|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من أسباب علاج الهموم
من أسباب علاج الهموم (1) كتبه/ محمد سرحان الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فكثيرة هي مشاكل الناس وهمومهم وأحزانهم؛ قد تكون بسبب ولد عاق، يسيء الأدب مع والده، يرجو منه والده وهو لا يحقق رجائه، وقد تكون بسبب والد يشتد على ابنه، أو زوجة تنغص على زوجها حياته، أو زوج يسيء عشرة زوجته ولا يعطيها حقها، أو بسبب عمل شاق يجهد الإنسان وربما راتبه لا تكفي، أو جيران يتمنى الإنسان الخلاص من شرهم، أو قد يكون بسبب فقر أو مرض، وقد يكون لسبب من هذا أو أكثر، أو غير ذلك من أسباب. ويتساءل الإنسان دائمًا عن علاج ودواء للتخلص من هذه الهموم والأحزان، وهناك خمس مقدمات تغني عن كثير من التفصيل، وإن كان التفصيل يأتي بعدها -إن شاء الله-: الأولى: أن الحزن ما جاء في الشرع إلا مذمومًا أو منهيًّا عنه، قال -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139)، وقال -تعالى-: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: 40)، وقال -تعالى-: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) (مريم: 24)، (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي) (القصص: 7)، وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ) (رواه البخاري). الثانية: ستكتشف بعد زوال الشدة أن كثيرًا من المشاكل والمخاوف أعطيتها أكبر من حجمها، وأن أكثرها لم تكن تستحق كل هذا التعب والهم، وأنه ما أصابك من ورائها كان يمكن تفاديه؛ فهذا رجل اهتم لقَرارٍ في حياته أكثر من أسبوعين، وأصابه الأرق والهم والتعب، وتنغصت عليه حياته هذين الأسبوعين، ثم ألهمه الله بصلاة الاستخارة، فسكن جأشه وزال همه، وعلم أنه لو فكر في تفويض الأمر لله ما أصابه ما أصابه. الثالثة: أن كل شيء بقدر، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن قدر الله بحكمة وعلم، فمن رضي فله الرضا والفوز، ومن سخط فله السخط والخسران، واختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، فهل ترضى أو تصبر فيكون لك الفوز في الدنيا والآخرة أم تقنط فتبوء بالخسران؟! الرابعة: أن كل ما يصيب المؤمن إنما هو تكفير لسيئاته أو رفع لدرجاته، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) (رواه البخاري)، وفي صحيح مسلم: (مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ). الخامسة: مَن عرف ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله -تبارك وتعالى- استراح، وتنعم بالحياة الطيبة، فمَن يعرف أنه: رحمن رحيم، رؤوف ودود كريم، جواد محسن، غافر الذنب وقابل التوب، يجيب المضطر ويكشف الضر، ويعفو عن السيئات، وأمر هذا الكون بيده، يدبره وحده لا شريك له، وأن الكل في قبضته وتحت مشيئته وإرادته، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فكيف ييأس أو يحبط أو يحزن؟! وفي الحديث: (ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عَبْادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه شيخ الإسلام)، أي: قرب تغييره للأحول، وتفريجه للكروب، وإزالته للهموم والأحزان وقال -تعالى-: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29)؛ يغفر ذنبًا، ويفرج همًّا، ويكشف كربًا، ويجبر كسيرًا، ويغني فقيرًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًّا، ويرشد حيران، ويغيث لهفان، ويفك عانيًا، ويشبع جائعًا، ويكسو عاريًا، ويشفي مريضًا، ويعافي مبتلًى، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، وينصر مظلومًا، ويقصم جبارًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة، ويرفع أقوامًا ويضع آخرين، إلى غير ذلك من أفعاله تبارك و-تعالى-. وقال -تعالى-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران: 140)، فلا تدوم الدنيا على حال. وللحديث بقية إن شاء الله -تعالى-.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: من أسباب علاج الهموم
