ
.. كما قال الشاعر.

الأسلوب الرائع والجميل أقصرُ طريقٍ إلى قلوب الآخرين واستمالتهم، والكلمة الطيِّبة صدقةٌ، ويُقبَل مِن صاحب الأسلوب الجميل حتى اللومُ والعتاب، فمَن لانت كلمته، وجبَتْ محبتُه، أما صاحب الأسلوب الفظِّ والسيئ، فحريٌّ بأن يُترَك دون عودة إليه، ومرفوض منه حتى ابتسامته، بل يُعَد تجاهله أعظمَ صدقة عليه!

وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين باختيار أحسنِ الأقوال والكلام، قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53].

قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: "وهذا أمرٌ بكل كلام يُقرِّب إلى الله؛ من قراءة، وذكر، وعلم، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وكلام حسن لطيف مع الخَلْق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم".

ولذا كان أنبياء الله تعالى مِن أحسن الناس أسلوبًا، وألطفهم حديثًا مع أقوامهم ومكذِّبيهم ومخالفيهم؛ حيث ينادونهم دائمًا بـ"يا قوم"، وغير ذلك من الكلمات والأساليب الدالَّة على الاستلطاف والشفقة والنصح للآخرين.

والأسلوب الجميل هو الذي يتحدَّث عنك في غيابك، ويُمثِّلك لدى الآخرين، ويجعل لكلماتك صدًى في أوساطهم، فيتفاعلون معها، وتؤثر فيهم أثر السِّحر دون أن تدري، بل بعض الأساليبِ تمنَحُ الإنسان نوعًا مِن المتعةِ والنشوة والراحةِ والسكينة، فتكون بَلْسمًا وعِلاجًا لأَدْوَاء الآخرين وقلوبهم.

تقول بعض الدراسات العلمية: إنك لو تعلَّمت كيفية التعامل مع الآخرين، فإنك تكون قد قطعت 85 % من طريق النجاح، و99 % من طريق السعادة الشخصية.

كيف تكون صاحب أسلوب جميل؟
لا تتهجَّم على مخالفيك، بل حاوِل أن تبحَث عن المِنطَقة المشتركة بينك وبين الطرف الآخر أولًا، ثم ابدَأْ بإبداءِ رأيِك دون تجريجٍ لأحد، أو تقليل من شأنه، أو تخطئته، وأتذكَّرُ بهذه المناسبة قصةَ إحدى المعلمات اللاتي كانت تتجنب قول: (إجابة خاطئة)، بل كانت تقول: لقد اقتربت مِن الإجابة الصحيحة! أو هذه إجابة صحيحة لغير هذا السؤال! ما أجملَه مِن أسلوب.

لا تحاوِلْ أن تأخُذَك نشوةُ الحديث فتُنسِيَك ظروف الآخرين وحقوقهم؛ ((أعطِ كلَّ ذي حق حقَّه)).

التواصلُ بالعين، وتعابير الوجه، واستخدام الإشارة، والتفاعل مع المخاطَب، ونبرة الصوت ارتفاعًا وانخفاضًا حَسَب المقام، وسهولة اللغة - مِن أهم مصادر الأسلوب الناجح في الحديث.

الابتسامة لها مفعولٌ سِحْري جدًّا في إزالة الحواجز، وهي دليلٌ على حبِّك للطرف الآخر وتقبُّلك له، فلا تُفارِقك الابتسامةُ خلال الحديث، ((وتبسُّمك في وجه أخيك صدقةٌ))؛ (رواه البخاري في الأدب المفرد: 891).

الممارسة والتدريب على أجملِ الكلمات وأحسن المفردات، دون التقعُّر والتكلُّف، والتجنُّب مِن استخدام الألفاظ البذيئة والسُّوقية - مَعْلَمٌ آخر من معالم الأسلوب الجميل.

التقليل من استخدام كلمة "أنا"؛ مثل: أنا أقول، أنا أرى، أنا فعلت، وغير ذلك من الكلمات التي توحي بتفضيل النفس على الآخرين، وللأسف كانت مِن أكثر الكلمات استخدامًا في التليفونات حسب إحصائية مصحة التليفونات بنيويورك.

الناس يحتاجون التقدير الذاتيَّ ويطلبونه، فحاول ألَّا تكسِر قلب أحد بكلمة جارحة، "ولا يلتام ما جرَحَ اللسانُ"، بل أشبِعْ حاجاته بالتقدير، حتى يشعر أنه أهم شخص لديك، ثم تكون كلماتك كالأشعةِ تخترق كل شيء.

شمعة أخيرة:
يقول الشاعر والفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه: "كثيرًا ما نرفض فكرةً ما لمجرد أن النَّبْرة التي قيلت بها تُثِير النفورَ".


[1] بقلم: د. سعد الله المحمدي/ دكتوراه في الأدب العربي، ومدرب معتمد.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.39 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]