ما لا يقال لك في الحج

[ابوالوليد المسلم]

ما لا يقال لك في الحج


- كثير من التعب الذي يصيب الحجاج؛ نتيجة الضغط النفسي والقلق والخوف المصاحب لأداء مناسك الحج، والمترتب على التجربة الجديدة وعدم الخبرة الكافية في الحج والمناسك، وكذلك على الروايات السلبية السابقة من حوادث تزاحم الحجاج، وما ينتج عنها من اختناقات وإصابات ووفيات وغيرها من الحوادث، كذلك عدم المعرفة الكافية بمناسك الحج؛ لذا ينبغي على الحاج أن يوفر الأساليب الممكنة -وفق طاقته وإمكاناته- ليتجنب مثل هذه المخاطر، ويدفع عن نفسه هذا القلق والخوف، من خلال التعلم وسؤال أهل الخبرة ومرافقتهم. وهناك توجيهات عدة يمكن اتباعها للحد من هذه الجوانب السلبية:
1- الابتعاد -قدر المستطاع- عن الازدحام، واختيار الأوقات المشروعة لأداء المناسك، كالطواف والسعي والرمي، فمثلا وقت رمي الجمرات يمتد عادة من بعد صلاة الظهر إلى قبل غروب شمس اليوم نفسه، وإذا لم يستطيع -بسبب شدة الزحام- أن يرمي بعد الزوال، يؤخره إلى بعد العصر وإلى غروب الشمس، كذلك له أن يؤجل إلى الغد، وهكذا إلى آخر يوم. وينبغي أن يتعامل بذكاء في تنقلاته؛ فلا يدخل في أي ازدحام قبل ان يؤمن طريق خروجه منه، وألا يذهب بمفرده بل يكون مع رفقة تعينه.
2- المحافظة على الطاقة والجهد لأداء المناسك، وعدم هدرها في الذهاب إلى الأسواق، أو تفقد الأهل والأصحاب في حملات الحج الأخرى، والأولى له الجلوس في مكان الحملة، واستغلال الأوقات في التلبية والدعاء وقراءة القرآن، فضلا عن الحرص على الصلوات المفروضة مع الجماعة ولاسيما في أيام التشريق في منى.
3- استعمال القطارات والحافلات والسيارات للتنقل قدر المستطاع، وعدم المشي ولاسيما في الأجواء الحارة، وإذا اضطر إلى المشي فليتجنب المشي مع الحشود الغفيرة، وعليه أن يسلك طريقا بعيدا عنهم، مع أخذ فترات من الراحة.
4- أخذ بعض الأطعمة التي تساعده على النشاط والطاقة، وأن يحتفظ بذلك في أوقات المناسك ولاسيما يوم العيد الذي يشتمل على خمسة أمور، يجب أن يفعلها من بعد المبيت بمزدلفة، وهي: طواف الحج وسعي الحج، ورمي جمرة العقبة الكبرى، وتقصير الشعر أو الحلق، وذبح الهدي.
5- الإكثار من شرب الماء والسوائل والعصائر؛ لتفادي ضربات الشمس أو الإنهاك الحراري، ولاسيما كبار السن، والحرص على بذل الماء للآخرين، ولاسيما لمن يضطر للوقوف بالشمس لساعات مثل: رجال الشرطة والمرور وغيرهم، وتجنب أشعة الشمس المباشرة باستعمال المظلة (الشمسية) مع ترطيب الجسم والرأس بالماء.
6- عدم نسيان الأدوية للمصابين بداء السكري أو الضغط أو غيرها من الأمراض، ولاسيما في الأيام 8 و9 و10 من ذي الحجة الذي يغادر الحاج فيها سكنه في مكة إلى منى وعرفات ومزدلفة.
7- ينبغي له مرافقة مجموعة من الحجاج، وعدم الذهاب إلى أماكن بعيدة منفردا، مع اصطحاب الهاتف النقال، والاحتفاظ بعنوان الحملة وهاتفها ومقرها في مكة وعرفات، وكذلك معرفة مقر البعثة الطبية.
8- محاولة التأخر إلى اليوم الرابع من العيد والموافق 13 من ذي الحجة، وعدم التعجل في رمي الجمرات في يوم 12 من ذي الحجة (الثالث) من أيام العيد؛ ففي هذا اليوم يغادر معظم الحجاج؛ فيذهبون إلى الجمرات قبل الظهر؛ فيحدث زحام شديد في الطرقات وعلى الجسور وفي المرجم، وبعدها تنتقل هذه الوفود إلى الحرم المكي لتطوف الوداع؛ فيحصل زحام شديد وتعب وتدافع؛ فإذا تأخر إلى اليوم الرابع من العيد، فإن الأمور تكون سهلة ويسيرة ولاسيما في الطواف.
9- حاول أن تساعد من يحتاج المساعدة من الحجاج قدر الإمكان، دون الإضرار بنفسك، ببذل الماء والأكل للآخرين، وكذلك إرشادهم ومساعدتهم.
10- وعلى الحاج ألا يندفع لتحقيق المندوبات، ويعرض نفسه للهلاك أو الشدة، كتقبيل الحجر الأسود, ويكفيه أن يشير له من بعيد, والدعاء بأن ييسر الله له الحج والعمرة، وأن يعود سالما إلى بلده.

اعداد: سالم الناشي