من أسباب علاج الهموم (2) كتبه/ محمد سرحان فمِن أسباب علاج الهموم والأحزان: (1) الدعاء: ففي الحديث عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، فما توجَّه عبد لله -تعالى- وخاب، وما لجأ عبد إلى ربه -عز وجل- وخسر، وفي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا: (إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ) (رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن لغيره). وأفضل الأدعية لزوال الهموم: ما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ، إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني)، وأعجز الناس مَن عجز عن الدعاء. وتعلَّم أن تشكو لربك -عز وجل- وحده ما أشغلك وأقلقك وأهمك، وتدبَّر قوله -تعالى-: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (الزمر: 36)، وقوله -تعالى-: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (يوسف: 86). (2) التفكر في نعم الله -تعالى- وما أعطاك من فضله: فإن ابتلاءات الإنسان قليلة في جنب نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، قال -تعالى-: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34)، وتدبَّر وتفكَّر جيدًا في قوله -تعالى-: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (لقمان: 20)، فأكثر نعمه عليك وأتمَّها وأوسعها ونوَّعها، وغَمَرَك بها، بل لو وقفت لتعدد نعم الله عليك في ثانيةٍ واحدةٍ ما استعطت لكثرتها، فاللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فالتفكير في كثرة النعم يقوِّي النفس، ويذهب وساوس الشيطان، ويحبط الهموم. (3) لا تنشغل بغَدِك، وإنما يومك يومك: فالغَد والمستقبل يعلمه الله وحده، وهو بيد الله وحده، وعبادة حسن الظن بالله -وهو أهل الجود والكرم والإحسان والتقوى والمغفرة- تجعلك تتوقع الخير والجميل والإحسان من الله -تعالى-، وقد يكون ما هو آتٍ خيرًا مما تتخيل؛ فأحسن الظن بالله، وأحسن العبادة، وانشغل بواجبات يومك، فربما يأتي الغد وأنت في أول منازل الآخرة، فانشغالك بما لا تدري هل تدركه أم لا من وساوس الشيطان التي يجتهد بها أن يُحزنك؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ)، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ" (رواه البخاري). (4) التوكل على الله -تعالى-: قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق: 3)، وقال -سبحانه-: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) (النساء: 81)، وقال -تعالى-: (فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة: 129)، وقال -تعالى-: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) (هود: 56)، فعلِّق قلبك بالله وحده، واعلم أنه وحده الذي يدبِّر أمرك وأمر الكون، وكن على كامل الثقة واليقين فيه -سبحانه وتعالى-. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: من أسباب علاج الهموم
من أسباب علاج الهموم (3) كتبه/ محمد سرحان فما زلنا مع أسباب علاج الهموم والأحزان: (5) حسن الظن بالله -تعالى-: في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، فالله -تعالى- يعاملك على حسب ظنك به، فلا تظن بربك ولا تتوقع إلَّا الخير، وفي حديث أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ، قَالَ: (نَعَمْ)، قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وَقُرْبِ غِيَرِهِ: أي: تغييره للأحوال. (6) الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ)، قَالَ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قَالَ النِّصْفَ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قَالَ الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قَالَ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: (إِذًا يُكْفَى هَمُّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني). (7) اجعل همك الآخرة: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني). (8) انظر إلى مَن هو أشد بلاءً منك تعرف نعمة الله عليك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) (رواه مسلم)، بل إن أهل المصاب ليتسلى بعضهم ببعض. (9) ما يصيبك -مع الصبر والرضا- يكفر من ذنوبك أو يرفع درجاتك: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وأَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) (متفق عليه)، وعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني). (10) الصلاة الخاشعة: قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة: 45)، وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى" (رواه أبو داود، وحسنه الألباني). (11) الإكثار من ذكر الله. وانظر فوائد الذكر في كتاب "الوابل الصيب" للإمام ابن القيم -رحمه الله-، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك وخليلك محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |